حذف المادة 50 وتصفية جسدية وتهجير قبيل انتخابات مجالس المحافظات
14/10/2008شبكة اخبار نركال/NNN/القاهرة/عبد السميع أبو الفضل /
المسيحيون يناشدون نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي كمحاولة أخيرة لإنقاذهم
هروب جماعي وأناس يتراكضون متلفتين كأنما يلاحقهم الموت هكذا بدا حال مسيحيو الموصل حين غادرت الف عائلة مسيحية المدينة خلال فترة 24 ساعة اثر تفجير عدد من المنازل ومقتل 11 من ابناء الطائفة خلال عشرة ايام.
وقد اختلفت الآراء والتحليلات في هذه الحملة الشرسة التي تستهدف المسيحيين في الموصل تحت شعارات إسلامية . الأب أيمن دانا راعي كنيسة مار جرجس للسريان الكاثوليك لا يتهم أحدا مباشرة – ربما لأسباب أمنية شخصية – لكنه يشير في تصريحات صحفية إلى أن قرى كثيرة في الموصل تقوم بدفع مبالغ كبيرة لعناصر تنظيم القاعدة مقابل حمايتهم من الهجمات، لكنه يقترب أكثر في تصريحاته من اتهامهم بالقول أن المسيحيين اليوم يراد منهم أن يدفعوا الجزية كما كانوا من قبل في عهد الخلافة الإسلامية.
لكن محافظ الموصل السيد دريد كشمولة يحمل تنظيم القاعدة الإرهابي المسؤولية كاملة عن هذه الأعمال وقد دعا الحكومة الى تنفيذ حملة أمنية جديدة للتخلص من هذه العناصر . لكن المفارقة هنا ان المحافظ أدلى بتصريحات حول عملية أم الربيعين نصها "لم يتصل بنا رئيس الوزراء (نوري المالكي) او اي مسؤول ووصل وزير الدفاع عبد القادر جاسم العبيدي الى الموصل فعرفت ذلك من التلفزيون، لم يتصل بنا او باعضاء مجلس المحافظة".
في السياق ذاته يرى كتاب مسيحيون أن الموضوع لا يعدو عن كونه محاولات لزرع الفتنة بين المسيحيين وإخوانهم المسلمين كجزء من الأجندات التخريبية الخارجية الكبرى التي تستهدف تدمير البلد، وهو التحليل ذاته الذي يذهب إليه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي حيث أكد بيان صدر من مكتبه الإعلامي الذي تتولى مسؤوليته ابنته (لبنى طارق الهاشمي) ، أكد "ان ماتشهده محافظة نينوى هو ملامح بداية لفتنة جديدة يُراد لها ان تكون بين المسلمين والمسيحيين بعد ان عافى الله العراق من الفتنة الطائفية".
وانتقد البيان عمليات أم الربيعين موضحا أن هناك خللا اعترى العمليات في نهجها داعيا الى ما أسماه "تصويب تلك العمليات".
فيما استغل المسيحيون " القساوسة" مقابلتهم لنائب الرئيس العراقي بدعوتهم له للتدخل المباشر لإنقاذهم من محنتهم وسلموه رسالة تتضمن شرحا مفصلا لما يتعرضون له، وقد أكد مقربون من الهاشمي أن الرسالة تضمن محاور لم يتم الاعلان عنها لسريتها وخصوصيتها من المؤمل ان يتحرك مكتب الهاشمي لمعالجات عاجلة وآجلة.
ويرى مراقبون إن تسلسلا منطقيا للأحداث الجارية فيما يخص استهداف المسيحيين بشكل خاص والأقليات بشكل عام وكلها تأتي قبيل انتخابات مجالس المحافظات التي من المؤمل إجراؤها في أواخر كانون الثاني من العام المقبل 2009، حيث جاءت عمليات استهداف الأقليات في العراق وتركزت في كركوك والموصل وبعض المناطق الشمالية الأخرى وتم اتهام جهات عديدة في الموصل وكركوك في حينها وأبرز الجهات المتهمة جهتان الأكراد والائتلاف الشيعي والسبب حسب رأي المتهِمين هو أن التحالف الكردي الشيعي في ذلك الوقت اتفق على استهداف الأقليات والاستئثار بحصصهم في تلك المناطق.
ثم جاء حذف المادة 50 الخاصة بالأقليات في قانون انتخاب مجالس المحافظات العراقي والذي مُرِّر من خلال نفوذ الأحزاب الكردية والشيعية التي وإن كانت قد أنهت تحالفها الا أنه ما تزال هناك مصالح فردية أي أن الجانبين لهما مصلحة في الموضوع.
وجاءت الحملة الشرسة ثالثا من قبل الجانبين ولكن بطرق غير مباشرة من خلال أعمال مخابراتية والأعمال الجنائية المخابراتية – كما هو معلوم- تعتمد إحدى الطريقتين، إما طريقة إخفاء الأثر بالكامل، أو طريقة نسب الجريمة إلى جهة أخرى مع لصق أدلة وقرائن بالجهة المنسوبة إليها الجريمة. وقد عمل الجانبان آنفا الذكر بطريقة نسب الجريمة إلى آخر.
وبين هذا وذاك يبقى أهل الذمة ذمة في رقبة الوطنيين من العراقيين والا فإنه ثغر كبير يدخل من خلاله التبشيريون وأعداء الإسلام الذين يروجون ضده بأن المسلمين في العراق لم يرعوا الا ولا ذمة.