قفزة فيليكس وبرلمان العراق
حينما قرر النمساوي فيليكس ان يقفز من حدود الغلاف الجوي مخترقا جدار الصوت كان هنالك الكثير ممن يجلسون خلف شاشات التلفاز وهم ينتظرون هذا الشجاع الذي قرر ان يفعل المستحيل وان يذهب الى هذه المغامرة ليبين أنه ما زال هناك تحديات ينبغي التغلب عليها، واننا يجب أن لا نغفل عن محاولة تحقيقها، بهذه الكلمات قرر فيليكس ان يهبط من اعلى الغلاف الجوي وصولا الى الأرض ليعلن ان لاشيء مستحيل في الوجود، بالمقابل كان هنالك مائتان وخمسة وسبعون شخصا يجتمعون في بلد يملك المليارات من الدولارات والمليارات من براميل النفط ليخططوا من اجل رفاهية شعبهم، بل لجزء يسير من ابناء شعبهم، معادلة صعبة ومستحيلة ان نقارن بين فيليكس وبين نوابنا الأشاوس، فهو اخترق حاجز المستحيل بينما هم ادخلوا انفسهم عنوة في خانة المستحيل، فيليكس عندما وصل الأرض فرح بذلك العدو قبل الصديق، بينما نوابنا الذين ذهب نحو 100 منهم لأداء فريضة الحج كان هنالك ممن بقوا قد قرر ان يمنح نفسه ومنذ اليوم اجازة العيد التي ستستمر حتى السادس من تشرين الثاني المقبل ، جعلت الكل يعبر عن حزنه لهذا الاداء الهزيل ، ترى ماذا سيفعلون خلال الايام المقبلة سوى السفر والتمتع بمناظر بلاد الله الشاسعة، وترى ماذا هم فعلوا للمواطن العراقي سوى بعض القرارات البالية والفقيرة، الحقوق لهم ولأتباعهم المقربين ممن جاءوا معهم من الخارج، جاءوا وهم محملون بالعطايا ووجدوا من يزيدهم على عطاياهم، بينما من كان في العراق في زمن النظام السابق فهو ابن كـ... بنظرهم وهو من اتباع النظام حتى لو كان من المعارضين للنظام "البرلمان والحكومة شرعت قوانين لخدمة سجناء سياسيين من جهة معينة وشهداء منتمين لجهة معينة ومهجرين من بلدان معينه ، اغدقت عليهم ، اغرقتهم بالاموال ومازال الحبل على الجرار" بينما ابن البلد ابن الك... مازال يعيش الابن مع ابيه في البيت الذي امتلأ بالاخوة المتزوجين ولايستطيع العيش في منزل منفصل عن أهله حتى ولو بلغ من الكبر عتيا ، ومازالت امهاته الكبيرات بالسن يعملن في الاسواق لتوفير لقمة العيش ، ومازال الابن الذي اكمل دراسته ينتظر التعيين في دوائر الدولة وهو لايتعين لانه لاينتمي لتلك الجهة ،، ومازال،، ومازال،،،، وبعد ذلك ترى هل ان هنالك مقارنة بين نوابنا وساستنا الاشاوس وبين قفزة فيليكس ؟؟؟؟