اغتصاب أطفال و‹دعارة›.. مؤشر الجرائم يتضخم في العراق بمنتهى ‹الفجور›!
المصدر: باس نيوز
سيل من البيانات والمعلومات المتدفقة يومياً، عن جرائم متصاعدة في العراق، كالعنف الأسري، والنزاعات العشائرية، ومشاجرات العصابات، فضلاً عن الدعارة، والتسول، ومخالفات الإقامة، والاتجار بالبشر، وترويج وتعاطي المخدرات، وهو ما يثير أسئلة عن سبب هذا التدهور القيمي الحاصل، في ظل الأجواء الدينية التي يحاول كثير من السياسيين إشاعتها والإيحاء بأنها صبغة المجتمع.
وانخرطت الجامعات في العراق بهذا الواقع سريعاً، حيث تكشفت جرائم عدة خلال الأيام الماضية، أبطالها أساتذة جامعيون مع طالباتهم، كما حصل في محافظة البصرة، عندما تم الكشف عن ممارسات لا أخلاقية يقوم بها عميد كلية الحاسوب في جامعة المحافظة عماد الشاوي، فضلاً عن الفضيحة الأخيرة لأستاذ في كلية الحاسوب في جامعة سومر بمحافظة ذي قار، والذي كان يبتز طالباته جنسياً مقابل النجاح.
«شبكات دعارة»
وأعلنت قيادة شرطة الرصافة، السبت، مداهمة وتفتيش الأماكن والشقق المشبوهة والكافيهات التي تستخدم للأعمال المخلة بالآداب والمتاجرة والتعاطي للمخدرات، حيث تم القبض على شبكات للدعارة والتسول وضبط أسلحة غير مرخصة.
كما أعلنت عمليات بغداد، السبت، القبض على (21) متهماً ومطلوباً للقضاء بالجرائم (الجنائية، ترويج وتعاطي المواد المخدرة، حيازة أسلحة غير مرخصة)، حيث تم ضبط (7) بنادق و(16) مسدس وعدد من العجلات والدراجات النارية المخالفة للضوابط المرورية وكمية من المواد المخدرة واجهزة تعاطيها بالإضافة إلى أدوية منتهية الصلاحية في جانبي الكرخ والرصافة.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن أفادت وزارة الداخلية، الجمعة، بإلقاء القبض على أكثر من 100 شخص يحملون الجنسية الأجنبية بينهم عشرات الأطفال يمارسون التسول، في منطقة الكرادة.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية، مقداد ميري، في بيان تلقت (باسنيوز) نسخة منه، إنه «في عملية أمنية دقيقة نفذتها مفاصل قيادة شرطة بغداد الرصافة في عدد من الفنادق بمنطقة الكرادة، تم القبض على (118) متهماً من جنسيات عربية وآسيوية تمارس التسول بينهم (41) طفلاً».
قتل واغتصاب
وفي ديالى، سجلت المحافظة، السبت، مقتل امرأة، ورمي جثتها على قارعة الطريق في ناحية العظيم.
وقالت مصادر أمنية عراقية، إن «المرأة ليست من اهالي ناحية العظيم وتم العثور على جثتها مقتولة بعدة رصاصات ومرمية أسفل طريق بغداد - كركوك في أطراف ناحية العظيم شمالي بعقوبة».
وفي منطقة الحسينية بالعاصمة بغداد، تعرضت فتاة في الثامنة من عمرها، وهي معوقة، إلى الاغتصاب حسب ما قال ذووها، على يد أحد سكنة المنطقة في واقعة هزت العاصمة بغداد.
وقال ذوو الطفلة لـ (باسنيوز)، إن «الطفلة كانت ذاهبة إلى بيت عمها، عندما اقتادها أحد الوحوش البشرية، إلى مكان مهجور، ليعتدي عليها بالاغتصاب، وعندما عادت كانت آثار الدماء بادية على ملابسها، وبعد رفع شكوى وتصعيد الموقف ضد المتورط الذي تم التعرف عليه، وجدنا تهاونا من قبل الشرطة المحلية، وعدم تفاعل معنا، لكننا سنسلك السبيل العشائري».
وأثارت هذه الجرائم، تساؤل الأوساط المعنية والاجتماعية في العراق، وسبب تصاعدها، وفيما إذا كانت الإجراءات المتبعة ستوقف هذا النزيف القيمي، في ظل تنوع هذه الممارسات، وانخراط فئات عدة من المجتمع فيها، كالأطفال والنساء.
وقال عضو مجلس وجهاء العراق الشيخ وضاح النايف، إن «ما يحصل بحاجة إلى وقفة كبيرة من الحكومة العراقية وأجهزتها، وكذلك الفعاليات الأمنية والعشائرية، لمواجهة ما يحصل، وقطع دابر الفتن التي تشهدها المحافظات العراقية يومياً، حيث بتنا نسمع الكثير من القضايا والأمور غير المألوفة، والتي لم تكن معروفة سابقاً، خاصة الفضائح الأخيرة الخاصة بابتزاز الطالبات، ومساومتهن».
وقال النايف لـ (باسنيوز)، إن «المجتمع العراقي معروف بأصالته وقيمه الكريمة، وما يحصل الآن هو تدهور في الواقع القيمي»، مشدداً على «ضرورة تدخل علماء الدين، وأساتذة الجامعات لوضع حلول واقعية لهذا الأمر، وإجراء بحوث عن سبب هذا التصاعد في الجريمة المنظمة».
مؤشر خطير!!
وأظهر مؤشر الجريمة العالمي، ارتفاع تصنيف العراق في مؤشر الجريمة خلال عام 2023 مقارنة بعام 2021، حيث جاء العراق في المرتبة الثامنة عالمياً والمرتبة الثانية في قارة آسيا.
وبحسب المؤشر فإن درجة الإجرام في العراق خلال عام 2023 بلغت 7.13 درجة، مقارنة بعام 2021 التي بلغت حينها 7.05 درجة.
ويظهر المؤشر أن العراق في المرتبة الثامنة من بين 193 دولة عالميًا في مؤشر الجريمة، كما جاء في المرتبة الثانية من بين 46 دولة في قارة آسيا، وفي المرتبة الأولى من أصل 14 دولة بمنطقة غرب آسيا.
تنشيط الاقتصاد
الباحث في المجال الاقتصادي، سرمد الشمري، يربط انتشار الجريمة المنظمة، بتدهور الواقع الاقتصادي، وانتشار البطالة، وتفشي الفقر والحرمان، وانعدام العدالة الاجتماعية، وتصاعد مؤشر التسرب المدرسي، وضعف التعليم، وبناء العشوائيات وما يتبع ذلك من تحول كبير في المجتمع نحو الجريمة والمخدرات، حيث تحولت الكثير من هذه الأماكن إلى مرتع للجريمة المنظمة.
وقال الشمري لـ (باسنيوز)، إن «تنشيط الاقتصاد، وإيجاد نماذج متينة للأعمال، بهدف زج أكبر عدد من الشباب فيها، وفتح المصانع المتوقفة وإدخال النساء والشابات دورات مكثفة للعمل فيها، فضلاً عن إطلاق القروض الميسرة، خطوات مهمة لوقف التدهور الحاصل في المجتمع، فلو وجد هؤلاء ما يبتغون لما سلكوا طرقاً لا شرعية في الحصول على الأموال».