سنة حلوة يا عراق
ها أنت ياعراق تغمض عينيك عن سنةٍ مضت و تمدُ يديك لسنة أخرى قدمت و ما زلت تراوح الى الوراء و تجر أذيال الخيبة المزمنة المعقودة برقاب من يحبونك منذ عرفناك و عرفتنا و مازال ابناؤك يتعاركون فيما بينهم و يتناوشون تهم اللاانتماء إليك و هم قابعون خلف الحدود أو بعضهم ممن وضع قدم هنا و جنسية هناك و كأن اسمك اشتقيته من( العراكِ )لا من (العراقِ ) ألم يجدوا لك حوبة فعقوك أم انك أب عاقٌ لأولادهِ و هم يبادلونك العقوق أم إن مياهك كانت مالحة ( مجة ) فارتووا من مياه مستوردة معبأة بقناني الطائفية فأخذوا يطمرون أنهارك بمعاول تفاهاتهم السياسية ليموت الحسين و أبنائه عطشى من جديد عند خاصرتك المتورمة في صحراء الانتقام , تحاصرهم جيوش الجهل و ترميهم نبال الاتهامات و تتسابق الى قطع رؤوسهم ايادي الطامعين الطامحة الى بضعة دولارات عند ابن زياد و هو على عرشه يضحك عليك و على عراك ابنائك ,
مالي أراك و أنت تعبر السنون عيناك محمرةٌ تترقرق فيهما الدموع و الالام , و الأحلام تتساقط منك على قارعة الاوطان ؟ يدوسها الغرباء بأقدامهم و نحن نلملم فُتات ما يرمى من موائدهم التي شبعت من نفطك و أرضك لنقرع بها آهات مرملة و نملئ بها قدور الايتام ’ المنتظرة لوالدٍ مزقته جثث مفخخة بالحقد و منقوعة بجاهلية بعثت من جديد ,
مثلك لا يبكي يا عراق دموعك زقورة تتحطم و جنائن معلقة لا تصلها عيون سكان الاهوار و صحراء تنتظر سمائك ترزقها الطيور المهاجرة
أتخشى أن يمزقك أبنائك و يقطعوك و يرثوك و أنت حي ترزقهم ؟ أصابع سوداء تحيك بك شباك الفرقة و التشتت و تريد بك السوء و ضجيج بعضك يعلوا على عقول من يحبوك
إن هذا ما يخشاه كل عراقي وطني شرب ماءك بصفاء نية و لم يدنسه بمصالح أنية أو أثنية , او يلوثه بولاءات عابرة للحدود
إطوي خطواتك سيدي فأنت باقٍ و كل هذا الزبد راحل بلا رجعة و أطفيء شموع الامس الناعسة بشموس الغد الساطعة فنهار فجرك قريب و كلما ضاقت عليك حبالها فرجت و أنفكت شباكها , و سنة حلوة ياعراق .