Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

رح نكشف الفساد

 

تتنوع أشكال الفساد، كما تتنوع مظاهر الطبيعة والأصناف الحيوانية والنباتية في الكون الواسع، وهناك من يفسد وينتفع من المال العام بمختلف الأشكال، ثم يتحول الى رجل وجاهة، ويذهب الى الديار المقدسة، ثم ينفق على المساكين بروح طيبة، ويسارع في الخيرات دون أن ينسى الإستمرار في الإستغلال والحصول على المزيد من المكاسب التي تؤمن له وضعا مختلفا عن وجوده السابق حين كان لايملك من حطام الدنيا شيئا، ثم وبقدرة قادر يحصل على مناصب رفيعة وأموال وسيارات وبيوت وزوجات وخدم وحشم ووو.. فلايعود يتذكر من الماضي شيئا سوى مافيه من عقد النقص التي تأكل بروحه وتدفعه ليؤذي الناس وينتقم منهم بطريقته الخاصة التي تعلمها من سنوات الجوع والحرمان، فلاهم له سوى البحث عن المغانم، ولايقدم شيئا وهو في المسؤولية، ويتركز جهده على الكيفية التي يحافظ بها على مكاسبه بخداع الناس وتضليلهم، وإستخدام المال الحرام لشراء ذممهم، وتحويل وجهاتهم الى الوجهة التي يريد طالما إنهم ضعاف وهو قوي، وهم فقراء وهو غني، وهم متسكعون وهو في المنصب الرفيع.

يصرخ محاربو الفساد عبر وسائل الإعلام ضد الفساد، ويأتيك همس من جانبك يقول، إحذروا فأول المفسدين هم أصحاب الأصوات العالية الذين يريدون التغطية على فسادهم بصراخهم، ثم إن هولاء يتصدون للمشهد ويتحدثون لملايين من الناس يجهلون حقيقة مايجري في بلدهم، ويخدعون الغالب منهم بعبارات توهيمية مضللة لايعرف هولاء البسطاء مصدرها وحقيقتها فهم مغيبون عن الوعي لأنهم بعيدون عن مكامن المعرفة بخفايا الأمور، وهم ليسوا في السلطة، ولايعرفون كيف تدار ماكينة الحكم والسياسة، ولامن أين ياتي، والى أين يذهب القرار؟ وماعلى البسطاء سوى أن يسمعوا للصراخ فيؤمنوا بحقيقته وحتمية صدق الصارخ مع إنه ربما يكون كاذبا يريد إيهامهم بأن العراق ذاهب الى الهاوية وهو لوحده من يسعى لإنقاذه وحمايته من السراق والمفسدين، ثم إنه لم يكشف عن ذمته المالية للشعب وللجهات المختصة في هيئة النزاهة على الأقل.

يحاول معظم من عمل في البرلمان العراقي لدورات سابقة أن يترشح لدورة لاحقة، ويصرح بعدم موافقته على التجديد للرئاسات الثلاث، ولاأعرف كيف يدافع عن فكرة عدم التجديد، بينما يسارع هو للتجديد لنفسه في برلمان لم يقدم شيئا، ولايقدم كشفا بذمته المالية قبيل الترشيح، ولايكشف عن ذلك لكي نعرف كيف كان يعيش؟ ثم كيف صار يعيش الآن ويحصل على المكاسب الجمة؟ ولاأدري لم لاتشترط مفوضية الإنتخابات على المرشحين لإنتخابات مجلس النواب الكرام أن يكشفوا عن ذممهم المالية، فيسمح لمن يتجاوز الكشف بنجاح الترشح، ويبعد من تظهر لديه مخالفات؟ واضح للعيان إن مايقوم به معظم السياسيين هو نوع من التسقيط المتبادل، أو الكذب المتبادل على بعض، وعلى الناس، ولاعلاقة لهولاء بالصدق في القول والفعل.

Opinions