Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مفارقات بين الامس واليوم

 

 

كثيرة هي الطرائف والمفارقات التي تداولها المقاتلون الأنصار والبيشمركة في كردستان، اثناء مقارعتهم النظام الدكتاتوري السابق. ومنها تخيلهم للمعارض المترف الامن المستقر، الذي يجلس في بيته، بين عائلته، موفراً لنفسه جميع مستلزمات الراحة والرفاهية وملذات الاكل والشرب والملبس، ومن هذه الاجواء يعيب هؤلاء على المقاتلين تقاعسهم عن القيام بعمليات عسكرية ضد اجهزة النظام، دون ان يقدم اي فعل ملموس لدعم كفاحهم.

حينما يحل الليل ويحلك ظلامه ويشتد البرد القارس، ويهطل المطر، وخاصة عندما ترافقه عواصف شديدة، او في اكثر ساعات تساقط الثلوج، اذ تنعدم الرؤية الى مسافة متر؛ في هذه الاجواء يشتد نقد المعارض المترف الغارق في اجواء الراحة، يحدث من حوله، (هذه ساعات الذئاب، لكن اين هم الذئاب؟) ويقصد انها فرصة الانصار المقاتلين المناسبة للقيام بعمليات عسكرية على اجهزة النظام. في وقت لا تتمكن مخيلته من تصور الكيفية التي يتحرك بها هؤلاء الانصار المقاتلون، وكأن اجسادهم عصية على البرد، وملابسهم مانعة من تسرب زخات المطر، وان عيونهم تخترق كل هذا الظلام، وكأن قدراتهم خارقة في الوصول الى هدفهم في تلك الساعة كما يتخيل، ولم يكن يعلم ان تأثير الظروف الجوية عليهم اكثر قساوة من تأثيرها على اجهزة النظام المتمترسة في مقرات كونكريتيه عصية على الاقتحام.

لم يفكر هذا النوع من المتخيلين ماذا يأكل الانصار؟ هل لهم في تلك اللحظات من اغفاءة بعد تعب المسير؟ كيف سيتحملون وهم في العراء كل هذا البرد؟ كيف هي احوال مرضاهم و جرحاهم؟ هل نفد عتادهم بعد معركة امس؟ هذه الاسئلة التي تخص ظروف حياة الانصار ومعيشتهم لا تمر في ذهن الذي يبعد نفسه عن تفاصيل الظروف والاحوال.

أقارن هذه المفارقات، على مرارتها، كونها ترافق تقريبا، اي نشاط مدني ديمقراطي، يقدم عليه التيار الديمقراطي، وهو يسعى مع بقية القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية الى تغيير اللوحة القاتمة، وعرض تصوراته عن الازمة وسبل الخروج منها، عبر حشد القوى المدنية الديمقراطية، بهدف احداث تغيير في مجرى العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية، واعادة بنائها على وفق المواطنة، وتحقيق الديمقراطية التي لا تختصر باجراء انتخابات دورية، بل بتوفير كافة الضمانات الاجتماعية والصحية والتعليمية وفرص عمل وسكن لائق، وكل ما من شأنه ان يحفظ كرامة المواطن.

فمفارقة عدم تغطية المؤتمر الشعبي للتيار الديمقراطي، رغم حضور اكثر من خمس عشرة قناة فضائية، نصبت كاميراتها وسجلت وقائع المؤتمر، خاصة تلك التي تسهم في ادارة برمجها شخصيات مدنية؛ مفارقة من هذا النوع لا يمكن بكل الاحول ان تحسب على انها خطأ فني!

ان اجراء التغيير الذي طال انتظاره ليس مرهونا بنشاط مجموعة معينة من الناشطين السياسيين والمدنيين، بل هو مهمة جميع انصار الدولة المدنية الديمقراطية، ويبدأ من اقتراح الانشطة والمساهمة فيها، وحشد الرأي العام حولها، وتوفير كل اشكال الدعم المادي والمعنوي والاعلامي والتعبوي لها.

نعم هناك نواقص جدية في انشطة وفعاليات التيار الديمقراطي من جوانب عديدة، منها ما يتعلق بالتحشيد، الاتصالات، المتطوعين، التغطية الاعلامية، الى جانب النقص الشديد في الموارد المالية. والتيار الديمقراطي طالما شخص ذلك، والعلاج ليس بالتشخيص وحده على اهميته، وانما بتلافيه وهذا ممكن فقط بالمساهمات والمبادرات والاستعداد الى تقديم الدعم، من قبل جميع المتطلعين الى اقامة الدولة المدنية الديمقراطية.

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
هل يصبح العراق واحة تعايش بين العرب والأكراد والسنة والشيعة والكلدان و.. بعد الأنتخابات ؟ حبيب تومي/ مصادفة ان يكون مائة عام قد مضى على رسم حدود وخرائط المنطقة وقيام كيانات سياسية على انقاض الأمبراطورية العثمانية حيث كانت كتابنا ومثقفينا يداً بيد مع البطريرك الجليل سمير اسطيفو شبلا/ ها ان البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو قد استقر على كرسيه في بغداد عاصمة العراق، بعد تعب وإرهاق فكري وبدني منذ عقد سينودس الكنيسة الكلدانية في روما ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا لان البيضة والدجاجة لهما جذور تمتد الى اعماق التاريخ لذا حين نتحاور في شأن اسبقيتها ندخل في حلقة مفرغة ... الا ان تسمياتنا رغم كونها هي الاخرى تمتد لالاف السنين الا ان ذلك لم يكن هو السبب لدخولنا في الحلقة المفرغة بل لان هذه التسميات فرضت علينا من الخارج وحين اردنا التشبث فيها وكأنها (التسمية) اهم من مصير شعبنا المسكين دخلنا هذه الحلقة ... فتاريخ العراق وشعبه وحضارته عريق يمتد لالاف السنين اما الفكر القومي فلم ينشأ الا قبل بضع مئات من السنين ... بموجب الدراسات العلمية سنقول كانت بلاد النهرين مسكونة بالبشر قبل السومريين ولان السومريين انشأوا الحضارة لذا يبتدأ التاريخ من عندهم ، فالسومريون هم سكان العراق الاصليين والذين يقولون انهم جاءوا من مكان اخر كانت لهم غايتهم لان هذه النظرية جاءت بعد فشل النظرية القائلة بان الاكديين بين لغتين نزار حيدر/ الاولى؛ هي لغة الأرقام والإحصاء. والثانية؛ هي لغة الإنشاء والتهريج.
Side Adv1 Side Adv2