Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

2009: مواجهة التحديات الصعبة

منذ زمن طويل جدا، وأنا أترقب ما سيصادفه العالم في العام 2009، إذ كتبت قائلا بأن العالم سيبدأ تاريخا جديدا من عند مخاضاته الخطيرة.. وها نحن نوّدع العام 2008 بكل أحداثه الصعبة، واضطراباته المريرة، التي ستولد من رحمها خيبات الأمل لما سيجنيه العالم عام 2009. فهل تكّيف العالم حقا لسوء العواقب، أم أنه باق رهين التفاؤل الكاذب؟ صحيح أن رئيسا أميركيا أسود وجديدا سيطل ببعض الأفكار والرؤى، ولكن هل بمقدوره مواجهة التحديات الصعبة؟ عام 2009، سيزدحم سياسيا بأكبر حجم من الانتخابات العامة في العالم.. في الهند، والاتحاد الأوروبي، واندونيسيا، وجنوب أفريقيا، وإيران، وأفغانستان، والعراق..

نعم، سينشغل العالم الإسلامي سياسيا ومحليا بتموجاته ومشكلاته، ولكن العالم يمر بتحديات اقتصادية مريرة على مستوى الأسواق والشركات والدولة، ذلك أن عالم الشمال سيجد نفسه يجني تبعات الأزمة المالية لعام 2008، وسيقف وجهاً لوجه أمام تراجع مخيف في معدل النمو العالمي، فبعد أن كان يعيش طفرة، غير عادية، وبنسبة تتراوح بين 4% و 5%، انخفض إلى أقل من 3%. وهنا، سيواجه عالم الشمال حالات الانكماش، بتأثير: الإفلاس، والتقشف، وارتفاع البطالة، وضمور الشركات، وانحسار القوة مع بقاء بعض الدول محافظة على قوتها النسبية. إن من المحتمل صعود تأثيرها في العالم، مثل: البرازيل وروسيا والهند والصين، بفعل قوتها الإنتاجية التي نتوقع أن يكون لها دورها الأكبر في كيفية سيرورة إدارة العالم.

في العام 2009، سيهتم العالم بظاهرة الاحتباس الحراري، وستنطلق من كوبنهاغن عند نهاية العام، صفحات تقرير مخيف، والدعوة إلى خفض انبعاثات الغازات والمحروقات بفعل تغير طارئ على المناخ، ونقص المياه، وتجارة الكربون، والطاقة البديلة. إن البيئة ستمر بإخفاقات لا نحسد عليها عام 2009. إن الكآبة تطل على وجه كل التوقعات، وان هواجس الخوف تعم كل العالم.. ربما لا ينتبه احد إلى انسحاق الفقراء في العالم، إذ سيتضاعف عدد الجائعين الذي بلغ 862 مليونا عام 2008، ولكن الصراع سيكون شديدا بين الأغنياء للاستحواذ على ما تبقى من الفضلات مع رأسمالية جديدة، وطفيلية بشعة، وانفجار سكاني، وغذاء اقل لأكثر من 6 مليارات من البشر.. مع ركود اقتصادي، يعقب هذا الكساد، وانخفاض حجم التجارة العالمية بنسبة 5,2 بالمئة، وهبوط معدل الاستثمار في العالم بنسبة 50 في المئة عام ,2009.

وسوف لن يفلت من تلك التداعيات أي بلد.. بعد أن غابت، فجأة، قبل أشهر مئات المليارات من العملات الصعبة، وان اغلب شركات صناعة السيارات كانت قد أعلنت، وستعلن، عن خسائر بمئات المليارات، وتسريح ملايين الناس عن العمل.. مع إخفاق الدول الغربية في خطط الإنقاذ، صحبة مع الفشل الذريع في الحد من تدهور أسواق البورصة. ومع عجز فاضح في ميزانيات اغلب الدول المنتجة للنفط حتى إن ارتفع سعر النفط عام 2009، فكيف إذا بقي يسجل تدهورا في السعر ؟ وستعاني كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وايطاليا من ركود اقتصادي واضح.

ولكن ؟ سيكون للمتفائلين مكانهم، منذ الآن، عن العام الجديد بحيث يسرحون ويمرحون بلا أية دواع للقلق، إذ ستبدأ طفرة جديدة على الانترنت، ويعلن العلماء عن خريطة الدماغ، كما سيتم الإعلان عن كواكب تشبه الأرض، وان 2009، سيعتبر عاما للفلك بمرور 400 سنة على اكتشاف غاليلو للتلسكوب ! فضلاً عن نشر علاج جديد لمرضى السرطان.. ومن الطريف، أن العام 2009 سيشهد مرور 30 سنة على الثورة الإيرانية، واحتلال الاتحاد السوفييتي لأفغانستان، ومرور 20 سنة على إزالة جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية المنظومة الشيوعية، كما ستجري احتفالات مرور 50 سنة على الثورة الكوبية، و60 سنة على الحلف الأطلسي، و70 سنة على الحرب العالمية الثانية، و80 سنة على الأزمة الاقتصادية الكبرى لعام 1929.

ولعل اخطر ما واجهه العالم عام 1979 سيختتم مرحلة التخضرم بين قرنين مع 2009 التي ستشهد ـ كما اعتقد ـ مفاجآت تاريخية كبيرة، ليس بتوقيع صلح سوري مع إسرائيل، وليس برحيل ملكة قديمة عن عرشها ! ولكن بمرور أيام تهز العالم هزّا عنيفا.. كل التوقعات واردة بصدد حرائق تصيب الشرق الأوسط، واندلاع حروب جديدة تعقبها حروب إرهاب. ولكن الأسئلة: هل سينكمش دور إيران ؟ وهل ستتفجر حرب شعواء في باكستان ؟ وهل ستنكفئ أحزاب الإسلام السياسي في مجتمعات الشرق الأوسط خصوصا بعد المزيد من خيبات الأمل؟

صحيح أن التوقعات تكثر جداً في مثل هذه الأيام، إلا أن الأسوأ هو الغالب.. دعونا نتأمل في كيفية إبعاد دولنا ومجتمعاتنا عن ذلك، ونحن نشارك العالم هواجسه من اجل أن تنعم الأرض بفرص بديلة نحو الأفضل، وأن ندعو لإيجاد حلول وسياسات إستراتيجية لإعادة التوازن وتنشيط الزراعة وحماية البيئة وتنمية الإنتاج.. وينبغي أن يكون التغيير شاملا لكل أصقاع الأرض من دون حصره في بلد معين.. إننا بحاجة ماسة اليوم إلى تقارير خبراء عقلاء لا إلى قرارات ساسة بلهاء، وأن ينضج أكثر من برنامج عمل، يدعو للإصلاح والاعمار والسلام، بديلاً عن كل الفرص الضائعة.



البيان الإماراتية، 31 ديسمبر 2008



وتنشر على موقع الدكتور سيار الجميل



www.sayyaraljamil.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
ثورة 14 تموز / عام 1958 الخالدة ... غيبها النظام البائد ... وأحيها الشعب الناهض خلال خمسة وثلاثين عاماً عجافاً من عمر النظام الفاشي بفضل سياساته الطائفية المقيتة حاول أثناءها محو تاريخ ثورة 14 تموز المجيدة / عام 1958 ومنجزاتها العظيمة وتراثها الزاهر رغم حكمها القصير بسفرها الخالد وقائدها أبن الشعب البار الشهيد الزعيم عبد الكريم قا قائمة عشتار+ المجلس الشعبي + الأحزاب الممولة – الأموال = صفر لست واحدا من فطاحل الرياضيات ... لا ولست حتى من الماهرين فيه , بل إن الرياضيات كان ولا زال يشكل العائق الأساسي في طريق تقدمي الدراسي محاكمة جاسوس لنظام صدام حسين في الولايات المتحدة شبكة اخبار نركال/NNN/الوسط اون لاين/ مثل اميركي من اصل عراقي اعتبارا من الثلاثاء امام محكمة فدرالية في كاليفورنيا (غرب) بتهمة كونه كان عميل استخبارات في نظام صدام في كلمة في افتتاح مؤتمر لمركز دراسات.. الرئيس طالباني: الديمقراطية الجسر الأمتن لأوثق العلاقات بين الدول المؤمنة بها شبكة أخبار نركال/NNN/ وجه رئيس الجمهورية جلال طالباني يوم الأربعاء 30-11-2011، كلمة في مؤتمر
Side Adv1 Side Adv2