ستبقى ثورة 14 تموز شمسا في سماء العراق والعالم
نستذكر ايام تلك الثورة المجيدة ونحن غارقون هذه الايام في هذه المحرقة التي تأكل الوطن والخراب الكبير ونتمنى لو عاد بنا الزمن الى الوراء ، الى ايام تلك الثورة الخالدة والتي كانت بحق عيد التحرير الحقيقي والتي اثنائها ( اي عمر الثورة من 14 تموز 1958 الى 8 شباط 1963 الاسود ) عاش العراقيون للمرة الاولى والوحيدة ايضا خلال قرون حياة وقيم العدالة و المساواة والتقدم ، فتساوت فيها كافة اطياف شعبنا العراقي من مذاهب وقوميات وحركات واتجاهات وسنت قوانين حديثة انسانية تعتمد على مبادىء حقوق الانسان ومساواة المرأة بالرجل وتم الالتفات ايضا وبشكل قل مثيله للطبقات الفقيرة والمهمشة وذوي الاحتياجات الانسانية ، الم يقل زعيم تلك الثورة الشهيد عبد الكريم قاسم ( الرحمة فوق القانون ، وكذلك قوله لاحد الخبازين وذلك اثناء زيارة للزعيم لبعض الاماكن ومنها هذا المخبز : كبر رغيف الخبز وصغر صورتي المعلقة في الاعلى ) ومن المعروف ايضا لكل العراقيين عيشته المتواضعة البسيطة ومنزله البسيط وكذلك مبيته احيانا في مكتبه على فراش( دوشك )على ارضية المكتب وحتى ما كان يهديه للمواطنيين من اموال كان من راتبه الخاص ولم يوجد معه بعداستشهاده الا 16 دينارفأي تواضع واي روحية تلك التي امتلكها محبوب الملايين ، حب الناس والتضحية من اجلهم والتسامح الكبير حتى تجاه اعدائه وقوى الشر من حزب البعث الفاشي والحركة القومية النازية وتلك كانت بداية الكارثة ( حيث كان تسامحه اكثر من اللزوم ولم يستمع للشعب الذي اراد ان يقوم الزعيم بأعدام الخونة من تلك القوى الارهابية الفاشية ) فأي قلب كبير كان يمتلك ذلك الرجل وما كان يقوم به من اجل كل المعاني الاهداف السامية ..ان الكثير من المنجزات والمشاريع العظيمة هي اما تحققت خلال تلك الثورة او بدء بالتخطيط لها وتحقيقها والتي قسم منها ( اي المنجزات والمشاريع ) يتبجح بعض البعثيون بأنها من انجازات المجرم صدام وما تلك الا اكاذيب محاولة منهم لمسح الحقائق وذر الرماد في العيون متصورين بذلك ان ذاكرة الشعب العراقي قد ضعفت ووهنت متناسين ان حب الناس لعبد الكريم ولثورة 14 تموز باق في القلوب وتتناقله من جيل لجيل ، ومن هذه الانجازات والمشاريع تخطيط بغداد كمدينة بشكلها الحالي كان في عهد الثورة بواسطة شركة دوكسيادس اليونانية وشركة اخرى تشيكية، تأميم النفط الحقيقي كان ايضا في عهد الثورة وذلك بقانون رقم 80 وليس بعد انقلاب 1968 المشؤوم وايضا مخطط جامعة بغداد الجادرية ليس بعده وهومن تصميم المهندس المعماري الالماني المشهور كروبيوس كما هو معروف للاوساط المعمارية العراقي وقاعة الالعاب الرياضية قرب ملعب الشعب والمعروفة بقاعة الشعب والتي كان صدام قد اسماها قاعة صدام جزافا رغم انها كانت احدى مشاريع الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وهي من تصميم المهندس المعماري الفرنسي المشهور لو كوربوزييه ، هذا وغيرها من المشاريع التي كانت على طول البلاد وعرضها وليس كمشاريع القائد الضرورة صدام تتمركز في بغداد وتكريت وبعض النواحي والاقضيةالتي كانت موالية له ....ستبقى ثورة 14 تموز نبراسا وشمسا تنير للعراقيين ايام حلكتهم وكوارثهم ونموذجا تحقق بالفعل وجسد آمال واحلام الجماهير الكبيرة وسعت لتحرر وانعتاق الانسان العراقي ورقيه وتقدمه ، فالمجد كل المجد لانصع صفحة في كتاب التأريخ العراقي الحديث.