Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اخطر انقلاب سياسي يدبره برزاني لإسقاط المالكي

يتوهم من يعتقد بان أصل هذه الأزمة التي تمر بها البلاد هذه الأيام تنطلق من قضية اتهام طارق الهاشمي بالإرهاب ، فهذه القضية هي فرع من قضية جوهرية تتلخص بانقلاب سياسي يقوده برزاني لإسقاط دولة العراق متمثلة بحكومة المالكي .
إن الخطوط الأساسية لهذه المؤامرة البرزانية لا تحتاج لمصدر أو دليل لان التحركات السياسية العلنية والتصريحات المباشرة تكشف عن سبق ترصد وإصرار لجهود بائسة يبذلها مسعود برزاني لإسقاط دولة العراق العربية مستغلا صراعات الكتل العربية وتناقضاتها وطموحات البعض الآخر وأجندات أطراف أخرى وأحقاد وضغوطات دول محورية في المنطقة تحاول إن تذكي نيران الحرب الطائفية وتتفق مع برزاني في حلمه القديم في أن لا تكون في العراق دولة قوية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لان الدولة الضعيفة تحقق حلم برزاني بإقامة جمهورية مها باد الكردستانية على أنقاض الدولة العراقية وهذا الهدف أيضا يحقق حلم المحور الطائفي الخليجي الذي يدعي وجود محور شيعي لابد من تحطيمه ولن يجد كبشا للفداء الا حكومة العراق لأنه يعتقد أنها غيرت مسار تاريخ عمره 1400 سنة لصعود الأغلبية (الشيعة) إلى الحكم بإستحقاقات شرعية ودستورية وهذا ما لا ينسجم مع العقول المريضة لآل سعود وثعالب الخليج الجدد في قطر والأمارات الذين يصدرون مخططاتهم تحت عنوان سخيف يتمثل بإيقاف المد الإيراني والتقت هذه الأجندات مع الدافع الشرير لتركيا والتي تسعى لعودة نفوذها في العراق لأسباب مذهبية وصراعات على النفوذ وبهذا نجد بان المعادلة تتكون من الآتي .
إن مسعود برزاني الذي يقود حركات الانفصال في الداخل وعمليات الانشقاق في العملية السياسية ودليل ذلك إيوائه للهاشمي ولكل الهاربين من العدالة والمطلوبين قضائيا والذين لم يجدوا ملاذا آمنا الا في كردستان العراق ليواصلوا مؤامراتهم وعملياتهم الإرهابية من هناك ويلتقي مع هذا التيار الاتجاه التركي الذي تناسى صراعاته مع الأكراد استنادا للمثل الذي يقول ( عدو عدوي صديقي ) وبرزاني والأتراك وجدوا عمقهم الطائفي في الخليج لدى أمراء قطر وملوك الطوائف في السعودية وبين هذا وذاك هنالك قردة العملية السياسية في العراق الذين أصبحوا أوراقا يحركها الأجنبي بالدولارات الخضراء وللأسف هناك من أصبح ضحية لهذه المؤامرة بل تحول إلى متآمر أساسي معهم ونقصد بذلك القائمة العراقية وعرابها أياد علاوي ولا ندري كيف يسمح عراقي شريف أو قائد سياسي من جماعة برزاني بإطلاق تصريحات تهين الدولة العراقية وليس المالكي وتشيع روح التمرد وتمزيق الدولة حين يصرح احدهم في وزارة داخلية برزاني بأنه ليس شرطيا عند المالكي حتى يسلم مطلوباً للعدالة ومتهماً بقتل العراقيين كـطارق الهاشمي للحكومة الاتحادية .
العجيب في الأمر كيف يتقبل السياسيون غطرسة برزاني الذي يريد إن تكون رموز الحكومة الوطنية المركزية أداة بيده ويحضرون في قصوره مثل العبيد الأذلاء ويستنكف إن يحضر هو إلى بغداد التي خلقت منه إمبراطورا يقبض سنويا 20 مليار وهو مبلغ يساوي اقتصاديات أربعة دول في المنطقة ورغم ذلك تراه ينتزع مبالغ ضخمة أخرى من سرقة وبيع النفط من حقول شمال العراق وأيضا رواتب البيشمركة التي تقبض من بغداد وهي لا تدين بالولاء للعراق بل تثقف الآن وتدرب لقتال العراقيين وهم بإمرة برزاني وليس العراق والغريب إن طغمة برزاني تشاطر دولة العراق كل المناصب من رئاسة الجمهورية والوزارات والهيئات والسفارات ولكنها في ذات الوقت تستثمر هذه المناصب لتدمير الدولة من الداخل تمهيدا لإعلان وإقامة الدولة الكردية العنصرية .
المتتبع لتاريخ العراق (قديمه وحديثه) يكتشف وبشكل لا يحتاج إلى تفسير أو تأويل بأن أحلام مسعود برزاني وسياساته في هذه الفترة هي امتداد لسياسات كردية قديمة وجدت منذ تأسيس الدولة العراقية ، فلقد وقف الكرد بالند من كل الحكومات العراقية التي حكمت العراق وأعلنت الحرب ورفعت السلاح بوجه كل الأنظمة التي تسلمت حكم العراق ولم تكن يوماً عراقية التوجه سواءً مع الحكومة الملكية أو الحكومات الجمهورية بدءاً من عهد المرحوم عبد الكريم قاسم ومروراً بحكومتي عارف وانتهاء بحكومة الطاغية صدام وبعثه المقبور . فلقد كانت أفكار برزاني الحالية حاضرة في أذهان كل الذين سبقوه في قيادة الكرد ولم يؤمنوا يوماً بالوفاق والسلام مع العراق وشعبه العربي مع كل التنوع للأنظمة التي حكمت العراق .
ومما تقدم والذي ستؤكده الأيام فان برزاني استخدم وسائله الثعلبية واستغلال المخدوعين في القائمة العراقية وبعض أطراف التحالف الوطني وتحت شعار ( إنهاء الأزمة الوطنية وإجراء المصالحة ) وعدم تهميش السنة للدعوة لإقامة حكومة أغلبية بالاستعانة مع القائمة العراقية واستمالة أطراف أخرى لتشكيل حكومة ما يسمى الأغلبية لإسقاط الحكومة الشرعية وإنهاء حكم المالكي وبالتأكيد انه لن يستسلم بسهولة وحينها ستدخل البلاد في دوامة وبحار من الدماء ربما ستكون فرصة مناسبة ليقول برزاني بأنني لست على استعداد لمشاركتكم في هذه الفوضى وأعلن دولة كردستان البرزانية على أنقاض الدولة العراقية وأعلن سيادتي على نصف الأراضي العراقية ، نعم إن مسعود برزاني صرح بذلك علنا بأنه لا يتردد بحمل السلاح واستمالة الأمريكان إلى جانبه لامتعاضهم من موقف المالكي الداعم للحكومة السورية حيث فسروه انه مساندة لإيران .
هذه هي اكبر المؤامرات التي ستواجه البلاد في هذا الزمن المنظور ، فهل ستعي القوى والشخصيات الوطنية حجم مخططات برزاني في تفتيت العراق حيث لا يبالغ من يصفها بأنها اخطر من مخططات بروتوكولات حكماء صهيون .
firashamdani@yahoo.com
Opinions