Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مخيم اللاجئات في جامعة التكنولوجيا

 

علياء الانصاري ناشطة في مجال حقوق المرأة/ مديرة منظمة بنت الرافدين

 

قبل حوالى 12 ساعة وتحديدا قبل الساعة السابعة من مساء يوم الاحد 9/12/2012، كنت أعتقد ان الحرمان من التعليم هو من أقسى وأشد أنواع العنف ضد المرأة وخاصة الفتيات الصغيرات.. ولكني الآن أيقنت ان هناك عنفا قاسيا أيضا تتعرض له الفتاة عندما تدخل الجامعة وتسكن القسم الداخلي!!

فهي تضع حلمها الوليد، الذي كانت تسهر عليه يوميا عندما كانت طالبة صغيرة في المرحلة الاعدادية، ويسهر عليه أهلها، وربما ابوها الكادح الذي يشقى لأجل ان يشاركها في تحقيق هذا الحلم.. تضع كل ذلك في قسم داخلي لا يؤمن لها أبسط مقومات الحياة الكريمة، بل ويساهم في تكريب الحياة وتعقيد ظروفها أمام فتاة صغيرة تحاول أن تضع أولى خطواتها على طريق المستقبل.

هذا ما وجدته في الاقسام الداخلية التابعة للجامعة التكنولوجيا في بغداد، وجوه جميلة لصبيات تحدين ظروفهن الصعبة، تركن اهلهن ومدنهن، وجئن لكي يصنعن مستقبلا أفضل، وحياة أفضل مما عاشته أمها او أختها الكبيرة.

تحدثنا في أمور عديدة، عن أحلامهن، عن ارادتهن، عن احزانهن.. ولكن ما كان سائدا هو: الوضع المأساوي الذي تعيشه الفتيات هناك.

قالت أحداهن: (هل يرضيك أن ننام سبعة أو ثمانية في غرفة واحدة؟ كيف نقرأ؟ لا يوجد مجال للحركة).

تتخذ غالبيتهن الممرات مكانا للدراسة، والبعض يفترش حديقة القسم على رغم برودة الجو، فيصبن بالزكام وارتفاع درجة الحرارة فيضطرن للتغيب عن دراستهن.

يفتقر القسم الداخلي الى الماء الحار، بسبب الاعداد الكبيرة للطالبات، تقول احداهن بلوعة: (محاضراتي تبدا الساعة الثامنة والنصف، ولكني استيقظ في السابعة لكي اقف صفا امام الحمامات حتى يأتي دوري)!

الصبية الحزينة القادمة من ديالى، غمرها القهر وهي تقول: (فقدت والدي في احداث العنف، وصديقتي فقدت والدها واخوها، تحملنا الكثير، اوضاعنا في البيت غير طبيعية، ومع ذلك تحدينا هذه الاقدار، وأكملنا دراستنا الاعدادية وكنا نحلم ان ندخل الجامعة لنحقق شيئا مما ضاع من أهلنا، ولكن الحياة هنا ايضا ليست سهلة، بل هي تساهم في إحساسنا بالغبن والقهر.. لا جدوى مما نقوم به، لا أمل)!!

واللطيف في الامر، ان الاقسام الداخلية تفتقر الى الانترنيت!! فطالبات المرحلة الرابعة حائرات في اعداد بحوثهن، الى أين يذهبن؟

اعتقد ان طالب العلم الآن أحوج ما يكون إليه هو (النت)، لانه جزء من آليات طلبه للعلم..

شعرت بالألم يعصر قلبي، وأنا استمع إليهن، وشعرت بالخجل أيضا.. لأني لا استطيع أن افعل شيئا سوى الاستماع.

طالبة لا تتمتع بالماء الحار، ولا بالسكن المناسب، ولا بمكان هادئ تدرس فيه، ولا بانترنيت، وهي بعيدة عن أهلها ومدينتها، هل نتوقع منها إبداعا أو تفوقا في دراستها؟!

هل هكذا نساهم في دعم حقوقهن؟ وفي تأمين الظروف الملائمة لكي يتعلمن ويصبحن أفراد صالحات في المجتمع ومنتجات، يعتمد عليها الوطن في بناء ذاته ومستقبل أبنائه؟!!

وهل نحن كناشطات نسويات، ومنظمات مجتمع مدني تعني بقضايا حقوق الانسان وحقوق المرأة، ألا نعتبر هذه الظاهرة من أقسى أنواع العنف ضد الفتيات.. وحرمانها من أبسط حقوقها في الحياة الكريمة، هل مازلنا نعتقد ان الحرمان من التعليم هو نوع قاسي للعنف؟!!

وهل فكرت وزارة المرأة وهي تضع استراتيجيتها للنهوض بواقع المرأة والتقليل من العنف ضدها، بهذه الشريحة المهمة من الفتيات؟ وكيف يمكن ان تساهم في تأمين الحياة الكريمة لهن؟!

اعتقد ان العنف هو أن تهمل الآخر، ولا تبالي بحياته.. ولا تخطط لضمان حقوقه.

وأوضح مثل على ذلك ما يحدث في القسم الداخلي للجامعة التكنولوجيا في بغداد.

وقد همس لي بعضهم: ان هذا هو واقع جميع الاقسام الداخلية في العراق.. ولكني تحدثت بالذي رأيته.

ربما أفكر بأن أحرم أبنتي من التعليم، على أن أرسلها الى مخيم للاجئين في قسم داخلي ما على هذه الارض المتخمة بالنفط والخير. 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
عذراً...كلمتان في مسيرة الحياة عندما ننظر إلى تاريخ عالمنا وحالته الحاضرة بعلومه وتقدمه وبدواعشه تغمرنا التعاسة والقلق حيث نرى ونسمع ونشاهد ما يحدث وما يحصل من إجرام وظلم وفساد، وما تنتجه الكوارث من مآسي وخسائر بشرية ومادية، والأدهى ، أن الإنسان الذي مارس قديماً إجرامه ووحشيته على أخيه الإنسان ما زال يقوم اليوم بالاعمال عينها. وبسبب هذه التناقضات الصارخة كثرت هموم الإنسان ومشاكله، وأصبحت مسالك الحياة استطلاع رأي: لماذا يشهد العراق ارتفاعاً مخيفاً في حالات العنف الأسري؟ استطلاع رأي: لماذا يشهد العراق ارتفاعاً مخيفاً في حالات العنف الأسري؟ في الآونة الأخيرة تفشت ظاهرة العنف الأسري بشكل لافت وغير مسبوق في مجتمعنا العراقي، ومعظم هذه الحالات تقع على عاتق ثلاثة فئات وهم النساء والأطفال وكبار السن وظهر حديثاً فئة الرابعة وهي تعنيف وتعذيب الرجال مؤسسة السجناء السياسيين .. تحية .. ولكن !! رياض البغدادي/ تأسست مؤسسة السجناء السياسيين وبدأت بتقديم خدماتها في عام 2006 كجزء من منطق العدالة الانتقالية التي اقرها مجلس النواب وانبثقت عنها مؤسسات الغرض منها تعويض هل سيكرر الكلدان والسريان ذات الأخطاء التي إقترفها بعض الأخوة من الأشوريين ليون برخو/ الذي يقرأ ما يكتبه ابناء شعبنا الواحد من الكلدان والأشوريين والسريان من مقالات او تعاليق في منتدياتنا قد يصاب بالهلع والخوف
Side Adv2 Side Adv1