Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الأكراد ومكاردة شبه الحقيقة-1-

توضيح ورأي حو كتاب ( الأكراد في بهدينان ) الذي كتبه الكاتب الكردي أنور الماي

الجزء الأول

ملاحظة لا بد منها :
هذه المقالة هي عبارة عن رد وتوضح حول ما يكتبه وينشره بعض الكتاب الأكراد عن الآشوريين وإدعائهم بأنهم أكراد مسيحيين . وقد سبق أن تم نشرالمقالة على شكل حلقات في بعض المجلات والصحف المحلية ،.
وقد إرتأينا إعادة نشرها من جديد على صفحات الإنترنيت لتذكير من فقد ذاكرته من الذين أخذوا يتسابقون الريح مع أسرابهم ونحلهم للتبرك ونيل صك الغفران من ( المسيح المنتظر) والذي ظهر فجأة في شمال العراق ( كوردستان ) ليغتنوا ببركاته وهباته ومكافأته .. .
لتذكيرهم بأننا نحن الآشوريون شعب أصيل وجذوره ممتدة في أعماق تاريخ مابين النهرين ، ولنا قضية قومية ووطنية ، ولسنا مجرد طوائف دينية كما يحلوا لهم أن يغرسوها في أذهاننا عبر آباءنا الروحيين وقادتنا السياسيين ، ليقولوا لنا بأننا ( أكراد مسيحيين ) فحسب !!! وما التركيز على بناء الكنائس وترميمها في شمال العراق ، والتركيز على النشاطات الدينية وزيادة وتيرة مكوك الزيارات للآباء الروحيين الى الشمال ، إلا تأكيدا على هذه المؤامرة الخبيثة التي تحاك ضد الأمة والكنيسة الأشورية معا . وكأنه لا يكفي إحتلال وتكريد كل شمال العراق العزيز , فيريدون تكريد سهل نينوى وسكانها أيضا تحت عنوان ( الحكم الذاتي للكلدوآشوريين ) وعلى حساب الشعب الأشوري من جهة ، وحساب الوطن العراقي الموحد من جهة أخرى .
فإعادة نشر هذه المقالة ، كما قلنا ، هي للتذكير فقط ، لعل الذكرى تنفع المؤمنين .
( يكدان )


المقدمة :
ليست هذه هي المرة الأولى التي يدعي فيها كُتاب ومثقفين وسياسيين وزعماء أكراد ( بالأصل الكردي للآشوريين الحاليين ) ووصفهم بـ ( الأكراد المسيحيين ) .
تطالعنا الصحف والمجلات وصفحات الإنترنيت بين الحين والآخر بمقالات ومقابلات وكتابات إستفزازية وبعيدة عن المنطق ، تصيب صميم الشعب الآشوري ، وتجرح مشاعره كشعب وطني أصيل متجذر في وطنه العراق ، ويملك كامل مقوماته القومية من اللغة والأرض والحضارة والتراث ، وله مشاعر وعادات وتقاليد تميزه عن غيره ... ضاربة بجذورها أعماق التاريخ ، بل كانت لغته وثقافته سائدة في المنطقة حتى القرن الثالث عشر الميلادي ، وكان وطنه العراق منهل للحضارة الإنسانية جمعاء إستفادت منها معظم الشعوب المجاورة ، ومن ضمنهم الأكراد أنفسهم .

لستُ أدري ماذا يجني هؤلاء الكتاب من هكذا كتابات مزورة ومشوهة للحقيقة وإستفزازية أيضا ، بل وماذا ينفع القضية الكردية والشعب الكردي من محاولات هضم حقوق الآخرين وتكريدهم وتسميتهم بـ ( الأكراد المسيحيين ) وإلحاق الأذى بهم والإساءة إليهم وبالأخص لشعبنا الآشوري المسالم الذي وضعه اليوم مأساوي جدا ولا يُحسد عليه مقارنة بوضع الأخوة الأكراد اليوم . فكل منهم عانى ويعاني نفس المعاناة ، كل منهم يواجه نفس عمليات إزالة الوجود ومحو الهوية القومية وإقتلاع الجذور ، كل منهم مقهور ومُشتت ومُضهد في وطنه . فإذا كانوا هؤلاء الكُتاب والزعماء يرفضون بشدّة إحتواء الغير لهم ، فكم بالاحرى يجدر بهم أن يتخلوا عن ممارسة عمليات إحتواء الآخرين ؟ فهل من كردي بسيط يقبل ويسكت على مايدعيه الأتراك تجاه الأكراد بأن ( مايُسمى بالأكراد اليوم ، ليسوا إلا قبائل تركية جبلية ) ؟؟ أليس من حق هذا الكردي أن يقاوم مثل هذه المزاعم بكل مايملك من قوة ؟؟؟ أليس من حق الآشوري البسيط أن يدافع ويقاوم عمليات التكريد والإحتواء الكردي لحضارته وتراثه وقوميته وأرضه ، والتي لا تختلف إطلاقا عن عمليات التتريك بحق الشعب الكردي الجار ؟؟
فمعذرة من كل كردي شريف ومُخلص لأمته وشعبه وقضيته ووطنه ، إذا كانت ممارستي لحقي الطبيعي في ضح الزيف وتعرية الحقيقة قد مس مشاعره ، فإننا في ذلك لانبغي الإساءة والتجريح لشعب جار يعيش معنا في وطن واحد بقدر مانريد التنوير والتوضيح ووضع النقاط على الحروف . وأقول بكل صراحة لكاتب وناشر هذا الكتاب المشوّه ( إن كان بيتك من زجاج يأخي ، فلا ترمي الحجارة على الآخرين ) .



عن أي كتاب نتكلم ؟

لقد صدر في آوائل الستينات من القرن الماضي ، كتاب تحت عنوان عريض :
( الاكراد في بهدينان ـ بحث تاريخي إجتماعي عن منشأ الأكراد وعقائدهم وعاداتهم وطبائعهم وآدابهم ) للكاتب الكردي أنور الماي .
لهذا الكاتب كل الحرية أن يكتب مايشاء ، وليس لنا الحق في الإعتراض على مايكتبه إلا عندما يكتب المغالطات والإساءات لما يخصنا نحن الآشوريون ، ويمسّنا تاريخيا وإجتماعيا وقوميا ووطنيا ، عند هذه الحد بالذات نمنح لأنفسنا الحق أيضا في أن نناقش بكل هدوء ما يدعيه بخصوصيتنا كشعب وكأمة ومواطنيين أصلاء في الوطن العراقي .
إن الكتاب المذكورـ للأسف الشديد ـ يعج بالكثير من المغالطات التاريخية ، والطروحات الحشة والذي سبقنا اليها الكثير من الكتاب والنقاد في إنتقاد الكتاب ومحتوياته ــ حسب إعتراف الكاتب نفسه في الصفحة العاشرة من الطبعة الثانية للكتاب ، حيث يقول الكاتب حرفيا : ( لقد تعرض الكتاب لإنتقادات كثيرة من قبل عدد من الكُتاب والمؤرخين والباحثين وعلماء الإجتماع ...) لما يضمنه من معلومات مشوهة وغير مبنية على مصادر علمية دقيقة وموثوقة منل يفعل المؤرخين والباحثين .
والجدير بالذكر ، إن السيد معصوم الماي ، ناشر الكتاب ، لم يكترث بما قالوا وكتبوا كل هؤلاء الباحثين والمؤرخين والكُتاب من نصائح وتوجيهات تاريخية تخدم الحقيقة العلمية والأمانة من جهة ، وقضية شعبه وامته من جهة ثانية ، بل شنّ هجوما كاسحا عليهم ، وإتهمهم بشتى الإتهامات التي جلها تنطبق على مؤلف الكتاب وناشره معا .
يعترف السيد معصوم الماي ( ناشر الكتاب ) في الصفحة العاشرة من الكتاب والتي وضعها تحت عنوان عريض ( صدى الطبعة الأولى من الكتاب ) . فيقول : ( لقد إنتقده البعض لأنه لم يستند في تأليفه للكتاب على مصادر علمية ودقيقة كما ينبغي لمؤرخ لا تطاله الشكوك ) ومن ثم يحاول الدفاع عن كل مايحتويه كتابه من أخطاء ومغالطات تاريخية ، بل ويمارس الإعتداء الفاضح بحق تاريخ وحضارة شعوب المنطقة بشكل عام ، والشعب الأشوري بشكل خاص ، دون أي إحساس بالمسؤولية والأخلاق الوطنية ، مضافا إليه مجمل الأذى الذي سيلحق بالقضية الكردية والشعب الكردي . فيتهم كل المنتقدين للكتاب بأنهم أعداء للشعب الكردي والقضية الكردية ، في الوقت الذي هم على العكس من ذلك تماما .
فإذا جاء النقد من كاتب أو مؤرخ عربي ، إتهمه بــ ( العروبي المتعصب ) كما جاء نعته للسيد عبد المنعم الغلامي . وإن جاء النقد من كاتب كردي محترم يهمه سمعة بني قومه الكرد ومهتم بالقضية الكردية كالسيد محفوظ محمد عمر ، إتهمه ( بالمتنكر لأصله ) (1) .

لقد قام السيد معصوم الماي بإعادة طبع ونشر هذا الكتاب مرة أخرى سنة 1998 في شمال العراق ، منطقة ( سيطرة الأحزاب الكردية تحت حماية المظلة الدولية آنذاك ) ، لا لشيء جديد إنما لتسعير وتأجيج نعرة الاحقاد الدفينة والتعصب القومي والديني المكبوت لدى البعض من البسطاء والسُذج من الشعب الكردي الصديق لغاية مواصلة عمليات تكريد الشعوب الأصيلة والمتواجدة منذ العصور الساحقة في وطنهم وأرض أجدادهم في شمال بلاد الرافدين والتي يطلق عليها الأكراد اليوم ( كردستان ) دون حد أدنى من الإحترام والمراعاة للمشاعر القومية والوطنية للشعب العراقي الاصيل والتي كان قدره أن يستقر الأكراد المهاجرين بينهم وفي نفس المنطقة خلال الحقبات التاريخية المتأخرة ، ونخص منه الشعب الآشوري الذي عانى قديما ولا يزال
يعاني من إضهاد الأكراد له قوميا ودينيا . وكان هذا الكتاب واحدا من تلك الإجتهادات الساذجة التي ظل بعضهم يعتقدون بأنهم مثقفون ومؤرخون مثل السيد معصوم الماي ناشر الكتاب, والمرحوم الملا أنور الماي ، مؤلف الكتاب ، وآخرون غيرهم ، حيث يزعمون في المناسبة وغير المناسبة بـ ( الأصل الكردي للآشوريين ).
مع كل التقدير والإحترام للكثير من الكتاب الكرد والمثقفين والمؤرخين منهم ، فلا أعتقد إنهم راضون عن هؤلاء الذين يشوهون القضية الكردية بهذه الطروحات اللاعقلانية واللا مسؤولة التي يقوم بها هؤلاء المهووسون المتعصبون دون وازع ضمير أو حد أدنى من المسؤولية والأخلاقية الوطنية ، فهم لا يجنون من هذه الإدعائات سوى الضرر والإساءة للقضية الكردية واللشعب الكردي ، بل ويشوهون سمعته ومصداقيته في المحافل الدولية وبين شعوب المنطقة وبالأخص فإن وضعه اليوم هو بأمس الحاجة الى تلك المصداقية من أي وقت آخر.


1- - إنظر الصفحة العاشرة من الأكراد في بهدينان للكاتب أنور الماي


يُتبع..

يكدان نيسان ـــ كندا Opinions