غابات الحزن
ان اقوم بدوري وواجباتي التي اضطلع بها في اطار عضويتي بمنظمة حمورابي لحقوق الانسان وأمارس هذا الواجب ميدانياً في متابعة شؤون وحاجات النازحين فأن ذلك اقل ما يمكن ان اقوم به واعترف لكم انني لا اشعر بالفخر في تحقيق ذلك بالرغم من اهمية العمل الذي اقوم به مقارنة بما شاهدته ولمسته من مأسي كثيرة ان بعض ما قاله النازحون لايكفي في تأسيس لحالة الم وحزن في القلوب بل يتعداها ليكون (بانوراما) اي عرض صوري متواصل لمشاهد اقل ما يقال عنه انها عاصفة هوجاء اذا ارتبط حديث النازحين بما كانوا عليه من استقرار وحياة يومية اعتيادية وافراح صغيرة في هذا المنزل او ذاك وما افتقدوه من صور تذكارية وملابس اعتزوا بها جاهزه لافراح منتظره
يقول المثل الويل للذاكرة من كثرة المأسي لانها تتحول الى غابة من الحزن فكم غابة في العراق الان من هذا النوع، لا نحتاج الى عملية احصاء تقوم بها وزارة التخطيط لان كل غابات الحزن واضحة وبينة وهي تأكل قي نفوسنا
اقول لكم ان ما نمر به لم يمر به بلد اخر وان حالة الفرار في النفوس والقلوب وحالة الصمت والاسئلة الحائرة والعوز اصبحت عناوين عراقية بأمتياز