بيث نهرين( mesopotamia)
بيث نهرين(
mesopotamia)
تسميتها موقعها حدودها
د: هنري بدروس كيفا ... باريس فرنسا
ملاحظة :اضغط هنا لتنزيل الخط السرياني على حاسوبك
أولاً : موقعها الجغرافي
ثانياً : التسمية
الأكادية القديمة
ثالثاً : التسمية اليونانيةmesopotamia
رابعاً : التسمية
السريانية بيث نهرين.
خامساً: اشكالات المصطلح الجغرافي الحديث لتسمية (بيث
نهرين).
لقد درجت العادة على ترجمة بيث
نهرين الآرامية إلى
بلاد ما بين النهرين باللغة العربية. ويقصد بالنهرين طبعاً ،
دجلة والفرات، وقد أخذ
العرب بهذا المفهوم من العلماء الأوروبيين الذين اصطلحوا ، في
أوائل هذا القرن، على
استعمال تسمية:
بمعنى يشمل العراق الحالي ومحافظة الجزيرة في سوريا
وقسماً من تركيا
الشرقية.
كتب العالم 1contenau
عن التسمية: "هذه التسمية mesopotamia
هي
بفضل pottier
الذي كان يدرس في معهد اللوفر في بداية هذا القرن. وكان قد
تبناها خلال
محاضراته ، بسبب ما وجده من مشترك بين حضارة السومريون وحضارة الساميين الذين
جاؤوا بعدهم، ونشرها بقصد التسمية في كتاباته....."
وفي بحثنا هذا سنتعرف إلى
القرائن الثابتة التي تؤكد عدم وجود أي علاقة (2)ما بين
سومر وآكاد وبيث نهرين على
الفرات. وأن هذا الأصطلاح الجديد قد أدى إلى أخطاء تاريخية
وجغرافية وقومية، سوف
نعالجها في هذا البحث.
أولاً : موقعها الجغرافي :قد يتعجب القارئ من أن تسمية
بيث نهرين قد أطلقت على المنطقة الواقعة ما بين نهري
الفرات ورافده الخابور.وفعلاً
فان المصادر السريانية واليونانية تذكر دائماً
المدن التالية :أورهاي، حران،
بطنان، الرقة، ضمن بيث نهرين. وفي المقابل لا يوجد أي نص
يذكر بلاد بابل وآكاد
بأنها تقع في بيث نهرين. وهذا ما دفع بعض العلماء الى الأعتقاد
بأن بيث نهرين هي
البلاد الواقعة ما بين نهر الفرات ورافده البليخ ، والبعض الآخر ما بين نهر الفرات
ورافده نهر الخابور . أي المنطقة التي عرفت بآرام نهرين
التي ورد ذكرها مراراً
بالتوراة .
نشر العالم r.o.callaghan
سنة 1948، كتاباً بعنوان: aram nhraim
،
كتب فيه عن جغرافية 3misopotamiaبأنها
تقع بين نهري دجلة والفرات ، ويحدها جنوباُ
الخليج العربي .والغريب في الأمر ان هذا العالم استشهد
بالآثار والكتابات المصرية
القديمة (4)حيث وردت مرات عدة تسمية
nhrn المصرية وهي تشير الى البلاد الواقعة شرقي
نهر الفرات الأوسط حيث كانت دولة الميتاني . وطبعاً فان
تسمية nhrn المصرية لم تكن
تعني بلاد سومر واكاد .ربما لهذه الأسباب يضع العالم
:r.o.callaghan في اسفل عنوان
كتابه هذا الشرح :"محاولة لدراسة تاريخ
mesopotamia العليا في الألف الثاني قبل
الميلاد " . يعتقد:r.o.callaghan
أن التسمية الكنعانية nahraim
والتسمية العبرية ---nahraim
nahraim تعني ازدواجية الأنهر(5)
،
إلا أنه لم يقدم براهين قاطعة في
هذا الشأن . غير أننا نرى لاحقاً أن العالم
finkelstein يؤكد بأن هذه الأسماء تعني
نهراً مفرداً (الفرات) .
نشأت في بيث نهرين عدة دويلات آرامية ومن أشهرها : بيث
زماني وعاصمتها آمد على نهر دجلة ، بيث بخياني في القسم
الأعلى من نهر الخابور ،
بيث حالوبي على مصب نهر الخابور ، وأخيراً بيث عديني(6) على
الفرات الأوسط. وقد
لعبت هذه الدولة الأخيرة دوراً كبيراً في الصمود أمام الجيش
الآشوري سنة855ق.م حين
سقطت المنطقة بأكملها تحت الأحتلال الآشوري
.
لكن هذه المنطقة بيث نهرين ظلت
بأكثريتها الساحقة من الشعب السرياني - الآرامي وذلك
واضح في النصوص التاريخية
وخاصةً الدور الكبير الذي لعبته بيث نهرين في ميادين العلم
والأدب بين السريان
الآراميين.
ورد في تاريخ مار يعقوب الرهاوي(7)
:
"قدم من ارمينيا قادة إلى
آمد مدينة أو عاصمة بيث نهرين"
ومن المعلوم أن مدينة آمد أو ديار بكر اليوم تقع
على نهر دجلة.
فهل كانت حدود بيث نهرين الجغرافية تمتد الى نهر دجلة ؟
ثانياً :
التسمية الأكادية القديمة : للإجابة على السؤال الأخير ، سوف
نحاول معرفة
التسميات القديمة ل بيث نهرين ومدلولها الجغرافي. في مقالته المهمةmesopotamia
اعتمد العالم
j.j.finkelstein علىالكتابات الآكادية القديمة وذلك
لمعرفة التسمية
الآكدية التي أطلقت على بيث نهرين . وقد عثر على لوحات فخارية تذكر بأسماء
بعض العبيد الذين قدموا إلى بابل من مدن(8) تقع في بلاد
mat biritim ki وفي كتابة
أخرى birit narim .
وقد اثبت العالم finkelstein
في بحثه أن هذه التسمية mat biritim
والتسمية الثانية birit narim
هما التسميتان الآكاديتان اللتان اطلقتا على
بيث نهرين (9)قديماً.
ومن المعلوم أن كلا التسميتان
mat biritim و birit narim
في اللغة الآكادية تعني "شبه جزيرة نهرية" أي الأرض التي
يحيط بها النهر من 3 جهات . وقد
استنتج العالم finkelstein
الخلاصة التالية:" وفي النهاية ان تسمية mat biritim
وbirit narim
اي mesopotamia
في الأصل ..... كانت تشمل المنطقة المحاطة
بنهر الفرات من ثلاث جهات :وبالتالي فان هذه التسمية لا
تشير الى نهر او رافد
آخر"
اذن نهر دجلة لم يكن يؤلف حدودا جغرافية مع بيث نهرين
..
ولتأكيد هذه
الحقائق الجغرافية والتاريخية نلفت نظر القارئ الى انه مقابل
هاتين التسميتين
اللتين اطلقتا على على بيث نهرين ، كانت تقابلهما تسميتان آكاديتان اطلقتا على
سوريا القديمة وهما: mat ebirtim
و eber narim
وقد تم كشف تسمية ebirtim
في
الكتابات الملكية لمدينة ماري ،اما تسمية
eber narim فهي مذكورة في التوراة
والكتابات الفارسية القديمة .
وقد أفادنا مؤخراً البحاثة السرياني "باسيل عكولا"
(والمقيم في فرنسا) ، الى أن مدينة
ܒܝܪܬܐ ،
التي كانت المعبر الوحيد في التاريخ
القديم على نهر الفرات .(تعرف اليوم باسم بيراجك) ،
تتقارب اسماً ولفظاً مع التسمية
الآكادية birtim .
أكد العالم finkelstein
في بحثه:
أ- أن تسمية بيث
نهرين قد أطلقت على شرقي نهر الفرات الأوسط.
ب-ان تسمية بيث تهرين تكون قد امتدت
(11) الى نهر دجلة في أيام الآراميين أو بعد دخول
اليونان إلى الشرق.
ج- ان
التسميات الكنعانية والمصرية والعبرية لبيث نهرين كانت تعني
نهرا واحداً(12).
وأخيراً فان ملاحظات
finkelstein تناقض النتيجة والخلاصة التي
ذكرها o,callaghan
بأن تسمية بيث نهرين قد شملت كل المناطق الواقعة مابين نهرى
دجلة والفرات ,
وأنها أطلقت على المنطقة بأكملها منذ الألف الثالث ق.م(13)
ثالثاً:
التسمية اليونانية mesopotamia
بعد الانتصارات الباهرة التي حققها الاسكندر
المقدوني على الفرس سنة 332 ق.م ، عمد إلى تقسيم
امبراطوريته إلى عدة ولايات منها
ولاية mesopotamia .
بعد مئتي سنة تقريباً من دخول الاسكندر إلى الشرق، كتب
المؤرخ arrien (14):
عن هذه التسمية ما يلي:
"بالفعل ، من هذين النهرين
الفرات ودجلة اللذين يحدان الجزء السوري بينهما قد جاءت
تسميةmesopotamia التي
يطلقها السكان على هذا الجزء".
وفي كتاب آخر للمؤرخ نفسه 15arrien
نجد ما يلي :
" ينبع نهر دجلة من أرمينيا ، يجتاز مدينة نينوى التي
كانت كبيرة وعظيمة في
الماضي البعيد، ثم يشكل مع الفرات المنطقة الواقعة بينهما والتي
تسمى لهذا السبب mesopotamia ".
لعل أقدم ذكر للتسمية اليونانية نجده في كتابات
arrien نستنتج
منها :
أ - ان التسمية اليونانية مأخوذة من سكان المنطقة
الآراميين.
ب- ان
سكان المنطقة الآراميين كانوا يستعملون ، بلغتهم السريانية
الآرامية ، تسمية تعني (بين
النهر).
ج- ان تسمية mesopotamia
اليونانية تعني المنطقة الواقعة بين وضمن
النهر . وهذه التسمية لا تعني بالضرورة وجود نهر ثان.
د- ذكر arrien
حرفياً : "ان
نهر دجلة والفرات يؤلفان منطقة mesopotamia ".
ه- هنالك بعض التناقض :
التسمية اليونانية تعني "بين النهر " بينما المؤرخ يسمي نهري
دجلة والفرات؟
مما
لا شك فيه أن arrien
في ذكره نهر دجلة انما يقصد الجزء الأعلى منه، وهذا واضح في
خارطة الجغرافي بطليموس المرفقة (16) تحت رقم 2. اذ
نلاحظ بكل وضوح ان بطليموس قد
وضع mesopotamia
في شرق الفرات الأوسط (محافظة الجزيرة في سوريا اليوم) ووضع
سوريا في بلاد آرام
القديمة.
على اثر دخول الرومان الى الشرق واستيلائهم عليه ، اصبحت
mesopotamia واقعة ضمن ممتلكاتهم ، رغم حروبهم الداشرة
مع الفرس . والمقصود ب mesopotamia
، المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات الاوسط . كتب العالم 17GAge
ما يلي :
" بقدر ما كانت سوريا الرومانية راسخة بالعادات السامية
( الشرقية) ، تحت
الستار اليوناني ، فانها مهدت للامبراطورية الرومانية في مجال التوسع نحو الشرق.
وبمعنى آخر،اصبح اقليم
mesopotamia يمتد بين الفرات الأوسط ودجلة... ووصلت
(حدودmesopotamia)
الى مدينة نصيبين العجيبة،حيث الشعب الآرامي يتعايش مع
اليهود..."
لا شك ايضاً ان نشوء دولةالأباجرة الآراميين بين نهري
الفرات والبليخ في
المنطقة التي عرفت ب "اسوهين" قد خلق ارباكات جديدة بالنسبة الى تسمية
mesopotamia : اذا كانت منطقة اسروهين على الفرات (بيث
نهرين) فأين أصبح اقليم mesopotamia؟
يظهر بان الرومان بعد نهاية حكم الأباجرة في اوائل القرن
الثالث الميلادي قد
قسموا mesopotamia ادراياً الى
قسمين اثنين:
أ- اسروهين على نهر
البليخ.
ب- mesopotamia:
على نهر الخابور.
غير ان التسمية الجغرافية
mesopotamia ظلت تطلق على القسمين. وهذا واضح في كتابات
procope من القرن السادس
الميلادي . اذ يذكر اورهاي والرقة وحران ضمنmesopotamia
.
ان مصادر المعلومات
وفيرة جداً عن mesopotamia
في عهد الرومان . وهنالك عشرات المؤلفات عن الحدود
الشرقية ل mesopotamia .
وهي تقترب احياناً من نهر دجلة وتبتعد أحياناً كما حدث في
اواسط القرن الرابع م . حيث أُجبر قسم من السكان السريان
على النزوح ومن ضمنهم مار
افرام السرياني .
ان كتاب (dill man (l
عن mesopotamia
زاخر بالمعلومات عن العهد
الروماني وهو بعنوان "mesopotamia
العليا الشرقية" وهو يحدد هذه المنطقة (18)
جغرافياً في الشرق بين ديار بكر والموصل، وفي الجنوب جبل
سنجار ، وفي الشمال جبل
طور عبدين .وقد عاش dill man
في هذه المنطقة وذكر أسماء الجبال والأنهار والمدن
واطلع على ما دونه المؤرخون والجغرافيون اليونان عن هذه
المنطقة . صحيح انه أخطأ
عندما ذكر في كتابه عن طور عبدين بأنها تسمية مركبة (19) من
كلمة سريانية تعني
الجبل وكلمة عربية تعني الخادم او العبد. كتابه يتضمن العديد من الخرائط التاريخية
والجغرافية.
و أخيراً فان تسمية mesopotamia
في عهدي الرومان والبيزنطينيين كانت
تطلق على المنطقة الواقعة على شرقي نهر الفرات
الأوسط.(انظر الى الخارطة رقم3ورقم 4وهما
من رسمdill man ).وطبعاً فان هذه
التسمية لم تطلق على العراق الحالي .
رابعاً: التسمية السريانية
ܒܝܬܢܗܪܝܢ
:
ان المصادر السريانية لا تسمح لنا
بمعرفة فيما اذا كانت هذه التسمية اقدم عهداً من التسمية
اليونانية،
لكونها لم
تطرق هذا المجال. لا شك ان الآراميين قد سكنوا هذه المنطقة
بأكثر من ألف سنة . قبل
دخول اليونان اليها.ان أقدم ذكر لتسمية
ܒܝܬܢܗܪܝܢ
في اللغة السريانية ربما نجده في
وثيقة سينشرها البحاثة السرياني باسيل عكولا ، في العدد
الأخير من مجلة syria . وهي
بمعنى : مدينة الرها أم المدن في بيث نهرين. وهي من القرن الثالث الميلادي
.
لا شك ان علامة الجمع
ܣܝ݃ܡܶܐ .
قد وضعت على تسمية بيث نهرين في القرن الثاني
الميلادي . وقد وجدنا بالفعل ، في قاموس حسن بن بهلول في
العمود 1222 ما يلي :
ܢܗܪܝܢ ܒܝܬ ܢܗܪܘܬܐ
الأنهار. اي بنقطة واحدة فوق حرف الراء،
وتفسيرها بالأنهار .
وفي قاموس20payne smithنجده
:
ܐܠܦ ܒܝܬ ܢܗܪܝܬܐ
الأبجدية السريانية
ܣܦܪܐ ܢܗܪܝܐ ܐܘ
ܟ