فاز فريقنا المهاجر , وحكوماتنا منشغلة بالمقابر
استاذ جامعي مستقللم يحدث في التأريخ ان وطناً تديره حكومة "منتخبة" كالعراق , يقتل ويهرب مواطنيه من العلماء والأدباء والفنانين والرياضيين وتنهب ثرواته وتدمر مؤسساته , وتتشكل فرقهُ الرياضية والفنية والأدبية والثقافية خارج حدوده , وفي نفس الوقت تدعي انها الراعي المؤمن والأمين على مصالح الشعب الفنية والأدبية والثقافية والسياسية والرياضية والدينية والصحية ووووو ....
لقد سجل الفريق العراقي لكرة القدم في سفره ملحمة تأريخية غير مسبوقة فقد استطاع تجاوز الكثير من الصعاب والمعانات التي اعترضت طريقة تشكيله واماكن تواجده وتلقي تدريباته , حيث الكل يعلم مدى صعوبة جمع اللاعبين وادارتهم , خاصة اذا علمنا ان المنتخب العراقي الجديد مهاجر بين دول وفرق مختلفة المناشئ , حتى ادارة الفريق تعمل من خارج الحدود , فتصوروا حال الفريق !
هذا الفريق الرياضي الشاب والذي يتنقل غالبية اعضاءه واسرهم بين دول شقيقة واخرى صديقة بحثاً عن الرزق والأمان , قد حقق انجازا عراقيا عظيما حيث فاز على الفريق السعودي في البطولة الأسيوية فبرهن على ان الذي حصل لوطنه وشعبه لم تثنيه عن مواصلة التقدم والنجاح , لقد كانت الوطنية والوطن الدافع الأساسي لهم لتحقيق الفوز وقد ظهر ذلك جليا من خلال مشهدهم امام العالم رافعين علم العراق فوق رؤوسهم ثابتين وهم يرددون النشيد الوطني , مشهد افصح عن الهوة الكبيرة بينهم وبين حكومتهم " الغائبة " والتي لم يشاهدها العراقيون يوما ينشدون اويرفعون العلم العراقي لا في العراق ولا خارجه , انها رسالة من خارج الحدود لتذكير ابناء العراق من شماله العزيز الى جنوبه الحبيب , بان رمز الوطنية العراقية والفخر هما النشيد الوطني والعلم .. انهم محبة الوطن وتاجاً للرؤوس .