حوار مع النفس
عند محاورة النفس تولد عناصر توحي بابجدية التكوين والحياة والأبدية.طاب نهارك ايتها النفس
من انت ايتها النفس؟
انا جوهر الانسان واصله
انا الحقيقة الكامنة في نَفَس الارض
انت صديقي فحسبي
انت اخي فحسبي
انت مني وانا لك
انا سر الأرض والحضور والحبور
انا خضرة المروج وهواء الصخور
انا النهر القسطال ...انا مياه الخابور
آه .. يا صديقي!
لا تعطني عالماً ينتهي في قلبي
اعطيك عالماً يبدأ من قلبي
قالتها وقت الهاجرة ومضت
طاب نهارك ايتها النفس
ها قد اقمت من مشاعري هيكل صمت لاحلامك وعناصرها
جَذُلَت اصابعي إذ كتبت: عشقت آمال النفس وحياتها
فلينفصل الظلام عن النور ولتبتعد اتراح النفس عن افراحها
آه .. ايتها النفس!
هل يمكن ان يكون اخي هو الذي يطعنني يَمنةً ويَسْرةً ؟ً
وهل يريد ان ينقش الحقد على سطح الماء كي يقول: هذه هي المثالية؟
ترى هل ستدور عجلة الزمان ويحصل ما لاتحمد عقباه؟
آه .. يا صديقي !
لا تُطَوّي نَفسَكَ
مُرّ بدورة حياتك كاملةً من نطفتها الاولى الى حين انتهائها
جُرّ اوهام الدهر بِرَسَنِ الشمس ورُدّها الى مضاجعها
شُدّ اساسك بزوايا الشمس حين تستيقظ لتمُدّ اطنابها
آه .. ايتها النفس!
احبك قدرةً على الشعور بالعاطفة
احبك جمالاً طاهراً نقياً
احبك حد التقشف والنسْك والزهد
أنّى لي ان اتخلص من مُجْن اصبح في عادةً راسخةً
نعم.. اقول ومن غير خجل .. انا احبك
وأقول
لا تتحمّسي ايتها النفس الى حد تحطيم الكراسي
ففي هذه الدنيا وفي هذا القلب ما يكفي من المآسي
لا تتحمّسي.. ايتها النفس!
ولا يعنيك ان تبرهني ان الطبيعيّ طبيعيٌ
ولا يعنيك ان تبرهني ان تقسيم الجغرافيا وتجزأتها هو جزء من التأريخ
ولا تتماجدي .. ايتها النفس! مع الأنفس الأخرى
فأنت الأرومة الأولى : جوهر وصفاء وعفة وطهر ونقاء
آه .. يا صديقي!
أترى تعيش روحك مجازاً بالمكان وانت من عطر ونور
لا تخُنْ زمانك ولا تترك مكانك
لا تترك احلامَكَ للزمان ليفترسها وتنجو بنفسك
احلامك بذور وروحك مياه اتحدت
تنمو وتنتشر كالفرفحين
استيقظ واعلم انه لا يمكن ان تكون الحياة بشعة
لا يمكن ان تكون الحياة بشعة