Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مزرعة البصل

يبدو أننا كلما اقتربنا من نهاية النفق نعود لنكتشف أننا ما نزال في بدايته. متاهة كبيرة من التدخلات الإقليمية و الدولية تعيق العراق عن المضي في مشروعه الديموقراطي.
فالحكومة العراقية التي يعول الشعب المغلوب على أمره في تشكلها ما تزال بعيدة المنال ، على الرغم من مضي سبعة أشهر على الانتخابات.

و قد تكون الحوارات بين الكتل السياسية مهمة لتشكيل حكومة قوية و قادرة على إدارة البلاد بخطوات ثابتة و مستقرة إلا أن واقع الحال لا يشير إلى هذا. فالكتل الكبيرة منقسمة على نفسها و تصريحات زعمائها المتناقضة و قراراتهم المتسرعة خير دليل على هذا. حتى أن الانقسامات و الاختلافات طالت صفوف الحزب الواحد.



من يدري ، قد يكون كل ما يجري اليوم على الساحة السياسية في العراق اساسا ً لديموقراطية جديدة من ابتكار العراقيين على اعتبار أنهم أول من صنعوا الحرف و سنّ القوانين. و قد يكون هذا ناجما ً عن رؤية مشتركة لدى جميع السياسيين بأنهم جميعا ً يصلحون لقيادة سفينة العراق إلى بر الأمان.



قديما ً كان القومييون يجدون في عبد الناصر زعيما ً أوحدا ً للأمة العربية . و يتحسر الشيوعيون على أيام عبد الكريم قاسم. في حين يترحم الملكييون على ما جرى لملك العراق فيصل. إلا أننا في يومنا هذا لا يمكننا أن نحدد زعيما ً أو قائدا ً يمسك بدفة القيادة. فالكل يرى في نفسه زعيما ً و الكل يرى في نفسه قائدا ً يمجده الشعب و يخلد منجزاته. و يذكرني هذا بمسرحية الفنان السوري القدير دريد لحّام (ضيعة تشرين) حينما يبرر زعيم القرية بقاءه في السلطة بقوله (شعب كله زعماء).



لكن واقع الحال في العراق يختلف عما هو عليه في ضيعة تشرين فالشعب العراقي بات مستعدا ً اليوم للقبول بأي خيار يطرح لأنه شعب منهك القوى. فبعد كل سنين الحرب و الدمار و الحصار و الصراع على السلطة لم يعد يمتلك إلا رحمة الله الواسعة. و أخشى أن يتحول هذا الأمر إلى يأس جماعي من كل ما هو مطروح من حلول فيؤدي هذا إلى انقلاب على الديموقراطية الحديثة الولادة. و لا أعتقد أن أحدا ً من زعماء العراق الجدد يرغب في حدوث هذا الأمر . هذا إذا ما كان هؤلاء يريدون شعبا ً ليحكموه على أقل تقدير.



لقد كان عانى العراق في الماض القريب من أزمة القائد الواحد (حفظه الله و رعاه) لكننا اليوم نعاني من أزمة القادة (حفظهم الله و رعاهم). و الغريب أن هؤلاء لم يتعظوا من دروس التاريخ فترى الصراع على ذات الكرسي التي أطاحت بمن قبلهم. و حقيقة الأمر أنها لو دامت لغيرهم ما اتصلت إليهم. لكن ما أكثر العبر و أقل المعتبرين.



المشكلة في كل ما يجري أننا نحاول البقاء في مسار الديموقراطية لنحلّ أزمة أنشأتها هذه الديموقراطية ذاتها. و هي حالة يعبّر عنها العراقييون و كأنهم (بلّاع الموس). و في الوقت الذي يقترح البعض إعادة الانتحابات ، يسخر البعض الآخر من حالة الضياع التي تنتاب العراق الجديد و يعول غيرهم على انهيار هذه التجربة. و يبقى حال العراق على ما هو عليه إلى أن نتمكن من زراعة بذور جديدة لحياة أفضل. فالقوم رؤوس كلهم ***أرأيت مزرعة البصل !

Sadekalrikaby@gmail.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
مقارنة بين طروحات قاسم سرحان ... وطموحات قادة الاحزاب الاشوريه سبحانك يا رب عندما يتكلم قاسم سرحان .. يتكلم كعراقي أصيل من صميم قلب كل إنسان ولد وعاش في العراق يفتخر بأشوريته لأن الاشوريه هي العراق وهي حقيقة تأريخية ولكنها جارحة ومسمومه لأهل الباطل ... يعتز بعروبته لأنه عربي عراقي من أبناء الرافدين ... يحترم الاكراد بيان مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث ينعي فيه رحيل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (رضوان الله عليه) شبكة اخبار نركال/NNN/ اصدر مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث بيانا ينعي فيه رحيل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (رضوان الله عليه)، وفيما يلي نص البيان: لجنة دعم أعمار وخدمات البصرة توفر مضخات مياه وأجهزة تعقيم حديثة شبكة اخبار نركال/NNN/البصرة/ استلمت محطات تصفية المياه التابعة لقطاع ماء محافظة البصرة(186 ) طالباني و عبد المهدي يؤكدان ضرورة احترام توقيتات انتخاب الرئاسات وتشكيل الحكومة شبكة أخبار نركال/NNN/ أكد الرئيس جلال طالباني ونائبه القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عادل عبد المهدي ضرورة
Side Adv1 Side Adv2