صفحات أنصارية 1- شيوعي يحمل كرامته عبئاً
أهلا بك ضيفاً عزيزاً عندنا، شرط أن تترك كرامتك خارجاً! هذا ما صار أصدقاء وأقرباء وأهل الشيوعي المتخفي يواجهونه به وهو يطرق الأبواب تباعاً.
يضيء الفنان المسرحي عدنان اللبان في كتابه القيم "صفحات أنصارية" مساحة خطيرة الأهمية في حياة الشيوعيين العراقيين الذين اختاروا جبال كردستان منطلقاً لخوض صراعهم مع حكومة الدكتاتور صدام الشرسة، وكيف شعر هؤلاء تجاه مجتمع تخلى تحت ضغط الدكتاتورية، ليس فقط عن أجمل أبنائه، بل وأيضاً عن أبسط القيم التي تربط نسيجه، وتمزق أشلاءاً منفردة مرعوبة خائرة يخاف كل منها من الآخر، وهو بالضبط ما تحتاجه الدكتاتورية لتثبت حكمها في المجتمع. وإن استثنينا بعض التفاصيل، فلاشك أن ما طرحه اللبان من مشاعر وأسئلة ينطبق على كل منتم لحزب ممنوع في الطيف العراقي في حقبة صدام حسين، يرفض الإذعان والتخلي عن قيمه، ولذلك فأن لهذا العمل قيمة عراقية، بل إنسانية عالية.
ولعل أشد ما يلفت نظر القارئ، إضافة إلى التهديد المستمر بالقتل والتعذيب، حالة التشرد المرة التي عاشها هؤلاء الشيوعيون وصار أصدقائهم، وحتى أهلهم ورفاقهم يهربون منهم ويدعونهم إلى التخلي عن قضيتهم. فكأن الشيوعي وكرامته أماً تحمل طفلها الذي أصابه الجذام. لا أحد يقبل باستضافتها معه خشية العدوى، ولا هي قادرة على التخلي عنه! الكرامة هي العدو الأكبر لكل من يريد أن يتحكم بمصير شعب، لذا كانت هدفاً أساسياً للدكتاتورية وللإحتلال على السواء.
كان شرطاً قاسياً حقاً على تلك "الأم" التي يطلب منها أن تنزع قلبها قبل أن يسمح لها بالدخول، فكيف ستكون صورتها أمام نفسها إن فعلت؟ وهذا ما جعل الصراع شديداً وعنيفاً ومريراً ومؤلماً بكل معاني الكلمة. في هذا الجزء (الأول) من المقالة نقتبس من كتاب الأستاذ اللبان النصوص التي تجسم تلك النقطة الدرامية في حياة الشيوعي الباحث عن ملجأ يتسع له ولكرامته في وطن يزداد ضيقاً. وفي الجزء الثاني سنقتبس بعض النصوص التي ركزت على الأثر الإجتماعي الخطير للدكتاتورية على الشعب، وأثر حياة التمرد القاسية على الأنصار الذين راهنوا بكل شيء لديهم، ومشكلة عودتهم إلى الحياة الطبيعية بعد ذلك.
إنه كتاب قيم حقاً، ليس من الناحية التاريخية والأدبية فقط حيث أبدع مؤلفه في التقاط صور الحياة وتفاصيلها االصغيرة ذات المعاني الكبيرة، ونقلها إلينا، وإنما لما يقدمه من أمثلة لعراقيين دافعوا ببسالة تكاد تعتبر خيالية اليوم، عن قيمهم بوجه اضطهاد الدكتاتورية العنيف، بل رفعوها عالية في نفوسهم فارتفعوا بها، فصمد من صمد واستسلم من استسلم، وما بينهما، ولكل إنسان طاقته. ما أحوجنا اليوم إلى تأمل تلك النفوس مُثلاً نقتدي بها ونتقرب منها ونستعين بحقائق بطولاتها ونكشف زيف من يؤكد اليوم أن ضعف الشعب وانحطاطه في جيناته ويبشر بهزيمته الأكيدة، ويدعو إلى براغماتية الإستسلام لكل دنيء، أجنبي كان أم ذيله العراقي. "صحفات أنصارية" قصة صراع الكرامة الأنسانية في العراق من أجل البقاء على قيد الحياة، ومن هنا ضرورة وجوده في كل بيت. أرجو لكم قراءة ممتعة لمقتطفات منه راجياً الإنتباه إلى أنها منفصلة عن بعضها البعض:
******
“بعد عشرة دقائق أدركت أني لا استطيع أن أطلب منه أي شيء، لكني آثرت أن أستمر معه في الحديث لأمنع حدوث فجوة ستؤلمه لو ذهبت مباشرة. بعد نصف ساعة مددت له يدي مودعاً. انفرجت أساريره. كأن هماً ثقيلاً إنزاح عنه فجأة. إحتضنني وطلب مني برجاء أن أنتقل إلى المناطق المحررة حفظاً على حياتي. إستأذنني وذهب إلى الغرفة وجاءني بقمصلة أمريكية أكد بأنها ستنفعني هناك، وأخرج من جيبه خمسة وعشرون ديناراً وأقسم أنه لايملك غيرها. لم اقبلها، لكنه أصر ودفع بها في جيبي.”
“كنت أفرح عندما أستلم البريد، لأنه سيفرض علي الذهاب إلى كردستان في اليوم الثاني... كنت بحاجة لمن يشاركني في استيعاب التدهور الحاصل والإيمان المتصدع بالقدرة على إعادة التنظيم.”
“...وسألته: ولكني جئت من بغداد ولا أستطيع العودة في هذا الوقت الذي يغلق فيه الطريق، وانا عسكري، فهل أستطيع المبيت عندكم وأذهب غداً لإبن خالتي في جوارته؟
- لو كان في يوم آخر، أجابني، ممكن، أما اليوم...
- والحل؟ أنا عسكري لا أستطيع المبيت في الفنادق؟!
- إذهب إلى فندق "كاني" – وأشار إلى جهته – تستطيع أن تقضي ليلتك فيه، وهو مخصص للعسكريين..
"كاني" في الكردية عين الماء. الفندق يقف على بابه شخص في وضع شبه رسمي. عند اجتياز عتبة الباب تخترقك نظرات أربعة أو خمسة رجال جالسين على طاولات متفرقة. رفعت يدي بالتحية: السلام عليكم. لم يجبني حتى صاحب الفندق..
- إبن عمي آني عسكري ومحتاج أبات الليلة عدكم
طلب مني الهوية تفحصها وتفحصني .. طلب الإجازة، دققها .. اعادهما إلي وطلب مني بلهجة آمرة
– بالفرع مديرية الإستخبارات، روح جيب موافقة منهم..”
“تقدمت من المتجر وسلمت عليه. رأيت أثنان أفندية يجلسان في الداخل. وبدل كلمة السر، طلبت منه علبة سكائر بغداد...
إلا أن الأكثر إيلاماً وجود أحدالمسؤولين عن عمل الداخل وسوف لن يتهمني بالجبن بشكل مباشر، لكن كل تصرفاته ستقول ذلك. حاولت ان أقنع نفسي وأختلق عذراً أكثر معقولية لعدم عودتي إلى المتجر مرة أخرى، فوجدت نفسي لا استطيع أن أنزل إلى هذه الخسة. ”
“... سحبني شقيقي وأبو جلال الذي فاجأني: تعرف أنت طفرت من الطاوة؟! شلون؟ الأفندية بالمتجر كانوا أمن وينتظروك!”
“أردت أن أعرف كيف تم التحقيق معه؟ لم يشكو، ولم يبرر رغم الجرح الذي احدثه توقيع التعهد، والتقطت منه نظرة حانية وفخورة لسلامتي وسلامة الآخرين. سألته عن التعذيب، لم يجبني وأشاح بوجهه للحظات، تهرب وحاول نقل الحديث. أكدت له: إني لا أخاف من الموت، لكن التعذيب. قاطعني بشدة: كلنا نقول هذا، كلنا نخاف من التعذيب وانت لست استثناءاً. لا تجعله يسيطر على تفكيرك حتى يكون هو المشكلة الوحيدة. حط أمام عينك فقط: شنو المايعرفوه؟ اليعرفوه راح، والمايعرفوه تحافظ عليه..وهو الطريق الوحيد اللي تحافظ بيه على نفسك. الخيانة مو بالتعهد، لكن أكو ناس فرحوا بتوقيع التعهد حتى يبررون رعبهم وكشفهم لكل شيء يعرفوه.”
“أضيع قلقي في مراقبة الآخرين....جسر إبراهيم الخليل يمتد أمامي، ليس طويلا، عبور هذه السيطرة فقط، والسيطرة التركية في رأس الجسر من الجهة الأخرى وتكتب لي حياة أخرى. ”
“شمدريك ما أسقط وأصير مثل ناصر، شرطي مال أمن أفتر وره الرفاق للإيقاع بهم. الكلب حتى زوجته تحتقره وتخاف منه. لا مستحيل، الموت هواي أهون.”
“تعودنا أن لا يسألني عن أي شيء يخصني، وسؤاله ظلله الأمل بذهابي. لقد اثقلت عليه. انكشف أحد البيتين واعتقل الرفيق الذي يدير الوضعية، ومن الصعب التوجه إلى البيت الثاني، ولم يبق عندي غير بيت قصي.”
“تنفست بعمق، وشعرت بطعم الهواء لأول مرة. وجدت الإنسان الذي أتكأ عليه. الصديق الذي يشعر بمسؤولية حمايتي وإنقاذي. سنوات طويلة فقدنا الشعور بالحماية، ونسينا أنها أسمى الروابط بين أبناء المجتمع الواحد. نعم هناك الكثير من التعاطف والشفقة لدى الآخرين، ومنهم من البعثيين أيضاً، ولكن من يجرؤ على النهوض بأبسط درجات الحماية؟ مثل التحية الصادقة، أو الوقوف معك لدقيقة واحدة فقط. كان الموت بالمرصاد لكل من يخالف البعث، وكلما أشيع الخوف أكثر، ازدادت الجفوة، حتى أن البعض حقد علينا لتحملنا غير المعقول. – ما ذا ستجنون بعد كل هذا العذاب؟ وكأن المسألة ربح وخسارة، ونسى أن الكرامة قبل كل شيء.”
“إلا أن المخاوف هاجمتني بسرعة، فالوضع ملتبس، والصديق الذي تتركه أسبوعاً، بل يوماً واحداً، تجده ربما تعاون مع السلطة.”
“كررت تذكيرهم بأن العواطف الجياشة يجب أن تظهر في الفن بشكل مهذب ولا تطلق المشاعر إلا بالقدر الذي تتطلبه فكرة المسرحية. الملابس نفسها ملابس البيشمركة عدا ملابس الممثلة التي استعارتها من عائلة أحد الرفاق تسكن بجانب المقر. في البداية أخذ المسجل يتباطأ والمصابيح اليدوية خف توهجها وسيعيق خلق الظلال التي هي جزء مهم في بعض المشاهد.”
“أستشهد فؤاد يلدا بالقرب من قرية ميزي في حملة الأنفال الفاشية بعد أن استنفذ عتاد بندقيته الكلاشنكوف واستمر يقاوم بمسدسه الشخصي، وعندما طوق بالكامل ولم تبق عنده غير طلقة واحدة أنهى بها حياته. خليل أوراها استشهد في معركة ضارية مع الجحوش.”
“في ريف كردستان يسمى كل من له علاقة بالصحة "دكتور"، من حارس المستشفى حتى طبيب الإختصاص.”
“كان الفطور ذلك اليوم دسماً، بعد أن أقنعوا الإداري علي عرب ليصرف لهم مواد الخبز المقلي بالدهن ويرش عليه بعض السكر.”
“بعد يومين، ذهب "سرجل" كـ "حرس" مع المعتقل منير لجلب الحطب من غابة صغيرة تقع على يسار المقر بنصف كيلومتر، وعاد سرجل يحمل الحطب ومنير خلفه يحمل البندقية!”
“الدكتورة إيمان إبنة الشهيد سلام عادل قدمت إلى كردستان من موسكو التي نشأت فيها ومعرفتها بالعربية ضعيفة، وكانت لا تكل من الخروج في مفارز الأنصار مع حقيبتها التي تحملها على ظهرها تطبب الرفاق والفلاحين في القرى التي يقضون فيها ليلتهم...تهرش جلدها من سلاسل سربان القمل. كانت عطشى وأضاعت قدحها، ولا تعرف كيف تغرف الماء بيديها من الساقية. إيمان سألت البيشمركة الذي يجلس بجانبها عن إسم الرفيق وأسم القدح فأجابها: جاسم أبو الخراخيش، والقدح إسمه "خرخوشة". نادته إيمان: عيني جاسم أبو الخراخيش أنطيني هاي الخرخوشة حتى أشرب ماي. جاسم لا يجيبها لأن أسمه ليس جاسم. وظل يسمى جاسم أبو الخراخيش.”
“إحدى الرفيقات تعمل على جهاز اللاسلكي، في السابعة والعشرين من العمر. كانت تعبر أحد الروافد الكبيرة لنهر الزاب مع مفرزتها القتالية وعلى ظهرها جهاز اللاسلكي. كان الماء عميقاً، وفي تشرين الثاني. بعد عبورها لم تتمكن من الحصول على بدلة أخرى، وجفت ملابسها على جسمها فتعرضت لإصابات عدة نتيجة البرد الشديد من بينها عدم تمكنها من إنجاب الأطفال.
كان لكل واحدة منهن حكاية بطولة.”
“كان وضع العمال في الحزب أشبه بـ "السادة" الذين ينحدرون من نسل الرسول الكريم وآل بيته الطاهرين عند الشيعة... كتب البعض من الطلبة والموظفين بأنهم عمال، وتبريرهم أنهم عندما تركوا أعمالهم أشتغلوا عمالاً، وبعضهم لشهر واحد فقط، وكان من بين الذين كتبوا عمالاً، أبو نبأ. سألته: أنت تقول بقال فكيف أصبحت عاملاً؟ أجابني: قابل أبو حسن بوريات أحسن مني؟”
“وقع، لن أوقع. أربعة أشهر من التعذيب، وهم يعرفون أنك لا تمتلك أي شيء قد يؤذيهم. كانوا يريدونك فقط أن لا تكون خارج إرادتهم. من من العراقيين لم يؤمر بهذا الأمر؟ ومن من الأصدقاء والأقرباء والأهل وكل من يودك، لم يطلب منك أن توقع؟ هل الجميع على خطأ وأنت وحدك الصحيح؟
تركوني الواحد بعد الآخر، وأخذوا يتجنبون السلام عند ملاقاتي. يتركون مقاعدهم ويذهبون عندما أجلس في المقهي. صاحب المقهى أخذ يتثاقل من جلوسي. بعد أيام فاتحني بعدم رغبته بقدومي.. المقهى تفرغ بسببك. إنه صادق، أعرفه طيب القلب، ومسؤول عن عائلة. كان يفرح عندما اترك عنده صحيفة "طريق الشعب" أو "الفكر الجديد". يتبرع في جميع المناسبات. تغير الحال، وإن قدمت مرة أخرى سيطردني. أشعر بالوحدة، ليس بسبب وجودي وحيداً في الزنزانة ، بل بسبب ألأجواء التي تحيطني قبل توقيفي. الزنزانة منحتني الحماية من نظرات الآخرين، والعذاب من البقاء في البيت تلاحقني نظرات شقيقتي الصغرى، وهي أكثر إيلاماً من غرز الأبر في حدقات العيون – بعد ان انفصل عنها خطيبها، وأدركت أن لن يتقدم أحد إليها بعد الآن بسبب كوني شيوعي. حتى أمي حذرتني من البعثيين بتكرار ممل فصرخت بها في أحدى المرات: نعرف هذا جيداً! – وماذا تنتظرون؟ لم أعرف بما ذا أجيبها.”
“كان يتصيدني بعد كل استدعاء للأمن أو للمنظمة الحزبية ، وكأنه على موعد معي، ويقول: "والله بس أنت رجال. كلنه سقطونه سياسياً بس أنت بقيت". كان في رنة صوته سخرية ووعيد مرعب بالإنتقام.
كنت وحدي أواجه مصير وجودي. لا رفاق، لا أصدقاء، لا اهل، ولا اي خيط بالمجتمع. حكّمت عقلي وتركته يتخبط في ظلمات بئر عميق. أشبه بهاوية الموت، لا تعرف أي شيء بعدها.
وقعت. تركوني يومين. كنت أتمنى أن لا أخرج من التوقيف. تخلصت من حالة اللاعبور. علي أن اجهد نفسي لمواجهة العيش بدون كرامة. أصبحت واحداً من القطيع. المهم لم أخن، ولم أجبن. وما فائدة البقاء وحيداً؟ اليوم أدركت لماذا استشهد صباح وعبد الحسن وعدنان. كان صورة أمجد أكثر ما يخيفني، عندما وجدوه وقد تجمد وهو جالس في المرافق الصحية بعد أن وقع التعهد ببضعة ايام. عباس أدمن على الكحول وحول حياة عائلته الى جحيم. أستنجدت بي زوجته كي أسادعه على تجاوز المحنة. جوع عيون طفليه تعلقت بعلبة الحلويات التي حملتها لهم. لم أفهم منه إلا كلمة رددها كثيراً: "دير بالك تخسر الجوكر"! ويقصد عدم التوقيع. استمر على الشرب إلى أن وافاه الأجل، بعد أن "خسرت الجوكر" بفترة قصيرة.
تركوني يومين كي أتشرب ذل التوقيع. اطلقوا سراحي بعدها وأرسلوني مع أحقر شرطي أمن عرفته في حياتي ليوصلني إلى البيت. طلبت منهم أن أذهب وحدي، لم يقبلوا. تركوني معه لنجتاز سوية سوق المدينة الذي يقع بيتنا عند نهايته. أخذ هذا الأجرب يلقي بالتحية حتى مع الذين لا علاقة له بهم. كان تمليذا عندي في متوسطة الوحدة.
أنت تذكر، كان شرطي الأمن لا يستطيع أن يكشف عن نفسه، فسوف يحتقر من الجميع، بما فيهم أهله. هذا لم يكن بعيداً بل في زمن عبدالرحمن عارف. وبعد مجيء البعث أصبح شرطي الأمن اهم وظيفة حكومية. اهم من المعلم والمدير والضابط وأستاذ الجامعة، وأهم من الكوادر البعثية ذاتها.. أصر الأجرب بمسك يدي للجلوس وشرب الشاي في مقهى تتوسط السوق، ويجلس فيها الكثير من المعارف. دفعت يده بقوة ونظرت في عينيه.. كان الشرر يتطاير من عيني.”
“ماذا يفعل الشيوعي المتخفي بعد أن جرد الآخرون من المشاعر الوطنية، وسحب البساط من تحته، الصراع اليومي لآلاف الإحتياجات الشعبية للطبقة الفقيرة، والجميع مشغول أما بالدفاع عن حياتهم، أو بما سيحصل عليه من عطايا تشعره أنه أفضل من الآخرين، رشوة للتنازل عن إنسانيته. هذه الحالة استمرت لسنوات طوال، وأفرزت تقاليد وقيم لا تنتمي إلى الحياة الآدمية السوية بشيء.”
********
كيف يعيش من خسر كل شيء في نظاله من أجل الدفاع عن قيمه وأحلامه وكرامته، في مجتمع نزعت منه قسراً، قيمه الإجتماعية والإنسانية العليا؟ نصوص مختارة من كتاب "صفحات أنصارية" للمسرحي "عدنان اللبان"، تلقي الضوء على هذه المسألة الكبيرة في الجزء الثاني والأخير من هذه المقالة.
11 كانون الأول 2013