Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مسيحيو العراق بين مطرقة المجاميع المسلحة وسندان الاتهامات المتبادلة

18/02/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/
نينوى16 شباط/فبراير(آكانيوز)- لا يزال مسلسل استهداف المسيحيين في نينوى مستمرا ليضاف إلى مسلسل العنف اليومي الذي تشهده المحافظة، رغم الإجراءات الأمنية المتخذة والتي تشتمل نشر كافة الصنوف الأمنية بالإضافة إلى الجهد ألاستخباري الخاص.
وبالرغم من التصريحات التي يدلي بها المسؤولون الأمنيون والمحليون بين الفينة والأخرى والتي تتحدث عن اتخاذ إجراءات لمنع تكرار حوادث استهداف الأقليات وبالتحديد المسيحيين، إلا أن الواقع يتحدث عن عنف لا يبدو انه سينتهي على الأقل ضمن المدى المنظور، بل وحسب مسؤول محلي فان هناك "مؤامرة كبيرة" من اجل إنهاء وجود هذه الأقليات في المدينة ولأسباب يقول عنها أخر "إنها تسبق الانتخابات من اجل تحقيق مصالح بعض الجهات المهيمنة على المدينة".
وفي تصريح لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) قال مسؤول لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى اليوم إن "عملية استهداف المسيحيين والايزيدية والشبك تأتي دائما قبيل الانتخابات، بل وأن هناك جهات تستفد من أصواتهم".
وأوضح عبد الرحيم الشمري قائلا "الاستهداف يأتي من كتل سياسية كبيرة وبالتحديد الأحزاب الكردية للحصول على أصوات الأقليات بالإضافة الى الجماعات الارهابية التي تعمل في المدينة والتي لا تميز بين المسلمين والمسيحيين"، مضيفا أن "الاستهداف لا يشمل المسيحيين فقط، فهناك اغتيالات منظمة ومستمرة في الموصل، وهناك العشرات من غير المسيحيين تم اغتيالهم في هذه الفترة".
وتتعرض كنائس المسيحيين لاعتداءات مستمرة، وفي شهر تموز الماضي تعرضت خمس كنائس وسط وشرقي بغداد للتفجير، وأرغم عشرات الآلاف من المسيحيين على الهروب إلى الخارج أو اللجوء إلى إقليم كردستان خلال أحداث العنف الطائفي التي شهدتها البلاد عامي 2006 و2007.
وعن أسباب استهداف المسيحيين بالموصل تحديدا قال الشمري "يوجد إشكال سياسي في الموصل وهو يختلف عن الإشكال في باقي المحافظات، فهناك تجاذب سياسي بين محافظة نينوى واقليم كردستان"، مشيرا الى ان "هناك نوايا مبيتة من قبل الاقليم في استقطاع اجزاء من المحافظة وفرض هيمنة البيشمركة وهو ما سيؤدي بالتالي الى تكريد الشبك والمسيحيين والايزيدية".


من جهته قال الناطق الرسمي لقائمة نينوى المتآخية في نينوى ان "الاخوة المسيحيين كانوا ولا يزالون مستهدفين من قبل الجماعات الارهابية في العراق عامة والموصل بصورة خاصة".
واضاف درمان ختاري لـ(آكانيوز) ان "الاجواء السياسية والامنية تسمح للإرهابيين بممارسة نشاطاتهم في نينوى وفي كل الأوقات وليس في ظروف الانتخابات فقط وهي تعمل على تفتيت المجتمع الموصلي".
وردا على اتهامات رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس المحافظة والتي اشار فيها بأصابع الاتهام الى الاحزاب الكردية في قضية قتل وتهجير المسيحيين قال ختاري "في حال استهداف المسيحيين فانهم يلجأون الى المناطق التي تسيطر عليها قوات البيشمركة مثل تلكيف والحمدانية ومحافظات اربيل ودهوك وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها حكومة الاقليم".
وتساءل ختاري ساخرا من تصريحات الشمري "لو كان الكرد هم من يستهدف المسيحيين اذا لماذا لا يلجأ المسيحيون الى ربيعة او القيارة او تل عبطة عندما يتعرضون للخطر في كل مرة؟".
وتشكّل الديانة المسيحية في العراق ثاني اكبر الديانات بعد الإسلام، حيث كانت تشكل نسبة 14% من مجموع عدد السكان، غير ان هذه النسبة انخفضت كثيرا بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990، وانخفضت بنسبة اكبر بعد سقوط النظام السابق عام 2003 حيث هاجر ونزح الكثير من المسيحيين بسبب الوضع الأمني المرتبك الذي ساد العراق خلال السنوات التي اعقبت سقوط النظام.

في حين اكد عضو في المجلس المحلي لقضاء الحمدانية ان "المسيحيين اصبحوا لعبة الكبار وضحايا الكرد والعرب وان الرئاسات الثلاث تتحمل المسؤولية كاملة بخصوص استهداف المسيحيين في المدينة".
واضاف لويس مرقص لـ(آكانيوز) ان "المسيحيين هم اصحاب الارض وهم اناس اصلاء وليس لديهم اية مشاكل مع العرب او الكرد وليس لديهم طموح اكبر من الحصول على الامان وان ينالوا حقوقهم حالهم حال اي عراقي"، محملا في الوقت نفسه الرئاسات الثلاث "مسؤولية ما يجري بسبب التكتم على نتائج التحقيقات فيما يخص استهداف المسيحيين".
وتابع مرقص قائلا "يوجد تنسيق مع المحافظة من اجل وضع حد لما يحصل ولكن هناك مشاكل عالقة في المحافظة ونحن المسيحيين كنا دوما نسعى الى حلحلة هذه المشاكل الكبيرة العالقة مابين قائمتي الحدباء والمتآخية والتي حولت المحافظة الى ساحة صراعات لأجندات مختلفة نحن من يدفع ثمنها دائما".


اما بخصوص المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة قال مرقص "كنا نامل ان ندخل الانتخابات بدون كوتة لكن الحيف الذي اصابنا في الانتخابات السابقة جعلنا نصر على الكوتة للحفاظ على وجودنا وسط الصراعات التي يخوضها الكل من اجل القومية والمذهبية والطائفية".
واضاف "ان هناك محاولات من اجل الاستحواذ على المقاعد المخصصة لكوتات المسيحيين والشبك والايزيدية من قبل الاطراف السياسية المتصارعة في المنطقة فهناك محاولات من الكرد والعرب للاستحواذ على مقاعد الكوتات والتي هي جزء من استحقاقهم الانتخابي"، مشيرا الى "وجود 50 مرشحا يتوزعون على خمس قوائم لخمسة كتل سياسية مع وجود قائمتين مفردة".
وتعد مدينة الموصل (400 كم شمال بغداد) ذات الاثنيات والقوميات المتعددة مسرحا للأعمال المسلحة منذ سقوط النظام السابق في العام 2003، ورغم تطبيق أكثر من خطة أمنية فإنها لازالت تعيش حالة من عدم الاستقرار لاسيما بعد انسحاب القوات الأمريكية من وسط المدينة نهاية حزيران.

(آكانيوز) أ م أ- م ف/16/2/2010
Opinions