الصمت ازاء انتهاك الاعراض العراقية هل هو تشريع ام ترويع ؟
لم يكن الاسلام يوما ما ولا في موقف ما دينا يقف موقف المتفرج ازاء محنة الانسانية ابدا بل في كل واقعة لابد من موقف وحكم يبرز ما يفعله الانسان ازاء ذلك ، ولم يقف الاسلام على اتباعه فحسب بل هو دين يحتضن كل الأيديولوجيات والفئات والتوجهات لذا فإسلامنا اسلام شمولي بمبادئه الحنيفة وثوابته الرصينة ، وتتجلى تلك المواقف كلها وهي مختزلة اصلا في المذهب الشيعي ، وحسبك موقف سيد الشهداء عليه السلام فهو لم يكن ذا ثورة دينية بحتة وانما هي ثورة مظلوم على الظلم ، اي مظلوم ايا كان على الظالم ايا كان وهذا ما وجدنا آثاره عند المستشرقين واللا اسلاميين في السير على خطى الامام الحسين عليه السلام ، واننا نقول بذلك لأن النتائج ستكون إيجابية بتلك المواقف الجوهرية .
ولكن ما هو الموقف اذا كان رب البيت بالصمت سائرا ؟ وما هو الموقف اذا كان الراعي لرعيته متناسيا ؟ هنا لابد من ثورة ضمير لشق حجب الظلام وطمس معالم ذلك الصمت اللا مجدي نفعا لأننا ان بقينا على هذا النحو فإننا سنكون مهزلة الامم ومضرب مثل للامة الخاوية والضعيفة والمندثرة .
والعراق اليوم يمر بمحن كثير تتطلب من كل غيور وشريف الوقوف موقف الحق ، لا ان يقبع بجحور الصامتين ويتبع سنة الساكتين فالوضع يحتاج الى صرخة حق تمثل الارادة الوطنية الحقيقية والعنفوان الاسلامي الاصيل ، كي نحظى بربيع لعراقنا نكون قد ازلنا واجتثثنا المفسدين الذين هم سبب كل خراب وبلاء وظلم واستبداد .
وتتجلى المواقف في قيادات الامة كي تكون عبرة ومثالا لكل باحث عن الحقيقة ، وينقسم المراجع على اعتبار انهم ائمة الدين وعتبة المذهب والمدافعين عن رعيتهم من باب (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فمن غير المعقول ان نترك الرعية تائهة بين الذئاب والسباع ونطمئن ان الشر بعيد عنا ومن غير المعقول اننا بصمتنا نكون اداة قوية لتحقيق مآرب الاستعمار واعداء الانسانية والاديان .
وهنا سؤال لابد منه : هل ان الصمت ازاء انتهاك الاعراض تشريع ام ترويع ؟
فكثير منا سمع ونقل اليه ان المئات من المعتقلات العراقيات قد اغتصبن على ايدي الاحتلال الامريكي او ما يجري الان في السجون الحكومية ، والغيرة طبعا تتجلى عن اهل الدين وتكون في اشد ذروتها عندهم ولكننا لم نسمع يوما ما ان هناك حراك ديني ضد الاغتصاب سواء للرجال او النساء !! بل هو صمت مطبق وخرس للألسن وسكوت دفين . بل كل عاقل وشريف ووطني يستقبح الموقف المخزي لأهل الدين وخصوصا المراجع الذين تخلّوا وتجرّدوا وعصوا ابسط الواجبات والضرورات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والشرعية في توعية الناس ونصحهم وبيان المخاطر الجسام التي تحيط بهم والتي يراد تمريرها عليهم ، بل نرى ان الغيرة انعدمت في مقصلة صمتهم المرير .
بل ان من المروع والمهول ان يصمت ذوو الدين امام انتهاك العفة والشرف والعرض ؟ فأي دين هذا القائم على الدياثة والتميع والتشبه بأعداء الاسلام ؟ وهذا موقع السيستاني على اعتبار انه المرجع والزعيم للطائفة كما يعبرون
يقول المرجع الصرخي (جرائم و فضائح و فضائع و جور و ظلم و فساد تجسّد و يتجسّد في اعتداءات وحشية سافرة سافلة متسافلة بانتهاك عفة و شرف و حصانة وعرض المرأة المستضعفة المسلمة العربية العراقية الصابرة المحتسبة... و بالخصوص الدعوى والصرخة الأخيرة وليست الآخرة المرفوعة من المرأة العراقية في بغداد / حي العامل...والدعوى والصرخة والاستغاثة من المرأة العراقية المحصنة في الموصل/ تلعفر ...وهذا وغيره الكثير من الدعاوى التي تدعي وتتهم بما هو أعظم وأشر وأدهى وأسوأ وأفظع حصل و يحصل تحت عنوان و عناوين مختلفة ومتنوعة !!!!...) كان هذا النداء في عام 2007 لكن لا من مجيب ولا من سامع ولا من مظهر للحق و رغم ذلك يصر المرجع الصرخي على موقفه ويقول في ذات البيان (وباسم الأخلاق والإنسانية والتوحيد والمسيحية واليهودية والإسلام الشيعي السني والمرجعية الشيعية السنية وباسم العراق والعراقيين... نرفض ونستنكر ونشجب كل هذه الأعمال اللا أخلاقية الشيطانية الفاسدة القبيحة ونطالب ...ونطالب ...ونطالب... بيان الحال وكشف حقيقة المقال بفتح تحقيق حقيقي صادق مستقل شامل كامل وإجراء محاكمات عادلة علنية مكتملة وإنزال القصاص الأقصى الأشد الرادع بالمسيئين المجرمين المنحرفين وتطهير أجهزة الدولة من كل مسيء فاسد ) ما اروع هذه الكلمات وما انبل الموقف !!http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=74وبين هذا الترويع وتشريع الفعل بالصمت نجد ان هناك صرخة مدوية للمرجع السيد الصرخي حيال انتهاك الاعراض والذي صرخ صرخة الغيور والشريف والعفيف على بنات جلدته ونساء وطنه ، ففي بيان رقم -39- الله الله في الأعراض...الله الله في الأعراض
حيث يقول ( وعلى هذا الاساس تكون جرائم وقبائح كجرائم معتقل أبي غريب تُرتكب وترتكب ولا عقاب لأنهم في الواجب .... وقبائح انتهاك الأعراض ستتكرر وتكرر بدون أي حساب لأنهم في الواجب ، وكذا كل قبيح وفساد يرتكبه الاحتلال ويعتدي به على القرآن والمقدسات والارواح في العراق وعلى شعب العراق سوف لا ينالهم أي حساب ولا عقاب لأنه لا ولاية ولا سلطة قضائية عراقية عليهم لأنهم في الواجب فينتفي الشرط الرابع من شروط ولاية القضاء..!!!) ليدل لنا انه المرجع الحقيقي الحريص على الاعراض لأنه مرجع ذو غيره وشرف معهود . وينتفض مرة اخرى بروحه العربية وضميره العراقي الحي لينصر المغتصبين في ابي غريب عندما صمت الجميع كلهم كصمت القبور http://www.youtube.com/watch?v=7BkNpdCxetQhttp://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=86وموقف آخر للمرجع الصرخي في بيان رقم -70- موقف العقل والشرع الصواب ... من .. اتفاقية الانسحاب
29 – 12 - 2012