انكماش ارهاب البعث ومن ثم تنظيم القاعدة في العراق
يتبجح المحللون السياسيون الامريكيون بالانتصار على الارهاب في العراق ويعد ذلك احد انشطة الحملة الدعائية الانتخابية لصالح الجمهورين.ان اهم الاسباب التي طرحوها هي
1 زيادة القوات الامريكية 30 الف جندي
2 التقنية المتطورة واهمها العمليات السرية
3 تأسيس وتبني قوات الصحوات من قبل الجيش الامريكي
4 تجميد جيش المهدي وايضا بسبب الضغوط السياسية الامريكية على المالكي وعلى ايران
واخيرا وايضا بمساعدة الجيش الامريكي تنامت قدرات القوات العسكرية العراقية عدة وعدد،
رغم ان ذلك فيه عسكرة الشعب والمجتمع الممقوتة.
ان الوشائج اعلاه ليست الاسباب لتدني الارهاب وهزيمة القاعدة من بين ثنايا وادي الرافدين ، وانما نتائج طفت على السطح، بيد ان الآتي هنا تحليل يبحث بقاعِها وبذورها السياسية.
حيث كان عدد العمايات الارهابية منذ سنة والنصف يناهز الالف وخمس مائة عملية يوميا والان تقلصت
الى 25 عملية يوميا ،الرقم الاخير هو ذاته عندما ابتدأ الارهاب منذ
ان تسلم علاوي السلطة من ابريمر.
نقلا عن الصحافة الدولية ليومنا.
"ذكرت الواشنطن بوست انه اعترف مسؤول عسكري أميركي كبير أن العراق ما زال يشكل الجبهة
المركزية لتنظيم القاعدة وجماعات متمردة أخرى
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن العراق إبان حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لم يكن ملاذا لتنظيم القاعدة الذي لم يجد له موطئ قدم فيه إلا بعد أن بات البلد على شفا الفوضى عقب الغزو الأميركي له في مارس/آذار 2003. "
وكأن التاريح يعيد نفسه تأي السياسة الامريكية بالباطل الى العراق ثم تقضي عليه كما يقول التاريخ
ان المخابرات الامريكية هي التي اسست ودربت القاعد وبن لادن في افغانستان وهي التي اسقطته كذلك اتت امريكا بالبعث الى العراق ثم اسقطته. وفي كل الاحوال اصبح العراق مختبرا للتجارب السياسة الامريكية وامست ارضه ساحة حرب ضد الارهاب العالمي، بدل الارض الامريكية، كما صرح الرئيس الامريكي جورج بوش بانه اذ لم يقاتل الارهاب على ارض العراق سيضطر الى محاربته على الارض الامريكية.
هنا استبين وابحث عن ماهية الارهاب والارهابين ومن له مصلحة في ارهاب شعبنا ومن من ساستنا بلا شعور بالمسؤولية يشجع الدكتاتورية والمتعصبين على ارهاب شعبنا؟
اكيد من يرهب شعب اعزل هو عدو الله وعدونا ويستحق كما قال الله انزال الارهاب به.
على مدى 35 سنة كان البعث يستعمل الدولة كوسيلة ارهاب ضد الشعب العراقي وحيث كانت جمهورية الرعب التي خلفت من ادمن على ارهاب شعبنا.
ان امريكا تعلم بان جنود القاعدة في العراق هم البعثيون ،لذلك قال السياسي المحنك والمترصد لجذور الارهاب البعثي.
" قال رئيس الهيئة العليا لاجتثاث البعث د. احمد الجلبي، إن القوات الاميركية استولت على غالبية الوثائق والسجلاّت المهمة الخاصة بحزب البعث، ونقلتها سراً الى الولايات المتحدة، مطالباً الحكومة ومجلس النواب باستعادتها"
لقد سبق وان طالبت بعدة مقالات بغلق الحدود السورية لان نظام البعث السوري متعاون مع الارهابين البعثيين العراقين، لذا كانت ومازالت الحدود السورية بوابة الارهابيين والارهاب البعثي.
وهنا تقرير جديد يوكد ماجاء اعلاه.
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/index.php?sid=33171#TOP
ومن من ساستنا بلا شعور بالمسؤولية يشجع الدكتاتورية والمتعصبين على ارهاب شعبنا؟
عندما تصافح الطلباني والزيباري مع ساسة اسرائيل ، كتبت ان تلك المشاهد التلفزيونية تُتَخذ حجة من قبل الدكتاتورية العميلة لتشجيع الارهاب ضد شعبنا كوننا حسب قولهم انتخبنا اصدقاء الصهاينة ولم يكن ذلك محض خيال، بل كنا قد عايشنا في المهجر كيف اصبح المصريين بعد ان كانون محبوبين، بعد زيارة السادات الى اسرائيل منبوذين ومقاطعين من قبل العرب عموما.
لقد ضحى الالوسي بكل غباء وانانية بولديه وصار الارهابين شرفاء برئس الآلوسي
والاخير وهو بعثي سابق ، يعيد المأساة الان بحق الشعب العراقي كما اساء لولديه.
هل اصبح الالوسي صهيوني بغضا بايران او حبا باسرائيل او العراق ام تلملقا لامريكا ،عله يحصل منها على منصب. علما ان الآلوسيين عرب اقحاح ونشهد لهم بالوطنية والاخلاص لعراقهم.
وان من طبيعة الاوربين والامريكيين يؤيدون الانسجام لكنهم يحتقرون من ينسلخ فيخون اهله وشعبه.
لقد كانت جميع افعال المشنوق تصب في مصلحة اسرائيل وان المجرم صدام قدم خدمات لم يسبقه بها عميل للاستعمار وللامبريالية ولمصانع الاسلحة العالمية ولشركات البترول.
وكم كان سقوطه على ايدي اسياده يمتاز بالذل والاحتقار.
بكل تأكيد لو خُيًرَ بن لادن قهرا بين الاستسلام لامريكا او الانتحار لختار الاخير، لكن الدكتاوري جبان ذليل كالكلب لسيده والعصا بيده، لذا لايجروء على الانتحار والا لنتحرت الدكتاورية العربية.
وكان الله يحب المحسنيين.
لو ان وزيرة الخارجية رايس كتبت رسالة الدكتوراه حول الضربة الاستباقية قبل سقوط شاه ايران لاستبقت امريكا الشعب الايراني واسقطت عميلها الشاه ولما فقدت خيرات ايران ، ومن هذا الدرس استبقت امريكا في سنة 2003 الشعب العراقي واحتلت العراق وقد كاد ان يسقط عميلهم صدام في سنة 1991
لكن حين ذاك كان يتفرج الجيش الامريكي بكل فاشية على المجازر التي انتهت بها الانتفاضة الشعبانية الباسلة. والاخيرة كانت نذير شؤم للسياسية الامريكية.
ان تفشي وباء الكوليرا في جنوب العراق وبعد خمس سنوات عجاف، لهو دليل صارخ على سوء النية الامريكية.
في نهاية السبعينات تطوعنا خمس من الشباب لتلقيح ابناء مدينة الثورة ضد وباء الكوليرا واستطعنا تخليص مدينة الثورة من ووباء الكوليرا ، لكننا عجزنا عن مكافحة وباء البعث فتشردنا .
السؤال الثاني من له مصلحة في قتل 5500 من العلماء والكفاءات العراقية؟
التهمة الموجهة الى ايران غير منطقية، لان علماء العراق ليس لهم عداء ضد ايران ، بل من الممكن ان تستفيد ايران من توظيفهم في منشاءتها الطموحة.
ولم يعتدوا علماء العراق على الشعب فلا داعي للانتقام ثم ان علماء العراق ، قد توزعوا بين قتيل فعليل وشريد ومازالوا يُجاهدون ويَجتهدون ويناضلون من اجل تطوير المجتمع العراقي حضاريا وعلميا وتربويا، فيتوجهوا بالشعب نحو الديمقراطية وحُسن الجوار والمنفعة المتبادة بين العراق ودول الجوار والعالم المتطور المتقدم.
ان ايران الشيعية شعبا وحكومة لها مصالح استراتيجية في دعم الحكومة الشيعية في بغداد وإستتباب امنها في العراق ,رغم ان ثلثي رئاسات الجمهورية والوزراء والبرلمان العراقي هم من السنة.
لكن الاسباب كُثر وواردة التي توجه اصبع الاتهام الى الموساد الاسرائيلي.
على مدى التاريخ تذهب القوات العراقية لضرب اسرائيل وتعودع سالمة مسلحة.
تجرأت مرة الطائرات الاسرائيلة في سنة 1968
على الطيران نحو العراق فسقطن جميعهن على الحدود وأوتيى بالطيارين اسرى على شاشة التلفزة العراقية وقد كان العراق انذاك في حالة سلم.
لكن في زمن العميل صدام والعراق في حالة حرب قصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي وقتلت علماء العراق ،ولم تستطع قتل سواهم في تاريخها داخل العراق.
ان عدو العلم هو الجهل والخرافات المتخلفة .
تقول جنجَلوتيات المتعصبين من الصهاينة او هم يقرؤون ما يحلو لهم بان نهايتهم ستكون على ايدي عراقية ويقول العلمانيون منهم ان الزمن يعيد نفسه ولقد سبق وان تم القضاء عليهم في اسرائيل عبر التاريخ ثلاث مرات على ايدي العراقيين.
ثم ان الجيش العراقي الذي تمزق بسبب تاثير السياسة الاسرائلية (علها بذلك تؤجل اجلها) على الامريكية ، قد شارك بجميع الحروب التي حصلت بين العرب واسرائيل.
وان كان ذلك ذنب اجدادنا او سوء ضن اسرائيل بنا فالعصر قد تغير وتعيش المانيا في بحبوحة سلام وديمقراطية ، لكن اسرائيل مازالت تنتهج سياسة متخلفة استراتيجيا ، لانها تدعي بانها واحة ديمقراطية وسط صحراء دكتاتورية وتلك حجتها لامتلاك اسلحة الدمار الشامل للدفاع عن ديمقراطيتها، لكن المناقض لهذ الطرح هو ان اسرائيل متصادقة مع جميع الانظمة الدكتاتورية العربية ومتحاربة مع الدولة الديمقراطية العربية الوحيدة وهي لبنان وكان الاجدر باسرائيل وفق ادعائها ان تشجع المد الديمقراطي في العالم العربي والاسلامي اي محاربة الارهاب المعادي للديمقراطية العراقية الفتية وليس العكس كما حصل ابان اجتياحها لبنان في سنة 1982.
من منظور الاقتصاد السياسي ان اسرائيل تنكث باليهود وتخدعهم وتسوء استعمال دينهم فتستعملهم وقود لمدافع امبريالية النفط العربي، لذلك تنسجم سياستها العدوانية ضد الشعوب المجاورة وشعبها مع الاطماع الاستعمارية.
تلاشي قاعدة تنظيم القاعدة في العراق
1 حسب التقارير الامريكية ان 90% من الارهابين المُحتجزين والمنضوين تحت لواء القاعدة هم من البعثيين العراقيين.
2 لم يكن للقاعدة اي وجود على الارض العراقية وليس لها عداء ضد الشعب العراقي ولأي من مكوناته قبل سقوط صنم الدكتاتورية. ولم تحصل اي عملية ارهابية منسوبة الى القاعدة.
ولم يسبق للاخيرة ان قتلت علماء و عادت شيعة العراق او افغانستان او ايران او لبنان او الاصطفاف الى جانب سنة العراق ضد شيعته ،كالذي عرفناه عن النظام البائد.
3 بستثناء كردستان العراق وهي خالية من ثكنات القاعدة لا يوجد في العراق جبال وكهوف او غابات لإيواء اعضاء القاعدة.
وانما فقط بيوت وجحور البعثيين( بدرجة صداميين اي المجرمين منهم) التي اوتهم. ولايتجاوز نسبة الارهابين الغير عراقيين ال 5% من مجموع المقاتلين الاجانب وان كان جلهم انتحاريين لان البعثي جبان لايقدم على الانتحار.
ان النقاط اعلاه توكد على ان اعضاء القاعدة جُلهم بعثيين، لكن السياسة الامريكية تتهم فقط قاعدة بن لادن بالارهاب الحاصل والذي حصل بالارهاب، والسبب هو رغبتها بتجيد الشعب العراقي ضد عدوها وعلى ارض العراق بدل الارض الامريكية.
ان ما جاء اعلاه والتالي يدل على ان انحسار الارهاب مؤخرا في العراق سببه انهزام البعثين وتخليهم عن القاعدة ادى الى هزيمة القاعدة.
ان عودة ارهابي القاعدة وتركيز تنظيمها في افغانستان نقطة انطلاقها ، بدء بيبدء تشكيل قوات الصحوات وسياسة المصالحة التي اطلقها المالكي. بعد ان فقدت القاعدة ارضيتها في العراق كان لابد لها من اعادة تثبيت اقدامها في افغانستان.
والسبب في تلاشي ارضية القاعدة في العراق هو عزوف البعثين عنها وقد تخلى رجال الصحوات واعضاء الحزب الاسلامي عنها ، ثم انضمام اعضاءها من البعثين الى الصحوات والى مراكز اعمالهم في القطاعات الحكومية والقوات العسكرية لدى الجيش العراقي ودوائر الدولة. ولم يكن ذلك بعيد عن ذهن القاعدة لذلك كانت تقوم هي بالعمليات الارهابية في مراكز التطوع وتهدد البعثيين بهدر الدم اذ عادوا الى الحكومة.
لكن السبب الاهم وجذزر الهزيمة التي ادت الى هزائم الارهابين المتعاقبة هو ثأر الشعب العراقي من جلاديه.
اعترفت تقارير البعث ومنها تنظيم عزت الدوري ( الملقب ب ابو الثلج حيث كان بياع للجليد) ان مايقارب ميئتي الف بعثي قد تم قتلهم.
ان البعثيين بدرجة صداميين الذين كانوا يرهبون الشعب معروفيين في مناطقهم وحيث كانوا يُزاولون ارهابهم.
لقد كانت تلك سياسة النظام البائد لكسب ولاء واخلاص الصدامين حيث ارتبط مصيرهم بمصير النظام . كان المجرم صدام يهددهم ويقول لهم اذا سقط النظام سوف لن يبقى اي جرذي منهم.
وهذ يفسر ظاهرة انتشار الجثث المجهولة الهوية وعلى الاخص في بغداد. وهذ ايضا ما جعل البعثيين يتسترون تحت واجهات وتنظيمات اسلامية كغطاء لهم مثل حزب محمد وانصار الاسلام والسنة والشيعة منهم الذين نخروا جيش المهدي ولكثرتهم وفاشيتهم المدمنين عليها، ساءت سمعة جيش المهدي.
اذن من اهم اسباب هزيمة القاعدة وتراجع عملياتها الارهابية من 1500 الى 24 في اليوم الواحد هو فقدانها لاعضاءها من البعثيين بدرجة صداميين اي جلادي الشعب العراقي باسم الدولة و ابطال المقابر الجماعية.
وهم الذين ركزوا ارهابهم كما كانوا على الشعب العراقي واستثنوا الامريكيين ، طمعا باعادتهم من قبل القوات الامريكية الى السلطة او المشاركة بها كما هو وارد في حكومة الوحدة الوطنية الملغمة بالبعثية. وقد سميت مجازا حكومة محاصصة لعدم تواجد المعارضة داخل البرلمان العراقي الاعرج ذات الديمقراطية العرجاء.
الدكتور لطيف الوكيل
برلين 14 ايلول 2008
Dr.rer.pol. Latif Al-wakeel
alwakeel@zedat.fu-berlin.de