Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

فضائية عشتار: غنى في المال فقر في المقال

عندما انطلقت فضائية عشتار ببثها الرسمي مطلع العام الحالي 2006، استبشرنا خيرا بولادة قناة عراقية جديدة حتى ولو كانت ذات خصوصية كلدانية آشورية سريانية كما اعلن القائمين عليها ولا يزالون يعلنون، وهو أمر بحاجة إلى وقفة سنقفها لاحقا في خاتمة هذا المقال.

ومما زاد من أملنا بولادة قناة جديدة متميزة هو ما تابعناه خلال فترة البث التجريبي للقناة، من أسلوب مبهر في العرض وإمكانيات فنية ومادية كبيرة تساعد في إنتاج مواد وبرامج على مستوى راق وعال من الجودة الفنية والمضمون.

لكن.. وعقب مرور حوالي أربعة أشهر من بدء البث الرسمي للقناة، صار يراودنا شعور أن استبشارنا خيرا بهذه القناة كان مجرد آمال لن يُكتب لها التحقق.. لأن نهج وخط القناة كما يبدو حتى الآن نهج ضيق الأفق ومحدود الطرح لا يتناسب لا مع الطرح الوطني العام مع حق منح الخصوصية مساحة مناسبة، ولا مع حجم الدعم المادي الضخم المرصود لهذه القناة بحيث يتحدث المراقبون عن ألف أو ألف وخمسمائة دولار أو يزيد.. أجور للمدراء ورؤساء الأقسام في هذه القناة، وبما شجع بعض الوجوه التلفازية المعروفة من مذيعين ومخرجين فضلا عن الفنيين للتوجه إليها.

إن المتابع لفضائة عشتار وخطها العام يلاحظ الآتي:

أولا: تقوقعها حول الانتماء المذهبي والمناطق المتعلق ببلدة عنكاوا في أربيل حيث مقر القناة، وعدم قدرتها في الخروج من هذه العنكاوية حتى في ملاكها، وهو أمر يقود إلى نوع من الإنغلاق على الذات أو ربما حتى العنصرية.

ثانيا: فقر المحتوى والمضمون في العديد من المواد والبرامج المقدمة فيها رغم البهرجة الإخراجية.

ثالثا: وبقدر إطلاعي على الثقافة واللغة السريانية، تساهم القناة (ولا أدري إن كان ذلك بقصد أو دون قصد) في تضيف أشخاص يُفترض انهم يتحدثون السريانية، لكن حديثهم يأتي خليطا من العربية والسريانية، كما حصل مؤخرا لدى استفاضة فنان تشكيلي مسيحي كان يتحدث على طريقة: (آنا محضرنا مادة.. وبعد عملية صقل بسيطة، نحتنا بطريقة بحيث هويا النتيجة طيبة)!!، بمعنى أن هذه القناة، أقرت أو أنكرت، تسيء إلى اللغة السريانية وتفسدها.

رابعا: تساهم القناة في تقديم صورة سلبية عن المسيحيين من ابناء العراق الغيارى من خلال عرضها حفلات المجتمع المسيحي العراقي التي تقام في اوروبا وأمريكا، والتي تظهر فيها الفتياة، وبما يتناسب مع الحياة في الغرب، بملابس غير محتشمة بعيدة عن واقعنا الشرقي والواقع الحقيقي لأبناء شعبنا المسيحي في العراق، والأمر ذاته مع الشباب بشعورهم الطويلة وأقراطهم وملابسهم!!.

خامسا: يبدو واضحا حرص القناة على الترويج لجهة سياسية محددة ومحدودة.. هي الحزب الديمقراطي الكردستاني، المؤسس الحقيقي للقناة ومالكها، وقد أسسها تحت غطاء الخصوصية الكلدانية الآشورية السريانية في محاولة واضحة لدق إسفين التفرقة والتقسيم بين القوى السياسية والقومية للمسيحيين داخل القطر وخارجه، وشق العمل المشترك السياسي والقومي، فيروج لهذه الجهة، ويسيء لتلك.. وهكذا، مستغلا طيبة وبساطة المتلقي ولا سيما من هو بعيد عن العراق.

سادسا: وضمن هذا السياق، يبدو واضحا أيضا حرص القناة على الترويج للسيد سركيس أغا جان وزير المالية المسيحي في حكومة إقليم كردستان، والذي يتولى الإنفاق عليها ببذخ كبير.

الخلاصة: كلمة أقولها للتاريخ: طالما كانت فضائية عشتار لا تمتلك رسالة سامية إعلامية كانت أو قومية او وطنية واضحة وصادقة.. فإنها ستبقى بعيدة عن التألق والتميز.. وربما خطها البياني بالامتداد العكسي قريبا بعد أن يخيب ظن المشاهدين بها. لأن من لا يحمل رسالة يؤمن بها.. ليس له إمكانية التواصل. وهذا هو حال عشتار حتى الآن، ما لم تعيد النظر في نهجها ويكون القائمون عليها أكثر صدقا مع أنفسهم ومع المشاهدين. Opinions