فضائيات الركاض مشعان الجبوري
بدأ مشعان ضامن ركاض الجبوري ركضته السياسية من داخل العراق بالتوافق مع القيادات المعروفة في مجلس الحكم وزعامات الأحزاب المتنفذة ومنذ العام 2003 ظل يراقب المشهد الذي تحول الى فوضى عارمة في مجال السياسة والأمن والعلاقات بين المكونات العرقية والمذهبية لكنه لم يجد مكانا يليق بطموحه ورغبته وأحلامه المادية الكبيرة سوى فرص قليلة لطش فيها الملايين من الدولارات التي لم تكن في مستوى الطموح .
أسس (قناة الزوراء الداعرة الفضائية)وكانت دعاية مناسبة لنهجه المتقلب حين دعم شكلا فوضويا من أشكال المقاومة فكان يتهم جيش المهدي بحسب (الزوراء) طائفيا يلاحق أبناء السنة في العراق ويقتلهم وهو ليس طرفا في مقاومة الإحتلال الأمريكي وصارت القناة تبث مشاهد مزيفة تقول إنها لعناصر في جيش المهدي تقصف مناطق السنة في بغداد .
ومع كساد سوق المقاومة في العراق وتحول المشهد السياسي وعجز مشعان الركاض عن تحقيق طموحاته في وقت تسارعت فيه الأحداث وبسرعة فقد توجه الفهلوي المشعاني إلى شمال أفريقيا ليناصر الزعيم الليبي ( معمر القذافي) في معركته الكونية ضد الإمبريالية الأمريكية وحليفاتها في الخليج وأوربا وتغير إسم (الزوراء) الى (الرأي) التي عملت على حشد الجهد من أجل نصرة طرابلس فصار ثوار ليبيا (ثوارالناتو) وصارت الموسيقى التي كانت تصدح لصدام من تلفزيون بغداد إبان الحرب مع إيران تصدح عبر (الرأي) للقذافي في العام 2011.
الناتو كان هو الطرف المنتصر وكالعادة فقد انهارت دفاعات ملك الملوك وتحولت قناة (الرأي) الممولة من طرابلس الى (قناة الشعب الفضائية) وصار موعدكم مع اللص المحترف مشعان الجبوري في الساعة العاشرة ليلا .
ثم بدأت معركة تحرير سوريا من قبل الغرب وتركيا والحلفاء الخليجيين ورأس الحربة فيها (الجيش الحر) وطلائع الجهاديين المدججين بالرغبة الثأرية من كل ماهو (بعثي) لكن الركاض لا يهتم كثيرا فكما ناصر مقاومة الإحتلال الامريكي للعراق وناصر مقاومة (الشهيد القذافي) للغزو الإمبريالي فهو يناصر الرئيس بشار الأسد في مواجهة الإستعمار الجديد .
دائما ما أختلف مع مشعان الجبوري واشكك بنواياه اما الان فلا اصدق الظاهر من مواقفه في رفض الهجمة الغربية الشريرة على المنطقة وفي نصرة كل فعل مقاوم شريف لان هذا المشعان اثبت للجميع انه لايملك من الغيرة والوطنية سوى كلمات وهتافات لا تهش ولا تنش لا بل انه يتاجر بها لكي يملأ جيوبه بالسحت الحرام .
واروي لكم طرفة أخيرة بالأمس سألني بعض الناس وكعادتهم في طرح الأسئلة عن موقف مشعان لأنهم يعرفون جيدا إنا اعرف ( كم شعرة برأسه ) وما يقال عن تقاربه مع الحكومة العراقية وإمكانية عودته الى البلاد في فترة لاحقة . قلت: مشعان كانت لديه قنوات فضائية مثلت فألا سيئا على الحكومات والجهات التي دعمته، فالقاعدة أيام قناة (الزوراء) تكسرّت والقذافي أيام قناة (الرأي) سقط بالقاضية، والأسد أيام قناة (الشعب) يترنح أمام بربرية الغرب وإصرار الخلايجة والترك على إسقاطه وليس لمشعان الآن سوى العمل على ترطيب الأجواء مع بغداد، لكني لا أنصح المالكي بمنحه تأشيرة تغيير إسم قناة (الشعب) الفضائية لأنه سيحولها الى قناة (المالكي) الفضائية... وأرى أن المالكي لن يقبل لأنه لا يرغب بالتغيير على طريقة مشعان الجبوري الذي كان يحلو له تسمية دولة القانون بدولة الفافون .