طلقات سريعة ومساهمات جادة عن الفضائية الكلدانيـة
واحدة من طرائف اليهود العراقيين ، ان حداداً يهودياً عراقياً كان يستخدم صبي مسلم نفاخاً في نار كوره ، ويوماً ساله الصبي المسلم : استاذي ( منو يروح للجنة باعتقادك ) ؟ فأجاب اليهودي ( أبني قابل هاي بيها سؤال ، نحن شعب الله المختار والجنة من حصتنا بدون كاف لام ) .سأله الصبي : استاذي والمسيحيين ( محّد بيهم يروح للجنة ؟ ) .
اليهودي : المسيحيون ربما ( كم واحد بيهم يجوز يدخل الجنة ) .
وأردف الصبي بالسؤال : والمسلمون ماذا عنهم ؟
أجابه اليهودي : انفخ ابني انفخ ( خوما الجنة خان شغان ياهو اليجي يدخلها ) .
رباط الكلام ، يبدو اننا تعدينا الخطوط الحمراء ، فكيف ندعو الى تأسيس فضائية كلدانية ؟ إنه كما كان يقال في الموصل ( كفر نصراني ) وربما هذا المسكين النصراني كان يطالب بحقه ، لكن ذلك اعتبر كفراً ، ومن هذا المنطلق انطلقت الطلقات السريعة من رماة مدربين في ميدان الرماية على كل من يقدم على كتابة سطر لا ينسجم مع رؤيتهم . فاليوم فضائية كلدانية وغداً القوشية وبعدها زاخولية .. وهلم جراً ـ قابل باب الفضائيات ( خان شغان ياهو الكان يدخلّه ) .
أتذكر مرة كتبت مقالاً عن فضائية عشتار وعن اللغة غير المفهومة في نشرة اخبارها وأمور اخرى .
واستشفيت من تعقيبات السيد صبري أيشو في وقتها انه لا يقبل بفتح نافذه للعقل النقدي فلا يسمح بإلقاء حجر المسائلة في بحيرة الصمت الراكدة ، وفي جانب آخر لا يقبل مبدأ تقديم مقترح يدعو على الأعتماد على اكثر من عكازة ، إنه يقفز فوق التاريخ والتراث وتفكير الناس وإجبارهم على الأيمان بأجندته ، وينسى او يتناسى حرية الفكر وحقوق الأنسان وحرية الأنتماء ، فللسيد صبري أيشو حرية الفكر وحرية الأختيار ، ولكنه يصد منافذ الحرية امامنا وهو يعطينا الحلول الجاهزة ويتعين علينا الأقرار بما يراه ( هو ) صالحاً لنا .
واستغربت من الأستاذ صبري أيشو حينما يطلق على شعبنا الكلداني بقوله الطائفة الكلدانية ، إن هذه العبارة كان قد اطلقها من كان لهم ميول قومية واسلامية في البرلمان العراقي في العهد الملكي ، واستنكرها الكلداني الشهم يوسف غنيمة وافلح في تبديل العبارة الى الأقلية الدينية او القومية بدل الطائفة . واليوم السيد صبري يؤيد الأفكار الشوفينية بحق شعبنا الكلداني بتعبيره هذا ، وإن كان هذا الكلام يصدر من السيد صبري ايشو وهو احد المثقفين من ابناء شعبنا ، سوف لا نعاتب المسؤول الحكومي حينما يقول بأننا مجرد جالية .
في هذا السياق وتعليقاً على مقال الفضائية الكلدانية ايضاً ، أرسل لي احدهم رسالة الكترونية دون ان يذكر لي اسمه ، ولم استنتنج اسمه من الأيميل ، ويقول في رسالته : انه كلداني لكنه يعلن انه آشوري وهو يدعوني ان احذو حذوه وإلا سأبقى في خانة الأعداء وخونة الأمة لأنني ضد الوحدة القومية طالما انا باق على انتمائي الكلداني . وقد اجبته بسؤال واحد وطلبت منه الأجابة ولكنه لم يجبني لحد الآن وسوف لن يجيب أبداً ، سالته :
من كان على حق من الأكراد ؟ من ترك قومه وذهب مع الحكومة وتطوع مع ما كان يعرف بالفرسان ( جتا ) ام الذين بقوا مع قومهم وثورتهم وواصلوا ميراث آبائهم وتحملوا القسوة والمصاعب ؟ ولا زلت بانتظار الجواب .
انا مع حرية الفكر وأشكر السيد صبري أيشو واحترم رأيه ، لكن فقط أقول انه من مصلحة شعبنا ان ننبذ افكار الوصاية ، واحتكار الحقيقة ، وان نتعامل ونتعاون بندية وتكافؤ دون السماح لأي ضرب من ضروب التسلط والمغالاة في ان تستشري بيننا .
نوقش أقتراح الفضائية الكلدانية من قبل زملاء طيبين آخرين وطرحوا أفكاراً جديدة حول الفضائية ، فقد طرح الأستاذ زيد ميشو مسألة فضائية دينية تحمل تراث كنيسة المشرق ، وأن تساعد كنيسة الفاتيكان في هذا المشروع وكان مقاله تحت عنوان : حلم آخر " فضائية باسم الكنيسة .
كما طرح الأستاذ سعد عليبك الموضوع عبر المقال الموسوم : فضائية كلدانية من الحلم الى العمل وهو يدعو الى اعطاء الموضوع اهمية قصوى نظراً لأهمية مثل هذه الفضائية في حياة شعبنا . كما قرأت على موقع عنكاوا مقالاً بقلم الأستاذ منصور توما ياقو وهو تحت عنوان رد الأعتراض على تأسيس الفضائية الكلدانية ، وقد كان الكاتب موفقاً في الرد وليس لي ما اضيف عليه .
. وكنت قبل فترة قد قرأت تعقيباً للأستاذ دومينيك كندو يشير الى اهمية فضائية كلدانية ، كما قرأت أخيراً مقالاً للأستاذ ميخائيل بولص الأمراوي والمقال تحت عنوان فضائية كلدانية .. بين الواقع والطموح . ووردت في هذه المقالات افكار مفيدة وهي متفقة في الهدف ، ولنا وطيد الأمل ان تتحق هذه المنفعة لشعبنا لكي ينال نصيبه في ابراز تاريخه وتراثه ولغته وثقافته في الوطن العراقي .
اقول
إن وجود هذه الفضائية حق مشروع وليست موجهة ضد أي طرف ، إنما اتخيل هذه الفضائية ان تكون منبر مشاع للجميع دون تفرقة ، فالكلدانيون في العراق يتسمون بالأنتماء العراقي الأصيل ويحملون بعداً اجتماعياً مرغوباً وقريباً من جميع مكونات المجتمع العراقي ، إنهم أكراد مع الأكراد وعرب مع العرب وسنة مع السنة وشيعة مع الشيعة ويقفون على مسافات قريبة من جميع المكونات المجتمعية في العراق إنهم ملح المجتمع العراقي إن كان في العهد العثماني او العهد الملكي وإلى اليوم . وخير شاهد على مكانة الشعب الكلداني في المجتمع العراقي هو اللقب الذي ناله الكردينال العراقي الكلداني مار عمانوئيل دلي الثالث ، والذي اشتهر بمقولته : أسالوني عن الشعب العراقي ولا تسألوني عن المسيحيين . لقد اثبت هذا الشيخ الجليل ايمانه المسيحي وإصالته العراقية حينما قال انه آخر مسيحي يترك بغداد .
ان الكلدانيين العراقيين محرومين من هذه النعمة وهي الفضائية الكلدانية ، ومن المؤكد ان تكون هذه القناة ، قناة فضائية عراقية انسانية غير منحازة لأية جهة سوى انحيازها الى الهوية العراقية ومن المؤكد ايضاً انها ستبرز تاريخ وتراث وحضارة العراق بكل مصداقية فهي ستبرز الوجود الكلداني والسرياني والآشوري والتركماني والعربي والمندائي واليزيدي والكردي والأرمني والشبكي وكل طيف من اطياف القوس قزح العراقي الملون الجميل .
وفي هذا المقام هل لنا ان نسأل الحكومة العراقية بأن تساهم في هذا المشروع ؟
هل لنا ان نسأل ان تخصص الحكومة العراقية في فضائيتها العراقية ساعة او ساعتين في اليوم للبث باللغة الكلدانية .
هل يمكن ان نطلب من فضائية كردية ان تمنحنا هذه الهدية .
هل هناك جهات عراقية تعني بشؤون الأقليات تساهم بهذا المشروع بشكل من الأشكال ؟
نطلب من كل الجهات المعنية ان تلتفت الى هذه الشريحة العراقية الأصيلة وتنصفها لأبقائها حية بثقافتها في وطنها العراقي .
حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.com