Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مناقشة مع الاستاذ هرمز كوهاري حول حقوق شعبنا " المثلث الأبعاد "..!

 

      هرمز كوهاري

منذعشرة سنوات اي منذ التغيير في 2003 كتب الاصدقاء و الزملاء وغيرهم مئات بل ربما الاف المقالات والتعليقات حول ما  كانوا يسمونه  بحقوق شعبنا   الكلداني السرياني الاشوري  ولا زالوا يكتبون ويناقشون ويحاورون  بمحاولات مدعومة بالندوات والزيارات واللقاءات ، ولكن دون ان يتفقوا  على  خارطة الطريق لتلك الحقوق ، منهم قالوا : تأسيس محافطة خاصة للمسيحيين !! في سهل  نينوى دون  ان يعرفوا او يحددوا حدودها وعاصمتها ونوع الحكم فيها هل يكون على الاساس القومي او الديني ام الطائفي أم المختلط !! وعن عاصمتها ؟ وتمويلها  واقتصادها وحمايتها وووو

والغريب في الموضوع ان اكثرية  كتابنا الذين يكتبون بهذ الموضوع  بل ربما جميعم ديمقراطيون ويساريون ويرفعون شعارات دينية    طائفية   اي حقوق الكلدان والسريان والاشوريين  في الوقت الذي  نجد  ان الطائفيين  الحقيقيين  كالتي تتكتل  بالاحزاب الاسلامية  شيعية او سنية  او القومية  البعثية   ترفع شعارات الديمقراطية   كذبا ونفاقا

كاترين : أستاذ هرمز رأيتُ هذه الفقرة قاسية  ,لكل إنسان حق التعبير عن رأيه سواء ان كان يساريا,متدينا , وطنيا ,مستقلا .  هنا يكمن حقه الديمقراطي بالتعبير عن رأيه ,أنا مع فتح النقاش على مصراعيه , هذه قضية مصير شعب يتوجه الى الانقراض على ارضه الام . كثير من المثقفين يسألوني عن هذا الموضوع وأقول دعو الموضوع يأخذ طابع جماهيري وأقترح الاستفتاء على ارض الوطن . 

وارجو الا  نسلك سلوك البعث ايام العهد الملكي وثورة 14 تموز عندما كانوا يصرخون خارج السرب ويرفعون شعارات :

" نحن الطلاب العرب في الكلية الفلانية ....نحن العمال العرب في المعمل ....الخ "

 وكنا نقول لهم يا اخوان مطاليبنا واحدة فلماذا هذا التمييز وتفريق الصفوف ؟؟، وظهر اخيرا  انهم  كانوا ينادون او يستنجدون  باخوانهم  القوميين والبعثيين والناصريين في بلدان العربان  !! ليناصرونهم وينقذونهم من طغيان   عبد الكريم  قاسم  ! والتقدميين والديمقراطيين او الشيوعيين !!

كاترين : نعم هذا حدث لكن كان هناك قصر نظر عن معنى الديمقراطية وحرية التعبير, لم يكن الشعب يعرف حينها ماهي مقومات الديمقراطية ) كان عصر القومية العربية الذي اصبح الان في خبر كان . المجتمع المدني يجب ان يلعب دوره بهذه القضية المصيرية . 

ولكن الغريب  العجيب أن المطالبة  بحقوق  شعبنا " المثلث الأبعاد " تحول الى الصراع الداخلي على  الهويات   بل على القيادة وبعبارة  اكثر صراحة  الصراع   على  المكاسب  والكراسي  بالرغم من المآسي ! ودخلنا في حوار ونقاش بيزنطي  ليس له بداية ولا  نهاية وتركنا الحقوق والحريات جانبا  ! بدليل أن منذ تاسيس الدولة العراقية أي قبل قرن لم يخطر ببال الجماعة هذا الحوار . علما أن الديمقراطية ليست بحاجة الى تحقيق  الهويات  القومية أو الطائفية   بل مجرد أن يكون  الفرد مواطنا صالحا ليس إلا .( نعم هناك صراع ولد نتيجة صراع بين الاطراف الثلاثة

كاترين :( الكلدان السريان الاشوريين : السبب في ذلك الكلدان لم يكن لديهم أحزاب قومية خاصة بهم بل كان معظمهم ينتمون الي الحزب الشيوعي وقسم قليل الى حزب البعث متراكضين وراء مصالحهم وقسم أخر كان يدعي إنهم عرب . السريان الساكنين في مدينة الموصل المتعصبة يتكلمون العربية علما لهم لغة سريانية عريقة لكنهم بداءو يتناسون لغتهم للاضطهاد الذي كانوا يُعانون من المتعصبين في الموصل لعدم معرفة هويتهم المسيحية في المدرسة او في المجتمع حتى اسمائهم تحولت تدريجيا الى اسماء عربية . الاشوريون كانو يقطنون في شمال العراق كردستان الان يتكلمون الاشورية بكل لهجاتها كانو يُعانون الاضطهاد من الاسلام المتعصب "في الثمانينات كنتُ بيشمركة ذهبتُ عند أصدقائي الاعزاء في قرية ميسكا في برواري بالا : نادت إحدى النساء تطلب من جيرانها لذبح خروف صغير وزجها وإبنها جالسين بجانبها إستغربتُ من السؤال جمعت جرأتي لاسئل لماذا هذا الطلب ورجلين في العائلة جالسين . جأءني جواب مؤلم للغاية من الاب ( اليوم نحن دعينا شيخ المنطقة للغداء ويجب ان يكون لحم حلال اي مذبوح على الطريقة الاسلامية ) أجبتُ هذا لايحترم دعوتكم هو ضيف يجب ان يحترم دينكم وعاداتكم ) أجابتْ الزوجة يجب ان تعيشي معنا كي تعرفي تقاليد القرية . سكتُ على مضض ,ألم يكن هذا تمييز وإضطهاد بإقتدار ؟

أيام الثمانينات كنا بمسيرة طويلة  وقعت الثلوج علينا ونحن نسير بإتجاه المقر الرئسي لقواتنا (البيشمركة)في بهدينان ولم يكن لدينا مؤونة غذائية قال الرفيق الشاب المسلم هيا نذهب بإتجاه بيت عمي قلتُ له اين يسكنون ؟ سمى القرية لم اتذكر إسمها الان , أجبت هذه قرية مسيحية , ضحك الرفيق وأجاب أنا مسيحي أبي إقتنع الاسلام نتيجة الاضطهاد الذي كان يقع علينا من قبل شيوخ العشائر لكن علاقتنا مع أعمامي باقية وهم يعرفون الحقيقة . هذه كلها أمثلة تدل على غبن الاقليات غير المسلمة من الشمال الى الجنوب . لماذا بدأت هجرة المسيحيين شخصتها بشكل جيد الاضطهاد الديني ثم القومي .

 بدأت بتهجير القرى من شمال العراق وبضمنها القرى المسيحية منها الاشورية والكلدانية التي كانت على الشريط الحدودي مع تركيا حينها أدرك المسيحيون لامكان لهم في العراق وبدأت الهجرة الى امريكا واوروبا . إ ستغل هذه البيوت والاراضي الاكراد المتواجدين في المنطقة . بنفس الوقت تأسست حركات قومية أشورية في بداية السبعينات أتذكر كانت تسمى لحم عجين كان سعره حين ذاك 25 فلسا اي تحتفل بعيد ميلاد المسيح يوم 25 /12والقسم الثاني 7أب اي تحتفل يوم 7/1 بعيد الميلاد . بعد الاعلان الحرب على إيران عام 1980 تيقن الاثورييون لامحل لهم في العراق الصدامي بدأت الهجرة من كركوك والدورة والحبانية والبصرة . 

  بينما الكلدان والسريان لم يكن لهم اي منظمة او هيئة سياسية قومية  حينها أعطت الحركة الاشورية القومية شهداء أعدمو على يد الجزار صدام حسين وبعدها تاسست حركة البيشمركة لديهم عام 1982 بهذه السنة إالتحقتُ بقوات الانصار البيشمركة . كان مقر الحركة تأسس مقر صغير لعددة افراد في كلي هركي كان واقعا على الحدود التركية  بعد الاجتياح التركي . بعدها إنتقلنا الى كلي زيوة وانتقل معنا مقر الحركة حيث كان المناضل توما توماس من القوش يُساندهم بإستمرا ر وذكرها يونأدم كنا في "أسريان فيستفال" في ديترويت عام 2003 كان قادما من العراق . هذه النبذة التاريخية اسردها للتاريخ . كي لايُتهم دائما الكلدان والسريان كونهم لايعتزون بقوميتهم . وهذا خطأ كبير يقع فيه أكثر القومييون. للاسف الان يتصارعون على الكراسي .

  ان  اكثرية  شعبنا  المسيحي  يسكن ليس فقط  خارج  السهل الموعود  سهل نينوى فقط  بل خارج  الوطن الام  العراق  وانا احدهم   ، وبعبارة اخرى اننا نعيش في بلدان اوروبا او امريكا او استراليا ونيوزيلاندا اي في بلدان تسودها الانظمة  الديمقراطية العلمانية . اي حقوق الانسان  كفرد مصونة بالقانون ، ،واعتقد  حصلت عندنا   القناعة  ان في هذه البلدان  لايحتاج  الكلدان او الاشور او السريان  أو  البوذ يين  أو  الهندوس  او اللادينيين  او اي فئة  اخرى  ان  تطالب بحقوقها  لأن حقوقها   تجدها   اصلا   في الانظمة الديمقراطية  .

كاترين: ( نعم شخصتها بشكل جميل جدا حقنا مضمون في هذه البلدان لكن أتسأل كم سنة او قرن نحتاج لتحقيق مثل هذا الحكم وهذه الديمقراطية في بلدنا العراق سُلبت كل حقوقنا ونحن لم نستطيع الدفاع عن حقنا وارضنا وبلدنا ضمن هذه الانظمة الدكتاترية والان لدينا دكتاتورية المالكي والاحزاب الدينية التي لاتفهم غير قوة السيف ) نحن في هذه بلدان المهجر لدينا منظمات مجتمع مدني ومؤسسات دينية تعلم اللغة السريانية وتحافظ على الهوية القومية وعلى لغة الام وتهتم بالتاريخ وتعريف الجيل الجديد عن ارض الوطن إسمه العراق ولاضرر منها بل العكس الان في المدارس الامريكية تثقف اولياء الابناء بالتحدث بلغة الام كي ينشأ الطفل يتحدث لغتين ثانيا تساعد على تنشيط خلايا الدماغ عند الطفل . الكنائس تعمل لجمع الجالية حواليها والحفاظ على اللغة قدر المستطاع عندما أذهب الى قداس اللغة الانكليزية في كنائسنا أجد الكثير من التراتيل بلغة الام ومكتوبة (كرشوني لاأعرف تجرمة كلمة كرشوني ) الجيل المولود هنا لايتكلم اللغة لكن يفتهم والان هناك رغبة لتعلم اللغة بين الشباب .

ثانيا :الان العالم قرية صغيرة والاعلام يلعب دوره في نقل الخبر لحظة بلحظة لهذا هناك تضامن أممي مع هذه الشعوب ومساندتها من قبل الراي العام العالمي وعلى رأسها الهيئات الدولية وعليه يجب إستغلال هذه المنابر ما يُطرح الان بخصوص الابادة الجماعية للارمن والاثوريين يُرعب الحكومة التركية . ما يُطرح عن الانفال وحلبجة يُرعب الانظمة الدكتاتورية . بمعنى أخر تربية هذا الجيل الناشئ عن أصله وفصله وتاريخه في بلدان المهجر عملية صحيحة . 

اذا لماذا لا نوحد صوتنا مع صوت كل من يطالب بالديمقراطية الحقيقية المعتمدة على العلمانية والفردية من اي قوم او ملة او دين او طائفة  ما دام  أنها تضمن حقوقنا كاملة غير منقوصة ؟ ،ولماذا نتقوقع في الطائفية المتزمتة   التي نجهل تحديد  حقوقنا بل نختلف  عليها  بين كل فئة  أو طائفة من طوائف هذا المكون ؟ ، علما  أن القاعدة السياسية الثابتة التي لاجدال فيها ، انه   لم ولن يمكن ان يتمتع شعب اوفئة   بحكم ذاتي حقيقي الا في   بلد  يتمتع   بنظام  ودستور  ديمقراطي  حقيقي ،أي أن الديمقراطية تسبق وتشمل حقوق كل الفئات  القومية والدينية وحتى اللادينية

كاترين : ( نعم رايك صحيح لكن هل سيكون هذا قريباً ويوقف الهجرة القسرية على أبناء شعبنا ؟ الان الخطوة السريعة إيقاف الاضطهاد في بلد الام لايقاف الهجرة والحفاظ على الجيل الصاعد على ارض أجداده وتجربة الديمقراطية في إقليم كردستان تتعثر هنا وهناك لكنها تفرضْ من قبل المجتمع المدني على الحكومة الحالية في كردستان العراق رغم النواقص التي تعترف بها حكومة الاقليم .  

 تجربة   الكرد  علمتنا  ذلك  عندما وعد البعثيون الاكراد بحكم ذاتي  في جريمتهم الأولى  جريمة 1963  عندما تعاونوا معهم  لقاء  منحهم الحكم الذاتي ولم تمر أشهر حتى قال عماش  في الحرب الشرسة التي أعلنوها على الأكراد  " بانها نزهة " أي نزهة  قتل الأكراد  !!! وكرر الآكراد   الخطأ   أي الثقة  في البعث  أوفي إعتقادهم  تحقيق حكم ذاتي في  ظل  دكتاتورية  في  الإنقلاب   الثاني سنة  1969 وإنتهت بجريمة  الأنفال

كاترين :(  عندما أعلن الشعب الكردي الحكم الذاتي بعد عملية الانفال الكافرة , كانت صعبة للغاية وهو محاط بالاعداء من كل الجهات (النظام البعثي الفاشي الحاقد على الاكراد – النظام الايراني الاسلامي – النظام التركي الحاقد على الاكراد الذي كان يُسميهم أتراك الجبل ) عام 1982 عندما توجهت الى كردستان للالتحاق بقوات الانصار البيشمركة عشت في جنوب تركيا منطقة كردستان تركيا في عدة قرى , وبعدها عام 1988عشتُ سنة كاملة في كردستان تركيا ,كان الشعب الكردي في تركيا حينها يعيش في القرون الوسطى يُعاني الفقر والاضطهاد والاهمال من الحكومة التركية حينها لكن الان أذهب الى تركيا من نفس الخط أجد العمران والتطور في المنطقة وهذا جاء بفضل الحكم الذاتي في كردستان العراق . هل يعني ان الشعب الكردي لم يستطع مقاومة الاعداء؟ الان معظم الشركات التي تعمل في كردستان هي تركية . وتجربة كرستان العراق أعطتْ زخما كبيرا الى كل أكراد المنطقة .

وهكذا فعل  البعث أي الدكتاتورية  أيا كانت  ،عندما " منحوا" الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية بدلا  أن يقولوا إعادة الحقوق المغتصبة  للناطقين بالسريانية !، لأن تلك الحقوق هي طبيعية وعدم التمتع بها هو إستثناء ،وكنا نتمتع بها أصلا في العهد الملكي  كحق طبيعي وليس منحة من النظام  ،  وراينا كيف تحولت النوادي المختلفة  في عهد البعث  الى بؤر تعشعش فيها المخابرات البعثية.

ان الديمقراطية الحقيقية الفردية العلمانية هي القاسم المشترك الاعظم لجميع الشعوب وهي امنية كل البشرية   علما  ان  الديانة المسيحية تتقبل  الديمقراطية  اكثر من  اي ديانة  اخرى  ، بدلالة  ان  كل الشعوب الديمقراطية   تدين  بالمسيحية او  جذورها  كانت  الديانة المسيحية ،  خلافا  عن الديانة الاسلامية  التي  تتعارض  بل  تتقاطع  آياتها الديمقراطية   بالمطلق  كالتحريم والتحليل  والتكفير  وقتل المرتد  وتحليل السلب والنهب باسم الغنائم ولتي هي مرفوضة   في المسيحية والديمقراطية معا .ويرى عالم السياسة الأمريكي " صاموئيل هنتكنتن " مؤلف كتاب صدام الحضارات الشهير : أن الديمقراطية   تنتشر  بإنتشار المسيحية  ، اي أننا يجب ان نسعى الى الديمقراطية  الحقيقية وليس  الديمقراطية  الممسوخة ،  قبل من غيرنا لآنها هي الوحيدة الكفيلة بتحقيق مطالبنا

كاترين :  نعم إنها حقيقة ذكرتها لايُمكن تحقيق الديمقراطية في اي نظام ديني ,لذا جاء مطلب فصل الدين عن الدولة وهو مهمة ملحة في الشرق الاوسط جميعا.  بعكس الدول التي تمارس الديمقراطية تركتْ الدين والمؤسسات الدينية تتمتع بحريتها وتمارس حقوقها داخل المؤسسة الدينية لاغير . لاتستطيع ان تفرض على أحد رأيها . والسلطة التشريعية تراقب كل خطوة لكن في امريكا داخل الكونكرس الامريكي "لجنة عدد أعضائها أكثر من خمسين عضو من كلا الحزبين "تسمى لجنة حرية الاديان " .هل في العراق العراقي مثل هذه اللجنة ؟ كي يلجأ اليها المضطهدون من أمثالنا ؟ هل إستطاع ممثلينا في البرلمان تحقيق القليل من المكاسب لشعبهم الذي إنتخبهم ام إنهم ايضا أصيبو بمرض جمع المال والمكاسب الشخصية والحزبية والعائلية والعشائرية الضيقة " هذا واقع مؤلم جدا جدا , لازال شعبنا متأثر بالحزبية الضيقة وليس بما يٌفيد شعبنا . 

 كما ليس  عندنا عادات وتقاليد لا تتفق مع الديمقراطية  ، بل أي شعار اوعمل لا يتفق مع الديمقراطية   العلمانية الفردية قطعا سيكون على حساب حرية الغير  ، كالاسلاميين الذين يطالبون بمنع الفطور العلني لغير المسلمين او المسلمون العلمانيون او الاسلامي المؤمن ولا يرغب ان يتحكم به رجل  الدين  او يعلمه دينه  ، او عادة  تزويج القاصرات على اساس   ان بلوغ   او نضوج  الفتيات عند الاسلام  يبدأ في السن التاسعة تطبيقا لزواج النبي محمد من عائشة  او "حقهم " في  قتل المرتد كما يأمرهم القرآن بذلك ، كل هذه الشعارات والأعمال تتعارض مع حقوق وحرية الغير   ومع الديمقراطية  في آن واحد.

كاترين : ( هنا تُوكد صعوبة العيش في العراق في ظل هذه الظروف الصعبة للغاية أمام تصاعد الاحزاب الدينية الطائفية ونحن الضحية , ألم تكن تجربة البصرة وتجربة الموصل نموذجا صريحا لذلك التطرف الديني القندهاري نموذجا ساطعا لذلك ) إذن هذا يدعم رأي التجمع في منطقة واحدة للحفاظ على موروثنا – نحن السكان الاصليين لهذا البلد وبسبب حكم الملالي نفذ صبر الاقليات غير المسلمة وكان على راسها الصابئة المندائيين في الجنوب بحيث لم يبقى منهم الا القليل . 

ولهذا  فإن هذا  الطرح بحقوق " شعبنا "....انما  نساهم من حيث نريد او لا نريد  في تأجيج الصراح الطائفي  المؤجج  اصلا ،  و اذا تصورنا  أن  كل ملة تطالب بحقوق ملتها  فإذا  جمعناها  كلها  لا يمكن ان تخرج عن الديمقراطية الحقيقية  والتي تخرج لابد  انها  تصطدم  بحرية الغير ، كما ذكرنا أعلاه .

كاترين : الان يوجد في كل أنحاء العراق يسكنون أكراد ويتعايشون مع محيطهم ويُرشحون نوابهم في مناطقهم , ثانيا كل العرب من شماله الى جنوبه يتمنون المجيئ الى كردستان العراق لقضاء عطلهم في الامان والخدمات الجيدة . كان العرب سابقا يطلقون نكات إستهزاء بالاكراد , الان على العكس اثبتت التجربة بفترة قصيرة من عمر سلطة كردستان إنها أنجح واصوب من تجربة العراق العربي الطائفي , نعم لازال هناك نواقص كثيرة لم تعالجها حكومة الاقليم لازال في الاقليم فساد يقره المسؤولون وعلى راسهم القيادات الحزبية الحاكمة . 

اما من يسعى الى اقامة جمهورية   أو محافظة  كلدانية آشورية سريانية  في سهل نينوى فجوابي لهم هو ما اشرت اليه في مقالي الذي رابطه في ادناه . 

 وبالمناسبة أود أن اشير الى حادثة  ذكرتها في مقالي السابق  بعنوان " خذوا الحكمة ..."  وكيف دافع  نوري السعيد والوصي ووزراء آخرين عن حق الطلاب المسيحيين المتفوقين للدخول بكلية دار المعلمين العالية بالرغم أن عددهم كان ضعف عدد المسلمين تقريبا ، لا لكونهم مسيحيين بل  عملا  بمبدأ المواطنة  وليس على أساس  الدين والطائفة والكوتة

كاترين : عامل الزمن مهم جدا ودور التطرف الديني الان ومنْ هي القوى المتنفذة في المنطقة جميعا , أول ما فكر به التطرف الاسلامي هو التهجم على المراكز الدينية في العراق والان تتكرر التجربة في سورية ومصر والسودان ) لستُ مع الهروب من الساحة لكن مع البقاء بأرض الوطن (بلاد الرافدين بلدنا الاصلي , أور رمزنا ونينوى حضارتنا ) لكن لو اضع دماء الناس والابرياء على كفة الميزان مع الارض لفضلتُ البشر على الارض من مبدأ الانسان أثمن رأسمال ) إننا ننهزم من الحكومات المستبدة الطائفية المتمثلة بسلطة دينية متطرفة وليس من عامة الناس . 

هذه  عواقب  فرز حقوقنا عن حقوق الغير او ابتعادنا عن المواطنة الى الطائفية والدينية والقومية .هل يقبل اليوم بمن فيهم انصار الكوته او انصار فصل حقوقنا عن حقوق المجتمع العراقي لو صادف ان عدد الطلاب المسيحيين المتفوقين يعادل طلاب المسلمين ثم يرفضون  دخول  اكثريتهم   الى الجامعات  بسبب الكوتة

كاترين :( القضية ليست طلاب مدارس ولم تُحل قضية القوميات الصغيرة بهذا الشكل نحن نعاني الاضطهاد الديني الشبك يُعانون الاضطهاد الطائفي يعافب المواطن الان  فقط لانه من قومية أخرى او ديانة غير مسلمة ,اليزيدييون والشبك الموجوديين معنا جنبا الى جنب هم أيضا يعانون من إضطهاد ديني وطائفي وقومي . 

 ونعود  الى موضوع  ادعائنا  باننا شعب واحد !! ولكن الواقع  كان ولا يزال  غير هذا  ففي كل العهود  وفي كلا  لم نجد   في بغداد  نواد   أو فعاليات   مشتركة بين الكلدان والسريان والاشوريين لا بل لم نجد نواد مشتركة بين قريتين كلدانيتين  كالقوش وزاخو او القوش وتليسقف او عينكاوا بل كل قرية كان لها ناديها الخاص !! اما بالنسبة  الى الاشوريين فلم نلتقي معهم لا في نوادي مشتركة ولا في فرق رياضية ولا في سفرات ولا ولا

كاترين : هذا صحيح من جانب هذه النوادي تمثل سكان منطقة واحدة والعلاقات العشائرية والعائلية موجودة في مجتمعنا إنها تُعرف واحد الاخر وتحب ان تزوج اولادها لعوائل تعرفهم وهذا مايجري الان في أمريكا أكبر تجمع لمسيحي العراق . لكن أود التذكير عن ايام شبابي في جامعة الموصل بداية السبيعنات كان لدينا ندوة إسمها ندوة الكنيسة الشرقية (كنا نقوم بنشاطات إجتماعية كثيرة في كنيسة أم المعونة كان يرأس الندوة القس جاك حينها والقس المرحوم يوسف حبي والقس بطرس من كرمليس كنا نتكلم الكلدانية والاثورية .لم يحصل يوما ما خلاف بيننا ابدا ولم نتصارع على المناصب ولم نتصارع على الهوية الكلدانية او الاشورية .  وكان للطلبة المسيحيين في الموصل ندوة مماثلة ترتبط بالكنيسة ايضا لاأتذكر إسمها كانو يتكلمون العربية لان السريان يتكلمون العربية فقط ) لكن هل كنا أعداء او نحارب أحدنا الاخر ؟ كنا أصدقاء زملاء إخوة في الدين والقومية والجامعة , لم يحصل مشكلة بيننا أبدا ولازلتُ أملك علاقات حميمة مع زملائي من الندوة من الاخوة الاثورييون والكلدان عكس ما هو عليه السياسيون الذين يُمثلوننا يتناطحون على المكاسب . 

والنادي المشترك الوحيد كان نادي المشرق ،وعندما كانت  تجرى إنتخابات  الهيئة الإدارية ، كانت على اساس انتماء  القروي !!   وليس على أساس الإخلاص في تقديم الخدمات .

سالني صديق يوما :الا يكون افضل لنا ان تكون ادارتنا منا وبينا ومن عندنا !!  قلت للاخ السائل   : ليس بالضرورة  ان  يكون  منا وبينا ومن عندنا  أصلح  من غيره  ، فمرت علينا وقائع مخجلة  ، فكثير من أهالي القرية ، أية قرية كانوا  ينتسبون الى مخابرات  الحكومة  ، ومنهم يقدمون خدمات مضرة لأهل البلدة  ترضية لسادتهم  وكل منا يحتفط  بأسماء ، بل أنا أحتفظ  بأسماء  منذ سنة1942 الذين تولوا وكالة  توزيع مواد التموين  وكيف أستهتروا ، وأخفوا المواد وباعوها باضعاف الأسعار للغرباء  وغيرهم  بصورة سرية !! 

وبهذا نرجع الى ما حار المسلمون عندما سئلوا : أيهما تفضلون حاكما مسلما ظالما أو حاكما كافرا عادلا

كاترين : ( أنا معك تماماً حاكما عادلا هو الحكم الاصح لكن هل يجوز هذا في العراق الممزق والسلطة القضائية غير مستقلة في كل العراق إذن من اين نجيئ بهذا الحاكم الذي تقصده ؟ )

واليوم الشيعة يحكمون العراق ، فهل الفلاح  الشيعي او العامل أو ساكن بيوت الطين أو تلميذ  الذي مدرسته من خيم في فضاء مكشوف ويشرب الماء من مياه السواقي الآسنة  أو اولاد  الذين يعيشون على النفايات ! اليس بني طائفتهم يسرقون المليارات وهم جاءوا على أكتاف وأصوات  هؤلاء  الفقراء والأيتام  اليس حالهم أسوأ في عهد المالكي  الشيعي  من عهد الملكي السني  .عندما كانوا يلطمون على الحسين ويطالبونه بحكومة شيعية وتحت 

وبأمرة  ولاية الفقيه . وعندما جاءت الحكومة الشيعية على أكتافهم ظهروا وتظاهروا  يعضون أصابع الندم.


كاترين : مرة ثانية أتمنى توسيع النقاش مثل هكذا موضوع مهم  أعتقد يجب ان تجري حوارات بين عامة الناس من ابناء قوميتنا الثلاثية وبين عامة الناس في منطقة سهل نينوى ومختلف القوميات الساكنة في المنطقة وليس بالضروري أن يكون راي الشخصي هو الاصوب .

وشكرا جزيلا   

.




 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
خطط مُبيَّتة لنهب ثروات العراق د.عبدالخالق حسين/ منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 تعرض العراق ومازال لمؤامرات خارجية تم تنفيذها جودت هوشيار لـ( الحياة ) اللندنية : سياسةالمالكي دفعت الكرد الى التفكير بالاستقلال جودت هوشيار/ رأى الكاتب والباحث الكردي جودت هوشيار أن قيام الدولة الكردية في إقليم كردستان العراق "حق طبيعي ومشروع للشعب الكردي الذي القس أبو العز خضيري، فخر الكنيسة المسيحية المشرقية/ النسطورية آشور بيث شليمون/ توطئة: قبل الولوج في الموضوع، أحب أن ألقي ولو نظرة خاطفة على إذا كان حب الوطن جريمة ، فأنا سيد الجناة بقلم لؤي فرنسيس/ عن المقال الموسوم (البارزاني الخالد ضوء في تاريخ أمة) للكاتب سالم اسماعيل ، الذي دون فيه مجموعة لأقوال الخالد ملا مصطفى البارزاني ، والتي توضح لنا صعوبة الحياة التي عاشها "رحمه الله" هو ورفاقه المناضلين في سبيل نيل الحرية وتحقيق الديمقراطية لكوردستان والعراق.
Side Adv1 Side Adv2