لماذا تُهجرْالاقليات في العراق قسرا ؟
بعد سقوط النظام الفاشي عام 2003 تعرضت الاقليات الدينية الى إبادة جماعية في العراق، المسيحيين والصابئة اليزيديين الكاكائيين والبهائيين حيث كانوا عرضة لأعمال عنف وتهجير طالتهم في المناطق التي يتواجدون فيها ، مما أدى إلى هجرة الكثيرين منهم.
موقف ممثلية الامم المتحدة مخجل , كلما كنا نتحدث معهم نلتقي الجواب الاتي (السنة والشيعة يُقتلون أيضا ) وهذا جواب أعرج من منظمات دولية .
بعض دول الجوار هي التي تدعم هذا النهج بشكل مباشر وغير مباشر .
مناهج التدريس منحازة بإقتدار الى الاسلام وتغيب تدريس مادة التاريخ العراقي الصحيح مع مادة حقوق الانسان . يتجاهل التاريخ القديم وإبراز حضارة وادي الرافدين المتأصلة بحضارة بابل ونينوى .
البيت الداخلي لكل قومية او مكون صغير ممزق من قبل الاحزاب السياسية التي تُمثلها . وهكذا المؤسسة الدينية غير منسجمة بطروحاتها رغم صغرها ورغم الغبن الذي يقع عليها فهي ممزقة .
الموقف الدولي غير موحد بهذا الخصوص كل يدلو بدلوه.
الاسناد الدولي ضعيف مقاربة مع حجم الاضطهاد الذي يقع عليهم .
التغيير الديموغرافي حصل ويحصل أمام أعين الحكومات المركزية والحكومات المحلية على عموم العراق .
محاربتهم على لقمة عيشهم على قدم وساق دون حسيب ورقيب من قبل الحكومات المحلية والمركزية .
مؤسسات الحوار الديني ضعيفة جدا وإذا تواجدت تُهيمن عليها الاحزاب الكبيرة المهيمنة على السلطة بالنسبة لها هذا الموضوع غير مهم , كل طائفة يهمها أن تُهيمن على سدة الحكم لاغير .
ممثلين هؤلاء القوميات في البرلمان والحكومات المحلية ليست بالمستوى المطلوب خوفا من عصا الارهاب وخوفا من الاحزاب الكبيرة المهيمنة وخوفا على المصالح الشخصية والذاتية . والجميع ينطلق من مبدأ (خلينا نعيش ) وليس التفكير بمصلحة الجماهير التي إنتخبتهم .
المؤسسات والاحزاب والمنظمات التي تُمثل هذه القوميات الصغيرة هي الاخرى مصابة بمرض التملك والسكوت عن الحق عندما يحصل خرق قانوني او إعتداء على القومية وإذا تحركت بشكل حذر جدا للاسباب التي ذكرتها .
يجري تشويه أصول الدين مثلا يُتهم المسيحيين بأنهم يجلبون الدعارة الى البلاد لانهم يلبسون الزي الغربي .
يُتهم الصابئة نكسين لانهم يأكلون الحيوانات البحرية ونسائهم لايلبسون العباءة .
يُتهم اليزيديون إنهم يعبدون الشيطان وهذه عكس الحقيقة .
يُتهم الكاكائييون ذو ديانة باطلة لاأعرف السبب .
يُتهم البهاءيون دين جديد لا يعبد الله , لاأعرف صحة ذلك .
هناك حقيقة دامغة ما قدمته هذه المكونات الصغيرة من أطباء وعلماء وأكاديميين وثقافة وإحياء حضارة الرافدين هو الاكثر مما قدم في تاريخ العراق الحديث والقديم بينما نُتهمْ وتشوه صورتنا بالكثير من الأمور التي لا صلة لها بنا حيث نُتهمْ بالخونة والعمالة للاجنبي وهذه عكس الحقيقة .
المعالجات
التعايش السلمي لا يتحقق إلا بوضع استراتيجية عمل مستمر لإرساء مفاهيمه وتدريسه وتولي المجتمع المدني منهجية مدروسة ودقيقة لتنفيذ البرنامج .
الاعلام يجب أن يكون أكثر حيوية بهذه البرامج وإشاعة روح الاحترام لكل مواطن من منطلق "الوطن للجميع والدين لله"
العراق يخسر الكثير بهجرة هذه المكونات الصغيرة لانه يتوجه الى الانقسام الطائفي والقومي والديني كون هذه المكونات تتعامل سواسية مع الطائفية ومع القومية والدين بل تعمل الى جمع شمل العائلة العراقية بوطن إسمه العراق لاغير كون هذه المكونات الصغيرة تتميز بروح التسامح والتعايش السلمي أكثر من غيرها لانها تدرك هذا هو المبدأ الذي يحميها من العنف والقتل والتشريد والتهجير. عليه يجب وضع خطة مدروسة لايقاف الهجرة المستمرة الى الخارج .
كلمة المساواة في العراق ليس لها محل من الاعراب , يجري التمييز بين الرجل والمراة , بين هذا الدين وذاك ,بين هذه الطائفة وذاك بالاضافة الى التمييز القومي . وهذا هو سلوك دولة تحكمها أناس حرامية من الدرجة الاولى , أميين من الدرجة الثانية , جهلاء بالتاريخ درجة رابعة , فقيرين بكلمة الانسانية خامسا .
إذن الى اين نحن سائرون أيها الشعب الذي سيتوجه الى صناديق الاقتراع شهر نيسان القادم؟ ؟؟؟؟
15/3/2014