شعوب خائنة وجنرالات وطنيون
رد على مقالة "شعوب خائنة وجنرالات وطنيون"
كتب الأستاذ الأديب إبراهيم نصر الله مقالة بعنوان " شعوب خائنة وجنرالات وطنيون" (تجدون رابطها في الأسفل) هي عبارة عن محادثة بين طرفين، هو أحدهما والآخر صاحبه المختلف معه في الموقف من الثوار السوريين الذين يؤيدهم الأستاذ نصر الله ويرى فيهم الحرية والثورة على الدكتاتورية.
ولأني وجدت نفسي اختلف مع الأستاذ ابراهيم في تقييمه للموقف في سوريا، فقد عز علي أن صاحبه الذي يمثل الطرف الآخر لم يكن قادراً على تجميع جملة مفيدة واحدة، حسب حوار الأستاذ ابراهيم، وبالتالي فقد غبن الرأي المقابل غبناً شديداً ولم يعطه أية فرصة ليقدم دفاعاته. لذلك فقد كتبت للأستاذ ابراهيم الرد التالي:
الأستاذ ابراهيم نصر الله المحترم، تحيتي على قصيدتك اللطيفة في حرية الشعوب هذه حول سوريا، لكني أقف موقفاً مخالفاً لك، أتخذته بعد تردد طويل وتابعت وقرأت الأخبار واستمعت الى الطرفين وإلى من أبدى رأيه، وصار لدي علامات استفهام كثيرة على موقف الثوار السوريون جعلتني أقف بالضد منهم رغم أني لست متحمساً على الإطلاق للأسد، ولا أعتبر نظامه يمثل الديمقراطية بأي شكل، وبالتالي فأنت محق في ما وجهت إليه من لوم. المشكلة التي لدي ليس في نقد الأسد، وإنما في السؤال: هل هذا البديل الذي يعرض نفسه افضل منه؟
لقد ارشدتني إحدى قارئاتك إلى المقال، لكني للأسف لم أجد فيه أجوبة على أسئلتي وتساؤلاتي، و"صاحبك" هذا الذي دعوته لمحاورتك كان للأسف بليداً بشكل ميؤوس منه وعاجزاً عن إقامة أي حوار، فهو (ولا تزعل) يذكرني بحوارات خيالية بين سني وشيعي كتب بعضها السنة وكتب اخرى الشيعة، وفي كل مرة ينتصر مذهب من يكتب النص انتصاراً ساحقاً، فهو "يصمم" محاوره على مقاسه، ليكون مثل صاحبك، لا يجيد غير تلقي الصفعات، فلا يكش ولا ينش، بل أن صاحبك يا أخي العزيز تغلب على هؤلاء في سلبيته الزومبية.
إنني أرى إنك بهذه الطريقة المتحيزة لا تقدم محاوراً وبالتالي لا تقدم حواراً ، بل كانت مقالتك أو قصيدتك أو حواريتك، مونولوجاً من جانب واحد، وكانت حفلة الملاكمة التي دعوتنا لمشاهدتها تنقصها الإثارة، فكأننا نشاهد ملاكماً يتدرب على ضرب كيس!
طبعاً أن مثل هذا "الصاحب" مريح للغاية، لكن إسمح لي أن أزعج راحتك قليلاً وأبدل صاحبك، بشخص لم يمت سريرياً بعد، يمكن أن يجيبك عن بعض اسئلتك بشكل أفضل، ودعنا نتخيل من جديد حواراً أكثر متعة في حلبة الملاكمة بينك وبينه:
تقول: " إن أبسط حقوق المواطن أن يمنح حق الانتخاب"
ومحدثك الجديد سيجيب: "وهل القادمون من جبهة النصرة يتحدثون عن حق الإنتخاب؟"
وتقول: "أن لا تمتلئ السجون بكل أولئك الذين يحبون الحرية"
وسيقول: " لم أسمع أحداً من الثوار يتحدث عن الحرية إلا لنفسه، اما الآخرين فيجب أن يخضعوا لنظام ديني متطرف قاس، لأنه يؤمن به ويؤمن بفرضه على غيره"
وتقول: "وأن لا يكون هناك سوى نشيد واحد لزعيم واحد"
وسيقول: "وأنا معك، وأؤمن تماماً بالتعددية، لكن جماعتك كما فهمت يريدون حكم مذهب واحد يقرأ كتاب واحد بطريقة واحدة"...
وتقول: "فالطفل حمزة الخطيب الذي شوِّه وبترت أعضاؤه: مندس! وإبراهيم قاقوش المغني الذي لن تعثر أمه على حنجرته، وذلك الشاب الذي داسته الدبابة بالعرض.."
وسيقول: "صحيح، لكني لم أر القادم أكثر رحمة، ولم أجده يجيد سوى التفجير الوحشي والقصف العشوائي وقتل الناس في الشوارع والشيوخ وطلابهم في المساجد، فهل لهؤلاء نصيب من إنسانية ضميرك أيضاً؟"
وتقول: "أليس من المفترض أن يقدم هؤلاء للمحاكمة بدل أن ينكل بهم الجنود على هذا النحو"
وسيقول: "صحيح ما تقول يا صاحبي، لكن ألم تر ما فعل القادمون؟ هل ارسل لك صوراً متسلسلة لقلتهم رجلاً في الشارع فور شكهم بأنه مع النظام؟ هل رأيت ما فعلوا بالجنود الأسرى؟ ألم تشاهدهم ينكلون ويسخرون بـ "الرجل الأصفر" وبالفتاة التي اتهمت بالسكر فربطوها على عمود ووضعوا هويتها أمام قدمها وكتبوا عليها ورقة يدعون الناس للبصاق عليها"؟
وتقول له: هناك نظام لم يطلق طلقة واحدة باتجاه (العدو الغاصب) لأرضه وكرامته خلال أربعين عاما، ويحرص على ألا يجرح هدوء الجبهة حتى بطلقة طائشة.
وسيرد صاحبك بسرعة البرق: "وهل القادمون جاءوا ليطلقوا النار على هذا الغاصب؟ إذن فقد كذب علي من أراني أفلامهم في حفلات الأدب الإسرائيلية وأسمعني صوت وقادتهم يطمئنون إسرائيل أنهم ليسوا ضدها وشيوخهم يقولون لهم أنهم في جبهة واحدة، ويعدونها ان يخلصونها من حزب الله وقالوا أنهم "سيحررون" الجولان بالطرق السلمية..."!
وتقول له: "هذا النظام الذي لا يتردد لحظة في الانضمام إلى قوات حفر الباطن لمهاجمة العراق وشعبه"
ويجيب: "ورفاقك يا صديقي يلقون أنفسهم في أحضان الناتو، ويتوعدون منذ الآن شعب العراق بحرب أهلية طائفية"....
تقول له: "هذا النظام الذي يحول كبار ضباطه إلى متسولين على الحدود، يتسابقون لسلب المسافرين"
وسيقول: "وقادة القادمين يتوسلون منذ الآن باليانكي والفرنسي. ويتسولون المال والسلاح ويتعاركون على الغنيمة"...
وتقول : "قد وصلنا إذن إلى ذلك الحد الذي يخشى فيه الرئيس أن تبيع الشعوب الأوطان، لأنه الوحيد الذي يمنع ذلك! فما الذي يمكن أن يحدث حين تستولي هذه الشعوب الخائنة على البلاد، وتطرد الرئيس البطل. البطل الوحيد الذي أجدبت أرحام الأمهات بعد أن ولدته أمه؟!"
وسيجيب: "تمام كلامك، لكن من تريدهم لا يمثلون كل "الشعوب الخائنة" ولا حتى اكثره، وقد اقر بذلك العديد من المحايدين وحتى من مناصري الثوار في الغرب، وقالوا أن الإعلام الغربي يحاول أن يفرض صورة غير صحيحة عن موقف الشعب السوري من الثوار، وأن الشعب رغم رغبته في تغيير النظام إلى ديمقراطي، فإنه لا يجد في هؤلاء القادمين من يمثل أحلامه ويخشى على بلاده منهم أكثر من النظام" – ثم سيقدم لك حزمة أوراق ودلائل على ما يقول ...
وأخيراً تقول: "للإيمان الأعمى، عيون شريرة"
وسيجيبك باسماً موافقاً: رحم الله والديك! فعلاً "للإيمان الأعمى، عيون شريرة"
"شعوب خائنة وجنرالات وطنيون" – إبراهيم نصر الله
https://www.facebook.com/notes/ibrahim-nasrallah-%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%A8-%D8%AE%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%AC%D9%86%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86/245654745473283
إبراهيم نصر الله - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D9%86%D8%B5%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87
17 نيسان 2013