الى السيدين الرئيس المالكي ووزير الكهرباء . مشكلة الكهرباء وحلها
اكثر من عقد من الزمن مر ومشكلة الكهرباء مستعصية, ان الشعب العراقي تعشم خيرا بسقوط الطاغية متطلعا الى تحسن وضع الكهرباء ولكن العكس صحيح فهو باسوأ احواله الان. رغم اني رجل علم غير مختص بالكهرباء لكن حرصي على المساهمة في هذا المجال دفعني الى دراسة الموضوع والمشاركة في محاولات ايجاد حل لمشكلة الكهرباء.ان المشكلة الرئيسية هي القطع المبرمج والذي يمتد في بعض الاحيان الى العشرين ساعة واسوأ مايكون عليه الامر في فصل الصيف. مما يزيد معاناة الشعب العراقي على معاناته فاين هي المشكلة؟
المشكلة لها وجهان الاول في ترشيد استعمال وتنظيم توزيع الكهرباء والثانية هي انتاج الكهرباء:
اولا: ترشيد استعمال وتنظيم الكهرباء:
1. ان حاجة البلد للكهرباء وحسب تقرير حديث هي 5000 ميكاواط وانتاج الكهرباء مايعادل نصف هذه الكمية
2. ان عدم ترشيد صرف الكهرباء يزيد في المشكلة ويعود سبب ذلك الى المعاناة التي يعاني منها المواطن بالاضافة الى انعدام الاحساس بالمسؤلية والتي هي مسؤلية الدولة والشعب في ان واحد. بما ان الكهرباء المجهز في حالة تجهيزه ليس منظم فان المواطن لايهمه مقدار صرفه للكهرباء حتى ولو كان فوق مقدار حاجته, كذلك ان انعدام الاحساس بان المشاركة في الترشيد هي من مصلحة الجميع.. ولو رشد هذه الاسراف لكان بالامكان تجهيز بيت واحد اخر وربما اكثر من ذلك.
3. سعر الوحدة الكهربائية ربما تحت الكلفة مما يجعل انتاج الكهرباء على كاهل ميزانية الوزراة مما يودي الى تدني الاستثمار في هذا القطاع.
4. عدم او ندرة التناغم بين وزارات الدولة وتفعيل مشاريعها المشتركة والتي تخدم المواطنين
5. محاولة ايجاد حلول انية باهضة الثمن ولا يستفيد منها البلد على المدى البعيد بلاضافة الى انعدام السيطرة واستقلالية القرار العراقي, ومن هذه القرارات هي شراء الكهرباء من الدول المجاورة.
6. محطات الكهرباء قديمة ومن الظاهر ان صياناتها لا ترتقي الى مستوى المشكلة
7. الارهاب الذي يحاول اعاقة او تعطيل انتاج الكهرباء او قطع خطوط التوصيل
8. الفساد الادراي وعدم وجود كادر او ارادة من المسؤلين عن هذا القطاع للسيطرة على هذه المشكلة وايجاد حلولا دائمية وعلى المدى البعيد.
كيف يمكننا اذا معالجة هذه المشكلة؟ قبل ان اجيب على هذه النقطة اريد ان اسال السؤالين التاليين:
1. لو سالنا اي مواطن عن اي الخيارين افضل له ان يجهز بالكهرباء اربعة وعشرين ساعة في اليوم ام ساعتين او اكثر بقليل.. لكانت اجابته اربع وعشرين ساعة
2. ولو سالنا المواطن هل يفضل ان تكون تسعيرة الوحدة الكهربائية اكثر من تسعيرتها الحالية على ان يحصل على الكهرباء كل يوم وكل ساعة في اليوم.. لااجاب ادفع اكثر.
كيف نعالج المشكلة اذا؟
في استراليا ان معدل الصرف اليومي للكهرباء يعادل 6 كيلو واط ساعة في اليوم هذه في اشهر الصيف الحار. ان هذه الكمية من الطاقة الكهربائية بامكانها تشغيل , مكيفة هواء, ثلاجة, غسالة, تلفزيون, ادوات المطبخ الكهربائية , فيديو وتنوير كامل البيت.
لاادري ماهي معدلات صرف الطاقة الكهربائية في العراق في خلال فترة التجهيز واتوقعها ان تكون اعلى من ذلك بكثير لانه لايوجد ترشيد للصرف ويحاول الجميع استخدام اكبر مايمكن من تلك الطاقة في الوقت المتاح له فبذالك تكون انتاجية الطاقة مستنفذة من عدد قليل من المستهلكين.. وهنا نقطة يجب ان نتوقف عندها الا وهي ترشيد الصرف وكيفيته بالاضافة الى استغلال المنتوج من الكهرباء بصورة افضل, اوضحها كما يلي:
1. جعل محطات توزيع الكهرباء التي تجهز اية منطقة مسؤلة عن كميات صرف تلك المنطقة للكهرباء, فعندما تصرف المنطقة كميات من الكهرباء تفوق الحد المخصص لها وحسب عدد الدور السكنية الموجودة فيها تقطع الكهرباء عنها الى فترة تعادل مقدار الصرف الزائد.
فمثلا لو افترضنا ان المحطة تجهز الف بيت والمخصصات اليومية الى كل بيت هي ثلاثة كيلو واط ساعة في اليوم معنى ذلك ان حصة المنطقة هي 3000 كيلو واط ساعة في اليوم وبكلمة اخرى هي 125 كيلو واط ساعة في الساعة الواحدة فاذا تعدى هذا الرقم تقطع الكهرباء عن هذه المنطقة فترة زمنية توازي ما زاد عن الحد. بالاضافة الى ذلك يجب ان يكون هنالك عمال رقابة لكي يتمكنوا من متابعة الاشخاص او البيوت التي سببت تلك الزيادة في الصرف ومحاسبتهم.ان زيادة الصرف اما ان يكون بسبب الطرق الغير قانونية كان يكون الربط غير متصل بميزانية البيت (جطل) او بسبب الانفاق المفرط وكل له حسابه الخاص في الجزاء. ان ثلاثة كيلو واط ساعة في اليوم يمكن ترشد بطريقة تجعل حياة المواطن اسهل فبامكانه مثلا تشغيل مبردة او مكيفة هواء وانارة البيت وثلاجة لتبريدالطعام وتلفزيون وكومبيوتر وبعض اجهزة المطبخ. وفي مجال تنوير البيت يجب تشجيع المستهلك على استعمال الاضوية النيونية ذو العمر الطويل والتي تستهلك قدرا من الطاقة الكربائية يعادل ربع الكلوب العادي.
حسب التقرير المذكور سابقا ان انتاج الكهرباء يعادل نصف المطلوب واذا كان صرف المستهلك العادي كما هو في استراليا بمعدل ستة كيلواط ساعة باليوم فتجهيز ثلاثة كيلواط ساعة في اليوم سوف يكون بقيمة نصف الانتاج وبذلك يحصل المواطن على كهرباء (اقل من احتياجه اليومي) ولكن بامكانه ان يتمتع بقسط من الراحة بهذا التجهيز. اما بالنسبة الى دوائر الدولة والمعامل فهم الاخرين سوف يحصلون على نصف احتياجاتهم. فمن الافضل لصاحب المعمل او المتجر ان يشغل نصف اجهزته كل يوم عمل من ان يشغل كل اجهزته لساعة او ساعتين في ذلك اليوم.
2. ربط مولدات الكهرباء المنتشرة في كل احياء العراق بخطوط الكهرباء الوطنية. وبوجود مقياس مربوط في كل مولدة يمكن حساب كمية الطاقة المجهزة الى خطوط الشبكة الكهربائية الوطنية لغرض احتساب اثماناها وبالتالي تدفع من قبل شركة الكهرباء الوطنية الى اصحاب المولدات بدلا من استلام قيم انتاجهم من المستهلك مباشرة, بذلك يكون المستهلك مسؤل عن دفع قيم صرفياته الى شركة الكهرباء الوطنية فقط. ان ربط مثل هذا له فوائد عدة منها: زيادة الطاقة الانتاجية للكهرباء الى عموم العراق بالاضافة الى تفادي اخطار الاسلاك الكهربائية المعلقة في شوارع الاحياء السكنية وتشويه منظر الحي.
3. رفع اسعار الوحدة الكهربائية الى مايوازي القيمة الانتاجية والتي يدخل فيها كل الصرفيات التي تصرف على انتاج الطاقة وحمايتها والاندثار ووضع حد بسيط من الارباح لايزيد على العشرة بالمئة. ان هذه الخطوة سوف تجعل ترشيد الصرف ذو اهمية للمستهلك لانه كلما يصرف اكثر كلما يدفع اجور اكبر. ولحماية مستلمي المعونة الاجتماعية وذو الدخل المحدود تساعد دائرة المعونة الاجتماعية في دفع جزء من قائمة الكهرباء. اما بالنسبة الى وزارة الكهرباء فسوف يكون عندها مورد يمكنها استغلاله في تطوير شبكة الكهرباء الوطنية.
4. ان وجود المولدات الكهربائية في بعض البيوت سوف يزيد من كمية الكهرباء الموجدة في تلك البيوت على ان تربط باجهزة معينة ولا ترتبط بخطوط شبكة الكهرباء الوطنية وربما يخفف ذلك من استهلاك الكهرباء من الشبكة الوطنية.
النقاط الاربعة السابقة تناقش حلولا انية وبموجدات العراق من الطاقة الكهربائية, فيمكن و بعد ان تضع خطة مدروسة في هذا الاتجاه وقبل تطبيقها يجب السعي الى توعية الناس بفوائد مثل هكذا تغير.
ثانيا:التوسع في انتاج الكهرباء
ان الدول المتقدمة بدات تشجع شعبها على التحول الى الطاقة الشمسية بدلا من استعمال الكهرباء المنتج من النفط او الغاز او الفحم الحجري لما لها من اهمية في الحفاظ على البيئة ولوفرة الطاقة الشمسة بدون مقابل. فمثلا ان الحكومة الاسترالية تشجع المواطنين على شراء منظومات تعمل بالطاقة الشمسية ومربوطة بخطوط الشبكة المركزية فبذلك تدفع الحكومة حوالي ربع قيمة المنظومة والمستهلك يدفع البقية. فما فوائد مثل هكذا منظومة الى المستهلك:
1. هنالك من يهمه البيئة ويعمل من اجل المشاركة في جعلها انظف.
2. ان المنظومة التي يستعملها مرتبطة بخوطوط الشبكة المركزية فعندما يحتاج الكهرباء ومنظومته لاتنتج الكهرباء يستلم الكهرباء من الشبكة المركزية, وهذا عموما يكون في ساعات اليل او في وقت الغروب او الشروق, اما بقية اليوم فيمكن ان يكون انتاجه من الكهرباء اكبر من صرفه فيبيع الفائض الى شركة الكهرباء وبنفس السعر الذي يشتريه منها. فتكون النتيجة اما عنده فائض في انتاج الكهرباء مما يجعل شركة الكهرباء مدينة له بقيمة ذلك الفائض,او نقص في الانتاج فيجب دفع قيمة مصروفاته التي تتعدى انتاجه من الكهرباء.
فما فائدة مثل هكذا منظومات في العراق؟
1. ان منظومة مثل هذه والتي سوف نفترض انها تنتج 6 كيلوواط في اليوم سوف تخفف الثقل على الشبكة الوطنية بقدر ذلك الانتاج واذا ما رشد المنتج من استهلاكه للكهرباء يمكن ان يضيف كهرباء الى الخطوط الرئيسية بذلك يكون قد افاد واستفاد.
2. ان انتاج الكهرباء بهذه الطريقة مضمون لفترة عشرين سنة فهي خطة انية لحل جزء من المشكلة وخطة طويلة الامد تشجع على تقليل تلوث البيئة وتزيد من انتاج الكهرباء.
3. ان الطاقة الشمسية التي تشع على سطوح البيوت تمتص من قبل تلك السطوح وتشع الى الجو كطاقة حرارية, ان وجود منظومة الطاقة الشمسية هذه فوق السطح سوف تمتص الطاقة الشمسية وبالتالي تمنع اشعاعها كطاقة حرارية مما يمنع ارتفاع درجة الحرارة في الغرفة او الغرف التي تحتها فبذلك تكون الغرف اكثر برودة وتحتاج الى طاقة كهربائية اقل من اجل تبريدها.
4. ان المنظومة تنتج الكهرباء في الوقت الذي يكون فيه الضغط على الشركة الوطنية هو الاعلى وذلك في ساعات النهار ففي هذا الوقت هنالك معامل ومتاجر ودوائر دولة تستهلك الكهرباء بالاضافة الى استهلاك البيوت. اما توقفها عن انتاج الكهرباء فيكون في ساعلت الليل والتي فيه تقل كميات صرف الكهرباء.
5. ان العمليات التخريبية التي تطال الشبكة الوطنية لايمكنها التاثير على انتاج الكهرباء من هذه المنظومة.
ان المشكلة الاكبر في هذا الموضوع هو سعر المنظومة والذي يجعل امكانية حصول معظم العراقيين عليها صعب , لكني علمت منذ وقت قصير بان وزارة الصناعة العراقية عندها القابلية لانتاج صفائح الطاقة الشمسية واذا كان هذا صحيحا ويمكن انتاجه باسعار مقبولة للسوق العراقية نكون قد وجدنا حلا لمشكلة السعر وحلا اخر لمشكلة البطالة لان توسيع اي معمل لانتاج الصفائح الشمسية وربطها وتشغيلها وتصنيع المحولات والمقايس سوف يساهم في تشجيع وتطوير صناعة وطنية مما يؤدي الى تشغيل المزيد من الايدي العاملة العراقية.
لاادري اذا يمكن لوزارة الصناعة انتاج تلك الصفائح الشمسية والاجهزة الاخرى التي تحتاجها تلك المنظومة وبسعر معقول و مناسب للسوق العراقية بحيث لايتجاوز الالفين من الدولارات, تساهم الحكومة في نصف المبلغ ويساهم المستهلك بالنصف الاخر.
السؤال التالي هو كيف لهذه المنظومة ان تساهم في حل مشكلة الكهرباءالانية والمستقبلية؟
اذا انتج كل من يملك مثل هذه المنظومة 6 كيلوواط ساعة في اليوم وكان عندنا الف من يملكون مثل هذه المنظومة نكون قد انتهينا من مشكلة تجهيز الف بيت وربما يتمكنون من تجهيز الفائض الى شركة الكهرباء الوطنية. وربما تشجع اخرين على ربط مثل هذه المنظومة لانها تجلب لهم وارد اضافي بالاضافة الى تمتعهم بكهرباء مضمون. ان الف بيت سوف ينتج ستة ميكاواط وبالتالي يعني ان الضغط على الشبكة الرئيسية سوف يقل بقدر هذا الانتاج. اما اذا ربطنا 10,000 بيت نكون قد حصلنا على 60 ميكا واط ساعة في اليوم. فبذلك ان ربط مثل هكذا منظومة سوف يقلل الضغط على الشركة الوطنية لانتاج الكهرباء بالاضافة الى احتمال التجهيز من قبل هكذا منظومة. ان اية مبالغ تصرف من قبل الحكومة لتشجيع مثل هذا المشروع سوف يساهم في حل مشكلة الكرباء انيا ومستقبليا.. انه صرف حكيم مقارنة بشراء الكهرباء من الدول المجاورة. او معاناة وحرمان الشعب من ابسط الحقوق الانسانية.
لايسعني في هذا المقال غير ذكر الخطوط العريضة لمشروع حل مشكلة الكهرباء في العراق واتمنى من المسؤلين المخلصين ان يتعاملوا مع كل المشاريع المقدمة لحل مشاكل العراق بصورة ايجابية.. اي بمعنى اخر اذا كان في مثل هكذا مشاريع ايجابيات يجب التعامل معها بطريقة تسهل تطوير هذه الايجابيات والعمل من اجل التغلب على سلبياتها. كما اتمنى من الرئيس المالكي ووزيري الكهرباء والصناعة دراسة الموضوع بجدية والله الموفق.