Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الشعب العراقي هو الخاسر من اشعال الفتنة

 

 

في البداية نعزي العراق والعراقيين وذوي الشهداء الذين سقطوا في الاحداث الاخيرة التي حصلت في الحويجة والموصل والانبار وديالى وجميع المناطق التي سميت بالساخنة، ونطالب جميع الاطراف الابتعاد عن العنف والسلاح واللجوء الى لغة الحوار، ونتمنى ان تؤخذ دعوتنا هذه محمل الجد لنبعد اهلنا العراقيين شبح الحرب التي لايمكن ان يكون فيها احدا رابح . وكما قال "السيد الرئيس مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان" "لا يعرف الحرب إلاّ من جرّبها"، لهذا علينا جميعا وبمختلف السبل ان نعمل على تجنيب الجيل الجديد تجارب الجيل السابق ، ولا نريد معارك داخلية او خارجية ، نريد عراقا فدراليا اتحاديا ، يبنى على اسس السلام والمحبة والاخوة والتعايش على اسس التعليم والثقافة والمعرفة اسس الحوار والتفاهم ، بعيدا كل البعد عن عسكرة الشارع وتسميات قيادات عمليات دجلة والجزيرة وغيرها ، والتي تجعل المواطن منغلقا باتجاه واحد، بعيدا عن التطور العلمي الحاصل في العالم  بكل الاتجاهات  ، تاركا خلفه ارامل وايتام جدد يضافون على ملايين الارامل والايتام التي خلفتها الحروب السابقة الداخلية والخارجية .

ان ما حصل في الحويجة يستوجب من الجميع التفكير ملياً في مجريات العملية السياسية المهددة في العراق الفدرالي والتي تعتمد على الانفراد بالسلطة ، كما ان المسار الديمقراطي في العراق بدأ ينحرف باتجاه التفرد وكذلك استخدام أساليب خارج الإطار الديمقراطي بحجة توطيد الأمن، وقد قلناها سابقا ونقولها اليوم ، زيادة الجيش وصفقات شراء الاسلحة وقيادات عمليات في المحافظات وتشكيل مجالس صحوات، ليست الاسلوب الصحيح لبناء العراق الاتحادي، فأذا كان الجيش النظامي يضرب المواطنين فكيف بمليشيا ماتسمى بالصحوات .

لذلك يعتبر بناء الثقة وتوطيد العلاقة بين المكونات العراقية والتوجه نحو بناء البنية التحتية والقضاء على البطالة وتوفير مستلزمات العيش الرغيد للمواطن هي السبيل لبناء عراق اتحادي فدرالي مستقر .  في الختام نؤكد وجوب احتواء شرارة الازمة المتفاقمة باستخدام كافة الاليات السياسية والتفاهم بين قادة الكتل السياسية من اجل الاتفاق على صورة الحل الممكن، والذهاب الى التسوية مع المتظاهرين، لأنهاء هذا الملف الشائك والخطير وتشكيل لجنة حكماء حيادية للنظر في المشكلة واسبابها وامكانية وضع حلول ناجعة لها . لأننا نعتقد بأن بعض القوى الداخلية والاقليمية تريد دفع البلاد للدخول في ملف اجهاض التجربة الوطنية واسقاط العملية السياسية مما يتطلب التفاوض مع المتظاهرين بأسلوب جدي وتنفيذ ما يمكن تنفيذه من المطالب وفق الدستور العراقي الدائم والقوانين المعمول بها  .

 كما نطالب الحكومة الاتحادية والجيش إلى التصرف بحكمة وروية في إطار الفهم المتبادل والإسراع باتخاذ الخطوات التي من شأنها أن تعزز السلم الداخلي والاستقرار والديموقراطية بدلاً من الخطوات التي من شأنها أن تزيد من حدة التوتر في البلاد ، ونهيب بالجماهير العراقية المنتفضة ، التهدئة وعدم الانجرار وراء مثيري الفتنة الذين يطلقون خطابات الثأر المسمومة والتي تهدف الى حرق الاخضر مع اليابس، والذين لايريدون للعملية السياسية الاستمرار ولا يريدون للعراق الفدرالي النهوض ، ربما كون العراق السوق المفتوحة للبضاعة الكاسدة لأسيادهم ومموليهم بالدول المجاورة، لبناء بلدانهم على انقاض العراق المدمر لاسمح الله.

 

Opinions