صحيفة أميركية تتحدث عن خطة للإنسحاب من العراق وبغداد وواشنطن ترفضان التعليق
11/06/2007سوا/
رفض توني سنو الناطق باسم البيت الابيض تأكيد أو نفي التقارير الصحفية التي تحدثت عن نية الرئيس جورج بوش سحب معظم القوات الأميركية من العراق إعتبارا من منتصف العام القادم.
وقال سنو في لقاء مع شبكة CBS إن المهم الآن هو قيام الحكومة العراقية بالايفاء بتعهداتها بتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء حالة العنف في البلاد، وأضاف:
"سيأتي الوقت المناسب لتطبيق إحدى توصيات لجنة بيكر-هاملتون بسحب القوات الاميركية من الخطوط الامامية ووضع قوات عراقية بدلا عنها، على أن تبقى قوة أميركية للرد السريع لمساندة القوات العراقية في تنفيذ بعض المهام الامنية، في الوقت نفسه، على الحكومة العراقية الاستمرار بتطوير العملية السياسية، ليشعر العراقيون بمختلف أطيافهم أنهم مُمثلون في هذه الحكومة ويتعاونون معها لمطاردة المتمردين والمقاتلين الاجانب وغيرهم من الذين يحاولون تقويض الديموقراطية قولا وفعلا ".
هذا وكانت صحيفة واشنطن بوست قد قالت الأحد إن مسؤولين عسكريين أميركيين في بغداد يدرسون خطة للإبقاء على تواجد عسكري بعيد المدى في العراق، بشكل يخول قواتهم مواصلة القيام بعمليات مستقلة، على غرار التواجد الاميركي في كوريا الجنوبية. ونقلت الصحيفة عن ضباط ومسؤولين أميركيين آخرين لم تكشف هوياتهم إن هذه الخطة التي تتناول مرحلة مقبلة أطلق عليها اسم "ما بعد الاحتلال " تستند على أساس الاستنتاج بأن خفضا كبيرا للقوات سيبدأ على الأرجح منتصف السنة المقبلة، على أن يتم سحب ثلثي القوات الحالية البالغ عددها 150 ألفا في أواخر 2008 أو مطلع 2009 .
وأضافت الصحيفة أن الأسئلة التي يتداولها المسؤولون الآن ليست حول ما اذا سيتم خفض الوجود الأميركي، وإنما تتعلق بسرعة ومستوى وهدف أي انسحاب، ونقلت عن مسؤول عسكري قوله إن عملية الانسحاب تحتاج إلى خبرة وكفاءة تتجاوز خبرة الدخول.
وقال بعض المسؤولين إن خفض القوات سيظهر للقوات المناهضة للأميركيين أن الوجود الأميركي لن يستمر إلى الأبد، فيما يطمئن الحلفاء العراقيين إلى أن الولايات المتحدة لا تعتزم مغادرة البلاد، بحسب الصحيفة.
ورأى بعضهم أنه حتى وان كان الهدف هو الانسحاب الكامل، فإن الأمر سيستغرق سنة لتنفيذه، ونقلت الصحيفة عن قائد العمليات العسكرية في العراق الجنرال رايموند اودييرنو أن العملية لن تتم بين ليلة وضحاها.
وقدّر أحد المسؤولين انه مع وجود طريق رئيسي واحد للخروج من البلاد يمر عبر جنوب العراق إلى الكويت، فإن الأمر سيتطلب ثلاثة آلاف قافلة كبرى على الأقل وعشرة أشهر لسحب المعدات الأميركية وعناصر الجيش، بدون أن يتم احتساب آلاف الاليات التي سيكون المطلوب منها حماية مثل هذه العملية.
ثلاثة خيارات للانسحاب
وأفادت الصحيفة نقلا عن عسكريين أميركيين قولهم إن هيئة الأركان كانت تدرس ثلاثة خيارات للانسحاب من العراق، الأول انسحاب كبير، والثاني انسحاب كامل، والثالث انسحاب بطيء ومطول. ويبدو أن الخيار الثالث هو الذي سيتم اعتماده.
وأوضحت واشنطن بوست أن أساس الخطة سيكون توكيل فرقة مشاة آلية تضم حوالى 20 ألف جندي لضمان أمن الحكومة العراقية ومساعدة القوات العراقية في حال دخلت في معارك ليس بوسعها خوضها.
وبحسب أودييرنو، فإن قوة تدريب واستشارات تضم حوالي 10 آلاف عنصر ستتولى العمل مع الجيش العراقي ووحدات الشرطة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن المسؤولين يفكرون في نشر وحدة عمليات خاصة صغيرة للتركيز على محاربة تنظيم القاعدة في العراق.
ونقلت الواشنطن بوست عن مسؤول في البنتاغون قوله إنه يعتقد أن الجيش الأميركي سيبقي على قدرات قوية لمكافحة الإرهاب في هذا البلد لفترة طويلة جدا.