الخلفية الدينية المقدسة لفهم ظاهرة الهوس الجنسي والملذاتي لدولة الخلافة الإسلامية " داعش " ومكانتها في الفكر السيكولوجي المعاصر !!!!
تستخدم داعش السلاح الجنسي في إرهابها على نطاق واسع, من اغتصاب وبيع للنساء وختان للأعضاء التناسلية ونكاح جماعي, وهي جرائم ضد الإنسانية بكل ما تعانيه الكلمة من معنى في التجاوز على حرية الإنسان الشخصية, وعلى الأنثى بشكل خاص في تقرير شكل وجودها, وطريقة عيشها وتحديد معالم جسدها, واختيار شريكها. ولكن داعش بالتأكيد تبحث عن ضالة ومبرر لها في الخطاب الديني المقدس لكي توغل بمزيد من التعسف والامتهان لكرامة الأنثى بواجهات مختلفة. ومن هنا سأكون برحلة مع داعش ومع الخطاب الديني المقدس, وسنرى كيف تستثمر داعش السنة النبوية والكتاب المقدس لإحداث مزيدا من التلوث ألقيمي والأخلاقي على خلفية النصوص النبوية والقرآنية. وداعش اليوم تبشر إرهابيها كما يبشر الدين مجاهديه ومؤمنيه في المزيد من الجنس والخمر والطعام الخاص في الآخرة. ومن يقول ان داعش لا دين لها فهو مخطأ, فدينها الإسلام, وبما إن الدين حمال أوجه, فداعش اليوم أحدى تلك الوجوه السوداء في تفسير الخطاب الديني واستخدامه غطاء لجرائمها !!!.
تستند داعش إلى مفهوم الخلفية الدينية في إشباع الحاجات على أساس الدور الثانوي للدنيا وضئال أهميتها قياسا بالحياة الآخرة, وهو مفهوم ليست حكرا على داعش, بل يشمل كل المؤمنين في الإسلام بمختلف طوائفه, فالحياة الدنيا وفقا للمفهوم الديني ومهما طال أمدها, سواء عقود بالنسبة للفرد, أو ملايين من السنين بالنسبة للنوع الإنساني, فهي لا تشكل إلا متاع زائل وليست ذو قيمة قياسا بالآخرة, كما في النص القرآني من سورة الحديد, الآية (20): " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ", وكذلك ما ورد في سورة العنكبوت في الآية ( 64), والتي تؤكد أن الحياة الآخرة أطول وأبقى من الدنيا بالقول: " وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وان الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ", ويقصد هنا بالحيوان أي الحياة الدائمة الحق والتي لا زوال لها ولا انقضاء. أما الأفضلية المطلقة للآخرة على الدنيا وبكل المقاييس فهي محتواة بكل النصوص القرآنية ذات الصلة, ونأخذ هنا فقط على سبيل المثال لا الحصر ما ورد في سورة الضحى وفي الآيتين (4, 5 ): " وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى ". ولأغراض المتعة المعرفية فأن كلمة الدنيا وردت متساوية مع كلمة الآخرة, بمقدار كمي يساوي (111) كلمة لكل منهما !!!!!.
أما بالنسبة للسنة النبوية فالحديث عن أولوية الآخرة على الدنيا لا حصر لها, ويؤكد النبي محمد(ص) في إشارة إلى قصر الحياة الدنيا بقوله " والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم, فلينظر بما يرجع ". وتشير كل النصوص القرآنية والسنة النبوية حسب جموع المفسرين أن الآخرة هي دار القرار, وهي الحياة السرمدية, ولا تساوي الدنيا ساعة من نهار الآخرة, ولا تزيد عن حجم الماء الذي يحمله الأصبع الذي يغمس في البحر, والآخرة تمتد أبد الدهر, ومن ساعاتها الأولى تتجاوز كل أيام الدنيا. أما الدنيا حسب المفهوم الديني ذات عمر قصير, وهي دار لهو ولعب وزينة وتفاخر, ودار غرور, ودار ترف واستمتاع, ودار إغواء وضلال وطغيان لمن يفتن بها, ودار ابتلاء ودار لاكتساب الحسنات والمعيشة الطيبة لمن امن وعمل صالحا !!!!.
وإذا كانت الحياة الدنيا هكذا في النصوص المقدسة, وإذا كانت هكذا كما يفترض في ذهن المؤمنين والإسلام السياسي فعلام الاقتتال الطائفي, وعلام هذا الصراع من اجل الاستحواذ وإقصاء الآخر, وعلام سر المفخخات والانتحاريين وكاتمات الصوت والسعي لقلب الحياة جحيما على رؤوس أحيائها, وعلام سرقة المال العام والنصب والاحتيال والفساد برموزه الدينية والطائفية, وعلام عرقلة خيار الناس الديمقراطي وتزوير إرادة الشعوب وسرقة ثوراتها وثرواتها, وقائمة التساؤلات تطول إلى ما لا نهاية عن جدوى شل إرادة الناس وتوجيه الصراع في الحياة وجهة تدميرية ودموية, أم هي سلوكيات عدوانية للتعجيل بيوم الآخر وللفوز بالجنة على أنقاض جماجم وضحايا وأرزاق الأبرياء في الدنيا !!!!!.
وفي جانب آخر فأن هذه النصوص الدينية بعقول مفسريها تجعلنا كذلك نقف متسائلين عن جدوى انجازات البشرية والحضارة الإنسانية عبر مسيرتها الطويلة, بدأ من توديع الفرد للغابة ودخوله المجتمع الإنساني, مرورا بمختلف مراحل التنظيم والرقي الاجتماعي وانتهاء بإنجازات البشرية في التقدم العلمي والتكنولوجي والمعلوماتي, ناهيك عن انجازات البشرية في الفكر والسياسية والفلسفة والثقافة والتعليم, وهكذا فأن البشرية تسير بخط متصاعد إلى الإمام وفقا لسنة التأريخ, واستنادا إلى التحسن المستمر في ظروف الحياة, والذي يجد انعكاساته الواضحة على الأداء العقلي والمعرفي للبشرية والمتمثلة بانجازاتها في مختلف المجالات العلمية والتقنية والفكرية والسياسية, متجاوزة حدود إشباع حاجاته الفسيولوجية في الأكل والشرب والجنس والتي أصبحت ثانوية قياسا بحاجات الإنسان الحضارية الأخرى, فهل يقبل بجنة بأقل ما يمكن من ظروف الحياة, وهل يقبل بجنة وردت على لسان مفسري النص المقدس مطابقة لظروف الحياة السابقة وفي ظروف الحرمان الفسيولوجي آنذاك, ونحن نعلم أن مكانة الإنسان المتميزة في النصوص الدينية تتجاوز كثيرا ما وعد به في الجنة, فكيف يقبل " المؤمن " بأقل من ذلك, وهل المؤمن هو من أدار ظهره لكل انجازات البشرية ويقبل بشروط الأقل الممكن في الآخرة, أم هي عودة إلى نقطة الصفر أو كما يقال عودة على ذي بدأ !!!!!.
أن نظرة سريعة في السيكولوجية المعاصرة التي تفسر الدوافع الإنسانية وأهميتها ومستوياتها, تؤكد انه في الوقت الذي تشكل فيه الدافعية المحرك الأساسي لسلوك الإنسان والحيوان على حد السواء وتتشكل في مجموع الرغبات والحاجات والميول والاتجاهات التي توجه السلوك نحو الهدف المراد تحقيقه, تتوقف حاجة الحيوان ودوافعه عند حدود الحاجات الفسيولوجية في معظمها, أما حاجات الإنسان ودوافعه فهي متشعبة ومعقدة وتفضي إلى تكوين أفراد بنوعية فكرية وعقلية جيدة, وهذه النوعية الفكرية والعقلية تبنى عند الفرد من خلال عدة مقومات تجعله يتقدم على مختلف المستويات ولا يتراجع وتفضي إلى نشوء حالة فكرية إنسانية لدى المجتمع, هذه الحالة الفكرية تجعل المجتمع يتطور علميا وفلسفيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا, ولكي يتم بلوغ ذلك هناك قاعدة هرمية وتراتيبية للحاجات الإنسانية وضعها العالم " أبراهام ماسلو " في نظريته " نظرية التحفيز الإنساني ", والتي يرى فيها أن الناس عندما يحققون احتياجاتهم الأساسية يسعون إلى تحقيق احتياجات ذات مستويات أعلى, ويرتبها على شكل هرم, والذي يسمى " بهرم ماسلو للحاجات الإنسانية ", ونختزلها بالمعلومات السريعة الآتية:
ـ تشكل الحاجات الفسيولوجية قاعدة هرم ماسلو, وهي الحاجات اللازمة للحفاظ على الفرد وهي: الحاجة إلى التنفس, والحاجة إلى الطعام, والحاجة إلى الماء, والحاجة إلى ضبط التوازن, والحاجة إلى الجنس والحاجة إلى الإخراج وغيرها.
ـ وتأتي بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية, الحاجة إلى الأمان وهي تشمل: السلامة الجسدية من العنف والاعتداء, والحاجة إلى الأمن الوظيفي, وأمن الإيرادات والموارد, والأمن المعنوي والنفسي, والأمن الأسري, والأمن الصحي وامن الممتلكات الشخصية ضد الجريمة وغيرها.
ـ وتأتي بعد حاجات الأمن الحاجات الاجتماعية وتشمل: العلاقات العاطفية, والعلاقات الأسرية, وعلاقات الصداقة, والبشر عموما يشعرون بالحاجة إلى الانتماء والقبول, سواء إلى مجموعة اجتماعية كبيرة كالنوادي والجماعات الدينية, والسياسية, والمنظمات المهنية, أو إلى الصلات الاجتماعية الصغيرة كالأسرة والشركاء الحميمين والزملاء المقربين وغيرها.
ـ تقدير الذات, وهي الحاجة التي تأتي بعد الحاجة الاجتماعية, والمتمثلة بأن يحدد الإنسان هدفه من الحياة كأن يصبح عالما أو كادرا سياسيا أو تربويا أو مهنيا, وهي رغبات في الظهور والتميز وتأكيد الذات, وعندما يحدد الإنسان هدفه يسعى إلى تحقيقه, شريطة توفر قدر معقول ومقبول من الشروط السابقة.
ـ الحاجة إلى تحقيق الذات, وهي المرحلة التي يستطيع فيها الإنسان أن يحقق الصورة التي يتخيلها لنفسه, ويتمكن الإنسان في هذه المرحلة من مواجهة التحديات دون خوف من الفشل لتحقيق النجاح, ويبدأ بالشعور بأنه في ظروف يستطيع من خلالها الإبداع والتطوير ويصبح فرد منتج في مجتمع يسير إلى الإمام. ويفهم من هرم ماسلو انه يأخذ بيد الإنسان والمجتمع من حاجاته الأدنى إلى الحاجات الإنسانية البحتة و الراقية بما فيها الأدب والفن والجمال, وهو يلخص فكرة " تحول التراكم الكمي إلى تحول نوعي ". وعلى خلفية هذه الهرمية لإشباع الحاجات فأن الحاجات الفسيولوجية تشكل قاعدة الهرم, وهي دوافع فطرية أولية وذات اثر اقل في حياة الإنسان ورقيه ويتوقف ذلك على درجة إشباعها, لكي ينطلق الفرد إلى تحقيق إنسانيته وتميزه عن باقي المخلوقات باعتباره أرقى مخلوق على الأرض, فكيف ينظر له في السماء !!!!!.
أن العودة إلى الخطاب الديني لاستقراء جوهر الثواب الذي يعد الله به ذوي الإعمال الصالحة فنجده ينحصر عند قاعدة هرم الحاجات, أي حصرا في الحاجات الأدنى ذات الطابع الفسيولوجي, ففي قوله تعالى وفي سورة الزمر, الآية(73): " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فأدخلوها خالدين ". وكما نعرف ويعرف جميع المفسرين أن للجنة ثمانية أبواب هي: باب التوبة, وباب الصلاة, وباب الصوم وهو باب الريان, وباب الزكاة, وباب الصدقة, وباب الحج, وباب الجهاد وباب الصلة ( صلة الأرحام ). والجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الله ومنه تخرج انهار الجنة الأربعة الرئيسية ( نهر اللبن ـ نهر العسل ـ نهر الخمر ـ نهر الماء ), وللجنة انهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس الأعلى وقد ورد ذكر أسماء بعضها في القرآن والأحاديث النبوية منها: نهر الكوثر وهو نهر أعطي للنبي ( ص ) ويشرب منه المسلمون في الموقف يوم القيامة شربة لا يظمئون من بعدها أبدا, ونهر البيدخ وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا " ولا نعرف هنا من هم الشهداء, هل هم ضحايا العمليات الانتحارية أم الانتحاريين أنفسهم أم كليهما !!!, ونهر بارق وهو نهر على باب الجنة يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا, ونهر عين تسنيم وهي اشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المقربون صرفا ويمزج بالمسك لأهل اليمين, وعين سلسبيل وهي شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل, وجميعها أشربة لا تسكر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا يطوف عليهم ولدان مخلدون كأنهم منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضة !!!!!.
أما بالنسبة لطعام أهل الجنة فهو من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم " حسب المفسرين ", ولعل سورة الزمر في الآية ( 34 ) تنوه عن ذلك: " لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ". أما بالنسبة لأشجار الجنة فتوصف بأن سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر ومنها: شجرة قطوبي, والتي قال عنها النبي ( ص ) إنها تشبهه شجرة الجوز وهي بالغة العظم في حجمها وتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة في كل ثمرة سبعين ثوبا ألوانا ألوان من السندس والإستبرق لم ير مثلها أهل الدنيا ينال منها المؤمن ما يشاء وعندها يجتمع أهل الجنة فيتذكرون لهو الدنيا فيبعث الله ريحا من الجنة تحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا, وسدرة المنتهى وهي شجرة عظيمة تحت عرش الله ويخرج من أصلها أربعة انهار ويغشاها نور الله والعديد من الملائكة وهي مقام السيد إبراهيم ( ص ) ومعه أطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا وأوراقها تحمل علم الخلائق " وما لا يعلمه إلا الله " وفي الجنة أشجار من جميع ألوان الفواكه المعروفة في الدنيا ليس منها إلا الأسماء, أما الجوهر فهو ما لا يعلمه إلا الله, ونلخص ذلك ما ورد في سورة البقرة وفي الآية ( 25 ) بقوله في الكتاب: " وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ", وقد ذكر من ثمار الجنة التين والعنب والرمان والطلح والبلح والسدر وجميع ما خلق الله لأهل الدنيا من ثمار !!!!!.
كما شغل إشباع الدافع الجنسي حيزا غير قليل في الخطاب الديني, فعلى مستوى الرجل المؤمن الذي يدخل الجنة فقد منحه الله طاقة جنسية أضعاف ما كان في الدنيا, حيث يقول النبي ( ص ): " يعطى الرجل في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع.. قالوا: يا رسول الله أو يستطيع, قال: يعطى قوة مائة رجل ", أما بالنسبة للنساء فهن صنفين: 1 ـ الحور العين وهن مخلوقات لأهل الجنة وقد وصفت في القرآن بأنها: ( كأنهن الياقوت والمرجان ـ سورة الرحمن, الآية 58 ), ( وكأمثال اللؤلؤ المكنون ـ سورة الواقعة, الآية 33 ), ( وكأنهن بيض مكنون ـ سورة الصافات, الآية 39 ), وهن نساء نضرات جميلات لو أن واحدة منهن اطلعت على الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها ـ حسب المفسرين, و 2 ـ نساء الدنيا المؤمنات اللاتي يدخلن الجنة وهؤلاء هن ملكات الجنة وهن اشرف وأفضل وأكمل من الحور العين, وكما قال النبي ( ص): " كفضل ظاهر الثوب على بطانته.... ", وكلا الصنفين مطهرات من كل " النجاسات " أي لا تبول ولا تحيض ولا تتبرز, أي إنهن ليست ناقصات عقل ودين كما في الدنيا, وعلى خلفية الحديث النبوي الذي يقول: " خرج رسول الله ( ص ) في أضحى, أو فطر إلى المصلى فمر على النساء, فقال: يا معشر النساء تصدقن فاني أريتكن أكثر أهل النار. فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن, وتكفرن العشير, ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من أحداكن. قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل. قلن: بلى, قال: فذلك من نقصان عقلها, أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم. قلن بلى, قال: فذلك من نقصان دينها ـ صحيح البخاري ـ الجامع الصحيح ـ رقم 304 ", وغيرها من ألأحاديث الكثيرة بذات المعنى, وأذكر هنا فقط حديثا أخرا للنبي ( ص ): " اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء, واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ـ صحيح البخاري, الجامع الصحيح, رقم 3241 " !!!!!!.
وفي مجمل حديثنا المسند وبحدود التفسيرات الواردة نرى أن الجنة اختزلت في مجملها عند حدود قاعدة الهرم المتمثلة بإشباع الحاجات الفسيولوجية, من أكل وشرب وجنس, فهل تختزل أعمال الإنسان " والمؤمن" بشكل خاص وعبر عقود من حياته وعطائه عند قاعدة هرم الحاجات, وهل أن كدح الإنسان طوال حياته وأعماله الصالحة يجازى بأكل وشرب وجنس !!!!.
أن إيقاف العقل الإنساني عند حدود النصوص المقدسة يؤدي إلى إشاعة الجهل والفقر والمرض والإرهاب والقتل والإبادة الجماعية في مجتمعاتنا, وهنا تأتي أهمية انطلاق العقل في كامل حريته في الإبداع والتأمل والخيال دون التوقف, فالعقل الإنساني ليس في حدوده الجغرافية المحلية بل في عالميته العلمية والمعرفية وهي تساعدنا كثيرا في تضيق المسافة بين الدين باعتباره نصا مقدسا وبين الفكر الديني باعتباره مفسرا للنص, ويشكل ذلك إضافة حيوية للنص المقدس ووضعه في مكانه اللائق !!!!.
أن داعش بصورتها القاتمة اليوم تشكل اشد أشكال الإسلام تطرفا وهمجية في تطبيق النص الديني في إطار ممارساتها في المناطق التي تتقاتل فيها. ويبقى هاجسنا المشروع في فصل الدين عن الدولة, وفي فصل استخدامه كسلوك ميداني في الحروب للحفاظ على أعراض وضحايا الحروب وخاصة من النساء, فالدين لله والوطن للجميع !!!.