مع السلامة يا عراق
بعد عشر سنين من الحرمان والشقاء والبؤس والفقر والجوع والضياع والبطالة والصبر والمكابدة وأنا أدور الشوارع والحارات والأزقة والدروب ( وبغداد فيها للمشاة دروب ) ابحث عن دار تؤويني ولا دار , ابحث عن دائرة توظفني ولا دائرة , ابحث عن رغيف خبز أسد به رمقي ولا رغيف خبز , ابحث عن قميص البسه ولا قميص , ابحث عن ثوب يسترني ولا ثوب , ابحث عن قنينة غاز اطبخ عليها طعام ولا طعام ولا قنينة غاز ولا طباخ ولا مطبخ , ابحث عن كهرباء أتدفأ بها في زمهرير الشتاء وأضيء بها عيني من شدة الظلام الحالك ولا كهرباء ولا مدفئة ولا ضياء , ابحث عن صديق يسامرني ولا صديق , ابحث عن أخ اشد به أزري ولا أخ , بل آه من الألم , أنا ضائع لا حبيب ولا قريب وأنا غريب في بغداد .
المطر يهطل من الجهات الست يغرقني يغرق أقدامي ويصل إلى أكتافي , وبقايا أثار المجاري تومئ إلى انه كان هنا وهناك منذ عشر سنين مليارات الدولارات ذهبت هدرا في مجاري بعض المسؤولين عن الصرف الصحي وبلعتها بطون الآفات والتماسيح والحيتان الذين لم يشبعوا من نهب الثروات الوطنية إن بقي ثمة ثروات وطنية لم تنهب بعد أو بقي ثمة مسؤول في العراق لم ينهب بعد – مع احترامي وتقديري للمسؤول النظيف والنزيه الذي يخشى الله - ويا ليت المجاري وقنوات الصرف الصحي تبلع مياه المطر كما بلعت جيوبكم أيها السادة المسؤولون ثروات البلاد والعباد . ( احترامي للشرفاء من المسؤولين )
لقد أثبتت أمانة بغداد خلال عشر سنين أنها غير أمينة على أموال بغداد ولا تصرفها على المستحقات من المجاري وأبواب الصرف الصحي والخدمات , بل تصرفها في جيوبها وجيوب أصحابها المقاولين , وإلا فما معنى أن تغرق كل بغداد في سبع ساعات من المطر وتتوقف عجلة الحياة فيها أياما بعد توقف المطر ..؟ وما معنى أن تصبح بغداد كرة من الماء يطوف بها الناس وتغرق البيوت والمحال والأسواق والطرق والساحات والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية ..؟ ألا ينبري رجل رشيد ليحاكم أمانة العاصمة بغداد ومسؤوليها المقصرين عن قصورهم وعن إهمالهم وعن أفعالهم وعما يرتكبونه من جرائم وموبقات ومكاره وآثام وسرقات وفساد دونه الفساد ..؟ .
إذا بقي الوضع هكذا مهينا مشينا غارقا في الوحول , والحرامية يسرحون ويمرحون ويجولون ويصولون دون حساب أو رقيب فمع السلامة يا عراق .
مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
صحيفة الحقيقة
http://alhakikanews.com/index.php?aa=pdf