رجل المصاعب في مواجهة المتاعب
لقد مر شعبنا الآشوري بمصائب كثيرة منذ تغيير نظام الحكم في العراق عام 2003، وكانت هناك محطات تستحق الاحترام والدعم وكانت هناك مصائب صب جمها على الشعب الآشوري بمساعدة قياديها الذين خانوا العهد وإسترسلوا وراء نزواتهم.أولاً لنبدأ بتنظيماتنا السياسية داخل الوطن، وهل لدينا تنظيمات سياسية مستقلة القرار بحق تعمل من أجل مصلحة الشعب الآشوري؟ فالجواب يقيناً ،،، كلا .
ثانياً ماذا عن تنظيماتنا السياسية خارج الوطن (المهجر)؟ فالجواب ليس أفضل من تنظيماتنا السياسية داخل الوطن فالاحتراب الداخلي وإقصاء الأخر والمحاولات المستمية للإنفراد بالقرار الجماعي موضة الأغلبية الساحقة من أحزابنا المهجرية.
إذن فإننا لا نستطيع الاعتماد على تنظيماتنا التجارية والعائلية إذا صح التعبير لخدمة شعبنا الذي اصبح لا يعرف من يساند ومن يعادي.
المتابع لقضيتنا القومية والوطنية يعرف جيدا بأن تنظيماتنا السياسية ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر،
كان حصيلة التنافس السلبي على المراكز بين أحزابنا وحركاتنا واتحاداتنا ظهور الحركة وبحكم الظروف وبمساعدات أقليمية ومهجرية اقوى تنظيم استطاعت ان تثبت نفسها بين ابناء شعبنا الآشوري، تارة مدعومة وقوية باتفاقياتها المشبوهة مع القوى الوطنبة العراقية والاقليمية وتارة اخرى بتنازلاتها القومية لغرض بقاءها ممثلاً للشعب الآشوري وخاصة في المنطقة الشمالية قبل تغيير النظام والمنطقة الوسطى بعد تغيير النظام.
وفي هذه الظروف ظهرت شخصيات آشورية من خلال التنظيمات القومية والوطنية طالبت بحقوق الشعب الآشوري وما من النائبة السابقة في حكومة رئيس الوزراء العراقي الاسبق أياد علاوي السيدة ابتسام كوركيس مثالا رائعاً في المواقف القومية الشريفة أثناء زيارتها الى نينوى عندما قالتها على الملأ بان نينوى كانت وستبقى عاصمة الآشوريون، وما من النائبة السابقة جاكلين زومايا عندما عصفت الجمعية الوطنية العراقية في احد اجتماعاتهم بقولها بأن حقوقنا ليست منية أو هبة من أحد حينما كانت أحزابنا وحركاتنا مشلولة ومتصارعة فيما بينها من اجل المراكز البائدة.
وهناك العديد من ابناء شعبنا تقلدوا مناصب حكومية وطنية امثال السيد بهنام البازي والسيد فوزي الحريري والسيد نوري بطرس عطو والسيد كوريال إيشو والسيدة باسكال ايشو والسيدة وجدان ميخائيل والسيد ابلحد أفرام ويونادم كنا اللذين لم نسمع كلمة واحدة منهم عن حقوق الشعب الآشوري بل على العكس كل ما لاحظناه من (بعض) هؤلاء معاداة طموحات الشعب الآشوري فغالبيتهم من عمل في منصبه منتكس الرأس من اجل مصلحته الشخصية فقط متناسياً واجبه المقدس تجاه شعبه الآشوري والعراقي ومنهم من باع نفسه للغرباء وعمل دؤوباً لمنع منطقة امنة للآشوريين ولا يزالون يعملون المستحيل لأعاقة اي عمل يخدم شعبنا ومعاداتهم للسيد سركيس أغاجان وتلفيق التهم الجاهزة له في الوطن والمهجر لمساعدته كافة ابناء الشعب الآشوري بكل مذاهبه وطوائفه خير دليل على ضيق افق قياديي حركاتنا. والجدير بالذكر بأن السيد سركيس أغاجان كان في مقدمة من ساعد اعضاء الحركة في إيران بحيث كان يعتبر من أصدقاء الحركة المقربين حسب ما تحدث عنه الاخ نشرا عندما كان احد مقاتلين الحركة في ذلك الوقت.
قبل ان اتكلم عن الاخ سركيس أغاجان، أود ان اوضح نقطة هامة جداً ، انني لا ادافع عن هذا الصرح الآشوري العظيم وإنما أعماله الفعلية على الساحة الآشورية تدافع عنه (ومن ثمارهم تعرفونهم)
في زيارتي الاخيرة للوطن لاحظت التغيير الكبير الذي طرأ على قرانا الآشورية من الناحية العمرانية ولكن كان هناك تجاوز صارخ عليها من قبل الاكراد، فليست هناك قرية آشورية لم يتجاوزوا عليها، وانني اذكر ناحية سرسنك لأنني احد ابناءها فهناك تجاوز من كافة الإتجاهات بالرغم من كونها منطقة سياحية.
اذا قمت بزيارة الى الشمال العراقي ترى صورة اخرى، وبالرغم من التجاوزات فهناك قرى آشورية تنبعث فيها الحياة من جديد، بيوت أفضل من القرى الاخرى مزودة بالماء والكهرباء ذات طرق مبلطة او في طريقها الى التبليط، صحيح ان هناك بعض العوائق والمشاكل التي تواجه ساكنيها ولكنها مؤقتة،
إذا نظرنا بمنظار عام على الظروف التي يمر بها شعبنا بين القتل والتهديد في وسط وجنوب العراق فإن هذا المشروع الخيري الجبار هو ملاذ أمن لعوائل شعبنا الذين انهكهم الترحيل والتهديد واحيانا تصل الى القتل.
إننا دائما نتباكى على قرانا وتتعالى صيحاتنا عبر الانترنيت بالهجرة وترك القرى، ولكن إعادة الحياة الى القرى الآشورية كان حلماً تحقق على ارض الواقع، فمنذ إعطاء الاكراد الملاذ الامن من قبل القوى الدولية عام 1990 وشعبنا ينتظر من تنظيماته السياسية الخلاص والمساعدة في إعادة ما خسره في السنوات الماضية.
كلنا نعلم في الوطن والمهجر مدى تدفق الدولار المهجري الى أحزابنا وخاصة حركاتنا في الوطن من عام 1990 لغاية 2003 . والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، ماذا فعلت هذه التنظيمات السياسية لشعبنا المسكين؟ أيكون الجواب المدراس المساة "السريانية" !!! لا أعتقد بأن هذه اللعبة ستنطوى على شعبنا اليوم، لعبتم بها في الماضي، وتاريخ نفاذيتا انتهى عام 2003 والجدير بالذكر بان حركاتنا السياسية كلفت بمصاريف النقل و مكافاء المعلمين لهذه المدارس فقط فقط فقط.
هنا لا نريد ان نلوم أحدا على سوء التصرف بالاموال المهجرية كل هذه السنوات والتي كانت تفوق الملايين وكانت هذه الاموال من أبناء شعبنا المهجري، وهناك العديد منهم من منع ابناهم من شراء ألعابهم المفضلة وادخر المال ليرسلها متبرعاً لتنظيماتنا وحركاتنا السياسية، فماذا كانت النتيجة؟
ساقية بطول مترات بلغت كلفتها الاف الدولارات حسب ادعاءات منفذيها.
ام مشروع لتسمين العجول الذي هو قائما شامخا لليوم في قرية كوري كفانا بدون نعجة أو حتى دجاجة واحدة بكلفة 60 الف دولار،
أم مشروع طريق سولاف - هيّس (برواري بالا) الذي لم يرى النور وكان احد ابناء شعبنا دفع تكاليفه مقدما ويعيش اليوم في أريزونا / امريكا
ام المشاريع الوهمية التي لا تعد ولا تحصى،
إنني لا اتهم احداً بالسرقة ولكن لماذا ندعم هذه التنظيمات والحركات السياسية بعد ان اثبتت فشلها في اعادة تعمير قرانا، وهنا السؤال يطرح نفسه !!!
بهذا الكم الهائل من الاموال المهجرية ماذا كانت اعمال تنظيماتنا وحركاتنا السياسية لخدمة أبناء شعبنا في الشمال العراقي؟
مرة أخرى أقولها إنني لا احاسب احداً ولا اتهم احداً فلنقي نظرة عابرة لما يحدث اليوم ومن شخص واحد فقط يقوم بعمل جبار من دون ان يجبر على القيام به فلنسأل تنظيماتنا وحركاتنا السياسية:
لماذا نعادي من بنى القرى الآشورية ونتهمه شمالاً ويمينا؟
لماذا لا نرى ابناء شعبنا يملأؤون القرى التي طالما كانت هذه العملية حلم يراود أي آشوري شريف؟
لماذا نحارب من إشترى أراضي واسعة وبنى عليها قرى آشورية وأسكن فيها الآشوريون؟
لماذا تعمى عيوننا من رؤية التغيير الجغرافي (لبعض) القرى المسكونة من غير الآشوريين التي اعيدت الى اصحابها الآشوريين بعد إزالة التجاوزات عنها
لماذا نتهم شخصا يعمل كل ما بوسعه من أجل شعبه، ولم نرى مشروعاً أو عقاراً بإسمه الشخصي
ولا اريد التحدث عن مطاعم وفنادق ومشاريع اخرى من بغداد ومروراً بعنكاوا وكوري كفانا وسرسنك ووصولا الى بيباد.
ألا نستطيع أن نرى ،،، أم إننا نغمض عيننا حتى لا نرى: مساعدة ابناء شعبنا إعلامياً ،،، مساعدة ابناء شعبنا ماديا ،،، مساعدة أبناء شعبنا سكنياً ،،، مساعدة أبناء شعبنا ثقافياً ،،، مساعدة أبناء شعبنا رياضيا ،،، مساعدة أبناء شعبنا فنياً ،،، مساعدة أبناء شعبنا إجتماعياً ،،، مساعدة أبناء شعبنا دينياً وكنسياً دون فرق بين نسطوري او كلداني او أرثذوكسي او سرياني او انجيلي.
فإن عادينا هذا الشخص فإن دل على شيء فإنه يدل على حقدنا الدفين وعقليتنا المريضة وكرهنا الاعمى اتجاه هذا الرجل المتواضع المؤمن بخدمة شعبه وامته مهما كانت التضحيات،
وكل نبي بين قومه مرفوض !!!!
samshlimon@yahoo.ca