إذا أرادَ شعبنا أن يبقى على تراب أجدادهِ....؟!!
سيروا ضدَّ ما أنتم عليه تجدوا أنفسكم في طريق الصواب)) القول لجان جاك روسوّ....إلى جميع فصائل شعبنا على اختلاف مشاربه الروحية والفكرية والسياسية...المتواجد شكلياً على تراب أجداه غريباً والمتناثر في المغتربات.
سؤالٌ شرعي وحقوقي ووجودي وإنساني...
يقول السؤال..:تلكَ الأرض الممتدة عبر التاريخ بلاد ما بين النهرين بكل أجزائها هي أرضنا التاريخية ولكن بفعل العوادي التاريخية والسياسية والدينية تحولنا إلى أقلية عرقية ودينية ومن ثمّ ها نحن نسبة لا يُعدّ بها.
وأما الآخر الذي يتباهى به بعضنا ونعمل لصالحه _وإن رفعنا رؤوسنا مرة واحدة تمت تصفيتنا جسديا. _ هو في ازدياد ٍ غريب رهيب لا يُبقي على الموازين من عدالة فالعدالة هو حق الأكثرية.فماذا تفعل نسبة 3%
فمثلاً لو كنت سائرا في إحدى شوارع المدن في شمال العراق ونسبة شعبنا أقل من 3% وأنت بين 97% فماذا عساك أن تفعل ألست أنت مجرد لعبة وسخرية..؟!!!
وحتى من يتبجح بموضوع تطبيق المواطنة..فأي مواطنة هذه وأنا نسبتي كنسبة اليهود في مدينة القامشلي؟!!!
والسؤال هنا ما علينا أن نفعلهُ ونفعّلهُ كي نبقى على تراب أجدادنا. وأقولها أولا: مع كل احترام للآباء الروحيين على اختلاف رتبهم ولبعض متفلسفي في تنظيماتنا لو رحل وهُجرّ وهاجر شعبكم فأنتم على من تكونون بعدها آباء أو مسئولين؟!!
وهنا كتبتُ مقالي هذا واضحاً جلياً بعيداً عن أية فلسفة في الكتابة كي يفهمها الجميع.
والسؤال ما هو وما علينا أن نفعلهُ ونفعلهُ؟!!
1= أن نتوحد في كل شيء حتى على أعمق القضايا.
2= المطالبة باسم واحد وكلمة واحدة وصوت ٍ واحد عبر المحافل الدولية بإنشاء منطقة حكم ذاتي في شمال العراق لا تنضوي تحت أي لواء ٍ كان غير لواء أمتنا.فما عداه فهو كذبٌ وهراءْ....واضمحال ومتاجرة بنا أمام المحافل الدولية والعالمية بأنهم ينشرون العدالة والحرية.فأي عدالة وأية حرية تلك التي أنا فيها مجرد رقم قزم لا حول لي ولا قوة إلا بالفناء؟!!
3ً= أن نقرأ مسيحيتنا الطقسية قراءة جديدة تتناسب مع الواقع والمستقبل والمتغيرات فالمسيحية ليست صوما أو صلاةً وليست أفعالاً لا تثبت أمام المحن لثوان معدودات...
ونحن حتى اليوم لم نفعّلْ ولم ندرس مقولة سيدنا يسوع المسيح القائل( كل ما تحلوه على الأرض يكون محلولا في السماء....وكلمة كل في المنطق الأرسطو طالي تعني كل ما يتعلق بنا ولخيرنا وأعتقد حتى الديانات جاءت من أجل أن تساعد الإنسان لا أن تقسو عليه..
أجل هو القائل منذ البدء خلقهما ذكرا وأنثى..وهو القائل كل ما تحلوه على الأرض.وهو المختون في اليوم السابع ونحن رفضنا الختان....وهنا أقول تعني الكثير الكثير وما سبب الطلاق المتزايد تلك الفوائد التي يحتويها الختان.لماذا لا نُطبق الإقتداء بسيدنا يسوع المسيح.؟!! لأن بولص الرسول قد قال: لا بالختان ولا الغرلة... يا للعجب ...!!!
ومن يحب بلاد مابين النهرين فليتزوج على ذمتي امرأتين..لأننا إن كنا نزني لمجرد النظر إلى امرأة ونشتهيها فماذا يفيد أن نقول نحن نُطبق مسيحيتنا.؟!! وأحبّ امرأة تلد في العام مرتين...لا أن تُصاحب وتعاقر الخُدين...وهي إلى بيت زوجها تأوي في المساء كالوجينْ....كفانا سخرية فعلينا أن نُعيد النظر في أخلاقنا وسلوكنا...وأخاف أن يصير بنا كما صار في حنون: ذاك المسيحي الذي كان يريد أن يتزوج بأكثر من واحدة فلم يجد له مخرجا إلا أن يُعلن إسلامه كي يُحقق رغباته المكبوتة.فتقول القصة أنه أعلن إسلامه ظهراً وفي العصر مات حنون فقال فيه القول:
ما زاد حنون في الإسلام خردلةً ...ولا النصارى على علم ٍ بحنون.
فهل نُفعّلُ قول سيدنا يسوع المسيح أم أن طريقنا كطريق حنون؟!!
من له أذنان للسمع فليسمعْ...
4ً= أن يكف بعض رجالات ديننا وأقول بعضهم مع جلّ احترامنا لهم وتفسيراتهم وآرائهم وحصرهم على مسيحيتنا التي بقيت شكلية....وغيرهم الذين يجيرّون قضيتنا ومصيرنا لقاء مدح ٍ ذميم ٍ
وكفى أن يكون بيننا يهودا الأسخريوطي يبيع دماء شعبنا. أو أنه ينقلب على جذورنا وتسميتنا الحقيقية.وأقولها ليس من باب السذاجة وإنما قول الحقيقة مرٌّ كالعلقم هو غالباً...كفانا نخون أمتنا وشعبنا ونتاجر به.
وهنا أُحيّ وأُحيّ نيافة المطران الجليل عبد الأحد كلو شابو مطران السويد والدول الاسكندنافية وأحيّ أيضا أحونو أفرام حبيب وغيرهما من الأدباء والشعراء والمفكرين الذين يبذرون بذوراً قابلة للحياة.هؤلاء وغيرهم رجالات المهام الصعبة .
توحدوا يا آل أرام وأشور وكلدو فالساعة اقتربت وضياعكم وزوالكم واضمحلالكم لا محال ما لم تتوحدوا وتنبذوا خلافاتكم الجانبية .
فشعبنا في العراق وشماله وحتى في الشرق عامة سيكون في الأيام القليلة القادمة في محنة ما بعدها ولم يعرف التاريخ بمثلها...وعلينا أن لا نُغرّ بأنهم ينشرون العدالة فهذه سياسة من أجل تنفيذ مآربهم....فمن يُعطيني حريتي الحقيقية لا الصورية هو أنا عندما أكون أنا وليس ذاك المصادر لإرادتي وحريتي .
من هنا نقول: أن المطالبة الجادة والفاعلة بمنطقة الحكم الذاتي لشعبنا هي من الضرورة بمكان ولا منقذ ٍ آخر.فنينوى وسهلها ليست إلا المكان الطبيعي لإقامة حكم ذاتي ما لم يكن فدرالية لشعبنا ولمَ لا. فهل من العدالة أن نعيش مشتتين لا بل أننا سلكنا طريق الضياع..؟!!
ودعوني أسألكم إن لم نحقق حكما ذاتيا لنا...أن أسألكم بعد عشرة أعوام أين سيكون مصيرنا؟!!
5ً= علينا أخيراً أن نُقيم مظاهرات ٍ في الدول التي نُقيم فيها لنؤكد على حقوقنا المشروعة. ومن لا يستطيع التضحية بعشرة أيام من حياته مالا وجهداً وفكراً فذاك لا يستحق الحياة.. فهل نحن شعب لا يستحق الحياة؟!!! وعلى كلّ واحد أن يُجاهد في سبيل هذا الهدف بطريقته ووسائله....
ألمانيا
في 27/8/2008م
الشاعر والأديب السوري اسحق قومي
Sam1541@hotmail.com