المجلس ألاوروبي - حقوق الإنسان أم الحقوق البشرية؟
المجلس الاوروبي
- حقوق الإنسان أم الحقوق البشرية؟
بقلم السيدة ماريون جان عضو الهيئة الادارية لفيمينا اوروبا من ستراسبورغ –فرنسا
ترجمة السيدة باسكال وردا
18 نيسان / أبريل 2018
نشرت في: المجلس الاوروبي حقوق الإنسان – الحريات
بتاريخ : 05 نيسان / أبريل 2018
تم تبني مصطلح " الحقوق البشرية " حديثا بدلاً من "حقوق الإنسان" من قبل مؤتمر المنظمات الدولية غير الحكومية في المجلس أالاوروبي
بعض الأفكار
غالبا ما يتعرض مصطلح "حقوق الانسان " في وسائل الإعلام وأكثر فأكثر، الى الاستبدال بمصطلح: “الحقوق االبشرية ". ان هم احترام مساواة المرأة والرجل يعطي ذلك توضيحا لسبب هذا التغيير في المصطلح، النية جديرة بالثناء لأن للوهلة الأولى قد يعتقد المرء أن المرأة مستبعدة. وهكذا، اعتمد مؤتمر المنظمات غير الحكومية الدولية التابع للمجلس ألاوروبي مصطلح "حقوق بشرية" بدلاً من "حقوق الإنسان" في نهاية كانون الثاني / يناير 2018 (وهذا لم يحصل بعد بالنسبة للهيئات الأخرى في المجلس). ولا الامم المتحدة). لكن دعونا نذهب إلى أبعد من ذلك.
في البداية، يمكن القول بأن التعبير الأصلي يخاطر بتعزيز موقف "الرجولة" ما يتطلب استخدام نصوص و كلمات دقيقة محددة: هذه الحقوق تتعلق بالرجال والنساءعلى حد سواء. بينما هنا ننسى أن اللغة الفرنسية تعطي معنيين لكلمة "الانسان" ، الأول يشير إلى الشخص الذكوري ( الرجل )، (في اللاتينية: viris ، viri) ، والثاني هو الكائن البشر (homo ، hominis) ومنه اصله او من حيث يشتق المصطلح . لكن من يعلم أو يوافق على تذكر هذا حاضرا؟
بالإضافة إلى ذلك، قد يطرح سؤالان: هل هذا التغيير، الذي يبدو للوهلة الأولى ضئيلاً للغاية، له تأثير على الفكرة التي أعرب عنها في الأصل منسقو الإعلان؟ هل الحجة المصاحبة للقرار تخدم قضية المرأة؟
١-هل المصطلحات الجديدة تغييرالمعنى؟
تبني "الحقوق البشرية Droits Humain" كما فعل الناطقون بالانكليزية (حقوق بشرية Human Rights )، هومصطلح أبسط، وايضا يقضي على التمييز اللغوي! على الرغم من هذا التشابه في الترجمة الحرفية الإنجليزية، هل تبقى الرسالة كما هي؟ في اللغة الإنجليزية، الصفة هي حامل المعنى، " البشري" اذن سيكون محور التعبير، ولكن من الجانب الآخر في اللغة الفرنسية، الموضوع هو الذي يلعب هذا الدور. وهكذا، تبديل “الإنسان" بـ " البشر" يضع في المرتبة الثانية مفهوم الانسانية هذا الذي أراده واضعوا الإعلان في المكان المركزي. في ديباجة إعلان "حقوق الإنسان" انه في المركز. يطرح النص كاساس له الكرامة الجوهرية لكل إنسان. ان الحقوق المدونة فيه موجودة فقط بسبب هذا التأكيد. مثلا فيما بينهم يشبهون اشعة (اسلاك على هيئة اشعة) الربط في عجلة دراجة هوائية متوترة ومتضامنة، تم تنظيمها بشأن الانسان وكرامته. لا يمكننا المس بأحد الحقوق دون غيرها. من ناحية أخرى.
ان مصطلح " الحقوق البشرية " لا يهتم بهذا التماسك الداخلي. إنه يثير التوازي. انما يصبح قائمة الحقوق، يدعوني إلى "صنع السوق" ضمن ثنائية العرض والطلب والاهتمام والاهمال والتفضيل والعزل ، لكي أتمكن من الاختيار واعطاء الامتياز لحق معين على حساب الآخر ، وأخيرا المطالبة باحترام اختياراتي من خلال إغفال حقيقة أنه الانسان هو المركز وليس رغباتي المتناثرة مهما كانت شرعيتها. إن الفكرة التأسيسية للكرامة البشرية تتخطى الإنسان، فهي المصدر والرابط الموجود بيننا.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التغيير في المصطلح ليس بحد ذاته "كارثة"، بل اشبه كما هو الحال في منحدر زلق، هناك الميل نحو النزعة الفردية التي تقود، الإنسان تحت ذريعة احترام الحريات، نحو العزلة السحيقة؛ لا يستطيع المرء بناء وجوده وسعادته دون الآخرين.
2 هل الحجة المصاحبة للقضية تخدم قضية المرأة؟
قدمت خبيرة المساواة بين الجنسين في مؤتمر المنظمات غير الحكومية الدولية التابع للمجلس ألاوروبي مشروع القرار. ويبدأ من الملاحظة "وهي... رفضت فرنسا تغيير المصطلحات (البشرية بدلاً من الانسان التي تعني ايضا الرجل كما الانسان) واحتفظت في إعلان عام 1948 بهذا التعبير الذكوري حصراً" دون الأخذ بعين الاعتبار التمييز ضد المرأة الذي يستتبعه ذلك. . "هذا المنطق السياسي التمييزي يعتبر طبيعيًا من قبل أولئك الذين يحكموننا ... إن الانسان سيكون دومًا عامًا للبشرية، بما في ذلك النساء، وهو أمر خاطئ، بل هي فقط الرغبة في الحفاظ على هيبة التعبير "حقوق الإنسان" ، وبالتالي تفويق الذكور على الجنس البشري. وتفرض فرنسا (هكذا) التمييز ضد المرأة الفرنسية وجميع النساء الناطقات بالفرنسية ... ". -ملاحظة: لا يعرف الخبير أن الكنديين الناطقين بالفرنسية قد اعتمدوا بذكاء مصطلح "حقوق الشخص". -
يضع هذا النهج الاعتراف بالمساواة بين الرجل والمرأة في دينامية قتالية في الشكل الماركسي. حيث من خلال معارضة الرجل تتحقق المرأة. هذه المساواة المطلوبة على وجه الدقة هي اليوم مفهومة بشكل خاطئ بالمعنى الرياضي حيث يعارض المطابق المختلف (الاقل او الاعلى شأناً).
لذا تستنكر "منظمة فيمينا اوربا " هذا النهج الذي يجرح الرجل كما المرأة. كلاهما متساويان (ويتقاسمان نفس الانسانية) وهما يختلفان بجسديهما الجنساني. هنا تكمن المفارقة ولكنها في الوقت نفسه تمثل الغنى الخاص بالطبيعة البشرية.