انتخابات العراق قد تجلب بعض الراحة للموصل التي يسودها العنف
05/03/2010شبكة أخبار نركال/NNN/
الموصل (العراق) (رويترز) / فر علاء قرياقوس من منزله في اكثر محافظات العراق عنفا خشية المزيد من الهجمات على المسيحيين لكنه لا يزال حريصا على الادلاء بصوته في الانتخابات التي تجري يوم الاحد.
والخطر الذي يواجه المسيحيين في نينوى هو مجرد وجه واحد لانعدام القانون الذي تعاني منه المنطقة حيث يمكن أن يثير نزاع بين العرب والاكراد صراعا أوسع نطاقا وقد سمح هذا باستمرار تمرد للاسلاميين المتشددين رغم حملات شنتها القوات الامريكية والعراقية.
وقرياقوس الذي لا يريد الخروج للعمل او ارسال ابنائه الى المدرسة بسبب الهجمات التي قتلت ثمانية مسيحيين على الاقل بالمحافظة الواقعة بشمال البلاد هذا العام يعتزم الادلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية على أمل أن تبذل الحكومة القادمة مزيدا من الجهد لتصبح المنطقة امنة.
وقال ببلدة قرب الموصل لجأ اليها "لا يمكن أن نسمح لانفسنا بالا نكون ممثلين."
وليس هناك ما يضمن أن تحسن الانتخابات الاوضاع.
وتفاقم التوتر بين الاكراد والعرب بعد أن وضعت انتخابات العام الماضي السيطرة على مجلس المحافظة في أيدي قوميين عرب يشتبه في صلات بعضهم بجماعات سنية متشددة.
وتذكي هذه المواجهة المحلية صراعا أوسع نطاقا بين الاقلية الكردية في منطقة كردستان العراق شبه المستقلة والحكومة التي يقودها العرب في بغداد على الارض والسلطة والثروة.
وعلى غرار بقية أنحاء العراق انحسر العنف في الموصل لكنها لا زالت مدينة تحت الحصار. وتشير أرقام للجيش الامريكي الى انخفاض الهجمات بنسبة نحو 64 في المئة بالموصل في أول شهرين من عام 2010 مقارنة بنفس الفترة من عام 2009 .
غير أن الاغتيالات والتفجيرات ما زالت مستمرة.
والجماعات السنية المسلحة مثل دولة العراق الاسلامية والقاعدة أقوى في الموصل من اي مكان اخر بالعراق وهي تسعى لاضعاف الحكومة واذكاء الصراع العرقي والطائفي.
وقال عبد الحكيم اسماعيل القصاب الدبلوماسي العراقي "اوضاع الموصل بصورة خاصة والعراق بصورة عامة على مفترق طريقين اما ان نسير او نضع اهل نينوى على السكة الصحيحة ونتفق مع الاطراف الاخرى ومن ثم نبني هذه المحافظة المتضررة وهذه الخلافات السياسية هي التي تؤثر على الاوضاع السياسية والاقتصادية."
واضاف القصاب وهو من سكان مدينة الموصل وسفير العراق في كينيا ومرشح للانتخابات النيابية ضمن قائمة رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي "بعد الانتخابات فيما اذا وصلنا الى برلمان صحيح واناس اصلاء وعراقيين مع وحدة نينوى ممكن ان نعبر عن رأي اهل نينوى بصورة صحيحة واتوقع ان يكون الوضع افضل فيما اذا وحدوا الكلمة وانذاك نحن نمشي في الطريق الصحيح."
وتضع أعمال العنف بالموصل الجيش الامريكي في مأزق فيما تسارع ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لخفض مستويات القوات الى النصف لتصل الى 50 الف فرد بحلول الاول من سبتمبر ايلول على الرغم من الشكوك المحيطة بالمدة التي قد تستغرقها الفصائل السياسية لتشكيل حكومة عراقية جديدة.
وتقول واشنطن ان المشاكل الامنية "الملحة بشكل استثنائي" هي وحدها التي ستدفعها الى تغيير هذا الجدول مما يشير الى أنه مع تحويل الولايات المتحدة تركيزها لافغانستان فانها ستلتزم بخطة لانهاء العمليات القتالية في اغسطس اب قبل الانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2011 .
وستختبر نينوى الى أقصى حد قدرة العراق على تسوية النزاعات سلميا دون تدخل من القوات الامريكية.
ومنذ انتخابات مجالس المحافظات رفض الاكراد السماح لمحافظ نينوى العربي اثيل النجيفي بدخول المناطق التي يسيطرون عليها.
وحين حاول الجيش الامريكي تشجيع الوحدة بين الاكراد والعرب الشهر الماضي من خلال مرافقة النجيفي الى بلدة يسيطر عليها الاكراد قال المحافظ الذي يخوض الانتخابات البرلمانية كحليف لعلاوي الشيعي العلماني ان الاكراد أطلقوا النار عليه.
وقال مسؤولون أكراد انه تم القاء القبض على عدد من الاكراد ردا على اطلاق النيران وانهم عذبوا.
وقال مصدر في مكتب مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان " نعتقد أن تصرفاته استفزازية وتنتهك القانون العراقي والقوانين الدولية لحقوق الانسان والقوانين الاساسية التي تحكم اللياقة الانسانية."
والمسيحيون والاقليات العراقية الاخرى مثل اليزيديين المخصص لهم ثمانية مقاعد في البرلمان القادم البالغ عدد أعضائه 325 عضوا محاصرون في المنتصف.
وقال قرياقوس "اتساءل الى متى يستطيع المسيحيون الاستمرار هكذا في ظل تعرض العمل والحياة للتهديد ومطاردتهم من هنا الى هناك... نشعر كأن الموت يمكن أن يداهمنا في أي لحظة."