حقوق الشعوب في ذكرى الاعلان العالمي 1948
تمر اليوم ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان في 10/12/1948 الخالد، خلوده تتجلى في اهميته القصوى لكافة دول وشعوب العالم، وخاصة شعوب وحكومات الشرق الاوسط والادنى التي تعاني من عدم المساواة في الحقوق المدنية والسياسية من ناحية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخاصة الدينية من جهة اخرى، ومن الظلم والتعسف والاضطهاد المنظم ان كان من قبل الحكومات او من قبل المنظمات داخل الدول، مستغلين جهل الشعوب لتمرير سياساتها للابقاء على امتيازاتها ومكاسبها على حساب فقر شعوبها باسم "الدين"! ويبقى خالداً لانه جاء بقوة ليثبت بشكل فعال حقوق الانسان، كل انسان على هذه الارض، هذه الحقوق التي تتمثل في الحياة وكرامة الشخص البشري المتأصلة ببني البشر منذ ولادتهوهكذا ولد الاعلان العالمي 1948 بعد مخاض أليم جداً عاشته البشرية وهي خارجة من حربين كونيتين 1914 و1945 وكانت نتائجها كارثية على البشرية، فهناك ملايين القتلى والجرحى والمعوقين والمفقودين لحد اليوم، كنا نسمع من قصص ابائنا واجدادنا ان فلان أُجبِرَ وقاد عنوة الى الحرب ولم يعد!! وكانت ولادته خير للبشرية وخاصة شعوبها المضطهدة، لان المواد (1.2.3.7) منه تؤكد على ان الناس يولدون احراراً متساوون في الكرامة، لهم حقوق وواجبات امام القانون دون تفرقة من ناحية الدين والشكل واللون، انها الحرية الشخصية معترف بها وخاصة حرية الحياة، لا القتل والموت، لذا يكون تطبيقه واجب انساني واخلاقي من قبل حكومات ودول العالم كافة، وهنا نؤكد في حالة تطبيقه بشكل يليق بالانسان كانسان، هذا يعني ان هناك سلام دائم ومسرة على الارض! ولكن الظاهر اننا نعيش اليوم مع اعداء السلام واعداء الانسانية حالة من فوضى دولية وحروب وقتل ودمار وموت، بحيث لا قيمة للانسان وكرامته، انه الموت بالجملة والمفرد باسم الدين او المذهب او الطائفة او القومية، كلها تصب في صالح الحاكم الجائر على حساب اطفال الشوارع وبيوت القمامة وتهجير الابرياء
لا حق بدون تضحية، بل تضحيات، لان الحقوق والحرية لا تهب من حاكم ولا هي مكرمة من احد مهما كانت درجته ومنزلته، بل تنتزع انتزاعاً، وليس شرط ان يكون هذا النضال عسكرياً! بل عن طريق النضال السلمي والمدني ايضاً، لذلك نجد اليوم ان الشعوب المحبة للسلام نبذت القتل والحروب من اجل ابقاء حفنة على مناصبها والحفاظ على كراسيها وامتيازاتها، وهكذا يستمر النضال من اجل رفاهية وسعادة الشعوب، ونعتقد ان الغلبة لا بد ان تكون لمحبي الحياة، لا لمشرعي الموت
هنا لا بد من الاشارة ان ولادة الاعلان العالمي ليس نتيجة الحربين الكونيتين وحسب، وانما حقوق الانسان مرت بتجارب وصراع مريرمع الحكام على مر التاريخ، وكانت نتيجتها:
الميثاق الاعظم Magna Carta سنة 1215 / انكلترا
1628 عريضة الحقوق /شارل الاول والحرب مع اسبانيا
1679 قانون الحرية الشخصية/انكلترا
1689 قانون الحقوق/انكلترا
1776 اعلان الاستقلال/امريكا
1789 – 1865 اعلان حقوق الدولة الاتحادية/التعديلات
1789 اعلان حقوق الانسان والمواطن / فرنسا
1791 دستور 3 ايلول/فرنسا
1793 اعلان حقوق الانسان /فرنسا
1848 دستور فرنسا
مصدر التواريخ : مادة حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني/د.شنطاوي فيصل 2001 – كلية القانون/الاكاديمية المفتوحة - الدانمرك
هذه كانت اهم القوانين والاعلانات التي سبقت الاعلان العالمي 1948، انها ارضية وبستان تاريخي خصب لولادة الاعلان المذكور، واليوم هناك لجنة حقوق الانسان/الامم المتحدة مع منظمة العفو الدولية 1961 والعهدين في 1966 ، وان اردت المزيد تابع منتدى الاعلانات والقوانين الدولية في موقع الهيئة
www.icrim1.com
القانون الدولي وعراق اليوم
بما ان عراق اليوم يقبع في ذيل قائمة الدول المنتهكة لحقوق الانسان حسب تقارير الامم المتحدة ومنظماتها الحقوقية لا يمكننا ان نقارن مجرد مقارنة حقوقية مع باق الدول، والسبب الرئيسي الذي ادى الى ذلك هو مجموعة عوامل رئيسية! منها دخول العراق في حروب عبثية خلال القرن الماضي منها الحرب العراقية/الايرانية 1980 – 1988 وحرب الكويت وغزوها 1991، وسقوط بغداد في بداية القرن الحالي 2003 والدمار الهائل الذي نال ليس البنى التحتية بل اركان الدولة ومؤسساتها مثل ذلك البيت الذي يهدم من اساسه واليوم نحتاج الى بناء جديد، الهدم معروف عنه انه يتم بسرعة البرق، اما البناء فيحتاج الى سنين وسنين هذا ان كانت هناك نية صافية وثقة متبادلة واتحاد الافكار والاراء من اجل مصلحة الوطن العليا، اما ان كان كل طرف يجر الحبل باتجاه مغاير فتكون هناك فوضى وقتل وموت وتهجير لمكونات الوطن الاصلاء، ونصيبنا كبير وقاسي من هذه الفوضى التي ادت الى انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان العراقي الاصيل، منها وصلت الى درجة الابادة الجماعية وقلع شعب من جذوره
أهي مصادفة ان تكون اربعينية شهداء كنيسة سيدة النجاة في 10/12/2010 تصادف ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان في 10/12/1948
shabasamir@yahoo.com