Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الاستاذ العزيز جميل روفائيل , رجائي في سعة صدرك


wadeebatti@hotmail.com

قبل بضعة اسابيع تناقلت المواقع وقناة عشتار الفضائية اخبار ونشاطات الاستاذان الفاضلان جميل روفائيل وحبيب تومي , وهما من كتاب شعبنا المتميزين بخبرة وتجربة واسعة ونتاج ثرٍ وغزير , اثناء تواجدهما في ارض الوطن وديار الاباء والاجداد . وكان اللافت للملاحظة من تغطية تلك النشاطات هي الرعاية التي ابداها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري للشخصيتين الاعلاميتين القادمتين من المهجر في مساعدتهما للحصول على صورة عن وضع شعبنا وظروفه وانجازاته ومشاكله على ارض الواقع , بينما كان الجزء الاكثر اثارة لابناء شعبنا , وخاصة في المهجر , من تلك النشاطات هي محطات الكاتبين والاعلاميين الكبيرين مع السيد سركيس اغاجان ومانتج عن تلك المحطات من وصف لها من خلال مقالات سطًرها الاستاذين الفاضلين ونُشرت على صفحات عدد من المواقع الالكترونية الخاصة بشعبنا . ربما هنالك ماهو مشترك في المحطتين بوجه عام ولكن المتابع لايستطيع ان يغفل عن بعض النقاط الصغيرة الخاصة بكل محطة والتي تؤكد قول ماربولس الرسول في اختلاف نجم عن نجم اخر , فالاستاذ الفاضل جميل روفائيل , وكما يروي شخصيا , قد اضطر الى قطع مشاركته في احتفال افتتاح مُجمًع سكني بسبب تبليغ وصله ينص على ان الاستاذ سركيس اغاجان ينتظره على دعوة الغذاء , وان سيارة خاصة بالمجلس الشعبي هي التي اقلته ذهابا وايابا , وان لقائه مع الاستاذ سركيس اغاجان كان واسعا ( لقاء غداء وحوار ) , حيث تم فيه التطرق الى مسائل كثيرة وحساسة وعرض خرائط ووثائق مهمة , بينما كانت محطة الاستاذ الفاضل حبيب تومي فقيرة قياسا بالمحطة السابقة , فاللقاء تمً , وكما يروي الاستاذ حبيب شخصيا , بناء على رغبة ابداها احد الاصدقاء وقام بالتهيئة والترتيب لها , وانه وصل الى ( عنكاوة ) بعربة قام بتأجيرها شخصيا , كما انه لم يتطرق الى اية دعوة غداء او الى وصف ما تم تضييفه به , اما احداث اللقاء , وكما يُستنتج من مقال الاستاذ تومي , فقد لامست مرور الكرام النقاط العامة دون الدخول في التفاصيل , حتى يبدو اشبه بلقاء بروتوكولي او زيارة اعتيادية , الى الدرجة التي وجد الاستاذ حبيب فيه متسعا من الوقت للحديث عن مولدات الكهرباء الصغيرة في القوش العزيزة .



القصد من السطور اعلاه هي اننا لايمكن ان ننكر حق الاستاذ سركيس اغاجان في التخطيط لسياسة اعلامية مبرمجة لجهده بشكل عام ولمشروع الحكم الذاتي الذي يهدف اليه بشكل خاص , كما لايمكن ان ننكر ايضا ان السيد اغاجان قد اصاب الهدف حقا واختار الشخص المناسب للمهمة , ومَنْ هو افضل من الاستاذ والاخ العزيز جميل روفائيل , الذي يسبح في بحر الكتابة والاعلام منذ عقود , يصارع ويلاطم موجاته , تصرعه حينا ويصرعها احيانا , ليدير سياسة الحكم الذاتي الاعلامية بامتياز , وينتشلها من الفوضى والتشتت , ويضعها على الطريق الصحيح , لوحة واضحة المعالم والقياسات والاهداف . كما لايمكننا ايضا ان ننكر حق الاستاذ الفاضل جميل روفائيل في قبول الدور نتيجة وصوله الى قناعة تامة في انه , ومن خلاله , يمكن ان يحقق فائدة كبيرة لابناء شعبه , وذلك ما جاهد ويجاهد , صادقا , من اجله دائما. لكن ما نُسجله على كل ماتقدم يكمن في ان الخطوات الاولى لتدشين هذه السياسة الاعلامية الجديدة جاءت حقا مخيبة للامال تترك المتابع يعيد التأمل مليا في الاسرار الحقيقية لاختيار الاستاذ الفاضل جميل روفائيل ليجسد رأس الرمح في السياسة الجديدة , و لتكون هذه الاسرار هي اسباب اخرى لاتقل قطعا اهمية عن الاسباب السابقة المتمثلة في الاختيار الصائب والكفاءة الشخصية .



يقينا ان الاستاذ الفاضل جميل روفائيل يمثل قيمة اعلامية وسياسية كبيرة على المستوى الوطني وفي اوساط شعبنا , ومن الطبيعي ان يسعى اي جهد سياسي لكسب تأييدها وتعاطفها مع برامجه وطروحاته , لما يمكن ان تمثله تلك القيمة من تاثير على القارئ فكرا و سلوكا . وهنا لايفوتني الرجاء قلبيا من الاخوة الذين تستهويهم الكتابة في المواقع ان يحسبوا الى العشرة , بل والى المئة , قبل ان يقرروا تسقيط قيمة اعلامية او سياسية كونها قد اختارت اجتهادا لايتفق مع اجتهاداتهم . وهكذا لا يوجد من يلوم المجلس الشعبي احتفائه بنخب الفرح والإنشراح وهو يرى قلما كقلم الاخ العزيز الاستاذ جميل روفائيل يمنح شحنة دسمة لماكنته الاعلامية . لكن مايسمح بشعور اضافي بنشوة النصر هو ان الاستاذ جميل روفائيل , وحتى امد قريب واستنادا الى كتاباته واقواله , كان محسوبا على الخط المتعاطف مع الحركة الاشورية , ومن المؤكد انه يمتلك مكانة ايجابية وتقديرا كبيرا لدى قيادات الحركة واعضائها وانصارها والمتعاطفين معها كشريحة من شرائح القراء والمعجبين الواسعة . وهنا بيت القصيد , حيث يبدو ان التوجه الجديد لم يعد يهدف الى اقصاء الحركة الاشورية بالكامل بعد ان اثبت هذا التوجه عجزه , بل الى محاولة نسفها وتفجيرها من الداخل بعد الاعتقاد بانه يمكن تقسيمها الى ( حمائم وصقور ) وتضيق الخناق على ( الصقور ) لاجبارها على الهجرة مما يجعل مهمة احتواء ( الحمائم) بعد ذلك سهلة وفي متناول اليد , وهنا تكمن افضلية اختيار الاستاذ جميل روفائيل على الاستاذ حبيب تومي كون الاول تخفق له ولكتاباته , لا اراديا , قلوب الكثيرين من اعضاء الحركة بينما اتجهت كتابات الثاني على الدوام الى تعميق الفجوة بينه وبين الحركة . ارجو ان لايذهب البعض الى اتهامنا في اننا نحاول تعليق كل شئ على شماعة نظرية المؤامرة البائسة , بل نحن حقا امام مرحلة جديدة من الصراع السياسي داخل شعبنا . ان مايؤكد هذا السيناريو هو مايشيعه البعض في ان السيد سركيس اغاجان ليست له عقدة من الحوار مع ( زوعا ) اذا تخلص من بعض ( صقوره ) وطبعا في مقدمة الصقور ياتي السيد يونادم كنا . ان الكثيرين من ابناء شعبنا مصابون بالدهشة والعجب من اقتناع الاخ والاستاذ جميل روفائيل ليُدشٍن هذا الدور وبهذه السرعة في الوقت الذي يرون ان زيارته للوطن ولقائه بالسيد سركيس اغاجان كان فرصة ذهبية لعمل شاق وهادئ بعيد عن الضجيج الاعلامي في اتجاه اخر , و تأجيل مهمة تقديم السيد اغاجان اعلاميا الى مرحلة قادمة, ان الاعتقاد السائد كان ان يقترح ويُلح الاستاذ جميل روفائيل على السيد سركيس اغاجان في تشكيل هيئة استشارية مصغًرة جدا يكون شخصيا اللولب فيها , من العناصر التي تلقى قبولا لدى جميع الاطراف والمعروفة بالحس والغيرة الوطنية والقومية الخالصة لتبدأ جهدا مكوكيا , بمحاولات حثيثة ومستمرة دون يأس , وبترفع عن التصريحات الاعلامية الصاخبة , في محاولة للبحث لاكتشاف وإرساء قواسم مشتركة والعمل عليها عوضا عن اسلوب تفخيخ النفس وتفجيرها داخل الحركة الاشورية او فتح نار الراجمات عسى ولعلً احداها تُصيب الهدف . ربما يحاجج الاستاذ جميل روفائيل في ان الاستاذ يونادم كنا هو الذي بدأ باطلاق النار من خلال ندواته وتصريحاته في الولايات المتحدة , لكن الاستاذ جميل يعلم حقا ان المتابع الحذق يدرك ان تلك التصريحات لم تكن إلا القشة التي قصمت ظهر بعير الخطة الاعلامية الجديدة لان السيد يونادم كنا يفقد حقا الكثير من خصاله السياسية عندما يقرر ان يغسل يديه من شخصية مثل الاستاذ جميل روفائيل او غيره بسبب مقال او اختلاف في الرؤى , فينعته بالمأجور او القاصر في الوعي السياسي , وقد أكد لي هذا شخصيا . ان المأجورين ايها الاخ العزيز جميل روفائيل يعرفون انفسهم جيدا والكثيرون من ابناء شعبنا يعرفونهم , وكما نرى فان افضل من يستطيع تشخيصهم قبل السيد يونادم كنا هو من شارك في مؤتمر عنكاوة بثقل رئيسي او من خلال التواجد ومراقبة احداثه , ومن المؤكد ان المشهد بالنسبة لك هو اكثر وضوحا وغنى كونه يترافق مع المشاهدة العيانية . اما النظرة القاصرة في الوعي السياسي والقومي فان الاستاذ الفاضل جميل روفائيل , وهو الاعلامي المخضرم , فهو خير من يتولى تشخيصها وتمييزها !



ان محاولة التعيير بالعجز عن الحركة والتأثير في المحيط السياسي والبخس بالجهد المبذول والطروحات والافكار وصولا الى التسقيط السياسي ليس الطريق الافضل الذي من خلاله ستتحقق , ايها الاستاذ العزيز جميل روفائيل , كل طموحات شعبنا واماله واهدافه , ناهيكم عن اعتقادي , واستميحكم عذرا , في ان على مذبح هذه النظرة السياسية في الحكم على الواقع السياسي وشخوصه تنتحر كل الخبرة والتجربة الطويلة التي تمتلكونها من خلال عمر طويل في معمعة هذا الواقع وطنيا واقليميا ودوليا , فالاستاذ جميل روفائيل لايحتاج الى من يُبصٍره بتعقيدات الواقع العراقي واللعبة السياسية فيه , فاذا كان السيد طارق الهاشمي وهو زعيم اكبر حزب اسلامي سنٍي و نائب رئيس الجمهورية يشعر انه مقيد بالاغلال , فلنا ان نتصور هامش حركة العضو الوحيد في البرلمان الممثل لخصوصية معينة والملتفت دائما الى ظهره تحوطا من طعنات الاهل والاعمام وذوي القربى , ألم نرى جميعا كيف أصبح الكل حماة ( للقضية المركزية ) قمزقوا السيد مثال الالوسي إربا إربا في ظهيرة ظلماء! ثم من هذا الذي امتلك صوتا جهوريا اكثر من السيد يونادم كنا , فبعضهم يزن تصريحاته ( مثل الماء في الصينية ) خوفا من ان تثير حفيظة وغضب البعض ويفقد مركزه ! هل كان يمكن ان تُبنى دار اوكنيسة او غير ذلك بالضد من ارادة حكومة الاقليم اودون موافقتها. اكرر القول في انني لست هنا في معرض منح السيد يونادم كنا شهادة التفوق بإمتياز على ادائه خلال السنوات الماضية او التمس له العذر في اخفاق او اداء ضعيف او فرصة لم يجيد استغلالها , بقدر ماهو استحضار لظروف الواقع والمقارنة مع الحالات الاخرى دون اهمال لهامش القصور الذاتي الذي يقع به السياسي , قصدا او بدون قصد , او في اجتهاد غيرصائب وهو يمارس اللعبة السياسية .



اما الحديث عن الكوادر والقيادات التي تركت الحركة الاشورية على ان قيادتها الحالية وتحديدا السيد يونادم كنا هو السبب في ذلك فانه حكم تعوزه بعض الدقة و ينقصه الانصاف , لان الاستاذ الفاضل جميل روفائيل , وهو السياسي والاعلامي المتمرس , يعي جيدا اننا يمكن ان نتفق في ان الاعضاء الصغار في حركة او حزب ما يمكن ان يهجروا ذلك الحزب او تلك الحركة لقناعة ذاتية في اختلاف الرؤى والافكار او عدم انسجام وخيبة امل من الوضع العام داخل ذلك الحزب او تلك الحركة , إلا انني اجد صعوبة في تفهًم نفس هذه العوامل كاسباب رئيسية لايوجد عداها في هجران القيادات المتقدمة لاحزابها وحركاتها دون ان يكون للاسباب والصراعات الشخصية دورا كبيرا في ذلك , وهكذا لم يتمكن السيد عبد الحليم خدام مثلا من اقناع الكثيرين في ان انشقاقه جاء لاسباب عقائدية وطنية بحتة ! , كما يلمس السيد وفيق السامرائي الشك وعدم الاقتناع في عيون المتلقي عندما يطرح نفسه معارضا للنظام السابق في الافكار والإداء , بينما سيظهر السيد طارق عزيز مقززا حقا اذا حاول التخلص من حمل اخطاء وخطايا وجرائم النظام السابق , فقط طمعا في خلاص نفسه بصورة شخصية . هكذا ايها الاستاذ العزيز جميل روفائيل , فمع كل الاحترام والتقدير لوجهات النظر التي تطرحها القيادات التي تركت الحركة الاشورية , إلا ان وجهات النظر هذه يمكن اعتبارها شهادات على حياتها مع الحركة , ومن المؤكد ان فيها هامشا من الدقة في وصف الصورة , لكنها لايمكن ان تكون الشهادات الوحيدة التي على اساسها فقط تُصدر الاحكام النهائية .



تبقى مسألة النظرة الفوقية التسفيهية لمفهوم الادارة المحلية الذاتية الذي تنادي به الحركة الاشورية لحساب الحكم الذاتي المطروح , وارجو ان يتسع صدر الاستاذ والاخ العزيز جميل روفائيل لتذكيره في انه شخصيا كان حتى وقت قريب يرى في بعض مشاريع الحكم الذاتي انها , بما معناه , احلام جغرافية بعيدة عن الواقع , فهل يا ترى اصبحنا نعيش في القرن الواحد والعشرين تكرارا بالجملة لقصة بولس الرسول ؟! حيث بين فترة واخرى يظهر ( ملاك الحكم الذاتي ) لشاؤول في الطريق الى ( عنكاوة ) , فيصرخ به مناديا ( شاؤول , شاؤول لماذا تضطهدني ) , يرشده الملاك الى ( بيت حنانيا ) , فيذهب الى هناك , ويتعمًد , ويُصبح اسمه ( بولس ) , وينطلق يُبشِر في الاصقاع بحماس يفوق حماس الاثني عشر!



ايها الاخ العزيز والاستاذ الفاضل جميل روفائيل , منتصف العصا لك وانت له , انه الفخر وانها المسؤولية , ما أجملك تتربع في هذا المنتصف والكثيرون من الغيارى حولك .

اللهم اشهد انها سطور كُتبت بمداد المحبة والتقدير لكل من جاءت على ذِكره . . .



Opinions