Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المحترم

كثر الحديث عن عودة المهجرين الهاربين من الموت الى خارج العراق , نسمع هنا وهناك عن دعوات قام بها السيد المالكي مشكورا يحث فيها العراقيين للعودة الى العراق حيث الأمن والخير بانتظارهم , ولكننا نرى بان بعض العراقيين استجابوا لنداء المالكي وعادوا الى العراق ولكنهم تفاجئوا حين حطت ارجلهم ارض الوطن شعروا انهم كالغرباء التائهين لا احد يستقبلهم لا احد يقدم لهم يد العون او المساعدة , بمعنى لا احد يهتم بعودتهم , حتى انهم عندما وصلوا الى مساكنهم شاهدوها منهوبة وان ساكنيها اناس غرباء .
ولا اريد هنا ان اشبه حكومة العراق بحكومة دولة السويد حيث الفارق كبير جدا جدا ولكني ساشير فقط الى طريقة استقبال السويد لضيوفهم من الاجئين ومن مختلف الأديان والقوميات .
طبعا اهم ركن في هذا المجال هو ابتسامة الاستقبال , فما ان تحط اقدام الذين يتقدمون لطلب الحماية ارض السويد تبدأ السلطات السويدية عن طريق لجنة الاستقبال وعلى الفور باتخاذ كل ما يلزم لترتيب معيشته من مسكن وملبس ورعاية صحية حيث يشعر اللاجئ بالراحة والاطمئنان , واعتقد بان غالبية اعضاء حكومتنا الحالية كانوا لاجئين في هذه الدول وعانوا من الغربة , لكنهم لن ينسوا ابدا ابتسامة مستقبليهم من موظفي لجان الاستقبال في مطارات الدول التي تقدموا لها بطلب اللجوء , كما لن ينسوا ما قدم لهم من عون ومساعدة مالية وطبية طيلة فترة بقاءهم !
هذا بالنسبة الى طالبي اللجوء من الأجانب, اما بالنسبة للعراقيين فهم ابناء الوطن وليسوا بغرباء ولا بلاجئين انما هربوا من العراق بسبب انتشار الفوضى وعدم استطاعة الحكومة السيطرة وتوفير الأمن للعراقيين وهذا هو السبب الذي دعا العراقيين للهروب والخلاص من الموت الذي لاحقهم به الارهابيين والطائفيين والمجرمين القتلة من مختلف الاتجاهات , ولذلك فان دعوة الحكومة لهم للعودة الى ديارهم بحاجة الى اهتمام ورعاية خاصة جدا , وان العراقيون مشهورون بكرم الضيافة فكيف باهلهم وذميهم , كل ذلك سهل وفي متناول اليد اذا ما توفرت حسن النية وصدق الدعوات , وهنا اطالب السيد المالكي بتحقيقه ذلك , واني على ثقة بان غالبية العراقيين سيحزمون ما تبقى من امتعتهم للعودة لجمع الشمل ولا اعتقد بان احدا من العراقيين يرغب بالبقاء خارج وطنه ويسترزق من اموال الغير , واخص بالذكر العراقيين اصحاب الكفاءات والذين غادروا العراق منذ عقود....

المقترح .......
قيام ديوان الرئاسة ممثلة بالسيد نوري المالكي رئيس الوزراء باصدار الأوامر بتأسيس لجنة دائمة وخاصة من الاختصاصيين التربويين والدبلوماسيين الأكفاء تسمى لجنة استقبال العراقيين العائدين ترتبط بمجلس الرئاسة مباشرة وتتشكل هذه اللجنة من مجموعة موظفين متميزين يتواجدون في مقرات ثابتة ودائمة في جميع المنافذ الحدودية الأرضية والبحرية والجوية, وترصد لها ميزانية خاصة وتتمتع بصلاحيات معينة تساعدهم على خدمة العائدين وتقديم كل التسهيلات لهم وتكون هي المسؤولة مباشرة عن استقبال وترتيب كل ما يحتاجه العراقيون العائدون ومرافقتهم من المطارات او المنافذ الحدودية الأخرى الى مساكن مؤقتة ومريحة لحين اعادتهم الى مساكنهم الاصلية وتوفير لهم كل مستلزمات المعيشة وتتولى هذه اللجنة كل ما يتعلق بالعائدين سواء فيما يتعلق بعمله الذي تركه او مسكنه الذي اغتصب منه ..انها التفاتة حظارية وانسانية ومؤشر هام يدل على مدى اهتمام حكومة العراق الحالية بشؤون العائدين والذين هربوا من جراء اعمال العنف والشغب الطائفي والقومي التي ظهرت بعد الحرب وافزعت العراقيين الابرياء ... والله من وراء القصد .

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

Opinions