عراقيون يخزنون الطعام خوفا من مزيد من الصراع الطائفي
05/03/2006بغداد (رويترز) - يأمل عباس جعفر الذي حمل كيسا كبيرا من الارز ووضعه في سيارته الصغيرة ان يكون قد حصل على غذاء كاف لإطعام أسرته اذا تصاعد العنف الطائفي في العراق مرة أخرى. وقال جعفر وهو شيعي يبلغ من العمر 37 عاما "لست متفائلا كثيرا بشأن المستقبل... لدي أسرة من أربعة افراد وأشتري كثيرا من الطعام لتخزينه في مرآبي. لا أحد يعرف ما سيأتي به الغد." ويكافح العراقيون بالفعل يوميا في ظل انقطاع التيار الكهربي ونقص البنزين وعبوات الغاز الخاص بالاستخدامات المنزلية واضافة الى ذلك باتوا يعيشون في خوف متزايد بسبب هويتهم الدينية. وأدى تفجير المسجد الذهبي في مدينة سامراء يوم 22 فبراير شباط الذي يلقي كثيرون باللوم فيه على القاعدة الى موجة من العنف المتبادل بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية ادت الى مقتل اكثر من 500 شخص وفقا للتقديرات المحافظة. وفي بعض المناطق خفت حدة الشعور بالازمة وازيلت حواجز الطرق المؤقتة التي اقامها السكان من بعض الشوارع وعادت كثير من العائلات الى التسوق في شوارع بغداد التجارية مرة اخرى. لكن الاحساس بالخوف استمر ولاسيما بالنسبة للعراقيين الذين يعيشون في مناطق يغلب على سكانها ابناء الطائفة الاخرى. وأرغم المئات على مغادرة منازلهم بسبب التهديدات الطائفية ويقوم بعض السكان في بغداد بتخزين الطعام. وبعد يومين من تفجير سامراء غادر ايمن جواد الفلوجة المعقل السابق للمسلحين السنة الى بغداد مع اطفاله الستة بعدما تلقى تهديدا بالقتل تحت باب شقته يقول "ان كنتم ايها الشيعة تريدون ان تعيشوا فعليكم مغادرة هذه المدينة." وقال جواد الذي يعيش الان في منزل لم يكتمل بناؤه في حي الشعلة الشيعي في بغداد "اواجه صعوبات في العيش هنا." واضاف "لا توجد نوافذ والبرد يشتد في الليل. وتركت كل امتعتي خلفي واخشى العودة الى هناك. ولا استطيع تحمل رؤية اطفالي بلا مأوى." ويدير السني عثمان حسن (39 عاما) مستودعا لحصص الغذاء في بغداد. ويقول ان كثيرا من زبائنه طلبوا حصص غذاء اضافية هذا الشهر خوفا من وقوع مزيد من العنف وفرض حظر التجول الذي اوقف حركة الحياة في العاصمة. وقال "اعتقد ان الناس خائفون. لكني ارى بارقا من الامل لاني اشعر ان الناس على كلا الجانبين ناضجون بدرجة كافية لتجنب حدوث كارثة."