Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مليون دينار لتعمير الكنائس ؟ حقاً إنها حكومة بخيلة !100

قبل أيام قرأت خبراً مفاده ان دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ، استقبل وفداً من رجال الدين من العراقيين المسيحيين ، واطلع على مشاكلهم واستجاب لطلباتهم بتخصيص مبلغ قدره 100 مليون دينار لبناء وترميم الكنائس .
وفي خبر آخر قبل أيام ( فقط ) يفيد ان مجلس الوزراء ناقش موضوع تهديد وتهجير العائلات العراقية المسيحية في بغداد من قبل المجموعات الأرهابية .. الخ
يحق لنا هنا ان نقول لحكومتنا : صح النوم !
وأخيراً نطقت حكوماتنا وعرفت ان هناك مسيحيين يهجرّون من بغداد ، حتى انها نسيت او تناست انهم هجّروا من البصرة والموصل ايضاً .
هناك مثل روسي يقول : " أن تصل متأخراً خيراً من ان لاتصل أبداً " إن حكومتنا بالنسبة لمعالجة مشاكل الأقليات ومصالحهم تسير بسرعة السلحفاة لا أسرع . فبعد ان تشرذم المسيحيون والأقليات الدينية الأخرى وخطر الأنقراض بات يحيق بهم ويهددهم . " قام مجلس الوزراء بمناقشة الموضوع " وبارك الله بمجلس وزرائنا لأنه عرف أخيراً ان في العراق أقليات مضطهدة ومهددة .
أما موضوع الكنائس ، فبعد ان فجرت هذه الكنائس وعبث بمحتوياتها وأنزلت صلبانها ، وغاب روادها وأقفلت أبوابها . وبعد ان فجرت كنيسة مار كيوركيس في الدورة ، وبعد أن علم المتشددون الأسلاميون أن في الكنيسة آثاث أخرى لم تحترق ، لجأ الرفاق الى إتمام إحراق المحتويات الباقية ، ولا يهم إن كانوا سنة او شيعة ولكن من المؤكد إنهم مسلمون اصوليون . بعد كل هذا اجتمع رئيس الوزراء برؤساء الطوائف الدينية ، وخصص لهم 100 مليون دينار عراقي لأعمار هذه الكنائس .
أملي أن تكون نظرة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي الى المسيحيين أنهم مواطنيين عراقيين ، وإنهم مواطنين حسب الدستور العراقي وإنهم متساوون بالحقوق والواجبات مع المسلمين العراقيين من السنة والشيعة والأكراد والعرب والتركمان وغيرهم من الأقوام العراقية وليسوا أهل الذمة او أهل الكتاب . فأرجوا ان تكون نظرته ونظرة حكومته على المسيحيين والأقليات انهم مواطنين عراقيين من الدرجة الأولى ، وليسوا من الموالين .
إن شفاء الجرح العميق الذي أصاب المسيحيين جراء ظلم الأسلام السياسي المتطرف من السنة والشيعة ، كان جرحاً عظيماً لا يشفي بمبلغ من المال مهما كان كبيراً .
إن دولة رئيس الوزراء وحكومته ، والبرلمان العراقي المنتخب ،والأحزاب السياسية ذات التوجه الديني التي تحكم العراق حالياً ، عليهم أن يعرفوا جميعاً أن حماية المسيحيين والأقليات الأخرى هي من واجبهم اخلاقياً ودينياً وقانونياً ، ومن العار أن يتعرض هؤلاء الناس الى كل هذا الظلم والقتل والتشريد .
إن للأقليات الدينية من اليزيديين والصابئة المندائيين والمسيحيين ، حصة في الثروة العراقية من النفط وغيره من الواردات ،إنها ثروتهم ، وعلى الحكومة ان تعطي حصتهم حسب اعدادهم ، الباقين في العراق إضافة الى اللذين هجّروا قسراً وظلماً ،إنها حصتهم من الثروة العراقية وليست حسنة او صدقة من الحكومة العراقية .
إن 100 مليون دينار عراقي هو مبلغ زهيد وحسب معلوماتي المتواضعة في الحساب تساوي حوالي 70 ألف دولار ، إنه مبلغ بائس لا يكفي لأعمار بيت متواضع في ظل الأسعار العالية لمواد الأنشاء وارتفاع أجور الأيدي العاملة ، إنها حقاً حكومة بخيلة بكل معنى الكلمة ، واعتقد ان بخلها هذا هو مع الأقليات الدينية فحسب ، أما في الأمور الأخرى فهي حكومة سخية أكثر من حاتم الطائي .
في تقرير عن العراق : إنه يخسر 15 يومياً مليون دولار بسبب الفساد ، وفي هذا التقرير الذي نشر في الشرق الوسط اللندنية يوم 14 / 5 / 2007 م ورد :
أن ما بين 100 ألف و300 ألف برميل من النفط العراقي كانت منذ أربع سنوات وما تزال تختفي يومياً ، وإن هناك احتمال ان يكون قد تم تسريبها من خلال الفساد والتهريب ، وبتقدير معدل سعر البرميل الواحد من النفط 50 دولاراً ، فإن قيمة البراميل المفقودة تتراوح بين خمسة 5 ملايين و15 مليون دولار يومياً " نعم يومياً " والسؤال هو من يسرق هذه الكميات ؟ هل هم الأقليات الدينية ، هل هم من العراقيين المسيحيين ؟ اعتقد ان الحكومة أدرى من غيرها بالذي يحصل .
لا بد ان للحكومة العراقية معلومات وافية عن الجهات التي تسرق ثروة الشعب في وضح النهار .
إن كانت الحكومة العراقية تريد ان تتسم بالأنصاف والعدالة والمساواة بالنسبة للأقليات الدينية العراقية وفي مقدمتهم المسيحيين ـ وهذا واجبها ـ كان على الحكومة ان تعي واجبها في حماية الأقليات اولاً ، وأن لا تكون آخر من يعلم بما يمسها من الظلم والأستبداد ، إنها تعلم حق المعرفة الذين يعتدون على المسيحيين إنهم يصيحون عبر سماعات الجوامع وينادون بان لا يشتري أحداً من اموال المسيحيين إنها ملك للأسلام . وإن عليهم دفع الجزية للمسلمين وهم صاغرون ، وإلا عليهم ان يتركوا اموالهم ويغادروا الى الجحيم ، لأن هذه ديار الأسلام .
لا أدري لماذا حاربنا التمييز العنصري في جنوب أفريقيا ؟
ولماذا نستنكر على هتلر نازيته وعلى موسليني فاشيته ؟ أليست في بلادنا أبشع انواع الفاشية والنازية والتطهير العرقي والتمييز العنصري بابشع صوره ؟
ماذا بعد الأعتداء على العرض وتسليب الأموال وتهجير الناس من بلادهم لانهم ليسوا مسلمين ؟ ماذا نسمي هذه الأعتداءات هل نقول انها منتهى التسامح الديني ؟
إن الحكومة العراقية واجبها الديني والقانوني والأخلاقي : ان تعطي حق الأقليات الدينية والمسيحيين بالذات ملايين الدولارات وليس ملايين الدنانير العراقية الورقية ، وهذا جزء من الوفاء لهم وتعويضهم عما لحق بهم من ظلم واستبداد ، في ظل الحكومة العراقية المنتخبة . عليها ان تؤدي واجبها وهي مسؤولة عن العراقيين جميعهم بما فيهم العراقيين المسيحيين والأقليات الدينية العراقية الأخرى .
بقلم : حبيب تومي / اوسلو
tomihabib@hotmail.com
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
المرأة الاديبة.. هل انصفها المربديون؟ عذراً أيها الرجل المربدي... أن حق المرأة بالمساواة مع الرجل ليس منّة من احد... بل هو استحقاق نص عليه الدستور العراقي الدائم.. كانت هذه السطور تساور مخيلتي وانا سائرة في شارع عام.. واذا بأنين الموبايل الحزين، يستفز حقيبتي ويهزها بقوة... نرفض أقوالهم و ننبذ أفعالهم ففيها شر البلية. حاشا ان تكون فضل من ربّي أن يتشفى المرء بمصائب أهله فتلك دلالة ليس لنا أن نقول فيها سوى ما يقال في مثل هكذا مناسبات ومواقف، فهي سمة الذين في قلبهم وضميرهم ووجدانهم وعقلهم ؛؛مسلسل الالم العراقي؛؛ الحلقة الاخيرة متى؟ العراق في عصره الحديث لم يكن ألا امتداد للألم الذي كان يعيشه شعبه نتيجة غباء المتسلطين واختلافاتهم العقائدية والدينية والعرقية. إضافة الى بدعوة من قبل نقابة الصحفيين النائب السعد تحضر حفل تكريم أفضل صحفيات العراق لعام 2011م شبكة اخبار نركال/NNN/ حضرت النائب عن كتلة الفضيلة البرلمانية سوزان السعد حفل تكريم أقامتها
Side Adv2 Side Adv1