Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

خواطر من مذكرات مار إسرائيل أودو مطران أبرشية ماردين الكلدانية [1]

هذه الخواطر مقتبسة من كتاب مار إسرائيل أودو مطران أبرشية ماردين الكلدانية ( 1910_ 1941 )، الذي جاء تحت عنوان: عضيبغريا " تأريخ "، حيث يسرد فيه ما شاهد وعانى شخصياً، أو ما سمع من شهود عيان التقى بهم بعد أن أفلتوا من سيف الاضطهاد الذي جرى بحق المسيحيين سكان الإمبراطورية العثمانية سنة 1915 ويعرف بالفرمان أو السفر برلك، ويتحدث في كتابه عما جرى للمسيحيين في ماردين وآمد وسعرد والجزيرة العمرية ونصيبين.

وما يتضمنه هذا المقال هو سرد لما جرى من حوادث مهمة بعد توقف المذابح وهدوء العاصفة الهوجاء. وقد دونها سيادته بشكل مختصر في نهاية كتابه، بدءً من سنة 1921 وحتى سنة 1937. وقد حرصنا على ترجمة النص حرفياً بأمانة حتى يطلع عليه القراء كما خطه سيادته باللغة الكلدانية. أما الهوامش فقد وضعتها لتسهيل المعنى على القراء. وفيما يلي نص ترجمة الخواطر:

* في صيف سنة 1921 وصل إلى ماردين الشيخ السنوسي [2] بمعية الألمان، وحل في مكان خارج المدينة يدعى الفردوس ، ولم يكن لهذا الرجل أي سلطان ولا صفة رسمية ليحل في السلطنة سوى أنه مسلم، وباعتقادي أن سبب حضوره كان بسبب الخلافات بين السلطنة والدول الأوروبية.

* في تشارين [3] سنة 1921 استولى الجيش التركي على كنائس وأوقاف المسيحيين في مدينة آمد " ديار بكر " العائدة لطوائف الأرمن المتحدين [4] والغير متحدين [5] والكلدان والسريان الكاثوليك، واسكتوا صوت النواقيس، وأصبحت كاتدرائية مار بثيون [6] وكل الأوقاف التابعة لها من مدارس ودار الأيتام [7] بأيدي العسكر، هؤلاء الذين أبادوا كلدان الأبرشية طردوا اليوم طلاب وتلاميذ مدارسها، وشتتوا الأيتام الذين احتضنهم ميتمها، وهجروا كهنتها.

واستولت الحكومة على أوقاف الأرمن خارج المدينة، كم تم الاستيلاء أيضاً على كنيستنا في ميافرقين [8] التي شيدها المطران عبد يشوع خياط [9] عندما كان مطراناً على آمد، هذه الكنيسة الجميلة كانت مشيدة من الحجارة المنحوتة ومكرسة على اسم مار يوسف أضحت بأيدي العسكر.

* سنة 1922 قام كاهن من طائفة اليعاقبة [10] أصله من بلدة ويران شهر [11] بزيارة لأبناء جلدته في البلدة المذكورة، إلا أن قائمقام [12] ديركه [13] طرده ولم يسمح له بزيارتهم.

* في بداية سنة 1923 تم طرد الموظفون المسيحيون من مجلس إدارة مدينة ماردين، وذلك بموجب قرار مركزي من أنقرة.

* في 24 تموز سنة 1923 وقفت الحرب وحل السلام بين الدول الأوروبية وتركيا، وعمت الفرحة في ماردين، وقام بطريرك السريان القديم الياس شاكر بزيارة القومندان [14] خضر بك في بيته، للاطمئنان على صحته بسبب وعكة صحية ألمت به، وليقدم له التهاني والتبريكات بسبب انتهاء الحرب وحلول السلام بين الدول الأوروبية وتركيا. وقد سأل خضر بك البطريرك قائلاً: هل جميع المسيحيين فرحين بهذا السلام. فأجاب البطريرك قائلاً: أنا وشعبي مسرورين، لكن باقي الطوائف النصرانية حزانى، وسبب حزنهم هو أنهم كانوا يأملون أن تقع ماردين تحت حكم الانتداب الفرنسي. وفي نفس الفترة زار البطريرك الياس حاكم ماردين وحيد علاء الدين، ومن هناك زار بيت أحد مسلمي ماردين المدعو حامد الله بك الصوري.

* في بداية سنة 1924 أرسل حاكم ماردين رئيس كُتَّابه [15] إلى بطريرك اليعاقبة محذراً إياه من المجيء إلى دار الحكومة بشكل رسمي، وإذا كان لديه مراجعة لأمر ما فعليه الحضور لوحده يرافقه شماسه الخاص فقط دون حاشية كما كان يفعل سابقاً. وإذا قدم معروض أو طلب رسمي للدولة فيجب ألا يوقعه كما كان يفعل سابقاً بتوقيع وختم بطريركي، بل عليه أن يوقعه بصفته رئيس دير الزعفران [16]، لأن الحكومة التركية الجديدة لا تعترف بسلطته البطريركية على مراكز رعيته المنتشرة في البلاد.

* في نهاية كانون الثاني سنة 1924 استولى العسكر في ماردين على بطريركية السريان الكاثوليك، والكنائس والأوقاف التابعة لهم. واستولى أيضاً على كاتدرائية مار يوسف للأرمن الكاثوليك. كما استولى على دير الزعفران الذي يضم الكرسي البطريركي لليعاقبة، لكنهم استطاعوا أن يعيدوا الدير بعد أن دفعوا مبلغاً من الذهب.

* في 6 شباط سنة 1924 نادى مؤذن ماردين أمراً صادراً من العاصمة أنقرة ينص أن الحكومة جعلت يوم الجمعة عطلة رسمية على مدار السنة، وعليه تتوقف جميع الأعمال في هذا اليوم وتغلق جميع المحلات في الأسواق.

* في شباط سنة 1924 وعظ بطريرك اليعاقبة في كنيسة الأربعين شهيداً في ماردين، داعياً جماعته ليرفعوا الصلاة ويشاركوا في القداس لمدة ثلاثة أشهر متتالية لأجل شهر رمضان الذي يصوم فيه المسلمين. كما أوصى جماعته أن يحفظوا عطلة يوم الجمعة بحرص واحترام، معتبرين الأمر الحكومي بهذا الصدد هو أمر إلهي ومقرر من الرسل مستشهداً بقول بولس الرسول: " لتخضع كل نفس للسلطان، لأن كل سلطان هو من الله ".

* وفي هذه السنة 1924 صدر قرار من أنقرة جاء فيه " غير مسموح للمسيحيين بيع بيوتهم أو عقاراتهم ". علماً أن هذا القرار كان قد صدر سابقاً قبل قيام الحكومة الجديدة في أنقرة، ولكن هذا القرار لم يعمل به بعد انعقاد مؤتمر السلام في مدينة لوزان السويسرية [17]، إلا أنه تم تجديده في آذار من هذه السنة، بعد تعديله بحيث لا يسري على جميع المسيحيين بل على الروم والأرمن فقط.

* في 12 آذار سنة 1924 استولى العسكر على دير مار أفرام للسريان الكاثوليك، وحل فيه قائد الفرسان مع جنوده وأضحى مقراً لهم.

* في 16 آذار 1924 طلب مني قائد الموقع أن أعطيه واردات أوقاف الكلدان من أجل دعم مشاريع عمران مراكز الدولة، وقد أجازت السلطات العليا لقائد الموقع لوضع اليد على مطرانية الأرمن الكاثوليك ومدرستهم وجميع الأوقاف التابعة لهم، ما عدا الكاتدرائية، لكنهم استولوا عليها بعد فترة قصيرة. أما مدرستنا الكلدانية فقد تهدم جزء منها سنة 1916، وكذلك أساسات باحة مدرستنا وباحة مدرسة الأرمن الكاثوليك المتجاورتين والمطلتين على الزقاق الضيق، علماً أننا أعدنا بناء المدرستين سنة 1922 وكانت المصاريف مشتركة بيننا وبين الأرمن الكاثوليك.

* عشية يوم 22 نيسان 1924 وكان هذا التاريخ يوافق اليوم الثالث لعيد القيامة من هذه السنة، أرسلت برقية سرية من أنقرة إلى حاكم ماردين يأمره فيها بطرد جميع المسيحيين من مدينة ماردين وضواحيها، ولم نعلم لماذا صدر هذا القرار.

* ديركه قائمقامية تابعة لماردين فيها أربع كنائس واحدة للأرمن الغير متحدين، وواحدة للأرمن المتحدين، وواحدة لليعاقبة، وواحدة للسريان الكاثوليك. أما الكلدان فكانوا يؤدون واجباتهم الدينية لدى الأرمن الكاثوليك. في شهر آب من سنة 1924 تم الاستيلاء على الكنائس الأربعة، فحولت كنيسة الأرمن الكاثوليك إلى جامع، أما الكنائس الثلاثة الأخرى فقد بيعت لمسلمي البلدة. وكان لمطرانية ماردين الكلدانية في البلدة وقفاً عبارة عن بستان زيتون بيع أيضاً من قبل السلطات الحكومية، وهكذا حرمت الطوائف المسيحية في البلدة من كنائسها وأوقافها. وطرد على أثر ذلك معظم المسيحيين من البلدة، ولم يبقى إلا القليل من الأرمن والسريان.

* في شهر أيلول سنة 1924 تم تدمير بناء قلاياتنا الأسقفية الكلدانية، بحجة توسيع الشارع الرئيسي في ماردين، وقد أصابنا عبء وضيق شديدين، وقد تحملنا ذلك بصبر وجلد لا يوصف.

* وفي هذا الشهر أيضاً علق إعلان على باحة السلطانية في ماردين، يوصي فيه جميع المواطنين بإزالة العقال من الرؤوس، وذلك حسب القرار الصادر من العاصمة أنقرة.

* في تشارين سنة 1924 أعلن بطريرك اليعاقبة الياس شاكر بأنه سيمنح بركة الزواج لأبن أخيه في كنيسة البطريركية، وذلك ظهر يوم الأحد، علماً أن الأكاليل في ماردين كانت تتم في تلك الفترة في البيوت وليس في الكنائس، وفي الليل وليس في النهار خوفاً من المسيئين. ولما علم مسلمي المدينة بالأمر توجهوا إلى الكنيسة لمشاهدة الإكليل، وامتلأت الكنيسة من الرجال والنساء والأولاد وحتى العاهرات منهن تواجدن هناك، وبعضهن كن جالسات فوق البيم [18] ولم يستطيع أحد ردعهن. وكان الجميع يستمعون لرتبة الزواج التي يترأسها البطريرك ويعاونه فيها الكهنة والرهبان.

* في شهر تشرين الثاني سنة 1924 صدر قرار من الحكومة يوصي المواطنين بأن يضع جميع الناس القبعات فوق رؤوسهم، وعليه لبس جميع فئات الشعب في المدينة القبعة والمعروفة بين العامة " بالشْفقه ".

* وفي تشارين سنة 1924 تم إغلاق جميع التكيات [19] في ماردين، وقد بلغ عددها مائتي تكية تقريباً.

* منذ بداية سنة 1925 بدأ الجيش التركي بترحيل الرجال المسنون المسيحيون من ماردين، فأرسل قسم منهم إلى أنقرة، وقسم أخر إلى آمد. وقد بلغ عدد المبعدين إلى آمد 103 رجلاً.

* يوم السبت المصادف 5 شباط 1925 قبض على 17 شخص من مشايخ المسلمين في ماردين، وفي يوم الأربعاء المصادف 9 شباط 1925 نقل أربعة من هؤلاء المشايخ إلى آمد وهم: الشيخ محمد علي من آل أنصاري وابنه وابن عمه، والشيخ بشير من آل حامد. وكان هؤلاء المبعدين قد بدأوا بشراء أملاك المسيحيين الذين تم تشتيتهم وأبعدوا عن ديارهم مثل أملاك داود كلي هرمز وهو بروتستانتي إلا أنه من أصل كلداني.

* وفي شهر شباط سنة 1925 بلغ عدد الرجال المبعدين من بلدة مديات [20] إلى آمد 200 رجلاً، وجميعهم كانوا من اليعاقبة. وخلال مرورهم في خربوط [21] تم إعدام سبعة منهم شنقاً دون أي ذنب ارتكبوه. علماً أن مشايخ آمد قد أبادوا جميع مسيحيي خربوط واستولوا على أملاكهم كما فعلوا في أماكن عديدة.

* وفي شباط سنة 1925 نادى المؤذن في ماردين وأيضاً في آمد معلناً أن السلطات تدعوا كل من يملك سلاح ومن أي نوع كان، عليه أن يسلمه إلى الجيش خلال 24 ساعة، وكل من لا يمثل لهذا الأمر سوف يلقى القبض عليه ويزج في السجن، وسيحاكم وتصادر كل ممتلكاته. وقد تم تجميع السلاح من جميع القرى الواقعة في الجبال، وعوقب جميع مخاتير ورؤساء هذه القرى وتم نفيهم وتشتيتهم وإبعادهم إلى مناطق بعيدة عن قراهم.

* في تشارين سنة 1925 سافر بطريرك اليعاقبة مار الياس شاكر إلى حلب لتقديس بيعة جديدة شيدت هناك، ثم توجه من هناك إلى أورشليم من أجل بعض الإصلاحات في كنيستهم هناك.

* في شباط سنة 1927 أبعد من بلدة أزخ [22] إلى آمد جميع كهنة البلدة وعددهم 4 من كهنة اليعاقبة مع أسقف طاعن في السن، وكاهن آخر للسريان الكاثوليك، وأبعد معهم أربعة من وجهاء البلدة. وهذا جرى لهم بسبب رسالة وصلتهم من مدينة الموصل تعلمهم بأنهم قد أرسلوا لهم مساعدات مادية.

* في 27 شباط 1927 تم إعدام أحد زعماء اليعاقبة شنقاً في خربوط، ويدعى ملك برصوم. والمدعو ملك هو من بلدة مديات كان قد سجن في خربوط بعد أن حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وقد فر من السجن وبعد أن ألقي القبض عليه تم إعدامه.

* في 16 نيسان 1926 ألقي القبض في آمد على الخوري سليمان كوجك أوسطا كاهننا هناك، وسجن مع شخصين من عامة شعبنا " طائفتنا "، وفي اليوم التالي وهو عيد القيامة أطلق سراحه مع الشخصين وذلك بعد أن دفعوا مبلغاً من المال. وسبب القبض على الخوري المذكور هو أن شخصاً أصله من آمد يسكن حالياً في حلب، قد حضر إلى آمد وقابل الخوري سليمان وطلب منه حصة زوجته من ميراث والدها المتوفي القس بطرس قارح أحد كهنتنا في آمد، فرد عليه الخوري سليمان أنه لا يعرف شيء عن ميراث القس المتوفي، فما كان من صهر القس أن اشتكى عند السلطات على الخوري سليمان، مدعياً أنه يعمل ويتدخل بالسياسة، وعليه ألقي القبض عليه وعلى الشخصين، ولم يخرج من السجن إلا بعد دفع مقدار ليس بقليل من المال، كذلك دفع الشخصين أيضاً مبلغاً من المال حتى أطلق سراحهما. لكن الخوري وإن خرج من سجنه واشترى حياته، إلا أنه بعد ذلك كان يعيش بقلق وخوف، ولا يستطيع إغماض عينيه ليل نهار خوفاً من أولئك الذين كانوا يأتون إلى العلية التي كان ينام فيها محاولين خلع بابها، وهكذا ارتأى أنه لا يستطيع الحفاظ على حياته، فخرج هارباً عبر الحدود حتى وصل إلى حلب في 7 أيلول 1929، فنجا بنفسه كما ينجو العصفور من فخ الصياد. ومن حلب سافر إلى بغداد وخدم فيها النفوس لعدة سنوات. ثم أرسل إلى مصر وخدم هناك بصفة نائب بطريركي. وفي 8 أيلول 1939 تمت رسامته أسقفاً على يد البطريرك مار عمانوئيل الثاني وعين نائباً بطريركياً لغبطته. وفي 4 كانون الأول 1939 توفي فجأة حيث لم يمضي على رسامته سوى ثلاثة أشهر.

* في شهر أيلول من سنة 1927 خرجن جميع نساء ماردين مع أولادهن، للبحث عن أزواجهن الذين تم نفيهم وإبعادهم من قبل إلى مناطق بعيدة، كذلك فعلن النساء في المدن المجاورة مثل نصيبين ومديات وديركه وغيرها. وبهذا خلت وفرغت بيوت المسيحيين من سكانها.

* في الأول من تشرين الثاني سنة 1927 اجتمع نواب الدولة التركية والبالغ عددهم 316 نائباً، واتفقوا على انتخاب غازي مصطفى كمال " أتاتورك " لرئاسة الدولة لفترة رئاسية ثانية، بعد انتهاء الفترة الأولى والتي دامت أربع سنوات. وفي اليوم التالي المصادف 2 من تشرين الثاني سنة 1927 وهو يوم معروف في المدينة يحتفل به بالفرح والابتهاج، تم انتخاب مجلس الأمة التركي في أنقرة، علماً أن هذا المجلس قد تشكل للمرة الأولى في 23 نيسان 1920.

* في نهاية تشرين الثاني سنة 1927 منحت الدولة حرية الرجوع لوجهاء الشعب الذين ابعدوا عن بيوتهم ومدنهم وقراهم قسراً أو تحايلاً إلى الولايات الغربية، وسمح لهم بالعودة إلى ديارهم.

* في بداية كانون الأول سنة 1927 دخل الجيش التركي دير الزعفران وأقام فيه، كذلك استولى الجيش على ثلاث كنائس لليعاقبة في ماردين هي: كنيسة مار ميخائيل وكنيسة مار بطرس وبولس وكنيسة مارت شموني.

* في شهر آب بدأ رجال بلدة أزخ وكهنتها ووجهائها بالعودة إلى بلدتهم بموجب إعلان عام أخلى سبيلهم، وعليه رجع الجميع إلى بيوتهم.

* في سنة 1928 قرر المجلس الأعلى في أنقرة تغيير الأحرف العربية في كتابة اللغة التركية، حيث كان يكتب بها حتى هذا التاريخ، وتم اعتماد الأحرف اللاتينية بديلاً عنها. وفي تشرين الأول من هذه السنة بدأ التعليم في جميع المدارس بهذه الأحرف، وصد قراراً يدعو الكتاب والأدباء أن يستخدموا هذه الأحرف من الآن وصاعداً.

* في تشارين سنة 1928 خرج المتبقين الأرمن من بيوتهم في خربوط وملاطية [23]، مستغيثين لإرسالهم إلى وطنهم، وكان الأرمن في آمد يقيمون الصلوات والقداديس في بيوتهم، لأن الجيش استولى على كنائسهم قبل خمس سنوات.

* في 31 آذار سنة 1929 وكان يصادف عيد القيامة، تم الاستيلاء على جميع الكنائس في مدينة آمد، عدا كنيسة اليعاقبة التي لم يستولى عليها، وهكذا توقفت جميع الصلوات والقداديس والخدمات الكنسية في مدينة آمد.

* في 25 كانون الثاني سنة 1929 ألقي القبض على كاهننا في ماردين أوغسطين خرموش، وأطلق سراحه بعد أن سجن 26 ساعة. وبعد يومين ألقي القبض عليه مرة ثانية وبقي في السجن ثلاثين ساعة ثم أطلق سراحه بعد أن جرح.

* في 4 شباط 1929 ألقي القبض على الأب خرموش مرة ثالثة، وقد تم إطلاق سراحه وإنقاذ حياته بصعوبة بالغة، بعد أن دفُع مبلغاً ليس بقليل من الذهب. كما فتشت قلايته [24] ونهب محتوياتها من مجلات ورسائل. وبسببه تم تفتيش مقر أسقفيتنا أيضاً، وصودرت منها رسائل وكتابات مختلفة وكثيرة، وأعطيت للمفتشين حتى يفحص محتوياتها، وقد شكرنا الرب لأنهم لم يجدوا كلمة واحدة مسيئة أو مخالفة أو ضد الدولة.

* في 10 تشرين الأول سنة 1929 وصل إلى ماردين كاهناً أرمنياً غريغورياً ومعه العديد من أبناء قومه قادماً من خربوط، وعندما سئل عن سبب حضوره إلى ماردين أجاب بالقول: لقد أمرت السلطة التركية من تبقى من المسيحيين سكان القرى الجلاء عنها وترك بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم والسفر إلى المدن، ومنها إلى خارج حدود البلاد، فخرجنا من قريتنا قرب آمد وكنا عشرة عائلات نعيش فيها حتى الآن، كي لا نجلى عنها بالقوة.

* شاب من رعيتنا وهو من بيت " بوياغي " كان قد هرب إلى أمريكا في زمن الاضطهاد، فكتب للكاهن أوغسطين خرموش قائلاً: " بلغ الامرأتان اللتان عندكم إن أرادتا المجيء إليَّ في أمريكا، فإنني سوف أستقبلهما وأرسل لهما نفقات الطريق ". وهاتان الامرأتان هما أم الشاب المذكور وأخته الصغيرة. ولما سمعتا أرادتا منه أن يعمل لأخذهما. وعليه أراد الكاهن أوغسطين والراهب أحمراني تهريب الأم وابنتها ومعهم شخصاً يدعى جرجس حنكو، وقد سعى لتحقيق هذا المبتغى الوالي توفيق هادي الذي أذن للراهب أحمراني بالخروج والسفر من ماردين ومعه كاهننا أوغسطين والمدعو جرجس حنكو، وهكذا افلتوا من حكم كان سيصدر بحقهم بسبب تهريبهم النساء المسيحيات إلى خارج الحدود. وكان الراهب المذكور قد هرَّب سابقاً صبيين مسيحيين وعليه سوف ينال جزاء مضاعف، إلا أنه نجا بمساعدة الوالي الذي كان يحسن للمسيحيين ويعاملهم بلطف، وكان الوالي قد قام بنفسه بأخذ الأم وابنتها الصغيرة من الميتم وأرسلهما إلى حلب لكي تلحق ابنها الموجود في أمريكا.

وقد عمل هذا الوالي الكثير لمسيحي ماردين، وفي هذه السنة طلب المدعو فرجو حاجيكو من الكاهن أن يدبر له مبلغاً من المال ليس بقليل يطلب منه لإنقاذ إخوته، وفي حال عدم الدفع سيسلم إلى السلطات التركية، وحيث أن الوالي لا يستطيع أن يخلصه من هذه المعضلة، فكر بالهرب من ماردين، وفي مساء الخميس الواقع في 16 كانون الثاني 1930 تمكن من الهروب إلى سوريا ومنها إلى فلسطين.

* في 7 نيسان 1930 كتبت رسالة للقس أوغسطين خرموش، وكان آنذاك في سوريا بعد أن غادرنا قبل فترة، وقد خولته بإدارة ورعاية جميع أبناء رعيتنا الكلدانية المشتتين هناك، والذين اجتازوا الحدود التركية فارين من ماردين وآمد ومناطق أخرى، وطلبت منه أن يذهب إلى الحسكة ويشتري أرضاً هناك ويبني عليها كنيسة ومسكناً للكاهن، وستكون جميع نفقات البناء والكساء من عندي.

* في 3 حزيران سنة 1930 ألغيت رسوم ضريبة عبور الحدود بين تركيا وسوريا.

* في 17 حزيران سنة 1930 جاء إلى ماردين قادماً من عرب كير كاهن أرمني غريغوري مع أهل بيته، وفور وصوله قام بزيارتي، وبعد أن سألت عن وضعه منحته مساعدة مادية، وفي المساء غادرنا مسافراً إلى حلب.

* في 22 حزيران سنة 1930 غادر كاهن السريان الكاثوليك المدعو أفرام قريته باته في طور عبدين، واجتاز الحدود متوجهاً إلى سوريا، علماً أن رفيقه القسيس داوود قد غادر القرية قبل أربعة أشهر. علماً أن السريان الكاثوليك كانوا قد بنوا في القرية المذكورة منذ ستين سنة إرسالية من أجل عودة أبناء جنسهم إلى حضن الكنيسة الجامعة، وخصصوا من أجل ذلك إمكانيات لا حد لها. كذلك وجد في القرية إرسالية بروتستانتية استطاعت أن تجذب البعض.

* في صيف سنة 1932 بدأ الجيش بالاستيلاء على السلاح الموجود عند الأكراد في جميع القرى التي يسكنون فيها، وقد نال الأكراد من جرى ذلك عذابات شديدة، ومن كان ينكر وجود سلاح لديه يفتش بيته وما أن يجدوه لديه يضرب ضرباً مبرحاً، حتى البعض اسلم الروح من قسوة الضرب. وكأن العدالة الإلهية أرادت أن تجازيهم عن كل ما فعلوه مع المسيحيين خلال زمن الاضطهاد سنة 1915، حيث سلبوا أبناءهم وبناتهم ونساءهم، واستولوا على ممتلكاتهم وماشيتهم بدون رحمة.

* في بداية شهر أيلول سنة 1932 استولت المحكمة الخاصة على كنائس اليعاقبة في ماردين، وحولت كنيسة مار بطرس حارة كولوسيه سجناً خاصاً لمهربي الماشية من أبقار وأغنام عبر الحدود.

* في نهاية أيلول من سنة 1932 جاء من العاصمة إلى آمد رئيس جميع القائمقامين المدعو عصمت باشا، فذهب كاهن اليعاقبة في ماردين القس عمانوئيل ومعه وفد من وجهاء طائفته ليسلموا عليه، إلا أنه لم يستقبلهم فعادوا خائبين، لقد أرادوا بتصرفهم هذا أن يميزوا أنفسهم عن بقية أفراد الشعب المسيحي، والتقرب من المسؤولين لوحدهم فقط.

* في 19 تشرين الأول سنة 1932 دعيت للاستجواب عند أحد القومسيريه [25]، وما أن وصلت لعنده طلب مني أن أجيب على الأسئلة التالية:

س: أين هو بطريرككم. ج: في العراق.

س: بمن ترتبطون. ج: لا ارتباط لدينا مع أحد.

س: هل تتصلون يا ترى باسطنبول مع المبشرين هناك. ج: قطعاً.

س: هل لديكم اتصال مع روما. ج: قطعاً.

س: هل ليكم اتصال مع البابا. ج: قطعاً.

س: كم كنيسة عندكم. ج: كنيسة واحدة.

لقد تم تدوين هذه الأسئلة والأجوبة لديه على ورقة، ثم انصرفت عائداً إلى دار الأسقفية.

* في 15 تشرين الثاني 1932 دعي كاهننا في آمد طيمثاوس فضلي للاستجواب من أحد القومسيريه، وطلب منه أن يجيب على الأسئلة التالية.

س: متى جاء الآثوريون والكلدان إلى هنا وأصبحوا من سكان البلاد.

ج: إنهم سكان هذه الأرض منذ القدم، ولم يأتوا من أماكن أخرى.

س: كيف اعتنق الكلدان المسيحية.

ج: من تلاميذ ورسل السيد المسيح الذين جاؤوا إلى هذه البلاد وتلمذوا سكانها.

س: بأية لغة يتكلم الكلدان.

ج: منذ القدم وحتى قدوم الإسلام كان الكلدان يتكلمون بلغتهم، وحافظوا عليها أزمنة طويلة.

س: والآن أية لغة يتحدثون.

ج: العربية والتركية.

س: لماذا يتحدثون باللغة العربية ولا يتحدثون بلغتهم.

ج: منذ دخول العرب المسلمون إلى هذه البلدان تسلطوا على أهلها، فسيطرت لغتهم على اللغات الأخرى، ففقد الكلدان لغتهم.

س: أية لغة تستخدمون في كنائسكم، وهل عامة الناس يفهمون لغتهم الكلدانية.

ج: الآن يتلون الإنجيل وغيره من الكتب المقدسة وكذلك كتاب التوركاما باللغة التركية في آمد، أما الكاهن بينه وبين نفسه فيستخدم الكلدانية في جميع صلواته.

س: أين يسكن أغلب الكلدان والآثوريون.

ج: في العراق.

س: هل يبحث الآثوريون والكلدان في العراق كيف ستكون حالتهم، وما هو تفكيرهم في ذلك.

ج: لا أعرف كلياً، ولا يوجد بيني وبينهم اتصال.

س: أين هو زعيمكم أقصد بطريرككم.

ج: أحياناً في بغداد وأحياناً في الموصل.

س: هل لديكم اتصالاً أو مراسلات معه.

ج: ليس لدينا معه اتصالاً لأننا، ابتعدنا عنه منذ زمن افتراق العراق عن تركيا.

س: إذا اعترضتكم إلى خدمة روحية أو زمنية فإلى أين تتجهون.

ج: نتجه في الخدمة الزمنية نحو حاكم ولايتنا، وفي الخدمة الروحية نتجه نحو مطراننا في ماردين.

س: هل لديكم مدارس، وبأية لغة تعلمون.

ج: لقد أغلقت مدارسنا منذ خمس عشرة سنة، وقبل إغلاقها كنا نعلم التركية والكلدانية والفرنسية.

س: والآن أين يتعلمون أبناءكم.

ج: الآن يتعلمون في المدارس التركية.

س: ما هو الفارق بين الكلدان والآثوريين، كنسياً أو عرقياً، وما هي لغة الآثوريين.

س: الفارق الكنسي بيننا هو أننا كاثوليك، وهم ليسوا كاثوليك. أما عرقياً فنحن واحد، وأيضاً لغتنا وكتابتنا واحدة، وهناك فارق بسيط بيننا في اللفظ.

س: ما هو عدد الكلدان في سوريا، وفي أي وقت سكنوا هناك.

ج: حقيقة لا أعرف ما هو عددهم، ولا تاريخ سكنهم هناك.

لقد تم تدوين هذه الأسئلة والأجوبة لديه على ورقة، وانصرف الكاهن إلى مركزه.

* في شهر أيلول سنة 1933 بسطت البلدية يدها على أوقاف كنيستنا في ماردين المسماة ربان هرمزد والمشيدة في نهاية القرن السابع، وقد أقمنا شكوى ضد البلدية لدى مديرية الأملاك، كذلك فعل الأرمن الكاثوليك الذي أخذت أوقاف كنيستهم أيضاً مع أوقافنا.

* في 19 تشرين الثاني 1933 وردنا من رئيس دائرة الأملاك حكم عام يديننا ويصادق على عمل البلدية، وبهذا فإن حرباً أخرى شنت علينا.

* في شهر آذار سنة 1934 أدينت البلدية بحكم جديد، فرجعت أوقافنا كلها.

* في شهر أيلول سنة 1934 هدمت خمس بيوت واثنا عشرة حانوتاً عائدة لكنيستنا في ماردين، بحجة توسيع أسواق المدينة، وهذا العمل جلب لنا خسارة ليست بقليلة.

* في 5 أيار سنة 1935 أعلن النواب في أنقرة أنه من الآن وصاعداً سيكون يوم الأحد هو يوم العطلة في كل أنحاء تركيا بدل يوم الجمعة، وفيه تغلق جميع الحوانيت والأسواق.

* في سنة 1935 أحيل إلى التقاعد الخليفة عبد المجيد، وغاب اسمه في إلقاء الخطب، وتم طرد جميع آل عثمان من القسطنطينية والبالغ عددهم 72 شخصاً، وكان آخر سلطان عثماني تمت إحالته على التقاعد هو وحيد علاء الدين.

* في 13 حزيران سنة 1935 صدر قرار آخر من أنقرة جاء فيه: " اعتباراً من هذا اليوم وصاعداً على جميع رجال الدين الإسلام والمسيحيين واليهود ألا يلبسوا لباسهم الديني إلا في كنائسهم وبيوتهم، ويستثنى منهم البطريرك الغير متحد مع روما " روم أرثوذكس " والمقيم في القسطنطينية، وعندما يخرجون خارج مراكزهم عليهم أن يلبسوا لباس المدنيين كبقية الناس، وكل من لا يذعن لهذا القرار عليه الخروج خارج حدود الدولة.

* في سنة 1936 خرج من آمد آل كميل باشا ومعهم جميع أقربائهم ومعارفهم والبالغ عددهم أربعين عائلة، وسافروا إلى داخل البلاد.

* في شتاء 1937 تم تدمير كنيسة الكبوشيين مع منزل لهم في ماردين، وكذلك دير الراهبات، وكان بجوار الكنيسة مدرسة للكبوشيين كانت تضم قرابة ثمانمائة صبية تتعلمن القراءة مع مهنة الخياطة وشغل الإبرة.

* اختم خواطري بالقول المكتوب: " طوبى للمظلومين، والويل العظيم للظالمين. المقتولون يرثون الملكوت، والقتلة الظلام البغيض. كل إنسان ينال أجره حسب عمله، ومكافأته كفعله ".









----------------------------------------------------

1_ المطران إسرائيل أودو (1910_ 1941): ولد في ألقوش سنة 1859، وهو أخ المطران توما أودو، وابن القس هرمز أخ البطريرك يوسف السادس أودو. دخل المعهد البطريركي بالموصل سنة 1883. رسمه البطريرك إيليا الثاني عبو اليونان كاهناً سنة 1886. وفي سنة 1888 عين لخدمة الكنيسة ببغداد، ثم عين نائباً بطريركياً على البصرة سنة 1891، وخدم هناك ثماني عشر سنة، بنى خلالها كاتدرائية ما توما ودار المطرانية مع مدرستين. كذلك بنى كنيسة صغيرة في العشار، وأنشأ وكالة الأهواز البطريركية. انتخب مطراناً على ماردين سنة 1909، واقتبل السيامة الأسقفية من يد البطريرك عمانوئيل توما سنة 1910. خدم أبرشيته إحدى وثلاثين سنة بحكمة ودراية. وقد عانى الكثير خلال أحداث السفر برلك، حيث استشهد العديد من أبناء أبرشيته مع بعض الكهنة. كان المطران إسرائيل راعياً فاضلاً حريصاً على واجبه. وكان يتقن اللغة الكلدانية اتقاناً تاماً، وله فيها عدة رسائل لها قيمتها التاريخية واللغوية. وله رثاء في مذابح ماردين وآمد وسعرت والجزيرة العمرية ووان سنة 1915. توفي سنة 1941 ودفن في كاتدرائية ماردين، وبوفاته انتهت سلسلة أساقفة ماردين .

2_ السنوسي: هي العائلة المالكة التي كانت تحكم ليبيا خلال تلك الفترة.

3_ تشارين: لفظة عامية تعني شهري تشرين الأول والثاني.

4_ الأرمن المتحدين: عبارة تعني الأرمن الكاثوليك.

5_ الأرمن الغير متحدين: عبارة تعني الأرمن الغريغوريين المعروفين بالأرثوذكس.

6_ كاتدرائية مار بثيون: كاتدرائية الكلدان في آمد شيدت في الجيل السادس للمسيحية. ومار بثيون هو من رهبان كنيسة المشرق كان متنسكاً في جبل قرب لاشيبار، نال إكليل الشهادة سنة 449 م في زمن الحاكم آذور هرمزد، حيث أمر بقتله بطريقة وحشية وقطعه أرباً أرباً، ففي اليوم الأول قطعوا أذنيه وأنفه، وفي اليوم الثاني يديه ورجليه، وفي اليوم الثالث ذراعيه، وفي اليوم الرابع ساقيه وركبتيه، وفي اليوم الخامس فخديه، وفي اليوم السادس رأسه، وبقيت جثته وأعضاؤه المقطعة معلقة عشرة أيام. ثم جمع المسيحيون أعضاء القديس ودفنوها بإكرام. وتحتفل كنيسة المشرق بتذكاره في 25 تشرين الأول.

7_ دار الأيتام: بناء شيده مار سليمان صباغ مطران آمد على الكلدان بعد مذابح السفر برلك، وضم أيتام المسيحيين من جميع الطوائف، حيث كانوا يتلقون فيه العلم وتعلم المهن والصنع، ولازال بناء الميتم قائماً حتى يومنا هذا مع ما أصابه من خراب بسبب عوادي الزمان.

8_ ميافرقين: تدعى حالياً سليفان وهي من أشهر مدن ولاية ديار بكر، وتبعد حوالي 40 كم إلى الشمال الشرقي منها، يشق المدينة نهر دجلة، وتعرف ميافرقين في تاريخ كنيسة المشرق باسم " ميفرقط " و " مدينة الشهداء "، ومنذ بدايات المسيحية كانت كرسياً أسقفياً يتبع مطرابوليطية نصيبين المشرقية، ثم أضحت كرسياً مستقلاً، وفي العصور المتأخرة أضحت رعية تابعة لأبرشية آمد الكلدانية، ومن مشاهيرها في تاريخ الكنيسة المطران ماروثا الميافرقيني " الجيل الخامس ".

9_ المطران عبد يشوع خياط: رسمه البطريرك يوسف السادس أودو أسقفاً على العمادية سنة 1860، سنة 1863 عين نائباً بطريركياً حتى سنة 1872 حيث عين مدبراً لأبرشية آمد، وثبت نهائياً مطراناً عليها سنة 1874. خدم أبرشيته حتى سنة 1894 حيث انتخب بطريركاً. توفي سنة 1899.

10_ اليعاقبة: لقب أطلق على السريان الغربيين في نهاية الجيل السادس للمسيحية، بعد أن أوجد المطران يعقوب البرادعي سنة 599 إكليروس لهذه الكنيسة يرفض مقررات مجمع خلقيدونية المنعقد سنة 451 والتي حرمت تعاليم أوطيخا القائلة بأن للمسيح طبيعة واحدة، وأطلق على أتباعه " المونوفيزيين ". وبعد تدخل الإمبراطور هرقل سنة 629 أتاح قيام سلطة للكنيسة السريانية الغربية مرجعها بطريركية إنطاكية في المنطقة الخاضعة للبيزنطيين.

11_ ويران شهر: بلدة عرفت قديماً باسم تل موزل أو تل موزن، تقع جنوب غرب ماردين بين بلدة سروج وبلدة رأس العين. خلال مذابح سنة 1915 كان في البلدة 600 عائلة مسيحية أغلبهم من الأرمن الكاثوليك ولهم فيها كنيسة على اسم يوحنا المعمدان. وكان في البلدة عشرين عائلة كلدانية يؤدون واجباتهم الدينية عند الأرمن الكاثوليك. وكان للسريان الكاثوليك كنيسة على اسم مار أفرام. وكان في البلدة مصلى للأرمن الأرثوذكس ومصلى أخر للسريان الأرثوذكس.

12_ قائمقام: كلمة لا زالت تستعمل في تركيا، وتعني مدير المنطقة.

13_ ديركه: بلدة تقع جنوب ماردين، تشتهر بالحدائق والبساتين والينابيع الغزيرة، وتشتهر بأشجار الزيتون والعفص. خلال مذابح 1915 كان في البلدة 250 عائلة مسيحية، منها عشرة عائلات كلدانية.

14_ القومندان: كلمة تركية تعني قائد الجيش في الولاية.

15_ رئيس الكتاب: ويعرف بالتركية باش كاتبي، وهو كبير كتاب الوالي ومدير مكتبه.

16_ دير الزعفران: ويعرف بدير حنانيا وأيضاً بدير الكركم، يقع في الجهة الشرقية من ماردين على بعد 7 كم، كان مقراً لبطاركة السريان الأرثوذكس منذ القرن الثاني عشر وحتى النصف الثاني من القرن العشرين.

17_ مؤتمر لوزان: انعقد هذا المؤتمر في مدينة لوزان السويسرية سنة 1919 لبحث موضوع السلام بين الدول المتحاربة في الحرب الكونية الأولى.

18_ البيم: ويعني بالعربية منصة وهو موضع مرتفع قليلاً عن مستوى أرضية الكنيسة يجلس فيه الإكليروس خلال القداس وأثناء الصلوات الفرضية، وفي منتصف البيم منصة خشبية يضعون عليها الصليب والإنجيل، وتدعى هذه المنصة الجلجلة.

19_ التكيات: جمع كلمة تكية وهي كناية عن مدرسة شرعية إسلامية يترأسها شيخ طريقة صوفية يلقن فيها الشيخ أتباعه المريدين مبادىء طريقته.

20_ مديات: وتسمى في بعض المصادر مدياد، مدينة في جنوب شرق تركيا تعتبر قصبة طور عبدين، تقع في سهل فسيح تحيط بها الروابي والتلال. أغلب سكانها سريان أرثوذكس وقليل من الكلدان والسريان الكاثوليك والبروتستانت.

21_ خربوط: وتسمى في بعض المصادر خربوت، مدينة في شمال شرق تركيا تقع بالقرب من نبع نهر دجلة ضمن ولاية ألعزيز، دعاها العرب " حصن زياد ".

22_ أزخ: بلدة في جنوب شرق تركيا تقع شمال غرب الجزيرة العمرية، كانت مركزاً هاماً لكنيسة المشرق حتى الجيل السادس للمسيحية.

23_ ملاطية: وتكتب في بعض المصادر ملطية، مدينة على نهر الفرات في تركيا، موقعها شمال الرها وشمال غرب آمد، ولد فيها المؤرخان الشهيران البطريرك ميخائيل الكبير " القرن الثاني عشر " والمفريان غريغوريوس ابن العبري " القرن الثالث عشر ".

24_ قلاية: لفظة بالكلدانية تعني كوخ أو حجرة أو مسكن الراهب أو الناسك. ويقال القلاية البطريركية أي الدار أو المقر البطريركي، وأيضاً القلاية الأسقفية أي الدار أو المقر الأسقفي.

25_ قومسيريه: جمع الكلمة التركية قومسير، وتعني رقيب في الشرطة.
Opinions