Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حَـفـَّـزتـَـني أكـثر يا سيد داود برنو : ردُّكَ لم يُـشبع خـيالي

يُـعـجـبني باللهجة الآثـورية الـتعـبـير ( ليه مَـسْـوِ خِـيالي = لا يُـشبـِع خـيالي ) مع تضخـيم الـ لام ، وكـثيراً ما أستعـمله أثـناء الحـوار مع الأصدقاء حـينما يحل في محله ، كـهذه الحالة في ردّ السيد داود برنو عـلى مقالي الموجّه إليه ، إنه لم يُشبع عـطش مقالي لأنه لم يضعه أمامه للإجابة عـلى كل تساؤلاتي ــ فآني وين وْ هُـوَّ وْ رَدّه وين ــ ثم لاحـظـتُ فـيه يلقي اللوم عـلى حـرية النشر في المواقع للمهمّشين ، وأودّ أن أنبّهه إنْ كان لا يـدري ، وإنْ كان يـدري فالويل عـلينا ! وليس عـليه ، أنّ هـناك أناس مهـمّشون ليس لهم أهـدافاً وُضِعـوا فـوق كـراسي ذات مناصب ، مثلما هـناك أناس ليس لهم كراسي ولا مناصب ولكـنهم ليسوا مهمّـشين بل لهم أهـداف نـزيهة مخـلصة لا مصلحـية ، وإنك لا تستـطيع أن تـُهَـمّـش مَن تشاء .
أخي : حـينما تـقـرأ مقالاً لا تـخـتلق عـندك ما لا يوجـد فـيه وإلاّ نـتهمك بعـدم التركـيز ، ثم تـقـول في ردّكَ : (( والبعض الآخر أصبحت هوايتهم الكتابة بسبب الفراغ الهائل والممل الذي يزعجهم ويسبب لهم مشاكل عائلية وأمراضآ نفسية, لأن معظمهم عاطلين عن العمل,وأن الدول الأجنبية التي يعيشون فيها تؤمن لهم كل مستلزمات الحياة الحرة الكريمة وبمستوى جيد جدآ من المعيشة والسكن والتأمين الصحي وغيرها, ولم يبق لهم أية مسؤولية عائلية سوى الأهتمام بالجانب الثقافي الذاتي ولاسيما في إعداد وكتابة المقالات هنا وهناك )) . أنا لا أكـَـذّبَـكَ ، ولكـن ما كان يجـب أن تـزج هـذه الفـقـرة في ردّك عـليّ ، لماذا ؟ لأنك لا تـدري بأني في أستراليا لستُ عالة عـلى الدولة بل عـملتُ في أكـثر من قـطاع عـمل ، ومن بـينها أكـثر من ثمان سنوات متتالية وبدون إنـقـطاع في عـمل مرهـق عـضلياً ولا يناسب عـمري والحـمد لله عـلى نعـمته وقـبل ذهابي إلى العـراق ، وحـضرتك رأيتـني هـناك ، ولما رجعـتُ باشرتُ العـمل في معـمل آخـر ولا أزال حـتى كـتابة هـذه الأسطر ويمكـنك التأكـد من جـميع حـلقاتك في أستراليا وبدون إستـثـناء إنْ كان الأمر يهمّك ، ثم يجـب أن لا تـنسى المثل العـراقي ( إحـنا وِلـْـد لِـﮕـرَيّه ، واحـد يعـرف أخـَـيَّه ................) . أما فـقـرتك : (( ولهذا السبب فإن السجال معهم لا يؤدي الى أي فائدة,وكم كنت أتمنى أن أقرأ إنتقادآحتى لو كان لاذعآ من كاتب أو شخص سياسي يعيش داخل العراق, عندها سأردً عليه بالكامل وأكون له من الشاكرين, بغض النظر عن رأيه وموقفه السياسي, لأن عناصر التفاهم المشتركة بيننا تكون أكثر واقعية وموضوعيةَ ومتيسرة )) أقـول : أجـبنا عـلى قـدر حالنا ومستـوانا يا أخي لماذا تـبخل عـلينا ، نـحـن بسطاء ، إرجع إلى مقالي وأجـب على أسئـلتي البسيطة ولا تـتهـرّب منها كما فـعـل غـيرك قـبل حـوالي شهـرَين ؟ وقـد أعـجـبني قـولكَ عـني : (( لايمكن مناقشتها بهذه الطريقة وبشكل علني, ولكن هو حُرً في التعبيرعن رأيه وموقفه السياسي )) فـيسعـدني أن أبوح لك بأني ــ منذ أنهـيتُ الدراسة الثانوية في ألقـوش والأخـويات الكـنسية ــ لا أرغـب في الإرتباط أياً كان شكله ، وحـينما سُـنَّ قانون حـرية الإنـتماء إلى النقابات في منـتـصف الثمانينات ألغـيتُ إرتباطي بنقابة المعـلمين ، ثم إلى درجة لا أقـبل بسيامتي كشماس لأنها في نـظري مسؤولية وإرتباط ، ولكـني نشيط في الكـنيسة والمجـتمع وعـلى الصعـيد القـومي الكـلداني الأصيل ، وفي لقائك معي في المطار الصغـير إعـتـرفـتَ لي بـبعـض الشيء من هـذا القـبـيل .
وتـقـول : (( لقد أثبتت الأحداث والوقائع صحة ما ذهبت اليه بأن النظام الأيراني يشكل مركز ثقل في المعادلة السياسية العراقية, لا بل في القضية اللبنانية والقضية الفلسطينية أيضآ, بالإضافة الى نشاطه المتزايد في منطقة الشرق الأوسط وعلى كافة الأصعدة ولاسيما مشروعه النووي, إذن فلا بُدً لنا من التعامل معه بشكل من الأشكال شئنا أو أبينا, إنطلاقآ من هذه المعادلة السياسية القائمة في العراق, وفي هذه الأيام نشاهد في وسائل الأعلام المختلفة المسؤولين العراقيين ينتقدون موقف أيران لتدخلها السافر والمباشر في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ........))
يا داود : هـذا شأن دولة ورئيس وجـيش وحـكومة ودستور ووزير ، وليس شأن قس ومطران وكـنيسة وناقـوس ولا هـو شأني وشأنك كأفـراد إلاّ إذا كـنا مكـلـَّـفـين أو مجـنـًّـدين من جـهات أخـرى ذات مصالح ثمينة ويقـشمرون عـلينا بـنـفـر كـباب . أما بالنسبة إلى الأكـراد فإن وجـودنا معـهم ليس وليد صدفة وإنما منذ أجـيال وأجـيال ، وعـندنا من بـينهم ( دوست ) لنا في ألقـوش مثلاً ، وهـذا يعـني أن عـلاقـتـنا معهم جـيدة منذ أزمان فـلـنحافـظ عـليها بدون رتوش ولا نـفاق ولا رياء ولا هـز الذيل ولا نعـطي بـيدهم مستـمسك ضد بعـضنا البعـض بالوشاية عـلى إخـوانـنا ، ونـحـن نـتـذكـّـر المثل في ألقـوش : ــ قـيسا لا كـيثِ لِـتـْـوارا إنْ لا هـويا إيـذِح مِنـَّـح ــ .
أما رأيكَ بأبو ناجي والـﭭاتيكان أحـترمه ، ولكن لا تـنسى أن حالهما حال الأمم المتحـدة ، ثم تـقـول : (( لنا الأمل بوجود نخب سياسية مثقفة في هذا البلد تعترف بحقوق شعبنا وتعمل من أجل تأمين حقوق كافة الأقليات والقوميات في هذاالوطن العزيز )) وتـعـليقي هـو : إنّ فاقـد الشيء لا يعـطـيه .
وتـقـول في مقالك َ : (( لقد بدأت الأتصال بجهات عديدة منذ نهاية عام 2005 لتشكيل تلك القوة المسلحة وبشكل رسمي ولكن دون جدوى, ولو تحقق ذلك لَمًا إستشهد المطران فرج رحو ورفاقه الكهنة والشمامسة وطابور من المؤمنين الذين قتلوا وهُجًروا من مدينة الموصل الحدباء. كما إنني لازلت الآن أطالب بتشكيل تلك القوة لمجابهة الأخطار والتحديات التي أمامنا, وإن القوات العراقية لاتزال غير مؤهلة لتأمين الحماية الكاملة للمنطقة ولا سيما إذا حصلت أشتباكات بين الأطراف المتنازعة في منطقة سهل نينوى لاسامح الله )) . يا سيد داود أراك في حـماس وإنـدفاع الشباب وأحـسُدك عـلى الروح الشبابـية التي فـيك ، هل تـعلم ، أجـدادنا الشيّاب كانوا يقـولون أن الشاب يستـهـلك طلـَـقات بنـدقـيته بسرعة أثـناء المعـركة دون أن يصيـب كـثيراً ، ولكـن عـنـد الشايـب تبقى فـترة أطول مع إحـتمالية أن يصيـب أكـثر ، فـعـن أية قـوة تـتـكلم وأية أسلحة وجهات وأطراف متـنازِعة ونينوى وإستـشهاد المطران ؟ إذا كانـت القـوات العـراقـية النظامية المسؤولة وذات هـيـبة قانونية ودستورية وعَـلم ودبابات ونجـمات وتيجان وخاكي ، كلها لا تستـطيع حـماية المنطقة ، كـيف تحـميها بـبعـض الأفـراد ، مائة أو خـمسمائة أو ثلاثة آلاف أو عـشرين ألف وقـل ما تشاء ؟ لا ، وﭽـماله أهـل الذمّة ، مع مَن ؟؟؟ المسألة ليست ( طِـﮕـَّـة ﭽـيلـَه ) وإنما المسألة ما بعـد صوت الـ طـَﮕـَّـة ، وهـنا أتـذكـّر كلام المرحـوم ( القـس ) المطران يوسف توماس في عام 1974 حـينما سألته سؤالاً عـفـوياً من مشاعـري حـول ما يُـروّج البعـض به اليوم عـن منـطقة قالت ، والذاتي حـكى ، فـقال : كلاّ ! ............. ؟؟؟
وقـد خـتـمتَ ردّكَ بـ : (( أما بالنسبة الى بلدتنا القوش الحبيبة إنني أفتخر بها ولكنني أفتخر أكثر لكوني عراقي من بلاد مابين النهرين وطن الآباء والأجداد, أرجوا أن تكون هذه الكلمة كافية وشافية )) فأقـول : مع كل الأسف لم تـكـن كافـية ولا شافـية وأتـمنى لك العافـية .
Opinions