Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

كلداني سرياني آشوري

ثلاث كلمات تشغل بال شعبنا بأكمله بسياسييه ومثقفيه ورجالات الدين فيه، ونجد هناك فورات من الغضب اذا مالت الكفة الى جانب معين او الاحتجاج اذا ذكرت الاسماء معاً وهنا نطرح سؤالآ: اذا ذكرت الاسماء هكذا او وضعنا حرف الواو بينهما ماذا سيكون الاختلاف؟ والجواب ليس بالامر الصعب لانه ستظهر وكأن كل اسم مستقل بذاته، بينما اذا رفعنا حرف الواو كما جاء بمسودة دستور اقليم كردستان فإن الثلاثة سيظهرون كواحد بل واحداً وان كان الاسم ثلاثياً هكذا يبدو غريباً.

والواقع يشير بوجود ثلاث كنائس مختلفة الطقوس لدى هذا الشعب وإن يوجد تداخلاً كأن يوجد من الآشوريين من يتبع الكنيسة الكلدانية او من ينتقل من الكنيسة الكلدانية الى الاشورية، وكذلك في الواقع السياسي فإننا نجد احزابأ آشورية صرفة او كلدانية صرفة وهناك من ينفتح على جميع الاطراف ليخرج من النطاق الضيق الى الواقع الاشمل، والاشكالات كلها او بمعضمها نجدها عند الكلدان والآشوريين بينما يبدوا ان السريان متواجدين في الاسم او يتفرجون وعليهم الصافي فالمهم ان اسمهم موجود وحقوقهم مصانة.

وإن فرضنا وجود حرف الواو بين الاسماء الثلاثة فهذا يقتضي بموجبه وجود ثلاث قيادات؛ واحد للكلدان وثانية للسريان وثالثة للآشوريين وعلى هذه القيادات ان تبدأ بالعمل من القاعدة لكي تأخذ الشرعية وصولاً الى قمة الهرم الكلداني او السرياني او الآشوري وقد نجد ان الصورة هنا واضحة كلٌ يأخذ حقوقه حسب اسمه لنصل الى ثلاث قيادات يمكننا جمعها بطريقة او بأُخرى لتكون قيادة موحدة تعمل من اجل الخطوة اللاحقة في جمع الاسماء الثلاثة وانصهارها بأسم واحد ربما يختلف عن الاسماء الثلاثة وكما كان المقترح (سوراي) او قد لا تجتمع لتبقى تعمل بمفردها وعلى الاقل وجود الاواصر بدرجة مقبولة للتشاور والعمل المشترك معتمدين على اللغة المشتركة والتاريخ والدين والحضارة و ...

لتصبح على واقع شبيه بواقع الدول العربية التي توصلت الى تشكل مجلس الجامعة العربية، وهنا علينا الوصول الى (جامعة شعوب السوراي) اذا كنا حقاً شعوب متعددة وليس شعباً واحداً وهذا الاسم اخترته من لغة هذا الشعب الثلاثي المحكية التي هي (السورث).

لكن اذا اخذنا الاختيار الثاني برفع الواو فإننا علينا ان نعمل كوحدة واحدة بمظلة واحدة تجمع الاحزاب السياسية لتصل الى قيادة موحدة، وهذه لا يجب مطلقاً ان يكون تشكيلها من فوق وانما من القاعدة ايضاً لكي تستمد الشرعية وهنا سنظهر للآخرين اننا شعب متحضر يجد الحلول لكل المعضلات ويتجاوز الخلافات الى سبل التفاهم ونزيد من اواصر التلاحم بين المكونات الثلاث وينتقل الكلداني بين قرى وبلدات السريان والآشوريين او اي من هؤلاء في قرى وبلدات الكلدان دون ان يجد حداً أو حرجا او مشكلة تحدد تحركه وسينظر الينا العالم بأننا موحدون او متحدون ولا يمكن لأي امور ان تفرقنا او تضعف صوتنا لان الكلداني سيدافع عن الآشوري عندما يتعرض الى الظلم وهكذا الآشوري لو تعرض السرياني لنصل الى واقع متقدم حضاري.

لكن قد يبدو هذا الحل الثاني في الوقت الحاضر جزءا من الاحلام لكن المهم يوجد من يحلم والحلم هو الاساس لكثير من الامور وكثير من الاحلام تتحول الى خطط واعمال ترى النور وتتحقق وها اننا نجد ان الاسم الثلاثي تم اعتماده ولا يمكن للآشوري ان يشعر بالظلم او الكلداني او السرياني لان الاسماء ذكرت معأ فالاسم مذكور وهو أو هم شعب اصيل في كردستان كما هم في عموم رقعة العراق. ومن الغرابة ان نجد من يطالب بذكر الكلدان او الاشوريين كل على حدة لان هؤلاء يختارون الاختيار الاضعف فالعمل الجماعي هو العمل المطلوب مستقبلاً.

وإننا نرى لو لم نتمكن من إيجاد قيادة موحدة لهذا الشعب كي تقود نضاله السياسي والقومي وتعمل من أجل تحقيق أحلامه في حكم ذاتيٍ ومستقبل آمن وإيجاد فرص العمل وأعادة الحقوق المغتصبة ووضع حد للهجرة و و و فإننا يجب أن لا نغيّب التنسيق أبدا لأن عملنا المفرد سيقودنا إلى التشتت وربما الضياع ونتحول إلى دول المهجر، كأن نقول: كلدان أمريكا أو كلدان أستراليا أو آشوريوا السويد وهكذا وربما لن نجد من يُسمون كلدان العراق بعد حين من الزمن إذا استمر الوضع على ما هو عليه والوضع الذي اختاره البعض ويعمل من أجل تحديده أو ترسيخه، وهذا البعض أو معضمه يعيش خارج أرض الرافدين أصلا ويبدو انه يريد أن يُفرّغ أرض الآباء والأجداد من أبنائه لنعيش بعد حين على أطلال الماضي.

بينما الحل اليوم موجود والمضلة موجودة وإن كان عليها تساؤلات أو ملاحظات لأن ما من عمل متكامل خاصة إذا كان العمل جديدا غير مسبوق، والملاحظات قد نجدها عند هذا أو ذاك لكن ما علينا هو أن نعمل على تطوير العمل وتكبير خطوة التقدم إلى امام وتعزيزها ووضع الأفكار موضع التنفيذ والمجلس الشعبي ممكن تطويره ليصبح برلمانا لهذا الشعب خاصة وإن المجلس مقبل على عقد مؤتمره الثاني في الفترة الزمنية القليلة المقبلة ليضم بين حناياه الكلدان والسريان والآشوريين ويتناقشوا معا ويحلوا مشاكلهم ويبحثون في أمور مستقبلهم ويقرروا ما يرونه صالحا لهم جميعا وعندها سيهرع ابن قره قوش لآلام ابن ألقوش وكذلك من هو في نهلة أو زاخو أو سميل أو عينكاوا و و و لأن الجميع واحد وعليها أن تعمل بإرادة واحدة لرسم معالم مستقبلها.

فأي الحالين أحسن أيها السادة من السياسيين أو رجالات الدين الأجلاء المحترمين؟ أفلا تفرح الكنيسة عندما تجد أبنائها يجتمعون تحت خيمة واحدة كما تجمع الدجاجة أفراخها تحت جناحيها؟ أليست هذه أفكار الإنجيل؟ وأفكار الواقع تدعونا أن نكون واحدا... إذاً ما علينا سوى أن نلتقي ونترك الماضي وآلامه خلف ظهورنا لنبدأ اليوم بنفس جديدة ونعمل بيد موحدة وعقل واحد وفكر نير لكي تكون مثل هذه الخطوات الصخرة التي نبني عليها بيت (السورايى) وسننال حتما بركة ربنا لأنه إن لم يبنِ الرب البيت فباطلا يبني البناؤون، فلنتوكل على بركته وننتظر نعمه الوافرة.

عبدالله النوفلي

9 تموز 2009

Opinions