عرضان سينمائيان حضرهما الجمهور وغاب عنهما الابداع!
18/09/2006الجيران/
اقامت دائرة السينما والمسرح، عرضاً لفيلمين قصيرين احدهما لمخرج شاب هو” صائب حداد “ والاخر للكاتب والمخرج المسرحي” فتحي زين العابدين“ وذلك على قاعة المسرح الوطني وبحضور جمهور معقول. الفلمان من انتاج دائرة السينما والمسرح، وهذه مسؤولية لان المؤسسة هي الجهة الداعمة الرسمية للنشاطات السينمائية، وهذا يعني ان الافلام المنتجة من قبلها تتمتع بمواصفات الفيلم السينمائي، صحيح ان انتاج فيلم في ظروف قاهرة، يبدو مهمة صعبة، وصحيح ايضا ان اية خطوة في اتجاه بناء مشهد سينمائي عراقي ودفع عجلة السينما العراقية نحو الامام في رحلة ربما ستكون طويلة هي مكسب لبناء عانى كثيرا من القطع التاريخي الذي حرم هذا الفن الجميل من التراكم والخبرة المطلوبة.
الفلمان قصيران احدهما لمخرج شاب ”صائب حداد “ فيه اكتظاظ من الافكار، فهو يتحدث عن يوميات طفل في هذاالزمان، احتلال ،مداهمات ، تسلط، انفجارات طرق مسورة بالكونكريت، ومدرسة فيها مدرس تاريخ متسلط يصفع التلميذ بعد ان يسأله عن تاريخ دخول المغول بغداد فلا يجيب فيصفعه المدرس، عندها يتبول التلميذ من الرعب وتتجمد الصورة وينتهي الفيلم.
المخرج اراد ان يصور دخول القوات الاميركية بغداد بطريقة تشابه اجتياحها من قبل المغول لقطات لمعارك تاريخية مأخوذة من الارشيف في التاريخ القديم.
واحدة من خصوصيات الفيلم القصير اعتماده على فكرة بسيطة وغير ملتبسة، هي اقرب للومضة، اما ان تقحم افكاراً طويلة وموضوعات مولدة في زمن لايزيد على دقائق معدودة فهذا مطب يربك السرد ويخلط الموضوعات.
مشهد المدرس العابس بلا مبرر والذي ينظر بغضب لتلاميذه الصغار( ويكتب المغول) يبدو مشهداً مفتعلا وغير مقنع، والسينما دائما تبحث عن الواقعي والطبيعي، عدا الافلام ذات المحمول السريالي او العجائبي.
مشهد اقتحام رجال الشرطة للبيت بشكل ارهابي صور الشرطة العراقية كأنما هي التي ترهب وتخيف أليس من الاجدى الحديث عمن يرهب العراقيين ويقتلهم ويهجرهم ؟ قد تبدو مفارقة..
ربما مايحسب للفيلم مشاهد الطفل واللقطات القريبة لقدميه، تجواله في الشوارع، واللقطة التي يصفح فيها الطفل.
اما الفيلم الثاني” شيئا من الانتباه “ لفتحي زين العابدين فقد جاء مخيباً للآمال ولايليق بمسيرة وخبرة فتحي زين العابدين فالفلم عبارة عن ريبورتاج تلفزيوني متواضع، كاميرا ثانية لمديرة ”دار الايتام “ وهي تتحدث عن الدار.. ثم لقطات تعريفية بفعاليات ويوميات الدار..
وهذه المشاهد صورت جميعاً بلا روح او ابتكار، مما حدا بالكثير من الجمهور للخروج من العرض.
كنا نتمنى من دائرة السينما والمسرح ان تكون اكثر دقة وجمالية في اختياراتها.. فالكل يتطلع لانتاجاتها وخصوصاً وان هنالك تجارب للشباب فيها قدر كبير من الجمال البصري والموضوع ايضا.
ومع كل ذلك فأن اهتمام المؤسسة وحضور جمهور ليشاهد افلاماً عراقية، هو بذاته مكسب لهذا الفن المتعثر في بلدنا.