Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عيد الدنح

القراءات الطقسية:

القراءة الأولى: أشعيا 4 / 2 _ 5 في ذلك اليوم يكون نبت الرب بهاءً ومجداً .+ أشعيا 11 / 1 _ 5 ويخرج غصن من جذع يسى وينمي . . .

القراءة الثانية: طيطس 2 / 11 _ 15 فقد ظهرت نعمة الله ينبوع الخلاص . . . + طيطس 3 / 1 _ 7 ذكرهم أن يخضعوا للحكام وأصحاب . . .

القراءة الثالثة: متى 3 / 1 _ 17 في تلك الأيام ظهر يوحنا المعمدان ينادي . . .



عيد الدنح: نشأ عيد الدنح في الشرق، وانتقل إلى الغرب في منتصف القرن الرابع، إلا أن معناه تحول وتمركز على ظهور الرب للأمم الوثنية، ممثلة بالمجوس بواسطة النجم. وجرى تبادل بين الغرب والشرق، فقد تبنى الشرق عيد الميلاد بتاريخ 25 كانون الأول الذي نشأ في الغرب أولاً. واقتبس الغرب من الشرق عيد الدنح. وكلمة دغسا " دنحا " تعني بالكلدانية الظهور أو الشروق، أي بدء ظهور يسوع للعالم يوم اعتماده في نهر الأردن من يد يوحنا المعمدان، وانفتاح السماء فوقه ونزول الروح القدس عليه، وتقديم الآب الذي أعلن: " هذه هو ابني الحبيب الذي به سررت ". وكان يوم 6 كانون الثاني مكرساً في مصر وفي الجزيرة العربية قديماً لإقامة الاحتفالات بمناسبة الانقلاب الشتوي، إكراماً للشمس المنتصرة على فترة الظلام وازدياد نورها. وقد حاولت شيعة الغنوصيين منذ أعوام 120 _ 140 م تعميد هذا العيد وجعله مسيحياً.

إن تركيز كنيسة المشرق على عماد يسوع المسيح في نهر الأردن من يوحنا المعمدان يعكس معطيات الإنجيل المقدس، الذي لا يهتم بإعطاء معلومات كثيرة عن حياة يسوع الأرضية خلال السنين الثلاثين الأولى، إذ عاش حياة الخفاء. إلا أن ظهوره للعالم وبدء نشاطه التبشيري وعمله الخلاصي بدأ يوم العماد. وتمركز اهتمام المسيحيين الأولين على يسوع منذ يوم بلوغه هذه المرحلة الخلاصية التي تساعدهم على تحقيق خلاصهم عبر مواعظ يسوع ومعجزاته وموته وقيامته بانتظار مجيئه الثاني. ويحمل عيد الدنح عناصر لاهوتية غنية أخرى كثيرة، أهمها ظهور الثالوث الأقدس للمرة الأولى على مياه نهر الأردن.[1]

وفي صلوات طقس عيد الدنح، تتعجب كنيسة المشرق من سر الظهور العجيب غير المنتظر، لأنها قريبة من فكر العهد القديم الذي يُطري عظمة الله ضابط الكل غير المنظور وغير المدرك. فلا تقترب من السر الإلهي إلا باحترام وإجلال، كما يقول الطقس. فلاهوت الدنح طبع بعمق تفكير كنيسة المشرق. فمن خلال صلوات هذا العيد نلاحظ أنها تتكلم عن السبب الذي جعل الله غير المنظور يظهر بجبه للبشر. وتبين سره في يسوع المسيح لأنه صورة مجد الآب الأصلية. وأن محب البشر والكاشف عن نفسه جاء من أجل المصالحة، لكي يشرق السلام السماوي على الأرض مع الرجاء الصالح لبني البشر في الحاضر والمستقبل.[2]

وتحتفل بعض أبرشيات كنيسة المشرق برتبة عماد الصليب وحمله من قبل أحد الأطفال كأشبين ليسوع، وتوزع المياه على المؤمنين للبركة. ومن خلال مراجعتنا لطقس عيد الدنح لم نجد ذكر لهذه الرتبة. وتعتبر هذه الرتبة ممارسات شبه طقسية وجدت خاصة في أبرشيات كنيسة المشرق في تركيا، والتي يبدو أنها اقتبستها من ممارسات الطوائف الأخرى هناك. وقد تناقلها أبناء هذه الأبرشيات بعد نزوحهم إلى البلاد المجاورة. وأخذت هذه الممارسة تتقلص تدريجياً حتى لا نجد لها ذكر في الكثير من الرعايا. أما طقس كنيسة المشرق فيضم فرض صلاة لهذا العيد، نذكر مقتطفات منه، ليطلع القراء على غنى المعاني اللاهوتية التي تعبر عن هذا العيد: صلاة من فرض المساء: " أيها القدوس الذي قدس بعماده جميع البحار والأنهر والغدران والعيون وينابيع المياه. إليك نتضرع أن تقدسنا بقداستك في عيد ظهورك المقدس. وأجعل أفواهنا ينابيع لتقديسك، ألسنتنا أواني كاملة لثالوثك المجيد، كل آن يا رب الكل ".[3]

أنشودة قبل المزامير: " يا ربنا إن معموديتك التي هي لنا ينبوع الخيرات واكتمال إيمان الحياة، التي على نهر الأردن جرت بواسطة يوحنا الساعي، هي مهدت الطريق إلى ملكوت السماء أمام كل المعمدين. بالاعتراف الكامل بالأقانيم المجيدة لثالوثك المسجود ".[4]

ترتيلة دواساليقي " ملكي ": " * نسجد يا رب لظهورك المقدس الذي أبهجنا، به أنرت بأعجوبة جميع الأمم التي كانت جالسة في الظلام وظلال الموت، المجد لك يا محب البشر. * نسجد لظهور المسيح ملكنا المجيد. لأن به بطل الموت والشيطان وانطفأت الخطيئة. ووعد بالحياة الحقيقية. والرجاء الصالح لكل البرايا. ممجد ومعظم مع أبيه وروحه. * اركعي واسجدي يا جميع الأمم ليسوع مخلصنا، الذي أفرح وأبهج بعماده الملائكة والبشر معاً. وخلص وحرر العالم كله بظهوره، مسجود له مع أبيه وروحه القدوس. * يا رب إن ظهورك مسجود، فيه استنارت المسكونة وابتهجت الخليقة كلها، السماويون والأرضيون، وها معاً يرنمون لك المجد من جميع الأقوام، أيها الابن مقدس جنسنا بعماده. * مجيد هو ظهور المسيح، الذي بعماده حررنا من الضلال، ووهب الرجاء والتجديد لجنس المائتين قاطبة. وأشرق ضياءً للعلويين والسفليين سوية. لك المجد أيها المسيح مخلصنا. ".[5]

ونذكر من صلاة الليل: " * الخليقة كلها تسر وتبتهج بالمجد بظهور المسيح الممجد. فإنه أبطل مذابح ضلال الأصنام. والذين كانوا جالسين في الظلمة أشرق عليهم النور. وتهمد على يد يوحنا وبعماده قدس الينابيع. * جميعكم يا من اعتمدتم بالمسيح لبستم المسيح من الماء والروح، لتملكوا معه في المسكن السماوي. * بروح واحد اعتمدتم وروحاً واحداً لبستم، ورباً واحداً عرفتم، وباسمه تدعون. ومعه تنعمون في المسكن المليء بالنعيم. * لأنكم قمتم من الماء وقمتم من بيت الأموات، لبستم المسيح ولبستم الروح القدس لتلبسوا بنوره الحياة الأبدية. * صفوف النور والروح رنموا المجد في ظهورك المقدس. وبعمادك الطاهر غسلت دنس جنس آدم الترابي، وكشفت الأسرار المجيدة لكنيستك. * اعتمد المسيح في نهر الأردن من يوحنا لخلاص الخطأة. الآب من السماء شهد لظهوره والروح القدس أظهر سر الثالوث. * بخوف ورعدة قام يوحنا حين اقترب ليعمد المسيح ربنا وصرخ يقول للناس جميعاً: هو ذا حمل الله فاسجدوا له. ".[6]

مدراش: " الردة: رنمت السماء والأرض المجد في يوم عماد ملك الملوك، يستحق الإكرام من الكل لأنه بظهوره أفرح الكل. * أتحدث عن عظمته وعن تجلي عماده، لقد اختلط الرب بعبيده والله ببني البشر، اليوم جاء رب الكل إلى إنسانيتنا ليقدسها، اليوم أشرقت حياة جديدة، بها أنتصر المائتون على الموت. * غنى السماء نزل إلى الأرض، وبذر كنوزه على إنسانيتنا، رتلوا المجد قدوس قدوس، للآب الذي بابنه أحيانا، بالأنبياء رنمه الروح وكرره عنه في الرسل، لتتم كلمة النبي يوم يعنى ليوم..[7]

وعند الصعود إلى البيم ترتل أبيات من الشعر الكنسي نذكر منها: " * مبارك الحي وابن الحي، الذي ظهر لنا من السماء، وبعماده بالماء أعطانا ذخيرة التبني. * مبارك من قدسنا بعماده، وطهرنا بغسله، ورفعنا بتواضعه، وأهلنا لمجده. * مبارك من ظهر في الأردن، والروح نزل واستقر عليه، وحلوله أظهر للكل، أن الآب رضي عنه. * مبارك ذلك الذي أعتمد، وهو غير محتاج من يوحنا المحتاج، وأغنى جنسنا المحتاج، والعطشان والمحتاج إلى مراحمه. * في هذا العيد الجليل، عيد عماد ابن الحي، لنرتل مجداً بهياً، مع الملائكة في السماء. * هلموا أيها المعتمدون، بالمسيح نسجد للمسيح، فبظهور المسيح، رأينا نور المسيح. * الجمع الذي احتفل بعيدك، وأكرم يوم ظهورك، أفض عليه نعمك، وأنعمه في ملكوتك. ".[8]

ومن صلاة السهرة نذكر : " * المجد: رب الينابيع والأنهر، طلب ماء من السامرية. فبالماء اصطادها وأدخلها وضمها إلى حظيرته. وخرجت وهي ترتل مجده. المجد لك يا ربنا، المجد لك يا ابن الله، مبارك من يرد الضالين. * من الأزل: رعد الآب في السماء، والملائكة رنموا في الهواء، والبشر على الأرض في يوم عمادك، من يوحنا الساعي في نهر الأردن المبارك. المجد لك ربنا، المجد لك يا ابن الله، مبارك من قدسنا بعماده. ".[9]

ومن فرض الصباح نذكر هذه الترتيلة: " في يوم العيد البهيج، عيد عماد الملك المسيح، صرخ الآب بصوت هادئ، هذا حبيبي المنتصر، والروح القدس بالجلال والتعظيم، نزل على رأسه المجيد. تحتفل الكنيسة وبنوها بعيده بألحان التمجيد، وتتوسل إليه بقدر استطاعتها بالود والحب والفرح، أن يخلصها من المُقلق إبليس الوقح، ويحفظها زمناً مديداً حتى تجليه الممجد ".[10]

وخلال قداس العيد ترتل ترتيلة الأسرار هذه: " الخليقة تجددت بربها، وعرفت مخلصها الذي اعتمد، وكشف لها في الأردن عن عقيدة الثالوث. الآب الذي يهتف ويصرخ: هذا هو حبيبي الذي عنه رضيت. والروح الذي أتى واستقر عليه. وأخبر عن مجده أمام العالمين. ".[11]

ونذكر بيت من ترتيلة البيم: " تقدسنا بالماء والروح، واقتنينا الحياة بجسدك ودمك، أيها الصالح الذي جبلنا من التراب، جدد مثالنا بالماء والروح، بالماء والروح جبلتنا مجدداً، مجيد تجديدك وبهي مجيئك. ".[12]





--------------------------------------------------------------------------------

1_ الفرض الإلهي لكنيسة المشرق الكلدانية الآثورية المطران جاك اسحق ص 67 _ 68.

2_ ظهور الرب فترة البشارة والميلاد والدنح في الصلوات الطقسية لكنيسة المشرق الأب منصور المخلصي ص 131 _ 132.

3_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص ىلار.

4_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص ىلار.

5_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص ىلاز _ ىلاش.

6_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص ىلاش _ يب.

7_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص يص.

8_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص يصا _ يصذ.

9_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص يضا.

10_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص يضر.

11_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص يضز.

12_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص يضص.




Opinions