ليشمل حقل القومية في التعداد السكاني خيار "عراقي"
التعداد السكاني هام لاغراض الاقتصاد والتخطيط العلمي لمستقبل البلاد . ولكن للاسف هنالك من يريد تسييس هذا الامر لاغراض قومية وللمطالبة باستحقاقات فئوية لهذه الفئة او تلك . ولسنا هنا في وارد الاعتراض على هذا الامر رغم تأكيد الدستور على مساواة كافة العراقيين مهما كانت قوميتهم او دينهم او معتقداتهم .ولكن ما يشغلنا كمثقفين هو أن نعود الى السياسات القومية التي انتهجها النظام السابق وكان من نتائجها أن دمرت العراق وجعلته ورقة يتفاوض بشأنها الايرانيون والعرب في قضاياهم العالقة مع الغرب.
وهناك من ينتظر نتائج التعداد لاثبات الغالبية العربية الطاغية وبالتالي سيسعى الى تقليص دور الاقليات في رسم سياسة العراق. وعلى الطرف الاخر يقف الاكراد المصرون على بند القومية لاثبات نسبتهم وبالتالي حصتهم من الموارد وحسم الصراع على بعض المناطق.
ولايفوتنا أن نذكر بأن الكثير من العراقيين وخاصة في مناطق وسط العراق قد غيروا قوميتهم الى العربية نتيجة لسياسة الاستهداف والاضطهاد التي مورست ضدهم على يد النظام الصدامي المجرم . وسيقف هؤلاء حيرى امام حقل القومية فقد زال الاضطهاد ولم يعودوا خائفين من ذكر قوميتهم الحقيقية من جهة , وهم لايريدوا أن تستغل نسبتهم العددية في بعض المحافظات سياسيا من قبل بعض القوى لاثارة النعرات القومية بين سكان تلك المحافظات من جهة اخرى .
وأمام اصرار الاكراد على حقل القومية وهذه الاعتبارات الآنفة , أقترح أن تحتوي استمارة التعداد على اختيار "عراقي" جنبا الى جنب مع "عربي" و "كردي" . وسيوفر هذا الاختيار فرصة للكثير من العراقيين في التأكيد على قوميتهم العراقية وقطع الطريق أمام المتاجرين بأصولهم ورهن العراق لقضايا اقليمية هو في غنى عنها .
د. غسان الربيعي