العلمانية في الشرق الاوسط
العلمانية تعني فصل المؤسسات الدينية عن السلطة الحاكمة , لاتقبل بإعتناق دين معين على حساب دين أخر ولاتتبنى دين معين كدين رسمي للدولة ولاتسمح للدين ان يتدخل في رسم سياسة الدولة او يدخل في اصول الدستور للدولة . وأصولها تعود الى الفلسفة اليونانية .
كان العلمانيون في الدول العربية أول من عانق ثورات الربيع العربي الشبابية واعتقدوا أنها ثورات من أجل الديموقراطية والحرية والعصرنة صحيح جاءت قسم من هذه الثورات شبابية عفوية لكنها إستطاعت ان تستقطب الشباب بكل أشكاله وألوانه. بعد سقوط الانظمة المستبدة قفزت على الساحة السياسية قوى إسلامية وأكثرها متطرفة غذتها الانظمة الاسلاموية في المنطقة وعلى رأسها الدول الخليجية زائدا إيران وزخت أموال لاستقطاب الثورات وهنا العلمانية أصبحت بموقف محرج لانها لاتملك اي دعم مادي معنوي لوجستي سياسي والهيئات الدولية وقفت صامتة كي لاتتدخل في الشؤون الداخلية للدول . وهناك رأي أخر من بعض المفكرين المختصين بشؤون الشرق الاوسط من العرب وغيرهم يعتقدون إنها مرحلة وقتية يجب أن يُعطى مجال للاسلام السياسي كي يكشف كل أوراقه والعراق أول دولة فضح الاسلام السياسي كل أوراقه وفشل بإقتدار وعلى رأس هذه الاحزاب كان حزب الدعوة الذي أعطى الالاف من الشهداء على أيدي نظام صدام المقبور.تناسى حتى شهداءه . وتبين ان الانظمة الاسلاموية الجديدة اثبتت إنها أقسى على الحرية والعصرنة والانفتاح وإحتواء الاختلافات المذهبية والاثنية والقومية والعشائرية ، وأكثر عداء للديموقراطية، من الأنظمة التي سبقتها، والأسوأ أن العداء والاستبداد يُرتكبان باسم الشرعية الدينية. بالرغم من كل الذي تمارسه القوى الاسلامية لازال نقوذها بين الجماهير موجود ونشط وجماهيرها من فئة المثقفين الاسلامويين المتحفضين عن تحرر المرأة وهذه القضية هي الشغل الشاغل لهم , القسم الثاني من جماهيرها هم من الاناس البسطاء ذو الثقافة الضعيفة المحصورة بالعشيرة والقبيلة واستطيع ان أصفها بثقافة قروية محصورة . وبما أن المجتمعات الشرقية لها طابع قروي رغم إنها تعيش في المدينة لان العادات والتقاليد الشرقية القديمة هي القاسم المشترك بين الريف والمدينة . وضعف الوعي الاجتماعي يُضعف الطابع المدني المتطور حتى بين سكان المدينة تأخذ مكان تعشعش فيه فترات أطول .
وبعد عشر سنوات على سقوط النظام الديكتاتوري في العراق ومجيء الأحزاب الإسلامية إلى الحكم، بدأ التشدد الديني عندها بالانحسار بعد أن انخرطت في الحكم وأدرك قادتها وأعضاؤها وجماهيرها أن فرض القيود الدينية على الناس لن يحقق المصلحة ولا الاستقرار ولا يعزز من شعبيتهم أو يأتي بأي فائدة على المجتمع وهو يدور عكس عجلة التاريخ . نعم، ما زالت بعض الجماعات الصغيرة تمارس التشدد كورقة سياسية تجدها رابحة في ظل التناقضات السياسية السائدة في العراق لكن غالبية المثقفين داخل الاحزاب الاسلامية تفكر مرتين بعد ان إتضح لها السير بهذه السياسة الاستبدادية هو الفشل .
أمام هذه الهمجية والجرائم التي ترتكبها القوى الاسلاموية المتطرفة يتطلب على القوى الشرق اوسطية غير الدينية اللجوء الى التحالفات الانية دون تأخير وجمع شمل القوى غيرالمتطرفة متمثلة بالاسلام المعتدل زائدا القوى الليبرالية والمثقفين المستقلين والشباب المنفتحين ممن يؤمنون بسياسة الانفتاح لكل الاديان والاثنيات والقوميات والانفتاح الى الدول التي سبقتنا بتطورها الثقافي الاجتماعي التكنلوجي السياسي الاداري . وممكن ان نجد كيف يدور الصراع على السلطة وسرقة أموال العراق بين قوتين إسلاميتين من الشيعة والسنة وأبناء الشعب العراقي هم الضحية , على العكس من النظام العلماني الذي تذوب فيه الهويات الطائفية المقيتة تذوب الهوية الدينية السياسية بل تبرز الهوية الوطنية الهوية الانسانية التي تداعي بها معظم الاديان كون تركيبة بلدان الشرق أوسطية معظمها تتكون من شعوب فيها الهويات الدينية المختلفة مع الهويات الطائفية المختلفة مع الهويات القومية المختلفة . النظام العلماني يجمعهم تحت مظلة القانون . إذن الحل هو النظام الديمقراطي العلماني .
06/25/2013
--- On Tue, 6/25/13, KHabib@t-online.de <KHabib@t-online.de> wrote:
From: KHabib@t-online.de <KHabib@t-online.de>
Subject: article
To: "Nour ali" <nooriali33@hotmail.com>
Date: Tuesday, June 25, 2013, 3:02 PM