بين " الحدباء " و" نينوى المتاخية " ضاعت الصاية والصرماية*
Sabti_kallo@hotmail.comنحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر
" أفلاطون "
قبل الانتخابات المحلية الاخيرة في نينوى وفوز قائمة الحدباء باغلبية المقاعد لمجلس المحافظة كانت الاغتيالات تطال الكثير من المسيحيين وتوزيع المنشورات ورسائل تطلب فيها بدفع " الجزية" او بمغادرة المدينة او المصير المشؤوم ، اضافة الى تفجير الكنائس وقتل رجال الدين وبالفعل فرت في حينها أكثر من ألف عائلة مسيحية من الموصل باتجاه قرى سهل نينوى والمناطق الكردية تاركة منازلها في الموصل بمحتوياتها خوفا من الهجمة الشرسة التي بدات في ظل الحكم الطائفي والمذهبي في العراق ، وكانت هناك اتهامات تطلق على مجلس محافظة نينوى باهماله الجانب الامني وقتل المسيحيين وتهجريهم وكما نعلم بان مجلس المحافظة كان اغلبية اعضائه من الاخوة الاكراد ولهذا كانت بعض الاصابع تتجه اليهم متهمة اياهم بضلوعهم بتهجير المسيحين الى المناطق الكردية او الى المناطق التي سميت " المتنازع عليها " لاهداف سياسية منها الانتخابات او توسيع رقعة الاراضي التابعة لكردستان وصرح في حينها النائب عن الموصل اسامة النجيفي " وما حصل في الموصل هو نتيجة قيام أفراد من البيشمركة والأمن الكردي بإدارة عملية تهجير المسيحيين " وان التحقيقات قد اكتملت وفق ما ابلغه رئيس الوزارء نوري المالكي ، كما ان رئيس الوزراء نوري المالكي اتهم الجماعات الإرهابية بتهديد المسيحيين في حياتهم وأرزاقهم وصرح الاخرين بان بعض الذين قاموا يهذه العمليات الاجرامية منتسبين الى الجيش العراقي وتحديدا ينتمون الى الفرقة الثانية !! ولا نعلم الى من تنتمي الفرقة الثانية بمفهوم الصراعات السياسية !! هل الى الحكومة المركزية ام الى ...!!!
وفي الجانب الاخر كان قد صرح محمود عثمان من التحالف الكردستاني بان من قام ويقوم بهذه الاعمال الاجرامية هم من مليشيات تابعة لحزب رئيس الوزراء نوري المالكي ، ولكن مصدرا في حزب المالكي " الدعوة " سخر من تصريحات عثمان وقال " ان الاكراد اكثر من غيرهم يعرفون من يقف وراء هذه الجرائم" ومازالت الاتهامات متبادلة بين الكيانات السياسية ومن يقف وارءها ومازال مسلسل قتل المسيحيين وتهجريهم مستمرا .
بعد الانتخابات البلدية وفوز قائمة الحدباء صرح " اثيل النجيفي " بان الامن سوف يكون من اهم اهتمامات مجلس المحافظة الجديد وقال " سوف ترجع موصل الى اهلها " وتوقع الكثيرين وانا احدهم بانه يقصد " ترجع الى اهلها " اي ترجع مرة اخرى مدينة التاخي وتجمع كافة اطياف الشعب العراقي في هذه المدينة ويضمحل القتل والتفجير والترهيب والتهجير وتبقى الموصل خير مثال لاخوة جميع الاديان والطوائف والمذاهب ، ولكن بعد فوز قائمة الحدباء استمر قتل المسيحيين وتفجير الكنائس وجرى كل ذلك تحت سمع وبصر السلطة المحلية !! و امام انظار المسؤولين في مجلس المحافظة وامام البيشمركة المنتشرين في انحاء المدينة واطرافها !! اذن من هو المسؤول عن هذه التصفية والتهجير للمسيحيين ! واذا كانت الاجابة بان القاعدة هي المسؤولة عن ذلك فهذه الاسطوانة المجروخة اصبحت شماعة لكل الذين يخططون لتهجير المسيحيين واكثر ابناء المسيحيين متفقون بان الهدف سياسي وليس ديني ، وقالها المطران لويس ساكو بالفم المليان " ما نتعرض له من اضطهاد وملاحقة وبطش أهدافه سياسية، من يستهدفنا يبحث عن مكاسب. والهدف هو إما دفع المسيحيين إلى الهجرة أو إجبارنا على التحالف مع جهات لا نريد مشاريعها" وتنوعت المشاريع واصبحت مختلفة وكل مشروع اصبح له اهداف تتقاطع مع اهداف الاخر ولكن جمعهم " الهدف الرئيسي " وهو التخلص من المسيحيين بطرق مختلفة او التحالف معهم لخدمة اجندة مستقبلية سواء كانت في صالح " الحدباء " او " نينوى المتاخية " او " حكومة المالكي " لان جميع الجرائم التي ارتكبت لم يفصح عن فاعليها سواء على مستوى السلطة في نينوى او السلطة العليا المتمثلة بالحكومة او البرلمان " الديمقراطي " او مجلس الرئاسة !! وان التحقيقات مازالت في جوارير المسؤولين لان الافصاح عنها يفضحهم ويعريهم ويكشفوا تمويلهم وتحريضهم على ما جرى وما يجري في الموصل واصبح المسيحيين لقمة سائغة لكل الكيانات السياسية والمذهبية .
نرى مما تقدم بان العرب " الحدباء " يتهمون االاكراد والاكراد " نينوى المتاخية " يتهمون العرب والمالكي " يتهم الارهابيون باستهداف المسيحيين والمصادر الامنية التابعة للدولة العراقية تعلن باعتقالها من كان السبب في القتل والتهجير ولكن لا احد من هؤلاء يفصح ما في جعبته ! ولا السلطات الامنية اعلنت عن اسماء المعتقلين كما ادعت ! فمعنى ذلك ان كل هؤلاء اياديهم ملطخة بدم المسيحيين الابرياء و كل واحد من هؤلاء له مخططاته لتستمر مأساة المسيحيين العراقيين باشكالها والوانها المقتمة ما دامت الصراعات السياسية ساخنة من اجل الانتخابات البرلمانية القادمة وسوف يستمر السيد عثمان يصرح ويتهم !! و النجيفي يصرح ويتهم !! والمالكي يصرح و يتهم !! والكل متهمون. .
* هو مثل شعبي سائد في العراق و المقصود من هذا المثل انه ( لا وجاهة ولا منزلة اجتماعية ولا راس مال )