جماعة عضد، تدشّن حملاتها باتهام الساسة العراقيين بإفراغ الإنتخابات الأخيرة من محتواها
02/06/2010شبكة أخبار نركال/NNN/اتجاهات حرة/
اتهمت جماعة (عضد)، الساسة العراقيين بإفراغ الإنتخابات التي جرت في السابع من آذار 2010 من محتواها بسبب الصراع على السلطة بشكل قوض إرادة الشعب العراقي و ضرب بها عرض الحائط من خلال سعي الساسة المحموم لتسنم المناصب السيادية لدوافع شخصية وحزبية ضيقة تارةً، و التوجه لتدويل قضية العراق و الدعوات المباشرة و الضمنية للتدخل في شؤونه الداخلية من خلال طرح المشاكل السياسية الداخلية على طاولة الدول المجاورة والإقليمية تارةً أخرى.
و أكدت جماعة الضغط والدعم في البيت العراقي الدولي (عضد)، حرصها الكامل على مواجهة تلك الإرادات المتسلطة والإصطفاف مع إرادة الشعب و همومه و تطلعاته، مشيرة إلى أن مرور ما يقرب من 90 يوماً على إجراء الإنتخابات الأخيرة دون التوصل لتشكيل حكومة وطنية تراعي مصالح شعبها إنما يدل بشكل لا يقبل الشك على عمق الهوة بين التصورات والرؤى التي يحملها السياسيون و كذلك تؤشر لوجود تضارب في الأجندات و مصالح الدول الإقليمية ودول الجوار التي تحاول الضغط و ممارسة سياسة لي الأذرع لهدر الوقت و إعطاء إشارة واضحة للشعب العراقي بأنه ما ذهب إلى صناديق الإقتراع من أجل التغيير الذي يطمح له، وإنما من أجل استخدام إرادته مَعبراً لشرعية شكلية تحاول من خلالها الأحزاب النافذة في العراق أن تنفذ مشاريعها البعيدة عن مصلحة العراق و المواطن العراقي على حد سواء.
وأوضح رئيس البيت العراقي الدولي حسين الحسيني، الدافع من تشكيل هذا الجماعة قائلاً: "إن هناك طاقة لا يستهان بها للمثقفين العراقيين و الكفاءات العراقية و هناك آلاف الإعلاميين والسياسيين الذين لو توحدوا لصاروا قوة ضاغطة وداعمة في آن واحد، تسعى لخدمة مصالح العراق العليا و تتصدى لكل من يحاول مصادرة إرادة الشعب و فضح كل المحاولات الرامية إلى تغيير المسار الذي يريد رسمه الشعب من أجل استقراره و رفاهيته، مضيفاً "إن تشكيل جماعة الضغط والدعم في البيت العراقي الدولي (عضد) I.I.H.…ARM GROUP يوم 1 -6-2010 و تفاعلها مع تطلعات الشعب العراقي في يوم تأسيسها هو مؤشر على مدى الإستعداد للتواصل مع أهم القضايا التي تواجه المجتمع العراقي و هو دليل آخر يؤكد السعي الجاد لهذه الجماعة في الابتعاد عن لغة الشعارات و تنفيذ منهج إعلامي جماهيري ضاغط وداعم وفقاً للحاجة و متطلبات الأوضاع التي تمر في البلاد و قطاعاتها كافة و لا تقتصر نشاطاتها على الجانب السياسي، إنما تتعداه الى الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، على حد قوله.
و أنتقد المستشار السياسي في البيت العراقي الدولي، الدكتور محمد مسلم الحسيني، وهو كاتب وعالم في بايولوجي الدم، موقف الأحزاب السياسية غير المسؤول والمتمثل في تماهلها وتباطؤها المتعمد في تشكيل الحكومة، قائلاً: "مثلما بيّنا من خلال تحليلاتنا قبل الإنتخابات فأن النتائج المتوقعة قد تحققت بعد الإنتخابات وتقاربت الكتل السياسية في عدد مقاعدها الإنتخابية مما جعل عملية جر الحبل بين القوى السياسية المتنافسة قائمة على قدم وساق"، مضيفاً "إن تصارع الكتل السياسية على كرسي الحكم هو صفة من صفات أحزاب العراق الجديد وهذا لا يمكن نكرانه، ونحن غير قادرين على تغيير هذا الديدن أو تبديله وإنما لنا الحق وكلّ الحق بأن نكون قلقين على مصلحة البلد ومراقبين للمتغيرات والظروف التي يتعرض لها شعبنا المتعب من السياسة ومقالبها، وأن نكون ناصحين إلى الطريق الصحيح والى المعالجة الصائبة المتزنة.
و عبّر الدكتور محمد عن دعمه الكامل لتأسيس هذه الجماعة و قال: "من حق من يريد لوطنه الخير والرفعة والإزدهار أن يتدخل ويرفع صوته بين زحمة صياح السياسيين ويقول لهم : إن كنتم غير قادرين على تشكيل حكومة فاتركوا الأمر بيد قادة العراق الفنيين باعتبارهم أهل الإختصاص وأصحاب المعرفة والفكر الناضج والذين يستطيعون أن يتدبروا شؤون بلدهم و تخفيف العبء عن كاهل المواطن والى أجل مسمّى"، مستدركاً "أن هذا التدخل سيكون مؤقتاً و بصورة مختصرة، حتى يتفق السياسيون فيما بينهم وتتوحد كلمتهم وتتقارب رؤاهم، والغاية من هذا المقترح أولاً وأخيراً تقديم الخدمات للشعب بالشكل اللائق".
و أشار "لا يستطيع أي من الناس الموافقة على أن تكون حياة العراقيين ومصيرهم رهينة في ساحة صراعات السياسيين، ولا يرى أحد طريقا قويما غير هذا الطريق، طريق وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب، ففيه سيتبوأ مقاليد الأمور من لهم إلمام ومعرفة حقيقية بأسباب معاناة العراقيين ويعالجونها بالطرق القويمة الصادقة، داعياً السياسيين إلى منح الفرصة أمام الفنيين من الكفاءات وتجربتهم، فربما سيساعدونهم على إدارة دفة البلاد بالشكل الصحيح، على حد قوله !
من جهتها، أضافت الباحثة في جامعة بغداد ومستشارة البيت العراقي الدولي لشؤون المرأة الدكتورة حنان العبيدي، قائلة: " تخضع التجارب السياسية الديمقراطية في دول العالم سيما النامي منه إلى تعثرات لا سباب عديدة يكمن أولها في استلام السلطة لعناصر غير كفوءة على وفق معايير السياسة الدولية، وقد مرت التجربة الديمقراطية في العراق بمخاض صعب في هذا المضمار بسبب الانتقالة المتوافقة مع وجود احتلال غيّر معالم الحياة بكل مضامينها وبانعطافة غير مدروسة تتقاطع في مفاصل عديدة مع حاجات الشعب وقيمه العريقة، وتزامنا مع أعمال العنف المسلح مشفوعة بالصراع السياسي مما تسبب بالإحباط للكثير من القوى الديمقراطية والشعبية خارج السلطة.
و بيّنت العبيدي أن كل هذه العوامل مجتمعة تؤدي بالتالي إلى حالة احتقان جماهيري قد يؤدي إلى ردة فعل سلبية سيما وان الأطماع الخارجية والأبواب المفتوحة لها للتدخل، قد تؤدي إلى عكس بوصلة الحياة السياسية والعملية الديمقراطية، باستثمارها في غير صالح الاستقرار السياسي والاجتماعي في العراق، على حد قولها.
و أضافت "لما كان (البيت العراقي الدولي) المنبثق عن مجموعة كبيرة من مثقفي العراق في الداخل والخارج، ومن جميع مكونات الشعب وبتكوينه المستقل، حريصا كل الحرص على مساعدة الحكومة على الاستقرار الذي يحقق الطموح في السيادة الوطنية الكاملة، ولتجاوز الأخطاء التي تمخضت عنها التجربة السياسية للمرحلة البرلمانية السابقة، إرتأى تشكيل (جماعة عضد) ليس بصفتها بديلاً عن أي تكتل أو تجمع سياسي أو الإصطفاف مسبقاً متشبثة بأسلوب المعارضة وإنما بصيغة عمل وفق منهج جديد يمكن أن يكون الأنسب في تجاوز الأزمات وهو (التقييم والتقويم) وبطريقة تختلف عن استعمالاتها في النظم الأخرى.
و ختمت بالقول "إن التجربة السياسية العراقية ينبغي لها ان لا تخضع لنظريات مستوردة لأنها أثبتت خطئها في التنفيذ، لذا وجدنا من واجبنا كمثقفين عراقيين ان نهندس لها انطلاقا من الخصوصية لمجتمع الأصول التاريخية والحضارية السامية، ومن هذا المنطلق ندعو كل القوى الخيرة إلى الانضمام إلى هذه الجماعة من داخل و خارج المنظومة السياسية، لنثبت للعالم اجمع أن شعب العراق جدير بان يقود نفسه بنفسه، على حد قول الدكتورة العبيدي.
تجدر الإشارة أن البيت العراقي الدولي، قاد حملة قبل نحو شهر وأطلق عليها اسم (عراقيون ضد مصادرة إرادة الشعب ومع حكومة بإرادة عراقية) استنكاراً منه لمواقف السياسيين الساعين بشكل لافت إلى توسل دول الجوار لحل مشاكل البلاد والتي هي في الأساس مشاكل داخلية ولا ينبغي التدخل في شؤون البلاد الداخلية كما هو متعارف عليه في المواثيق والأعراف الدولية، وقد وقع على تلك الحملة أكثر من 600 شخصية عراقية و عربية مؤثرة و من مختلف التوجهات والتخصصات.
*المصدر: اتجاهات حرة
www.itjahathurra.com