Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بين الكاتبة (روز مالك يونان) والناشط (نينب لماسو) ,أين يقف ساستنا العراقيون ؟

القول ما ضاع حق وراءه مُطالب, هو بالتأكيد وبما يحمله من معنى يعتبر من البديهيّات ألتي تفرض نفسها حين يُراد تحريك الجمود المزمن والمتراكم جرّاء ما ينتاب الإنسان من يأس يُفقده أي أمل في المستقبل.



كم حَريٌ بالعراقيين و من ذوي الشأن السياسي في الوطن تحديدا , أن يكونوا هم أول من يصغي بإنتباه إلى هموم ومشاكل أبناء العراق و إلى سماع تفاصيل ومظالم النكبات التي حلّت بهم على مدى عقود من الزمن ليكونوا (الساسه العراقيون) على درجة من الجدّيه والإلتزام العالي في التعاطي مع القضيه العراقية الداخليه داخلياّ.

لقد سقط نظام صدّام , ونهض المعارضون لنظامه ليتوّلوا حكم العراق , سواء تمّ ذلك بمساعدة القوّات الأجنبيه المحتله لهم أو بدعم الجماهير المزمرّه و التي تراصفت وراء أحزابها بباعث مصلحة الحزب و الطائفة والدين والقومية لا غير , حيث قلّما شهدنا من تراصف وراء هذا الحزب او ذاك واضعا شعار ( العراق وطن للجميع) في مقدمة إهتماماته.

لقد تسّلطت الكتل(الطائفيه والقوميه) ذات الكثافة البشريه (التابعه) العددية على سياسة البلد ما بعد زوال نظام صدام, كالكتلة الشيعية , والكتله الكردية , بغياب الجانب العربي , ولكي يكتمل ملاك أطراف الصراع القومي والطائفي الديني إلتحقت الكتلة السنيه مؤخرا بالركب أيضا لتكتمل خارطة الصراع المرسومة , سنيه عربيه///شيعيه بين عربيه وايرانيه///كرديه , و التي سيتبعها في المحصلّه الاخيرة (لا سامح الله) تقسم العراق على نفس الأساس.



قد يستغرب البعض من قادة هذه الكتل الشيعيه او الكرديه او السنية العربيه حين يتوارد إلى مسامعهم الكلمة التي ألقتها السيده الأشوريه الكاتبه روز مالك يونان في إجتماع إحدى لجان الكونغريس الأمريكي وهي تحكي لهم مرارة الظلم الذي حلّ بأبناء قوميتها الأشوريه على أرض موطنهم التاريخي في العراق , وأدناه رابط للكلمة التي ألقتها السيده روز مالك يونان في إجتماع لجنة الكونغرس الامريكي, مترجم للعربيه:

http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=5907





ورّّبما البعض الأخر من قادة أو أتباع الكتل السياسية ( كالكردية والإسلاميه) سوف يستكثر هذه الفعالية علينا و لا يستحمل سماع أصوات مظالم ومذابح الاشوريين التي شملت توجيه الإتهامات لهم بشكل مباشر , ممّا سيجعلهم يشرعون بكيل التهم إليها وإتهامها بالعمالة للأجنبي, أو ربما سيلجأ البعض منهم إلى الإنتقام ديمقراطياّ!!!!! وهذا الأمر يطابق حالة الأخ الناشط الأشوري الاخر (نينب لماسو) في لندن ومن معه من ناشطين اشوريين , فهم يذكرّون مجلس العموم البريطاني كلّما سنحت الفرصة بذلك و بما جرى من مذابح بحق الاشوريين بالأمس وما يجري بحقهم اليوم من تهجير وتهميش على يد الكتل السياسيه التي ورثت ما خلّفه صدام لنا متّخذةّ من الديمقراطيه ستارا تخفي وراءه ما تقترفه من جرائم وإنتهاكات لا حصر لها.



قبل أكثر من سنتين, كنت قد كتبت مقالا أوضحت فيه بإختصار , بأنه على القوى السياسيه الكبيره (أقصد الكتل ذات الكثافة البشريه) واجب إثبات مصداقيتها حين تحكي في خطاباتها حول الديمقراطيه وحقوق الإنسان وعن ذكر مظالم صدام و جرائم نظامه ضد جماعاتها القومية والمذهبية ( كردية وشيعيه) إن صحَ التعبير,لا أن تغدوا الضحية جلادا في عشية وضحاها , كما يجب أن نعلم بأن المظلوم سوف لن يسكت على الظلم ولا يقبل أن يكون مصيره مجهولا وقدره بيد الغلاة , وسوف لن يمنعه أحدا من طرح مظلوميته خارج أروقة الوطن لو إقتضى ذلك , لكن السؤال الذي يتكرر دائما هو, متى يلجأ المواطن إلى الإستنجاد بالأجنبي ولماذا ؟؟ وكما سبق وقلت في مقالي الأنف الذكر, بأنّ الأجنبي معروف عنه تاريخه حينما يتربّص ليلتقط من الصور والأحداث ما يفيده في خلق وصناعة الأليات التي سيبرزها متى ما شاء أو شاءت مصلحته. فحذار حذار من المكابرة و التراقص على جراح العراقيين الأصلاء.



الاشوريون /الكلدواشوريون السريان, شعب لم يعد له لا حول ولا قوة وهو في وطنه وعلى أرضه , أصبح البعض من باب نصرة السماء يعتبره كافرا, والاخر الديمقراطي يحملّه من المنيّة الكثير الكثير حين يعتبره رقما في معادلة إنجاح مشروع بناء كيانه القومي (الكردي) على سبيل المثال كما كان يفعلها العروبي الشوفيني سابقا في بناء كيانه(العربي) , أي أنه في كل الحالات محسوب مواطن من الدرجة التابعة وليست المالكة لحقها بالعيش الكريم و تقرير مصيرها كما هو وارد في مواثيق الامم او حتى في الدستور العراقي الذي صاغوه هم بأنفسهم.



أنا أتمنى من أحزابنا الاشوريه/الكلدواشورية السريانيه المؤمنة بحق شعبنا في تقرير مصيره , ومن كافة الشخصيات والرموز القوميه والوطنيه , أن تترّفع قليلا وتضع خلافاتها جانبا , كي تفكّر مليّة في الوسائل التي يمكن من خلالها إنجاح كل حمله إعلاميه مثيلة لتلك التي تقودها الاخت روز مالك و الاخ نينب لماسو, وقد اصبح قدرنا بعد اليأس الذي نعيشه هو تشديد مطالبة المجتمع الدولي بضمان منطقة تحفظ لهذا الشعب تاريخه الوطني العريق , وهو قادر على إدارة نفسه بنفسه , بعيدا عن تعجرف و تبختر الاخرين لتنصيب أنفسهم أوصياء على أهل الدار!!! لأن الحديث التخديري عن ديمقراطيه مستورده (تعليب مقرات أحزاب قوميه ودينيه) تضمن حقوقنا القوميه والوطنيه في موطننا العراق قد ثبت بأنه ضرب من الخيال , لا بل فهو أمر في غاية الهزل نظرا لما نراه ونسمعه كل يوم ونحن في سنتنا الرابعة بعد سقوط صدام ونظامه, إذن إلى متى الإنتظار؟ ناس تشكل كيانات وفيدراليات على أمل أن تعلنها دولا في المستقبل, بينما المطلوب منّا أن ننقسم بين مشروع هذا وذاك و كأننا يتامى مشردون أو نحن الذين قد أتينا من أعالي جبال زاكروس لنطلب اللجوء في العراق!!!



( نعم ) نقولها لعراق موحد , ونقولها لكل من يساند قضيتنا في وطننا العراق, نقولها للسنّي العربي والكردي والشيعي العربي والكردي , سواء كان شيوعيا أم بعثيا أسلاميا أم قوميا او مستقلا , نقولها لليزيدي وللصابئي وللتركماني والشبكي نقول لهم نعم بعلو صوتنا حين يتضامنوا معنا في مطالبتنا بحقنا في العيش الأمن في وطننا العراق كمواطنين من الدرجة الأولى وحين نمتلك حق إدارة أنفسنا بأنفسنا , وإلا فإن أصواتنا سوف لن تهدأ , كفانا ضحك على الذقون, لقد سئمنا شعارات ودساتير المتلاعبين بمقدّرات الشرائح المغلوبة على أمرها.


Opinions